28-5-2013
رغم إيواء الشعب السوري للنازحين والهاربين من نار الحرب التي اشتعلت في العراق , بعد دخول الاحتلال الأمريكي لبغداد عام 2003 م , دون تفريق بين سني وشيعي , ورغم تكرار المشهد نفسه مع شيعة لبنان عندما فتح السوريون بيوتهم للاجئين اللبنانيين أثناء حرب تموز 2006 م , إلا أن ذلك لم يكن شافعا لهذا الشعب لحياد شيعة العراق ولبنان - على أقل تقدير - عن الحرب القائمة بينه وبين نظام ديكتاتوري شمولي طائفي مجرم , , ناهيك عن مساعدته أو تقديم العون له .
لقد كان موقف شيعة لبنان والعراق من ثورة الشعب السوري صادما لفئة كبيرة من السوريين , نظرا لانخداعهم بأكذوبة المقاومة والممانعة التي كان يدعيها النظام السوري مع حزب الله , ونظرا لاستبعاد الجانب العقائدي لهذه الطائفة من الحسبان أما القلة القليلة من هذا الشعب الذي كان يعلم معتقدات الشيعة الرافضة الحقة , ومطلع على ما يضمرونه وراء مبدأ التقية , فلم تصبه الصدمة من هكذا ردة فعل , نظرا للركائز العقدية الكارهة لأهل السنة والجماعة التي ينطلق منها الرافضة الشيعة في جميع تصرفاتهم وأفعالهم .
ومن هذا الباب , ونظرا لوجود حكومة شيعية في العراق بقيادة المالكي تابعة لإيران ونظام الملالي فيه , ونظرا للتعاون الشيعي الإيراني العراقي مع النظام النصيري السوري منذ أيام الاحتلال الأمريكي للعراق , لم يكن مفاجئا خبر اتفاق حكومة المالكي مع وزير خارجية بشار على إلغاء رسوم تأشيرة الدخول للعراقيين إلى سوريا , تسهيلا لدخول المقاتلين الشيعة إلى سوريا بشكل نظامي على أنهم سياح أجانب .
فقد علقت صحيفة المدى العراقية على هذا الخبر قائلة : في وقت تجاوز عدد قتلى الحرب الدائرة في سوريا عتبة المئة ألف شخص , قررت الجارة الغربية إعفاء العراقيين الداخلين إليها من رسوم تأشيرة الدخول ، وبحسب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقى نظيره العراقي زيباري في بغداد يوم الأحد وعقد معه مؤتمرا صحفيا ، فإن دمشق تريد تسهيل دخول (السياح العراقيين)!! إليها ، كجانب يدل على (زيادة التعاون) بين العراق وجارته التي كان يتهمها حتى وقت قريب بأنها (مسؤولة عن تصدير الإرهاب إليه) ، كما بقي يقول رئيس الوزراء نوري المالكي حتى خريف العام 2010.
لكن حجة السياحة التي تحدث عنها المعلم لم تكن مقنعة للكثير من السياسيين العراقيين , خصوصا المعارضين للحكومتين العراقية والسورية ، إذ يعتبرونها خطوة غير مباشرة من الجانب السوري ، لتسهيل عمليات دخول مسلحين عراقيين إلى الجارة للدفاع عنها ، وبين من يقول إن قضية دخول أولئك المسلحين (سهلة) منذ البداية .
وتستبعد النائب عن القائمة العراقية وحدة الجميلي ، أن يكون قرار سوريا هذا لتسهيل دخول السياح العراقيين كما (يحاول البعض القول) ، لأن (الوضع في سوريا غير آمن) ، خصوصا في المناطق التي توجد بها مزارات مقدسة للشيعة.
وقالت الجميلي : إن زيارة وليد المعلم أمس للعراق كانت تحمل معنى ومغزى كبيرين ، فمثل هذا القرار – كما ادعى الوزيرين - هو لغرض إعطاء مجال للسياح والزوار العراقيين لأداء الزيارة في سوريا ، لكن في المقابل هناك قوات عسكرية موجودة في تلك المناطق الدينية في سوريا ، فكيف يكون بها سياحة؟!!! .
وتضيف الجميلي متسائلة : لا نعرف أين السياحة في سوريا مع عدم توفر الأمن والأمان هناك ، مؤكدة على أن هناك نية مبطنة في هذا الأمر من أجل وصول أعداد كبيرة من المسلحين لسوريا ، وإعطائهم الصفة الرسمية لدخولها .
و قد شهدت العراق خلال الأيام الأخيرة , الكثير من مواكب التشييع الحافلة لشبان عراقيين يقاتلون في سوريا , ضمن ما يعرف (بلواء أبو الفضل العباس) ، الذي ينشر أعضاؤه بصورة دورية مقاطع فيديو عن المعارك الدائرة في محيط المرقد بينهم وبين الثوار السوريون .
ومن المعلوم أن المسلحين الشيعة من العراق يتدفقون للقتال إلى جانب بشار منذ أشهر كثيرة , وقد توالت الأخبار والأنباء عن وجود لواء أبي الفضل العباس الشيعي وغيره من الألوية , تقاتل مع شبيحة بشار – بل يقاتل عوضا عنهم - في منطقة السيدة زينب بريف دمشق , بدعوى الدفاع عن مراقد الشيعة هناك , ولعل من أهمها مقام السيدة زينب – كما يدعون –
وها هو رجل الدين العراقي الشيعي جلال الدين الصغير , يؤكد أخبار تحريض شيعة العراق على قتل أهل السنة في سوريا , من خلال بث مقطع له على قناة صفا الفضائية , يعلن فيه الترابط العقدي بين شيعة لبنان والعراق وإيران :
نحن شيعة العراق و السيد حسن نصر الله يعلن أنهم إن أرادوها حربا فلتكن الحرب بيننا وبينهم في سوريا , ولو قدر أن هناك فرقة لأبي الفضل , فنحن مستعدون لنرسل فرقة الكفيل أبي الفضل , ومستعدون لنرسل جيش قمر بني هاشم , كل العراق لا يمكن أن يهدأ .
ثم يربط مصير شيعة العراق ببقاء نظام بشار فيقول : لو قيد لمؤتمر جنيف 2 أن ينجح و أن تعود الأمور في سوريا إلى الأمان , عندها فقط يمكن أن نطمئن على العراق – والمقصود شيعة العراق طبعا – ولكن إن قدر لهذا المؤتمر الفشل , عندها لن نكون نحن في العراق في مأمن , ولن يكون السوريون وحدهم في خطر – ويقصد شبيحة بشار – من قبل هؤلاء الأوباش – ويقصد المجاهدين ثوار سوريا السنة –
ويتحدث عن بعض عقائدهم الباطلة المزعومة فيقول : أيام مهدينا – عليه السلام – باتت أقرب مما يتصوره كل إنسان , وأمامنا اليوم فرصة لنضع أيدينا بيد الحوراء زينب , وعلى هودجها لنقول : بأن هذا الهودج لن يسقط .
ثم طالب من يزورون الإمام الحسين وأبي الفضل في كل ليلة جمعة في كربلاء , طالبهم أن يذهبوا لزيارته في سوريا , لأن الحسين – حسب زعمه – غادر كربلاء وذهب لحماية رقية , وذهب لحماية أخته , وأنهم جميعا ينادون منذ فترة : لبيك يا عصماء .
إنه التحالف النصيري الشيعي الموجود في كل من العراق وسوريا , و النداء الطائفي البغيض لقتل المسلمين السنة تحت دعوى حماية المقدسات والدفاع عنها , تلك المقدسات التي ليس لها على أرض الحقيقة والواقع أي دليل أو برهان , وإنما أحقاد توارثها الشيعة جيلا بعد جيل .
فهل من هبة إسلامية سنية لحماية ما تبقى من سوريا وأهلها ؟؟!!
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث