اليهود يعاقبون حماس لتخليها عن حليفهم النظام النصيري في سوريا

بواسطة ياسر البعلبكي قراءة 2683
اليهود يعاقبون حماس لتخليها عن حليفهم النظام النصيري في سوريا
اليهود يعاقبون حماس لتخليها عن حليفهم النظام النصيري في سوريا

موقع الحقيقة

ياسر البعلبكي

17-11-2012

من يسبر التاريخ ويرجع إلى جذور الحركة الباطنية يجد بأن أول من غرس بذرتها هو اليهودي عبد الله بن سبأ الذي كان شيعته وأعوانه هم المجوس, فهو من حرض على قتل عثمان رضي الله عنه , وبعد ذلك إخترع عقيدة الوصية لتتعانق المجوسية واليهودية وتنتج الباطنية المارقة, وأروع ما وصف به التشيع الباطني ((أنها بذرة نصرانية غرستها اليهودية في أرض مجوسية)).

فعلى مدى التاريخ نرى تعاون الباطنية بكل فرقها من الرافضة والنصيرية والقرامطة والإسماعيلية  مع اليهود والنصارى لضرب أهل السنة تحديدا وإيقاع أبشع المجازر بهم بل وصل إجرامهم إلى بيت الله الحرام حيث قتلوا الحجاج هنالك وسرقوا الحجر الأسود من الكعبة .

من يقرأ التاريخ يستطيع إستشراف المستقبل لأن التاريخ يعيد نفسه كما يقال وأعداء الأمة على مدى تاريخها هم أنفسهم وإن تغيرت أسمائهم وأشكالهم ووسائلهم فلاعجب أن يقول الجنرال غورو عندما دخل دمشق محتلا "ها قد عدنا ياصلاح الدين" قال هذه الجملة عند قبر صلاح الدين رحمه الله , وقد قال بوش مرة أنها حرب صليبية وهكذا كل مرة تخرج بعض العبارات للدلالة على ما هو مكنون في صدور أعدائنا .

لقد قدمت الباطنية لليهود والنصارى الخدمات الجليلة والعظيمة, فلا يستغرب دعم أعدائنا لتلك الفرق المارقة عند الدين وإهتمامهم بها, لذا قال فيهم ابن تيمية رحمه الله : "هكذا معاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير " [1] .

 وقال وكذلك إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم [2]  .

فإذا المشروع الباطني هو حليف وليس مناقض للمشروع اليهودي والصليبي , فالباطنية النصيرية في سوريا دعمت الوجود اليهودي في فلسطين في أوائل تغلغله,

لذا قال جد بشار في رسالة للحكومة الفرنسية : " فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاؤوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونثروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئا بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم من أن وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا " .

 لذلك فإن مصيرا أسود ينتظر اليهود والأقليات الأخرى في حالة إلغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة. هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم.هـ[3],

والتاريخ المعاصر يذكر ما فعله حافظ أسد بالمقاومة الفلسطينية في لبنان وكيف سحقها مع حلفاءه المارونيين , وكيف خنق الحكم النصيري وجثم على صدور أهل السنة الأحرار في بلاد الشام  وحمى جبهة الجولان المحتلة من أي إختراق على مدى عشرات السنين بل كان يحاسب كل سوري يحمل سلاحا ويقترب من حدود الجولان .

لقد أتخذت حركة حماس موقفا من النظام السوري على غير ما تشتهيه السفن الإيرانية , فلم توافق حركة حماس النظام السوري بقتله لشعبه بأبشع الوسائل وأنسحبت بهدوء من سوريا , لتعلن بعدها وبصراحة موقفها من النظام السوري حتى إشتعلت حرب كلامية من قبل النظام السوري فاتهم إعلامه خالد مشعل بالعمالة لليهود بعد أن كان بطل المقاومة , وبهذا خسرت إيران كل ما استثمرته في حركة حماس, وذهبت توقعاتها في أن تكون حماس نصيرا لها ولأذنابها أدراج الرياح .

طبعا لا يروق لليهود أن تتخلى حماس عن حليفهم التاريخي النظام النصيري الباطني في سوريا وتتركه للمعارضين الإسلاميين لكي ينهشوا جسده وبالتالي تخسر دولة اليهود أعز وأقوى حلفائها في المنطقة ألا وهي الفرقة النصيرية , وتكون النتيجة وصول العدو الحقيقي لليهود وهم المسلمون السنة إلى حدود دولة اليهود فإذا كانت غزة في جنوب بلاد الشام وبإمكانياتها الضعيفة قد أقلقت الوجود اليهودي في فلسطين فماذا عساهم أن يفعلوا أمام جحافل أهل السنة في شمال بلاد الشام وهي سوريا وهي الدولة الأكبر من ناحية السكان والمقدرات .

ربما يكون لضرب غزة أهداف عديدة منها قرب الإنتخابات الاسرائيلية ومنها إحراج الحكومة المصرية الجديدة المتناغمة مع حماس ومنها ضرب البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في غزة والتي توسعت مؤخرا وحصلت على الكثير من الأسلحة المتقدمة, لكن يبقى أحد أهداف اليهود في ضربتهم تلك هو معاقبة حماس, وإلا قل لي... خروج حماس من محور الممانعة الإيراني وقربها من المحور العربي الخليجي ألا تعد هذه خطوة يجب أن تكافأ عليها حماس!!! لكننا نرى العكس عندما تبتعد حماس عن المحورالإيراني الممانع كلاميا تُضرَب بينما في نفس الوقت تُدعم حكومة حزب الله بشخصها "ميقاتي" غربيا هذه الحكومة التي تتدخل لصالح النظام السوري الممانع !!!!!.

اليست هذه إشارة واضحة على ما ذهبنا إليه وهذا ماصرح به الكثير من المتابعين والمحللين بل ومن عامة الشعب المسلم في أصقاع الأرض ومن يدخل على الشبكة العنكبوتية يرى الكثير من التعليقات الموافة لهذا الرأي فالأمر لا يحتاج إلى كثير عناء لفهمه .

 جاء في جريدة الشرق الأوسط : فقد رأت المعارضة السورية، أن «مصالح إسرائيل والغرب والنظام السوري تتقاطع مع الحرب الإسرائيلية التي تشنّ على غزة». في وقت إعتبر فيه الجيش السوري الحر أن «هذا العدوان هو محاولة خلط أوراق في المنطقة»، محذرا من «استغلال النظام السوري لها، واستخدام أسلحة محرمة دوليا».[4]

واعتبر عضو المجلس الوطني السوري سمير النشار، أن «إسرائيل تعاقب غزة وحركة حماس اليوم لأنها فكّت ارتباطها بسوريا وإيران وحزب الله، وبدلت موقفها بعد التحولات التي حصلت في العالم العربي، وباتت متجانسة مع النظام الجديد في مصر».[5]

وأكد نشار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن إسرائيل «تريد أن تقول إن تفجير الوضع في غزة والمنطقة ليس فقط خدمة للنظام السوري، بل من أجل تفجير المنطقة كما سبق وهدد (الرئيس السوري) بشار الأسد في بداية الأزمة، وكما أعلن رامي مخلوف أن أمن إسرائيل من أمن سوريا، وهذا يؤكد الترابط بين ما يجري في غزة وما يجري في سوريا، ويثبت أن الحرب على غزة هي لحرف أنظار العالم عن جرائم النظام السوري». وقال: «نخشى أن يكون تحول الأنظار عن سوريا باتجاه غزة، هو مجرّد إعطاء فرصة جديدة ليزيد بشار الأسد من قمعه».[6]

لقد أحس اليهود بقرب الخطر ودنو أجلهم بفك الطوق الذي ضربه الباطنيون النصيريون حلفاء اليهود على أيادي الشعب السوري السني قرابة خمسين عاما , وسيتحرر المارد السني من سجنه وقيده, وتحرر السنة في بلاد الشام يعقبه تحرر سنة لبنان وسنة العراق من أيادي الحلف الباطني المارق  وبأذن الله لن تقف قوة بشرية أمام هذه الجحافل السنية التي أذاقت المحتل الكافر الويلات سابقا ولاحقا وخاصة في بلاد الشام ألتي كانت ساحة للمعارك التاريخية التي هزم بها الكفار المعتدون .

خوف اليهود هذا وهلعهم من سقوط نظام دمشق الباطني ترجمته تصريحاتهم وأقوالهم :

 ففي لقاء مع  ضابط في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ليونايتد برس انترناشونال "10 اغسطس 2012"

بالنسبة للجيش السوري الحر قال هذا الضابط عن الجيش السوري الحر والذي يطلق عليه في وسائل الإعلام العبرية بإسرائيل اسم "المتمردين"، وقال إنه "يوجد ألوان كثيرة للمتمردين، فهناك المنشقين عن الجيش والفارين منه وهناك الجهاد العالمي والإخوان المسلمين، وجميعهم ينشطون تحت غطاء المتمردين، وهذا الوضع يضع تحديات كبيرة أمامنا، إذ لا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد سقوط الأسد هـ[7]

 وفي تقرير بعنوان "الأسد ملك إسرائيل" أشارت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إلى حالة من القلق تنتاب الأوساط الإسرائيلية من إحتمال سقوط نظام بشار الأسد بدمشق، مضيفة أن الكثيرين في تل أبيب يصلون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم "شعاراته" المستمرة وعدائه "الظاهر" لها.

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من تصريحات الأسد الأب والابن المعادية لإسرائيل إلا أن هذه التصريحات لم تكن إلا "شعارات" خالية من المضمون وتم استخدامها لهدف واحد فقط كشهادة ضمان وصمام أمان ضد أي مطلب شعبي سوري لتحقيق حرية التعبير والديمقراطية مشيرة في تقريرها إلى أن النظام السوري المتشدق بـ"عدائه" لتل أبيب لم يسمع الأخيرة ولو "صيحة خافتة واحدة" على الحدود بهضبة الجولان منذ سيطرة إسرائيل عليها عام 1973.[8]

لقد شعر اليهود بأن فيالق الجيش السوري الحر تقترب من أسوار القصر الجمهوري ولم ينفع الدعم السوري والإيراني ودعم حزب اللات وعملاء إيران في العراق لهذا النظام المتهاوي كذلك لم ينفع منع السلاح عن المجاهدين , فارتأت دولة اليهود التدخل بنفسها لإنقاذ  حليفها هذا النظام الباطني الذي طالما حمى حدود اليهود بكل إخلاص وأمانه ,  وذلك عبر إشعال المنطقة بحرب قد تتعدى حدودها إلى خارج فلسطين لإعطاء غطاء للنظام النصيري في إرتكاب أكبر المجازر لدحر الجهاد في سوريا ولكن الله غالب على أمره... ونسأل الله العلي القدير أن يرينا في اليهود وحلفائهم الباطنية عجائب قدرته .

................................................................................

 [1] منهاج السنة النبوية 1 / 20 - 21 :عن ملتقى اهل الحديث

[2] منهاج السنة ج2ص225 الموسوعة الشاملة

[3] موقع المجلس اليمني

[4] جريدة الشرق الاوسط عدد 12408

[5] المصدر السابق

[6] المصدر السابق

[7] مفكرة الاسلام

[8] منتدى الجيش العربي



مقالات ذات صلة