هل باتت المقاومة الفلسطينية في سلة الروافض ؟

بواسطة محمد الشاعر قراءة 1723
هل باتت المقاومة الفلسطينية في سلة الروافض ؟
هل باتت المقاومة الفلسطينية في سلة الروافض ؟

هل باتت المقاومة الفلسطينية في سلة الروافض ؟

 

غزة – محمد الشاعر

 

نشطت طهران في الأيام الأخيرة في توطيد علاقتها مع فصائل المقاومة الفلسطينية حيث التقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، بحضور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي وسفير إيران بدمشق وأعضاء الوفد المرافق، قادة فصائل المقاومة الفلسطينية وذلك بتاريخ 25- فبراير 2010م.

وحقيقة لنا هنا وقفات وتأملات حول الخبايا التي يكنها  أولئك الروافض لجني ثمار دعمهم لفصائل المقاومة الفلسطينية ومن بين هذه التأملات:

أولاً: ظهر واضحاً وجلياً أن طهران أرادت أن ترسل رسالة لمن تزعم أنهم يضغطون عليها أن بيدها أوراقاً للضغط، وأن الدراهم التي ترسل لفصائل المقاومة الفلسطينية وأيضاً للقيادة الفلسطينية التي ترزح في دمشق أن عليها أن تدفع ضريبة الضيافة التي يقدمها النظام السوري المتحالف مع طهران وأن عليها أن تعلن للعالم أجمع أن المقاومة الفلسطينية في سلة طهران وتعمل على تحقيق أهداف المشروع الرافضي بل وتدافع عنه أيضاً.  

 ثانياً: إنَّ مما نشاهده اليوم من اجتماع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مع قادة الفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني، أصبح هدفه واضحاً لدى كثير من العقلاء، و هو بث النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط متخذة القضية الفلسطينية شماعة تعلق عليها تبريراتها في التعاون مع قادة الفصائل الفلسطينية واتخاذها أوراقاً وظيفية يمكن استخدامها عند الحاجة إليها.   

ولا يخفى على أحد منا أنَّ أهل السنة أصبحوا يواجهون مشروعين اثنين يتنافسان على بث النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، الأول منهما: المشروع الأمريكي مستخدماً الأنظمة العربية في الدول كأداة لتنفيذ أوامرها، و الثاني: هو المشروع الإيراني الفارسي مستخدماً الفصائل الفلسطينية وخاصة حركة الجهاد الإسلامي وأيضاً حزب الله اللبناني، وقد يعتقد الكثير ممن تخدعهم وسائل الإعلام أن كلا المشروعين ( الأمريكي والإيراني ) أعداء لبعضهم البعض ولا يفقه هؤلاء أن كلاهما يتنافسان على تحقيق أهدافهم على حساب أهل السنة.

 ثالثاً: وأما ما يؤكده الرئيس الإيراني أحمدي نجاد "من إجراء التنسيق اللازم لترسيخ المقاومة من خلال بقائها على أهبة الاستعداد لحل أي مشكلة تطرأ على الساحة السياسية" فلا تغدو أن تكون شعارات رنانة لسحب الجماهير والتفافه حول المشروع الإيراني، ولا ندري أين كان هذا التنسيق عندما كان الرصاص ينصب على غزة؟! أين طهران وصواريخها العابرة للقارات؟! وأين سوريا التي فتحت الباب على مصراعيه لطهران؟ وتعزيز العلاقة بينهما إلى درجة إلغاء التأشيرات بين البلدين! والناظر إلى الواقع بعين البصيرة يعلم أن كلمات هؤلاء لا تعدو حناجرهم وهذا واضح من تصريحاتهم وما تصريح زعيم (حزب الله) الإيراني، (آية الله) محمد باقر خرازي عنا ببعيد فقد قال (آية الله) خرازي وهو أحد أقطاب تيار ما يسمى بالمحافظين، في حديث نشرته صحيفة "عصر إيران" الصادرة في 2 مارس من العام الماضي وأعادت نشره وكالة أنباء "أخبار الشيعة" الإيرانية، فقد صرح هذا القيادي الإيراني البارز متسائلاً: "ما هي الفائدة التي جنيناها أو سوف نجنيها من دعم الحركات الفلسطينية ، فإذا أردنا دعم الفلسطينيين يجب أن نكون متيقنين أن فلسطين ستكون سائرة على مذهب أهل البيت (يعني شيعة)، وإذا لم تكن على مذهب أهل البيت إذن ما الفرق بين إسرائيل وفلسطين".

فهل عرفنا ماذا تنوي إيران من وراء دعم بعض الحركات الفلسطينية وما هو جوهر المشروع الإيراني في فلسطين؟

فلماذا ؟ ولمصلحة من ؟ و أين صلة الرحم ؟ في اجتماع أحمدي نجاد مع الفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

وهل هذه الزيارة تقع تحت خانة التحالف القائم على تقاطع المصالح فقط ، أم أن الزيارة قائمة على محاولة طهران العزف على وتر عناصر القوة التي تستحوذ عليها ، أو التي تستطيع استمالتها لمواجهة المنافس لها في المنطقة ، أعني المشروع الأمريكي؟!

وما الفرق بين المتحالف مع إيران والمتحالف مع أمريكا ، بل إن الأول أشد خطراً لأنه يهدف إلى السيطرة الشعبية في المنطقة وتبديلها من الهوية الإسلامية إلى العقيدة الشيعية التي لا يخفى على العقلاء ضلالها ، أما المشروع الأمريكي فهو يستهدف السيطرة على المنطقة و نهب ثرواتها ولا يشترط في ذلك تبديل الهوية ما دامت المنطقة خاضعة تحت تصرفه.

رابعاً: لابد من بيان خطر المشروع الإيراني الفارسي إلى جنب المشروع الأمريكي في المنطقة وأنه من يتغافل عن خطر المشروع الأول لا يقل حمقاً عمن يتجاهل خطر المشروع الثاني،  وللأسف الشديد والذي لابد أن ينتبه إليه الكثير منا وحتى لا تصبح  فلسطين ألعوبة بين فكي كماشة ، فإما علمانيين مرتزقة انبطحوا في أحضان اليهود والصليبين ، وإما إسلاميون غافلون وقعوا في فخ مصيدة الرافضة ، وهذا هو حال بعض  الفصائل الفلسطينية التي وقعت في مصيدة الرافضة لتدفع الضريبة مقابل الجلوس في سوريا والحصول على دراهم طهران.

إن مثل هذه الحوادث تحتاج منا طول تأمل ... و بُعد نظر ، حتى لا نستيقظ على يوم يكون فيه شعار تكفير ولعن الصحابة رضوان الله عليهم هو شعار أهل فلسطين ، و لكن بإذن الله تعالى لن يحدث هذا ما دامت الأعين ساهرة والسواعد ضاربة وقوية ... والله غالب على أمره.   

 



مقالات ذات صلة