إنهم يتاجرون بدمائك يا غزة

بواسطة أحمد موفق زيدان قراءة 656

إنهم يتاجرون بدمائك يا غزة

 أحمد موفق زيدان

التاريخ: 15/7/1431 الموافق 27-06-2010

 

التجارة والاستثمار لا يكون إلا في الثمين خصوصا إذا كان السماسرة والتجار دولا وأحزابا وليسوا أشخاصا .. دخلت قافلة الحرية التركية دون جعجعه، متحدية الصهاينة بكل سلاسلة وسهولة و عنفوان وعناد وقوة عثملية جذبت احترام كبار الأعداء والخصوم قبل الأصدقاء، لكن حين رأى تجار الحروب على طريقة تجار البندقية ومكسيم غوركي أن الآخرين بزوهم فيما تصدروا له زورا وبهتانا من شعارات المقاومة والممانعة، سعوا إلى التعلق بأهداب نجاحات العثملي كالطفيلي الذي يقتات على دماء وقوت الآخرين .. فبدؤوا الحج إلى هناك وشرعوا بالمزاودة على الأتراك وصلت إلى حدّ خرق الأعراف الديبلوماسية بأن يقوم سفير دولة بتصريح يقول فيه إن الرد التركي سيكون مدروسا ومؤلما..

في البداية قال السماسرة في طهران والضاحية الجنوبية إنهم سيرسلون سفنا ترافقها قوات الحرس الثوري الإيراني، ونسوا أو تناسوا أنه حين كانت غزة هاشم تدك على يد برابرة بني صهيون لشهر كامل لم تتدخل قوات حرسهم بالمساعدة، بل وتفاخر حزب الله بأنه سيمنع ولن يسمح ولم يطلق هو أي قذيفة صاروخية على شمال فلسطين المحتلة، والآن يتراجع آيات طهران عن مرافقة قوات الحرس الثوري الإيراني للسفينة ثم يتراجعون عن إرسال السفينة نفسها، والآن يتوعد حزب الله بإرسال السفن ثم يتوعد بأن أي لبناني يقبض عليه من قبل الصهاينة سينظر إليه كأسير حرب، وسيتراجعون عن إرسال السفنية في حال قبضوا الثمن، تماما كما فعل أسيادهم في طهران، فغزة هاشم بالنسبة لهم عبارة عن سلعة يتاجرون ويقايضون بها وليست الأصل، فأصل السلع المتاجر بها في طهران ..

همسة في أذن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي كان نعم الجار ونعم الشقيق في محنة أهل غزة والذي سيذكره التاريخ بحروف من ذهب أنه هو من أرغم الصهاينة على رفع الحصار الجزئي على غزة ومن ساهم بوضع تلك الضغوط الجبارة الأخلاقية والسياسية على أوربا والعالم كله من أجل غزة، همسة في أذن أردوغان وهي ألا تثق بأمثال هؤلاء فهم يسعون إلى توريطك ولا يريدونك أن تكون مثلهم ولا أحسن منهم ولو بالدعاية والجعجعة التي يتقنونها فأنت لا تتقن الجعجعة، وما تقوله تفعله، فلا تؤمن بالتقية ولا بالباطنية السياسية، وإن آمنت بها _وهذا مستحيل_ فلن تستطيع تطبيقها كما أتقنوا تطبيقها هم ..

أخي أردوغان على رسلك فعاصمة بني عثمان ارتبطت طوال عقود وكبلت مع الغرب وبني صهيون للأسف ، ومثل هذا التكبيل المعقد لن يحل في أيام وأسابيع وشهور، ولن يحل على طريقة قادة طهران ودمشق والضاحية الجنوبية، وأنت أعلم بذلك، فصورك في دمشق مع بعض هؤلاء لن تخدمك لا بين الشعوب العربية والإسلامية التي ارتبطت أذهانها بظلم بعضهم لشعوبها ، فضلا على أنها ستورطك كما ورطت الخوجا التركي من قبلك نجم الدين أربكان زعيمك السابق حين حضر حفلا للقدس دعا إليه السفير الإيراني في تركيا قبل سنوات مما أدى إلى الإطاحة بحكومته على يد العسكر التركي ..

 

المصدر: المصريون

 



مقالات ذات صلة