29-12-2012
للشيعة في كل الأزمان وجهان متلازمان ومختلفان كوجهي العملة الواحدة , فعندما يكونون خارج السلطة يدعون المظلومية ويقيمون جلسات اللطم والعويل لعدم نيلهم حقهم ويبالغون في الادعاءات والكذب حتى يرسخوا كذباتهم في أذهان الناس , ويكررون المطالبات التي يرتفع سقفها دوما فليس لها منتهى كالنار كلما ألقمتها حطبا زادت شراهة , وهذا ما يفعلونه كأقلية في البحرين والكويت والسعودية وغيرها , ولكن يتغير الموقف حينما يكونون هم في أعلى هرم السلطة فتنقلب كل المعايير , فلا حق لغيرهم في أي شيئ , وتكثر مخازيهم في التعامل مع الأقليات السنية عندهم , فلا مساجد ولا حرمات لأعراض ولا لبيوت , ولا حقوق انتخابية ولا تمثيل , بل لا حرية مطلقا , حتى يصلوا في النهاية إلى ان السلطة الشيعية تحرم غيرها من حق الحياة بلا سبب ولأدنى جريرة وأحيانا بالظن والشبهة , فالسني عندهم حلال المال والعرض والدم دائما , مهدور الحق متهم حتى تثبت براءته وحتى يفكروا له في اتهام آخر للقضاء على حياته .
هذا ما فعلته الشيعة في إيران وهذا ما يفعله تلميذها النجيب " المالكي " الذي وضعته إيران على راس أقوى بلد سني مواجه للطموحات الشيعية بل وأقوى جيش سني كان في المنطقة في ذلك الوقت وهو الجيش العراقي بعد صفقات مشبوهة بين إيران والولايات المتحدة وتخاذل رسمي سني.
وحيثما وجد الشيعة في موطن إلا وحملوا معهم الخراب والدماء والتوترات , فلا توجد منطقة فيها شيعة سواء كانوا أقلية أو أكثرية إلا ووجدتها تسبح على بركة من المشكلات والخلافات الطائفية وحوادث القتل والسجن والاعتداء على الأعراض والممتلكات , ولهذا فدائما ما يكون لرئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي تصرفات سياسية تظهر محاولاته المتكررة للتخلص من خصومه السياسيين السنة وتصفية حساباته السياسية والمذهبية دون تقدير لصالح الوطن الذي يمثله , فمثلما فعل مع نائب رئيس الجمهورية السني طارق الهاشمي بزعم أنه يدير فرق اغتيال , فإذا به يكررها الآن مع وزير المال السني رافع العيساوي - وهو العضو في الكتلة العراقية بالبرلمان المدعومة من السنة - وسيكررها كثيرا ان لم يوقفه احد حتى يعيد في النهاية العراق إلى مرحلة الحرب طائفية التي تاتي على الأخضر واليابس .
فقد وجه العيساوي اتهامه المباشر للمالكي في الهجوم الذي شنته القوات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية التي اقتحمت مساء الخميس على مقره في المنطقة الخضراء واعتقلت حرسه بتهم الإرهاب , فقال العيساوي بعد اعتقال حرسه إن " قوة ميلشياوية اعتقلت أفراداً من حمايتي " وقال إنهم خطفوا وألقي بالمسؤولية على المالكي .
وجه العيساوي للمالكي رسالة مفادها أن رئيس الوزراء رجل " لا يؤمن بالشراكة ولا يحترم القانون ولا الدستور." ويستنكر تصريح المالكي بأنه ليس على علم بما حدث فيقول : "يريدني المالكي ان أصدق بانه لا يعلم بما حصل ؟ إنه عمل مقصود وقد نفذ مع سبق الإصرار."
ودعا العيساوي إلى تصويت في البرلمان على حجب الثقة عن المالكي , بينما صعد ائتلاف «العراقية» بزعامة إياد علاوي وهدد بالانسحاب من العملية السياسية , وقررت مجموعة وزرائه مقاطعة جلسة الحكومة المقررة في الثلاثاء المقبل احتجاجا على ما حدث مع حرس العيساوي .
وعلى الجانب الشعبي دعا مجلس محافظة الأنبار العراقية إلى بدء عصيان مدني اليوم الأحد احتجاجا على نفس التصرف وبالفعل بدا العصيان المدني صباحا في المحافظة فلم تُفتح مدرسة ولا أية دائرة حكومية ولا مستشفى وأغلقت المنشئات الحيوية والمحلات التجارية أبوابها , كما امتنع عدد كبير من المواطنين الخروج بسياراتهم وضرب حصار على الطرق الدولية السريعة التي تربط العراق بكل من سوريا والأردن والسعودية نظرا لوجود حدود لمحافظة الأنبار مع الدول الثلاث وجدير بالعلم أن الأنبار تعادل ثلث مساحة العراق ويسكنها قرابة 5 ملايين سني .
وعلى الجانب الدولي انتقد رجب طيب اردوغان - الذي رفض مسبقا تسليم الهاشمي المحكوم عليه بالإعدام في العراق – فانتقد ما يفعله المالكي من جر العراق إلى حرب طائفية , فقال وهو متوجه للأمم المتحدة : " أنا ذاهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطرح الملفين السوري والعراقي , أنا قلق من أن يتحول العراق إلى سوريا أخرى ". وأكد أن " الأوضاع في العراق تسير باتجاه حرب طائفية " .
وفي رد للمالكي على الأحداث هدد بالتصعيد مع السنة مستخدما سلاح القوة التي يملكها بتمويل ومباركة شيعية ايرانية فقال متوعدا المخالفين من السنة " أنسيتم يوم كنا نجمع الجثث من الشوارع والرؤوس المقطعة وانفجار 25 سيارة في يوم واحد ؟ أنسيتم يا دعاة الطائفية من الطرفين يوم اضطررتم إلى الهروب من العراق وعدنا وعدتم " ملمحا للفترة الأولى من تسلم الشيعة لمقاليد الحكم في العراق والتي شهدت مجازر شبه يومية للمسلمين السنة دون تدخل دولي
ان المالكي يظهر كما اظهر سلفه وقدوته من الشيعة الإيرانيين الوجه الآخر للشيعة حينما يكونون على سدة الحكم , فالسني الجيد في نظرهم هو السني الميت , وهذا المصير لابد وان تنتبه له القيادات السنية وتعي أن الدور قادم على العراق مرة ثانية بعد ما حدث في سوريا من الشيعة بالمساندة الإيرانية , وكذلك يجب وان تنتبه الدول العربية الأخرى لما تفعله الأقليات الشيعية فيها , فالخطوات هي الخطوات والمئالات هي المئالات ومخطئ من لم يتعلم من تجربة غيره
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث