إن التصرفات العشوائية والغير مدروسة لمن يتسنم مقاليد السلطة الفلسطينية من مسؤولين وإداريين قد أفقدت الثقة بتلك القيادات من القريب والبعيد والصديق والعدو ..
فلا توجد استراتيجية محددة تضبط سلوك عمل السلطة الفلسطينية وليس هنالك خطابا محددا وموحدا يميز تلك السلطة ويكشف حقيقة توجهها,, فترى السفير الفلسطيني في السعودية يمدح السعودية وترى السفير الفلسطيني في إيران وكأنه عضو في "الحرس الثوري" وترى السفير الفلسطيني في العراق تلعب به المليشيات الشيعية يمينا وشمالا ..
نحن لا نشجع صناعة الأعداء لكن في نفس الوقت يجب أن يكون خطاب السلطة خطابا واضحا ولا يجامل أي من الفرقاء على حساب الآخر وفي نفس الوقت لا يستفز العدو ولا يعادي الصديق ..
لقد هلك قبل أيام أحد أعمدة نظام آلة القتل والتدمير في سوريا وهو المجرم وليد المعلم ..
ولا يخفى على ناظر ولا متابع حجم الإبادة التي مورست من قبل هذا النظام تجاه أهلنا في سوريا ولم تستثني تلك الإبادة الشعب الفلسطيني فنالهم من السحق والتدمير والتهجير ما نال إخوانهم السوريين فدمرت المخيمات الفلسطينية في سوريا واعتقل وغيب في دهاليز سجون المخابرات السورية شبابها وتم تهجير الكثير من فلسطينيي سوريا إلى شتات جديد ..
بعد كل هذا التنكيل بالفلسطينيين والسوريين أيضا تأتي هذه السلطة الهرمة لترسل رسالة تعظيم وتفخيم لأحد أفراد العصابة النصيرية التي تجثم على سوريا ..
ومن تلكم العبارات السيئة :
قال محمود عباس في برقية التعزية : "بإسم دولة فلسطين وشعبها وبالأصالة عن نفسي، نتقدم لفخامتكم ومن خلالكم لعائلة المرحوم الكريمة، ولحكومة وشعب سوريا الشقيق، بأسمى عبارات التعازي القلبية والمواساة الأخوية، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظكم والجمهورية العربية السورية وشعبها الشقيق بكل الخير والسلام".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية : إن الراحل كرس جل حياته في خدمة وطنه وأبناء شعبه، وفي دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.هـ
هذه هي التعزية المخزية والمخالفة لمبادئ العدل والإنصاف علاوة على ما يتخللها من استخفاف بالشعب السوري المظلوم ..!!! فلا ندري ماهي الخدمات التي كرسها هذا الهالك لسوريا وشعبها غير قتل السوريين وسحق مدنهم ..
ولنرجع قليلا للوراء وننبش الماضي الذي عاصره محمود عباس نفسه وأفراد سلطته حيث شاهدوا بأم أعينهم ما فعله هذا النظام من اجتثاث للمقاومة الفلسطينية في لبنان أبان حقبة السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم ,, وما مجازر تل الزعتر عنهم ببعيد وكيف هاجمت عصابات النظام النصيري طرابلس عندما حاول ياسر عرفات الرجوع إليها بعد خروجه من بيروت ..
لقد وفر النظام السوري كثير من الجهد على الصهاينة في حربهم للقضية والمقاومة الفلسطينية ..
فهل خطاب السلطة الفلسطينية هذا مناسب لمثل هذا النظام الدموي ..؟؟ وفي نفس الوقت هذا يقبع الكثير من الفلسطينيين في غياهب سجون النظام ويسلط عليهم أشد أنواع العذاب ..
ثم هنالك مسألة أخرى لماذا هذا التزلف للنظام النصيري وعدم مراعاة مشاعر الشعب السوري الذي لم يدخر جهدا من إمكانياته المادية ومن رجاله في دعم قضية فلسطين ومنذ أول بوادر احتلالها من قبل يهود ..
فهل بهذا الصنيع وهو تعزية قاتله ومشتت أسره يتم الوفاء ..
إن خطاب السلطة العشوائي والغير مدروس هذا سوف يدخلها ومعها الشعب الفلسطيني في أزمات تتلوها أزمات ..
وعلى السلطة انتقاء خطابها ومواقفها بما يناسب الحدث واختيار المتحدثين بإسمها من ذوي الخبرة والرزانة حتى لا تفتح جروح جديدة للشعب الفلسطيني هو في غنى عنها ..!!!
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
5/4/1442
19/11/2020