رهان الحكومة للنصر بجر الصدر لحرب جديدة ضد السنة

بواسطة انس المندلاوي قراءة 666

رهان الحكومة للنصر بجر الصدر لحرب جديدة ضد السنة

 

نحاول هنا أن نقدم قراءة لما يجري على الساحة وما ستؤول إليها الأمور في الصراع الدائر ألان بين جبهتين مختلفتين في المصالح والأطماع وان كانتا ضمن هيكل واحد وهو الائتلاف الموحد الذي حاول الاستئثار بالسلطة لصالح طائفة معينة ولو كان الأمر على حساب مصالح وخلافات سابقة, ومن الأمور المعلومة أن الشارع العراقي بشكل عام كان يقف بوجه المد الصفوي وبمن جاء معه وخاصة فيلق بدر ومع أن التيار الصدري دخل إلى الائتلاف وأعطاه زخم كبير أقوى من كل التيارات الأخرى وحتى إن كان يتزعمها السستاني حيث أن التيار الصدري كان قد نما في ظروف مختلفة عما كان عليه الوضع بالنسبة للأحزاب التي أسست في إيران,ونشأة هذا التيار جاء نتيجة صراعات لم تكن مع نظام الحكم السابق لوحده وإنما صراع داخل المرجعية الشيعية, حيث استطاع أن يفرز نوع من التباين بين أتباع المرجعيات وهو أمر يحدث لأول مرة على الصعيد الداخلي بالنسبة للحوزات الشيعية داخل العراق وان كانت هنالك اختلافات بين المرجعيات داخل العرق وخارجه وخاصة في قم إلا انه وبعد ظهور محمد صادق الصدر كمرجع شيعي وله مقلديه وأمر أتباع لأول مرة منذ عهود إلى صلاة الجمعة التي كانت مغيبة لدى كل المراجع الشيعية الأخرى وخلال فترة طويلة والى الصلاة خلف أئمة المساجد من أهل السنة إلا انه من خلال هذه الدعوة التي جوبهت بعدد كبير من التهم ومنها انه عميد في المخابرات وهو ما كان يروجه أتباع السستاني إلا انه استطاع أن يستقطب من حوله وخاصة بعد أن جوبه بمنع وتحديد المصلين والمضايقات من الحكومة فكان نتيجة ذالك ازدياد تقليد البعض له حيث اعتبار البعض هذا العمل هو تحدي للحكومة مما ازداد معه عدد مقلديه على حساب مرجعية السستاني التي لم تقم بأي خطة علنية لمجابهة تزايد نفوذ الصدر واستمر الوضع حتى مقتل الصدر في العام 1999 وان تم اتهام البعث وراء هذه العملية وحينها تم عرض مجموعة من الأشخاص قالوا أنها أمور شخصية وبدفع من إيران ولان السلطة في ذالك الوقت كانت قد كشفت هذه المعلومة والتي جاءت على خلفية أحداث واضطرابات في بغداد وعدد من محافظات الجنوب وتم إخمادها بسرعة.

ما يهمنا هنا وهو ليس الدفاع عن النظام السابق ولكن الوقوف على حقيقة الصراع الدائر الآن وان تسلسل الأحداث ما قبل احتلال العراق والى يومنا هذا وما حدث خلالها من تداعيات استفاد منها من جاء مع الاحتلال وخاصة ممن جاءوا من إيران وهما حزبي الدعوة وفيلق بدر يعطي انطباع قوي بان هذه الجهات وبدعم إيران هي من كانت تقف بوجه محمد صادق الصدر وتم تصفيته وهم الآن من استفاد من أنصار الصدر بأقصى ما يستطيعون وعلى جميع الأصعدة منها السياسي والعسكري من خلال قتل أهل السنة بعملية أشار الكثير من النقاد والمحللين وعامة الناس إلى أن كانت الأيدي التي تنفذ هي أيدي ورجال التيار الصدري إلا إنهم كانوا ينفذون أوامر فيلق بدر وبالتالي إيران لتحقيق مكاسب على حساب سمعة التيار الصدر وهي نفس السمعة التي استفاد منها الائتلاف للحصول على مكاسب سياسية, وبعد أن تم فرز الساحة إلى 3 أقسام لا يمكن وفق المعطيات الحالية أن تدخل أي جهة منافسة لجهة أخرى في ضمن إطارها وقسمها الطائفي أو العنصري فلا الكردي سينتخب عربي ولا الشيعي سينتخب سني والعكس صحيح. هذه البديهية التي أصبحت هي من تسير الأمور شعر الحزبان دعوة وبدر بها قبل غيرهم ولذالك عمدوا إلى التخلص من طرف مهم ومنافس قوي على الساحة الشيعية وهم التيار الصدري وخاصة بعد أن أصبح هو الوجه القبيح ليس في الشارع العراقي وإنما على المستوى العربي والعالمي وأصبحت مليشياته هي الأكثر انتقادا من باقي المليشيات وحتى على مستوى الشارع الشيعي وخاصة في الجنوب من خلال ما يقوم به قادة المحافظات السياسيين والآمنين من كيل كل التهم والجرائم التي ترتب في تلك المحافظات على مليشيا جيش المهدي ولكن نفس هؤلاء الحكوميون يدافعون عن جرائم مليشيا جيش المهدي عندما تقترف ضد أهل السنة والى يومنا هذا وهذه حقيقة أصبح يدركها حتى أتباع الصدر أنفسهم.

وإذا كان أهل السنة هم أول من وقف مع الصدر وأتباعه في معركة النجف كانوا هم أول من تلقى الرد المعاكس باستهدافهم من قبل أتباع الصدر بصورة لم تكن محسوبة ومتوقعة وهي ما جاءت بالصيغة المعروفة بعد أحداث سامراء التي لم تكشف الحكومة عن ملابساتها بعد مرور أكثر من سنتين على وقوعها والتي خلفت انهار من الدماء كلها كانت تصب في مصلحة أتباع الدعوة وبدر على حساب دماء أهل السنة وسمعة التيار الصدري. والذي استطاع أن يكتشف ولو بعد تأخر دام أكثر من سنتين انه سيكون الهدف بعد أهل السنة وها هو المالكي يتزعم حملة عسكرية ضد التيار الصدري الذي لولاه لما جلس المالكي على كرسي رئاسة الوزراء.

وهل يستشعر التيار الصدري انه يراد جره من جديد إلى معركة خاسرة من خلال ما يصرح به المالكي عن ربط الأعمال التي تجري الآن هي لجهات تابعة للقاعدة, وكذالك ما تبثه ما تسمى قناة (((العراقية))) من أخبار على دخول الإرهابيين والعبثيين والصدامين على ما يجري ومحاولتهم الضغط على الشارع الصدري من خلال التذكير بإحداث مقتل الصدر فأي نفوذ للقاعدة في معقل الشيعة المتزمتين وفي مدينة الناصرية وليس نفوذ وقيادة مجاميع صغيرة وإنما ما جاء بالخبر تأثير على كل ما يجري في البصرة من صراع,بينما الحقيقة التي لم يستوعبها المالكي انه تم تحويل آليات الجيش الحكومي إلى آليات (لجيش الأمام) كما أظهرت الصور من البصرة, فأي تصيد بالماء العكر يحاول به المالكي للحصول على انتصار ولو كانت تراق لأجله دماء أهل السنة.

إن المالكي وقناته غير (العراقية) يحاول الكذب والكذب لجر التيار الصدري إلى معركة جديدة مع أهل السنة خاصة بعد أن أدرك بما لا يقبل الشك أن المعركة التي قادها ضد التيار الصدري خاسرة وان بوادر الانهزام العسكري للحكومة بادية على ارض الواقع فمن خلال ما نشاهده من سقوط أكثر المناطق بيد التيار الصدري بدأ على حكومته وأدواتها الإعلامية الكاذبة إلى جرى الأمور إلى مجرى أخر فهل ستنجح الحكومة ومعها فيلق بدر من جر التيار الصدري إلى معركة جديدة ضد أهل السنة الذين سيخسرون انهار من الدماء الزكية في حين سيخسر التيار الصدري سمعته ومكانته نهائيا ولن يطول الأمر حتى يتم القضاء عليه قبل الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات والمقرر لها في شهر تشرين الأول القادم.

وإذا كانت هذه الفرضية التي يفكر بها المالكي ويعمل عليها جاهدا وعلى من يتابع ما يتم بثه من برامج تبين هذه النية غير الخفية والتي لا تحتاج إلى من يقرأ ما بين السطور وإذا لم تنجح وهذا أمر يتحكم به من يتحكم بالتيار الصدري سواء داخل العراق أو خارجه. فان المالكي بكل تأكيد سيحاول تحسين صورة جيشه المهزوم من خلال البحث عن معركة ناجحة له والخوف كل الخوف أن تكون وجهته القادمة مدينة الموصل والتي سينفرد بها بعد أن تم تحجيم اغلب أشكال المقاومة في باقي المحافظات السنية وحولهم إلى أتباع له وللاحتلال من خلال شرائهم ببعض الدنانير فيما بقي من يعمل مع الفصائل المجاهدة تحت أنظار هذه المجالس وعيونه التي لا تتوانى عن أي عمل من شأنه حماية الاحتلال وحكومته المعينة على رقاب الشرفاء.

إذا فعلى الجميع الاستعداد إلى معركة قادمة سواء كانت مع التيار الصدري أو مع الحكومة وإذا كنا نعيب على مليشيا الصدر جرائمهم ضد أهل السنة هذا لا يعني أن لا نستفاد من وقفتهم وبوقت واحد ضد هجمات الاحتلال والحكومة وبالتالي فمن الصعب على الحكومة لان تستفرد بمنطقة على حساب باقي المناطق وهو ما حصل قبل ذالك في بغداد والانبار وديالى وصلاح الدين والآن يراد لها أن تنفذ في الموصل.

 

انس المندلاوي

 



مقالات ذات صلة