منطلقات المنهج الرافضي في فلسطين ( الدوافع والأسباب)

بواسطة لجنة الدفاع غزة قراءة 2827
منطلقات المنهج الرافضي في فلسطين ( الدوافع والأسباب)
منطلقات المنهج الرافضي في فلسطين ( الدوافع والأسباب)

لجنة الدفاع عن عقيدة اهل السنة – غزة

12-8-2012

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين: وبعد

طفت على السطح في الآونة الأخيرة ظاهرة التشيع في غزة، وكثر الحديث عنها  بين أوساط المسلمين عوامهم ومثقفيهم

وإنما كان التعبير بالطفو لأن ظاهرة التشيع والدعوة إليه موجودة منذ بدأ النشاط الشيعي المعاصر بالحراك والتوجه لإقناع الناس بهذا المنهج الكفري العفن.

ومن الطرق التي سلكها الدعاة إلى هذا المنهج الكفري التواصل مع أي رأس فلسطيني مهما كان توجهه وانتماؤه، فبدأ التواصل مع قيادة منظمة التحرير الفلسطيني والتي بدورها وبحكم علاقتها مع بعض الدول العربية كانت ترفض التشيع جملة وتفصيلا، ليس تديناً ولا حفاظا على عقيدة ومنهج، بل كان هذا الرفض ناتجاً عن سياسة واستراتيجية تخص منظمة التحرير الفلسطينية والتي تتبع بدورها للنظام العربي الذي كان قائماً آنذاك، ولا يزال بعضه موجوداً حتى يومنا هذا.

ومن جهة أخرى كان لتصدي الشيخ سليم شراب رحمه الله تعالى وبعض المشايخ معه بالغ الأثر في تقويض الوجود الشيعي في غزة، إلا أن الشيطان كعادته لا يترك أتباعه من الأز والتحريض على دين الله وأهله، حيث أنه استمر على التحريض والتشجيع حتى نشط أتباعه من جديد فكانت الحيلة التي قطعت ظهر الضعيف فتوجه هؤلاء الدعاة على أبواب جهنم  إلى قيادتي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وبعدها قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس

فاستجابت الأولى للولاء الكامل والمبايعة أما حماس فلم تقبل الولاء الكامل والمبايعة واكتفت بالاتفاق على آلية للتعاون المشترك وقبلت المال من قيادة هؤلاء الدعاة للتشيع وتم تواصلها مع قيادتهم المتمثلة في القيادة الإيرانية.

فأصبح عندنا حالتان إيجابيتان بالنسبة لقيادة هذا المشروع الشيعي الخبيث.

الحالة الأولى: وهي حركة المقاومة الإسلامية حماس :

فحماس حركة لها ثقتها وثقلها في  الوسط الفلسطيني ولذلك كان تحركها بهذا الاتجاه خطير جداً ومدمر لعقيدة أهل السنة، وفي المقابل كان جد إيجابي بكل المعايير بالنسبة للشيعة الخونة.

فحماس عندما رضيت بالدعم المالي من إيران كان لزاماً عليها احترام إيران وكل من يتبع لها لأن خسارة حماس لإيران أصبحت تعني خسارة ملايين الدولارات التي تقوم عليها الحركة ولذلك عمدت حماس إلى مدح إيران في السر والعلن وكذلك فعلت الغالبية العظمى من أنصارها  فهم لم يكتفوا بمدح إيران وسوريا وحزب الله فحسب، بل اعتبروهم المنقذ للعالم الإسلامي، وهذا المدح بدوره سهل قبول الشيعة على نفوس كثير من أبناء السنة حتى أن أحدهم ليقول لا خلاف بيننا وبينهم إلا في بعض الأمور المذهبية البسيطة، لذلك تراه يمدح ويمدح في إيران وسوريا وحزب الله حتى زينوهم وأظهروهم بمظهر الأبطال  في نظر العامة من المسلمين مما أدى إلى خداع عامة المسلمين بهؤلاء الشيعة الخونة.وهذا كان من أهم الاسباب التي خدمت الشيعة في ترويج منهجهم الفاسد على أهل السنة في فلسطين. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ولم تكتف حماس بعدم مهاجمة الشيعة أو الحديث عنهم في الخطب والدروس والتجمعات والمناسبات بل ذهبت إلى أبعد من هذا بكثير فقامت بملاحقة كل من يهاجم الشيعة أو يتكلم عنهم في الدروس بل ومنعت الكثير من المشايخ الذين كانوا يتحدثون عن الشيعة ويفضحون منهجهم الفاسد، وبما أن هذا هو الحال فلقد جهزت وتجهزت الساحة للشيعة أن يدعوا إلى كفرهم بدون معوقات فلا ملاحقة نفسية ولا معوقات دعوية ولا مواجهات عقائدية مع أهل السنة فنشطوا وتشجعوا لذلك وصالوا وجالوا بدون حسيب ولا رقيب مما أدى إلى وصولهم إلى هذه الحالة الدعوية التي نراها اليوم في غزة والتي تعتبر نتائجها انجازا مهما بالنسبة للشيعة المجرمين.

وأصبحت الصورة في غزة والحال كذلك؛  سني يريد نشر عقيدته وايقاف الشيعة وفضحها ولكنه لا يملك مال ولا مقال وشيعي له دروس في بعض البيوت والتجمعات ومعه المال فاستطاعوا أن يتغلغلوا بين عباد المال الذين لا دين لهم واستقطابهم لمنهجهم الفاسد.

وعلى هذا فلا يمكن أن نبرئ ساحة حماس مما اقترفته من أفعال أعانت الشيعة على التغلغل في قطاع غزة الحبيبة.

فحماس هي أحد الأسباب المباشرة لنشر التشيع في غزة.

وكذلك تذرع حماس بأن إيران دولة ممانعة تعادي أمريكا واليهود والتغني بهذه الاسطوانة التي ازعجوا آذاننا بذكرهم لها وتكرارهم إياها على مسمع ومرأى الجميع حتى على المنابر في خطب الجمعة وفي كتاباتهم ولقاءاتهم المسموعة والمقروءة؛ مع أن إيران وعلى الملأ صرحت أنه لولاها ما استطاعت أمريكا أن تحتل أفغانستان وكذلك العراق.

أما احتمالية وجود صدام بين أمريكا وإيران فهذا وارد فمعلوم أن الصهيوصليبية تأخذ ما تريد ثم تلقى بعميلها في مزابل النسيان؛ ولا حرج لو كان كدولة إيران أن يهاجموه ويضربوه بالنعال لو عارض مصالحهم.

الحالة الثانية: حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين:

وهي صاحبة المسؤلية الأكثر من حماس، فحركة الجهاد هي التي تابعت إيران متابعة كاملة فألفت لها الكتب ودعت المسلمين للالتحاق بركب الأكذوبة المعروفة باسم الثورة الخمينية وحرضت الناس على ذلك فتراهم يعقدون الاجتماعات والمهرجانات ليكيلوا فيها كثير المدح والثناء لأسيادهم الروافض وعلى رأسهم الخميني الخائن لله ورسوله، ويدغدغون مشاعر جهالهم بذكر أمور لا ثبوت لها ولا صحة مثل أن إيران هي التي ستحرر القدس وهي الدرع الواقي للمقدسات والتي تعمل ليل نهار من أجل الحفاظ عليها وتحريرها.

وحركة الجهاد أو تحت غطائها عقدت الدروس المتواصلة والتي يتم فيها تدريس المنهج الشيعي الخبيث وهي التي تقوم بتوزيع الكتب الخاصة بذلك وتدريسها منهجياً وهذا من خلال عمل منظم متواصل عبر قيادات أكبر من دوائر العمل الظاهرة

وهكذا من خلال بعض الشخصيات القيادية المستأجرة في حركة الجهاد في فلسطين التي تتبنى التشيع وتنظر إليه ولكنها تؤثر العمل بالتقية التنظيمية لكي لا ينفر أبناء السنة الذين غرروا بالشعارات الكاذبة فترى هؤلاء يدعون للشيعة والتشيع ولكنهم في نفس الوقت يقولون لسنا منهم، بل نحن متعاطفون معهم ونحترمهم لما يقدمونه لنا كفلسطينيين من مساعدة ونصرة ويحشون السم في العسل، وكذلك يطردون من يرونه يعلم برنامجهم وخبثهم ويبعدونه بعيداً، وفي أحسن الحالات يبقونه في حركتهم ولكن يبعدونه عن الأنظار وعن الاطلاع على مجريات الأمور.

وتقوم بعض القيادات في حركة الجهاد الإسلامي بتوزيع الكتب وتعليمها لأبنائهم في الحركة وليقوموا هم بدورهم بتعليم من يثقون به ومن يظنون أنه سيقتنع بفكرهم هذا.

أما طريقة اصطياد فرائسهم فهي من خلال الإنتقاء المحكم والدقيق فحركة الجهاد تنقسم إلى  له وهناك بينهم على درجات إختلاف بينهم بخصوص قناعاتهم.

أما طريقة العمل والإستقطاب فهي كالآتي

يعتمد المتشيعون المتسترون بحركة الجهاد في طريقة الاستقطاب على عوام أبناء الحركة فينشرون كلاماً هنا وهناك لجس نبض العوام عندهم ويتابعون ردة فعلهم ومن ثم يطرحون ما عندهم من كفر بهدوء على هذا المسكين الذي رأوا فيه أرضية خصبة لما رأوا أنه يستقبل منهم ويقتنع بدون مقاومة أو نقاش أو ربما إقتنع بعد نقاش من بعيد .

وبعد هذه الخطوة والتأكد من قبوله لطروحاتهم يتواصلون مع الخط الثاني والذي يتبنى التشيع مباشرة ويدعو من خلال جلسات منظمة وحالة دعوية متكاملة ويتم دمجه في إحدى الجلسات ويتم تعريفه على أميره الذي يتولى أمره وعندما يصل إلى هذه المرحلة يكون قد دخل في هذا المستنقع الآسن العفن ويتم نقله غالباً من مكانه في الحركة الذي كان فيه سابقاً إلى مكان في هذا التنظيم والذي يعتبر حاضنة لمن يقتنع من عموم أبناء حركة الجهاد بكفرهم الذي يسمونه تشيع.

كما يعتمد حمير إيران في تشييعهم لأبناء السنة طريق المال حيث أنهم يصرفون لكل منتسب راتباً يعتاش منه ، وبعد التأكد من إرتياحه لهذا الراتب وأنه أخذ مأخذه منه يتم التلميح له بعدة أمور والتي يلزمه أن يقبلها مثل أن يمدحوا الخميني أمامه وهو لا يعارض إن لم يؤيد ويناصر وكذلك يمدحون حزب الله وغيره من الكفار الأشرار الذين يعتدون على الصحابة الأخيار بل وعلى دين الله كاملاً،  وهو بدوره لا يستطيع الإعتراض خوفاً على الراتب.

صحيح أن في حركة الجهاد الكثير ممن يعارضون هذا ولكن معارضتهم لا قيمة لها لأنهم إما أن يضطروا للسكوت خوفاً على الراتب أو أنه يتم تهميشهم وإقصاؤهم  ووضعهم في أماكن لا تسمن ولا تغني من جوع ثم يكون مصيرهم الطرد لو أثروا على مسيرة هؤلاء المتشيعين وإن كانت تطول المدة إلا أنهم يطردون في النهاية، لأن لسان حال الحركة يقول إن لم تتشيع معنا فلا تعارضنا وإلا طردناك ومنعنا عنك المال.

ولم يكتف هؤلاء المتشيعون بالدعوة إلى كفرهم سراً فحسب بل صرحوا وتناقشوا فيما بينهم على أن يعلنوا عن جماعة مستقلة تتبنى التشيع منهجاً معلناً بعد أن عدلوا عن إعلان حركة الجهاد حركة شيعية رسمية لعدم نجاح هذا الإقتراح وقلة مؤيديه مما أدى إلى إقتتال داخلي بين المؤيدين والمعارضين  أسفر عن مقتل وجرح بعض الأفراد في مدة زمنية بسيطة.

ولازال الأمر مطروحاً ينشط ويفتر بين الحين والآخر بحسب المجريات  المعاصرة والمتلاحقة وما ينتج عنها. 

من هو السبب الأول في هذا كله؟

أما السبب في كل هذا الذي حدث ولازال يحدث هو تقصير أصحاب رؤوس الأموال من أهل السنة الذين قصروا في تبني المجاهدين في فلسطين وقضيتهم مما إضطرهم للإلتحاق بمن يتبنى قضيتهم ويدعمها فلما وجدوا إيران تتبنى ذلك فرحوا فرحاً شديداً وتوجهوا لها ومدوا أيديهم لها وهي كالعادة لم تقصر في ذلك طمعاً في نشر التشيع والذي هو العباءة التي تدخل من خلالها لأهل السنة فإيران تدخل لأهل السنة من باب دعم المقاومة ثم منه إلى تبني التشيع ومنه إلى تبني مشروع إعادة مملكة فارس.

وكذلك تقصير دعاة أهل السنة من تبيين خطر التشيع في الوقت التي كانت فيه الساحة فارغة لذلك وجاهزة لإستقبال ذلك وتوطيده بدون مقاومة أو رد. وكذلك تقصير الدعاة في تعريف الناس بالقرآن ودرجة عظمته وثبوته وخطر مخالفته علاوة على إنكار حرف واحد منه وكذلك تبيين خطر التنقص أو التعرض لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوجاته الطاهرات العفيفات وكذلك التقصير في التعريف  بالصحابة والصحابيات وفضلهم ودورهم.

فالواجب على أولى الأمر من أهل السنة أن يسدوا هذه الثغرات مادياً وعلمياً، فالمسلمون لو لم يسمعوا منهم ولم يروهم أمامهم في الميدان قطعاً سيتوجهون لغيرهم فالنفس جبلت على حب من يهتم بها ويقوم على أمورها ويعتني بها وينصرها.

وإن كانت النفسيات المريضة والمترددة في دينها هي وحدها التي تقبل مثل هذه الكفريات والافتراءات على دين الله تعالى وناقليه من الصحابة والصحابيات مقابل بعض الأموال والمغريات ، إلا أن ما ذكرته هي الأسباب الأهم والأكثر تأثيراً فالنفس لو تعرضت للفتن تفتتن إن كانت ضعيفة وقليل من يصبر ولذلك علينا ألا نعرض نفوس الضعفاء في زمن الغربة لهذه الفتن المتلاحقة والملبدة بعضها فوق بعض ثم نندم بعد فوات الأوان.

وبالله التوفيق .



مقالات ذات صلة