إيران تسطو على شعار المقاومة بضجيج وأقوال بلا أفعال ...

بواسطة عبد الرؤوف الرملي قراءة 1391
إيران تسطو على شعار المقاومة بضجيج وأقوال بلا أفعال  ...
إيران تسطو على شعار المقاومة بضجيج وأقوال بلا أفعال ...

في محاولة لتزييف التاريخ والسطو ظلما وعدوانا على هذا الوسام الشريف الذي أختص به أهل السنة على مر الدهور والعصور ,,ويساعدها في ذلك أعدائنا من اليهود والصليبية الجديدة ومع الأسف بعض التنظيمات الفلسطينية التي لا تدرك الأبعاد الخطيرة فيوصف إيران بالدولة راعية الممانعة والمقاوِمة ..

فمنذ فجر الإسلام وأَهل السنة هم رافعوا راية الجهاد والقتال لأعداء الله وإلى عصرنا الراهن فيما لم يعرف عن الشيعة منذ نشأتهم في أواخر عصر الصحابة إلا الخيانة والتآمر وإثارة الفتن في هذه الأمة ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الشيعة : وهم من أجهل الناس بالنظريات ولهذا كانوا عند عامة أهل العلم والدين من أجهل الطوائف الداخلين في المسلمين , ومنهم من أدخل على الدين من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد , فملاحدة الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم دخلوا , وأعداء المسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا , واستولوا بهم على بلاد الإسلام وسبوا الحريم , وأخذوا الأموال , وسفكوا الدم الحرام , وجرى على الأمة بمعاونتهم من فساد الدنيا والدين مالا يعلمه إلا رب العالمين ..هـ ( مختصر منهاج السنة للغنيمان ) ..

فعمر رضي الله عنه هو فاتح بيت المقدس ومحرره ,, وبعد مئات السنين من حِفظ أهل السنة له ,,إحتلت الصليبية هذا المكان المقدس عام 493هـ  بتقصير أو بمعاونة من الفاطميين الشيعة الذين كانوا يملكون أقوى الدول وخيرة المال والسلاح في مصر والشام  لكن لم يدر

في خلدهم تحريره حتى جاء صلاح الدين السني ليهدم بنيان الاحتلال الصليبي من قواعده ويهزمهم شر هزيمة  ,, بعد استعدادت سابقة من عماد الدين[1] زنكي ونور الدين زنكي رحم الله الجميع ..

 ثم بعد الصليبيين جاء الإحتلال التتري المغولي للعالم الإسلامي وتدمير بغداد على أيديهم عام 656 هـ  طبعا بمساعدة الشيعة الرافضة كالعادة ..

واستمر مسلسل التدمير المغولي حتى تحطم على صخرة أهل السنة في فلسطين في معركة عين جالوت والتي قادها سيف الدين قطز والظاهر بيبرس الذي سحق فلول الصليبية بعد ذلك في بلاد الشام وحلفائهم الباطنيةالحشاشية[2]..

 ومن ثم جاء الحكم العثماني السني لبلاد المسلمين الذي أذاق الصليبية في المشارق والمغارب الويلات حتى كانت السفن الأمريكية لا تتجرأ على دخول المتوسط إلا بإذن السلطات العثمانية بعد دفع الجزية ,, ولم يكن وضع الروس بأفضل حالا خاصة بعد حرق موسكو على أيدي العثمانيين ..

وعلى أرض فلسطين تحطمت أحلام نابليون في معركة عكا التاريخية ليجر أذيال الخيبة والخسران على يد القائد العثماني أحمد الجزار..

بعد الإحتلال البريطاني لفلسطين عام 1917م كان أهل السنة هم حملة راية الجهاد أمثال عز الدين القسام السلفي وعبد القادر الحسيني وأمين الحسيني وحسن سلامة وغيرهم كثير [3] .... بل كل الثورات ضد البريطانيين مثل ثورة البراق عام 29 وثورة36 - 39أهل السنة هم حملة رايتها وموقدو شرارها ..

ولم نسمع للشيعة حينها حسا ولا نفسا ,, بل إن الدروز الشيعة في فلسطين قد أعانوا المحتل الغازيعلى حرب أهل فلسطين ...!

وفي حرب 48 خاضت الجيوش العربية السنية الحرب الضروس ضد اليهود ولقنتهم الدروس القاسية وكادت فلسطين أن تتحرر لولا الخيانات وتلك مقابر جنودهم في ثرى فلسطين تشهد على ذلك..[4]

ثم جاءت حركات التحرر الفلسطيني كحركة فتح وغيرها من الحركات وخاضت ضد اليهود معارك الكر والفر وأربكت حسابات العدو وأنتصرت المقاومة الفلسطينية في مواجهات مع الصهاينة كمعركة الكرامة الشهيرة عام 1968م [5]... وجاءت بعدها حرب تشرين عام 73 واقتحام القوات المصرية لخط بارليف على الجبهة المصرية وخاض الجيش العراقي ذو القيادة السنية على الجبهة السورية ملاحم مع القوات الصهيونية وحمى دمشق من السقوط , تلك المدينة العريقة التي كان يتربع على سنام حكمها النصيري حافظ الأسد ..

 وبعد إنتقال المقاومة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية  إلى لبنان في بداية السبعينيات وإلى خروجها عام 82 كان أهل السنة من اللبنانيين والفلسطينيين هم من يقارع العدو الصهيوني فيما كان شيعة لبنان في سبات ولم يصحوا إلا على الكيد لتلك المقاومة وسحق المخيمات الفلسطينية في لبنان كما فعل النصيري حافظ الأسد ومن بعده حركة أمل الشيعية ..

إلى هذا التاريخ الطويل من المنازلة المصيرية مع الغزاة والمحتلين لم يسجل التاريخ موقفا واحدا يبيض وجوه الشيعة ويذكر ولو على استحياء منازلة أو مقاومة للمحتل علىأرض فلسطين أو غيرها من بلاد المسلمين ..

بعد حقبة الثمانينيات وتأسيس حركة حماس في الكويت بدأت مقاومة الداخل الفلسطيني ..

في داخل فلسطين لم يَدعِ أحد من حركات المقاومة الفلسطينية أنه شيعي إثني عشري بل كل تلك الحركات تعلن أنها تدور في فلك أهل السنة والجماعة ..

لم يسجل الشيعة دورا قتاليا في مقاومة الصهاينة خلال هذه الحقبة بالرغم من وجود جبهات ملاصقة لهذا الكيان في الجولان والجنوب اللبناني إلا ما كان من بعض المسرحيات الهزلية لحزب اللات والتي انتهت في عام 2006 بعد التفاهم مع اليهود على إغلاق ملف الإحتكاك الصوري في الجنوب اللبناني ..!!!!

والدليل على ذلك أنه بالرغم من المنازلات الشرسة بين أهل غزة وجحافل بني صهيون مثل[6] :

الرصاص المصبوب عام 2008

عامود السحاب عام 2012

الجرف الصامد عام 20014

فإن الشيعة عموما وحزب اللات خصوصا لم يتجرأ أحد منهم على إطلاق صاروخ واحد تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال هذه الحروب الثلاثة على قطاع غزة ... فهل هذه هي مقاومة الشيعة التي قرعوا رؤوسنا بها .. ؟؟؟

بعد هذا الإيجاز المختصر عن دور أهل السنة في مقاومة الأعداء وجهادهم

في السنين الأخيرة بدأت إيران تضغط إعلاميا على أنها  راعية المقاومة وهي حاملة رايتها ومن وراء ذلك طبعا أهداف وغايات تتعلق بمشروعها ,,!!

 لكننا على أرض الواقع لا نرى إلا جعجعات فارغة ساحة معركتها هي شاشات التلفاز ومنابر المؤتمرات والإحتفالات ..

ومع الأسف فإن بعض حركات المقاومة الفلسطينية قد وفر هذا المناخ لإيران لترتدي ثوب الزور هذا ظلما وعدوانا .. مع علم هذه الحركات أن أهل السنة هم الداعم الحقيقي لفلسطين وأهلها ومقاومتها وأريد التذكير هنا بمثال واحد مغمور لا يكاد يذكره أحد من أمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى لهذا الدعم السني لفلسطين ألا وهو الدعم السوداني للمقاومة الفلسطينية فكم من قافلة أسحلة قصفها الصهاينة داخل السودان وهي في طريقها إلى غزة ؟؟ !!!

أفاضت إيران من ذكر مصطلح محور المقاومة والممانعة فلا تكاد تمر مناسبة أو فرصة لحشر هذا المصطلح في أدبياتها إلا واستخدمته ..

ومن السخريات :

أن يكون النظام السوري هو عضو في محور المقاومة والممانعةكذلك لبنان بعد أن سيطر الشيعة بشقيهم حركة أمل وحزب اللات على قراره ..

ومن أشد ما يبهر ويصدم هو أن يكون العراق الجديد المُحْتلْ أمريكيا عضو في هذا المحور ويتم تأهيله عبر زيارات دعائية متتالية لأعتى مجرمي المليشيات التي تحكمه فمرة يقوم قيس الخزعلي في زيارة معلنة للجنوب اللبناني مقابل شمال فلسطين ومرة أخرى يقوم زعيم النجباء العراقية لزيارة مماثلة وكل ذلك تحت مرأى ومسمع من رصد العدو الصهيوني دون أن يحرك ساكنا ...!!!!

ولنا وقفة مع العضو العراقي في محور المقاومة المزعوم هذا

فالعراق محتل من قبل أمريكا منذ 2003 لكننا لم نسمع أن تلك المليشيات الشيعية العراقية قد قاومت هذا الإحتلال والأدهى من ذلك هو أن تلك المليشيات قد ساعدت المحتل الأمريكي على وأد مقاومة أهل السنة لذلك الإحتلال وكما استقبل شيعة لبنان العدو الصهيوني عام 82 بالورود لم يكن شيعة العراق بمعزل عن هذا الشرف وهو استقبال القوات الأمريكية الغازية للعراق بالورود أيضا والتي كافأتهم بتسليم العراق لإيران على طبق من ذهب ..!!

نعود لما يسمى محور المقاومة الإيراني .. فهنالك مشترك مهم يجمع أعضاء هذا المحور ألا وهو تلطخ أيديهم بدماء الفلسطينيين ..

ففي لبنان سُحِقت المخيمات الفلسطينية على أيدي النظام النصيري السوري كذلك على يد حركة أمل الشيعية وراجع غير مأمور كتاب حركة أمل والمخيمات الفلسطينية ..

وفلسطينيو العراق لم يكونوا بأحسن حالا من أخوانهم في لبنان فقتلوا وشردوا على أيدي من يلتقطون الصور في الجنوب اللبناني على أنهم مقاومون[7] ..

والشيء المشترك الآخر بين أعضاء هذا المحور الممانع هو أنهم وعلى مدى تاريخهم لم يمسوا العدو الصهيوني بسوء سوى بعض مسرحيات حسن زميرة والتي لم تكن لفلسطين أو دفاعا عن فلسطين أصلا بل هي لأجل لبنان كما يدعي هو  ..

إذا إدعاء تبني شعار المقاومة من إيران ظاهره مقاومة المشروع الأمريكي في المنطقة لكن حقيقته مقاومة الوجود السني ونشر التشيع تحت ستار شعار المقاومة ..

فمن يساعد إيران لتحقيق هذا الهدف ؟؟

الذي يساعدها على هذا الإدعاء وهو تبني المقاومة وترسيخه في عقول عوام المسلمين هم طرفان :

الأول : هم الأمريكان أنفسهم ومعه العدو الصهيوني إذ إن مشروع تقوية إيران وتحسين صورتها على حساب أهل السنة هو مشروع غربي أمريكي صليبي ,,, فخميني كان في محمية فرنسية وجاء إلى إيران عبر طائرة فرنسية وإلا كيف نفسر وجود كل تلك المليشيات الشيعية في العراق والتي تستخدم السلاح الأمريكي لسحق أهل السنة دون أي اعتراض جدي من قبل أمريكا ومثل هذا ينسحب على سوريا ولبنان ..

وبين حين وآخر نسمع بعض المسرحيات عن قصف هنا أو ضربة هناك وكان آخرها إسقاط الطائرة الصهيونية في الأجواء السورية وكل هذا هدفه ترسيخ الشعور لدى المواطن العربي والمسلم بأن إيران هي المتزعمة لمشروع المقاومة ولكن في الحقيقة لا الأمريكان ولا الصهاينة مهددون ولا مشروع إيران مهدد جراء تلك المسرحيات الهزلية ..

الثاني :  بعض الفصائل الفلسطينية التي تصبح وتمسي وهي تسبح بحمد إيران فمرة تشكرها ومرة تثني عليها ومرة تشارك في مؤتمراتها الدعائية الجوفاء لتقدم فروض الطاعة والولاء لإيران ..

وإيران بمكرها ودهائها تستغل هذه التصريحات للإدعاء بأنها هي داعمة المقاومة ..!! وفي المقابل فإن تبرعات أهل السنة حكومات وشعوبا أضعاف فتات إيران الذي تعطيه لفصائل المقاومة الفلسطينية  ..

فهنالك أحياء بُنيت في غزة ورواتب تدفع للموظفين وجمعيات سنية تعمل على كل أرض فلسطين في القدس وغيرها لتثبيت صمود أهلنا هناك ,  بل إن عمل تلك الجمعيات يشمل أماكن تواجد الفلسطينيين خارج فلسطين في المخيمات وغيرها, لكن كل هذا يشطب في مؤامرة دبرت بليل للتركيز على إيران في محاولة مشبوهة لتحل بها محل أهل السنة الذين هم أهل المقاومة والجهاد الحقيقيون .. لكن للباطل جولة وللحق جولات ولا بد لكل لابس ثوبي زور أن يفضحه الله  ويعريه مهما أتخذ من حيل ورفع من شعارات براقة تخفي في طياتها  السم الزعاف كمثل المنافقين الذين اتخذوا مسجد الضرار فالحقيقة ليست كالشعار ..

قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)} }سورة التوبة{ ..

فما أشبه إيران بحال المنافقين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكما خسر المنافقون في دعاواهم سوف تخسر إيران ..

 

عبد الرؤوف الرملي

موقع الحقيقة

لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين

 

17/6/1439

4/3/2018




[1]الذي حقق انتصارات ساحقة على الصليبية وبعد ذلك اغتالته فرقة الباطنية الشيعية

[2]طائفة من فرقة الإسماعيلية النزارية أسس الطائفة الباطني الحسن بن الصباح وكانت الإستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الإغتيالات .. حيث قتل الكثير من العلماء والمجاهدين على أيديهم .. 

[3]كذلك كان للسلفين مشاركة بالجهاد في فلسطين مثل الشيخ زهير الشاويش وتطوع الشيخ الألباني للقتال في فلسطين

وكانت هنالك مشاركة في حرب 48 من قبل الإخوان المسلمين ..

ونحن نذكر هذا لأن الإخوان يدخلون ضمن مسمى أهل السنة العام ولو أن لبعض قادتهم موقف متميع من التشيع مع الأسف ..

[4]مثل مقبرة جنين لجنود الجيش العراقي رحمهم الله ..

[5]وهي معركة شرسة سجل فيها الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين أروع البطولات

[6]حسب التسميات الصهيونية

[7]أي على يد المليشيات الشيعية العراقية

 



مقالات ذات صلة