21-12-2013
رغم أن المتابع لتصرفات وممارسات الحوثيين في اليمن لا يحتاج لكبير عناء لاكتشاف علاقة الجماعة بإيران وولائها التام لحكم ملالي طهران, ورغم إنكار كل من الحوثيين وطهران لتلك العلاقة, إلا أن الأدلة الكثيرة تثبت بما لا يدع أي مجال للشك وجودها, بدءا من تأثر زعيمهم الحوثي حسين بدر الدين بسيرة الإمام الخميني، واعتقاده بإمكانية تطبيق النموذج الإيراني على اليمن, وقيام أحد أشقائه بتدريس مادة عن الثورة الإيرانية في الدورات التدريبية "لاتحاد الشباب المؤمن" الذي أنشئ في عام 1986 بدعم إيراني.
وصولا لإقامة والده (بدر الدين الحوثي) في طهران وقم بعد خلافه مع عدد من علماء المذهب الزيدي, والزيارات التي قام بها "حوثيون" إلى إيران, والدعم الإعلامي الإيراني الواضح للتيار الحوثي في حربه مع السلطة اليمنية، من خلال قناة "المنار" و"العالم" وغيرهما من القنوات الرافضية.
وليس انتهاء بعثور الجيش اليمني أثناء تمشيطه مواقع للحوثيين على مخازن أسلحة ورشاشات خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى "بعضها" إيراني الصنع, ناهيك عن التقارير الإخبارية التي تؤكد أخبار تدريب إيران لمليشيات حوثية في كل من إريتريا وصعدة.
ورغم محاولة الحوثيين ارتداء قناع معاداة أمريكا وإسرائيل لكسب المؤيدين والأنصار, مقتدين بذلك بأسيادهم في طهران, إلا أن حربهم الأخيرة المستمرة على بلدة دماج السنية كشفت جميع تلك الأقنعة, وأظهرت تصلبا وحقدا شديدا على أهل السنة, بينما كشفت عن مرونة شديدة من قبل أسيادهم مع كل من الغرب وأمريكا واليهود.
وكانت آخر الأدلة على ارتهان الحوثيين للسياسة الإيرانية وخضوعهم الكلي لها, ما تم تسريبه من بعض القيادات الحوثية, ونقلتها مصادر مطلعة لهمدان برس, من أن ضغوطا إيرانية كثيرة مورست على الحوثيين باليمن منذ أكثر من شهر لتنفيذ البنود التالية:
1- اسقاط شعار الموت لأمريكا وإسرائيل نظراً للتصالح والتحالف الأمريكي الايراني، وقد تم منذ أكثر من شهر إخلاء كافة شعارات العداوة لأمريكا واسرائيل من كافة شوارع المدن الايرانية، وقد شددت إيران على الحوثيين بتنفيذ هذا البند في أقرب سرعة ولو بالتدريج، وقد ظهر اليوم إسقاط الشعار الحوثي حيث خلت المسيرة الحوثية اليوم بصنعاء من رفعه مما يؤكد عمالة الحوثيين لأمريكا كعميل ثان بعد إيران.
والجدير بالذكر أن السفير الأميركي سئل عن شعار الحوثيين فقال: هو مجرد شعار لا يحمل حقيقة في الواقع، كما سئل السيد يحيى بن بدر الدين الحوثي عن هذا الشعار منذ فترة عبر قناة المستقلة فقال: هو مجرد كلام وليس بيننا وبين أمريكا أي عداوة, ولم يحصل منا أن قتلنا أحدا لا من إسرائيل ولا من أمريكا فأمريكا بخير وإسرائيل بخير.
2- تعجيل ترتيب الجماعة الحوثية باليمن بحيث تستقل بحكومة مستقلة أو تحصل على تصريح من الدولة اليمنية كحزب مقاومة يحق له امتلاك الأسلحة الثقيلة ولو على الأقل كحزب الله اللبناني.
3- جعل سيادة القيادة العليا محصورة بشخصيات من آل البيت تؤمن بالمذهب الاثني عشري وعدم تسليم القيادات الحساسة لأي قبليين إلا في حالة الحاجة لهم بشرط أن يكونوا تحت الرقابة.
4- التخلص من بعض القيادات غير موالية للفكر الاثني عشري سواء كانوا من آل البيت أو غيرهم, و ربط الجماعة الحوثية بالاستخبارات الايرانية الموكلة بسفارة إيران بصنعاء.
5- تنصيب قيادة حزب الله اللبناني كمشرف عام على قائد الجماعة الحوثية باليمن واستشارته في الأمور المصيرية.
فهل يمكن بعد كل هذه البنود والمطالب التشكيك بولاء الحوثيين لطهران؟! وهل يمكن للحوثيين بعد كل هذه الفضائح الادعاء بأنهم يعادون أمريكا أو إسرائيل؟!
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث