تقرير.. يقتلون في العراق لأنهم فلسطينيون
ويعيدون إحياء الإسلام في مسجد قديم في جزيرة لارنكا في قبرص
فلسطين الآن 20/8/2007م / يعيش اللاجئون الفلسطينيون من العراق والذين انتهى بهم المقام في جزيرة لارنكا في قبرص (اليونانية), أوضاعاً معيشة جيدة نسبياً، على خلاف اللاجئين الفارين إلى الحدود العراقية العربية، حيث يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تمكنوا من الوصول إلى قبرص عقب عمليات النزوح الفلسطيني من العراق إلى (268) لاجئاً, موزعين على 45 عائلة و 30 شاباً .
تقدم الدولة (قبرص اليونانية) لهم مرتباً شهرياً حسب عدد أفراد العائلة، حيث يحصل الأب على (200باون) والأم على (100 باون), والأطفال فوق سن الخامسة عشرة يحصلون على (95 باون), والأطفال دون سن الخامسة عشرة يحصلون على (50باون), والباون يعادل (2.4 دولار أمريكي) وتمنح قبرص اللاجئين تأمين صحي و بدل إيجار منزل, ومعظمهم لا يستطيع العمل إلا في الزراعة.
كما يدرس أبناؤهم في المدارس اليونانية وبشكل مجاني، لكنهم يعانون من مشكلة اللغة اليونانية إضافة إلى المضايقات التي تتعرض لها اللاجئات من زملائهن القبارصة في المدارس على خلفية ارتدائهن الحجاب.
وهذه هي من أعقد المشاكل التي تواجه اللاجئين وهي اللغة، إذ لا توجد مدارس عربية، مما أجبر اللاجئين إلى التباحث مع الجاليات العربية في جزيرة لارنكا لإقامة مدارس عربية لأبناء الجاليات في قبرص اليونانية.
موقف دولة قبرص أفضل بكثير من مواقف معظم الدول العربية تجاه استضافة اللاجئين الفلسطينيين من العراق، الجيش الأردني استخدم الدبابات والمدافع لطرد الفلسطينيين عندما كانوا على حدوده مع العراق حيث بقوا في العراء حتى وافقت سوريا على استضافتهم في مخيم الهول في الحسكة.
وإلى اليوم ومنذ أكثر من سنة وثلاثة شهور ينتظر حوالي (341 لاجئاً) في مخيم التنف على الحدود السورية العراقية, وقرابة (1170 لاجئاً) في مخيم الوليد في منطقة الأنبار العراقية.
فلسطيني ولكن في طريق الله:
مسجد لارنكا الكبير مسجد قديم عمره حوالي 800 سنة, بناه الأتراك على ساحل لارنكا المسمى ساحل ماكنزي.
بعد حوادث 1974 وانفصال القبارصة الأتراك عن قبرص أغلق المسجد ومساجد كثيرة في لارنكا إلا أن الرئيس القبرصي مكاريوس سمح بفتح المسجد بعد زيارة قام بها الرئيس الليبي معمر القذافي لقبرص طلب فيها رسميا من الرئيس مكاريوس بفتح ثلاث مساجد.
لكن مسجد لارنكا بقي شبه مهجور حيث لم يكن عدد المصلين فيه يتجاوز العشرة وفي صلاة الجمعة كان تعدادهم في أحسن الأحوال يصل إلى ثلاثين جلهم من بنغلادش.
أما اليوم وبعد وصول اللاجئين الفلسطينيين الفارين من المجازر في العراق فقد أصبح المسجد مكتظاً بالمصلين لدرجة أن بعضهم في يوم الجمعة لم يجد له مكاناً إلا في باحة المسجد.
كما أن أماكن سكن الفلسطينيين في جزيرة لارنكا تتركز حول المسجد أو في منطقة ماكنزي ونادراً ما تجد فلسطيني يسكن بعيداً عن هذه المناطق حتى أن الفلسطينيين أصبحوا يطلقون على ماكنزي اسم البلديات نسبة لمجمع البلديات الفلسطيني في العاصمة العراقية المحتلة بغداد.
إمام المسجد الشيخ محمد الخوجة ليبي الجنسية يقول "إن الصلاة في الأيام العادية أصبحت كصلاة الجمعة في السابق", أي قبل وصول اللاجئين إلى لارنكا.
أما الشاب إسماعيل يونس وهو لاجئ فلسطيني فيقول "لقد وجدنا في قبرص تسامح لم نجده في العراق فحينما كنا نصلي في المساجد في العراق كان الرعب يرافقنا حتى نصل بيوتنا خوفا من الخطف والقتل لا لذنب اقترفتاه بل لأننا فلسطينيون فقط.