مستشار حماس والحضن الإيراني

بواسطة محمد الشاعر قراءة 2199
مستشار حماس والحضن الإيراني
مستشار حماس والحضن الإيراني

مستشار حماس والحضن الإيراني

 

محمد الشاعر – مندوب لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين.

 

إنَّ الذي يبصر بعين الحقيقة في هذا الوقت و نحن نعايش مرحلة التخبطات بين المناهج ناهيك عن انحرافها يجد المرء نفسه حائراً مندهشاً لا يعرف صديقه من عدوه , بل قل لا يعرف صديقه من خصمه، وهذا حال صاحب العقيدة الصحيحة.

والذي يزيد الأمر سوءًا ويزيد الطين بلة هو ظهور بعض المحسوبين على أهل السنة يغردون لإيران ويعزفون لها بألحان الحب والمودة ضاربين بذلك عرض الحائط مسألة الولاء والبراء ناسين أو متناسين حلم إيران وهو إبادة أهل السنة عن بكرة أبيهم دون تفريق بينهم، فما دمت سنياً فأنت مطلوب لإيران ولمليشياتها التي تعكف ألسنتها على لعن الصحابة وتعكف أياديها على البطش بأهل السنة دون رحمة , قتلٌ على الهوية.

وما أخبرتنا به وكالة أنباء فارس الإيرانية من أنَّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد تلقى دعوة من الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة حماس لزيارة قطاع غزة المحاصر أسوةً بالجنوب اللبناني , كي يسهم في تعزيز صمود أهلها وثباتهم على أرضهم!!

هذه الدعوة التي نقلتها أنباء فارس الإيرانية عن وكيل وزارة الخارجية د. أحمد يوسف [ ندعو الرئيس نجاد لزيارة القطاع, ونحن على يقين أنَّ زيارة كهذه ستكون لها أهمية بالغة] , و ثمة أسئلة لابد أن تطرح نفسها هنا وبقوة : ما الفائدة المرجوة من زيارة محمود أحمدي نجاد إلى قطاع غزة ؟ هل هو لتعزيز صمود أهل غزة وثباتهم على أرضهم كما يقولون؟ أم لتحقيق غايات أخرى أقلها الدعم اللوجستي ناهيك عن الدولار الفارسي وذلك  بدغدغة مشاعر الإيرانيين إن كانت عندهم ثمة مشاعر؟

ولماذا لم تعزز المليشيات الشيعية صمود الفلسطينيين في العراق والذين تعرضوا لإبادة وحشية من قبلهم ؟ أم أنَّ دماء الفلسطينيين في العراق ماء! ودماء أهل غزة دماء ؟ ثم كيف تسمح بمن قاتل مع الجيش الأمريكي في صف واحد ضد المسلمين في العراق بالدخول إلى قطاع غزة أم أنَّها مسألة داخلية ؟!!

إنَّ ما يفعله د. أحمد يوسف من دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لزيارة قطاع غزة ليس بالجديد, فتصريحات أحمد يوسف والتي تدلل على أنَّ الشيعة هم عزُّ هذا الزمان، ففي شهر نوفمبر 2007 م  قال يوسف في لقاء مطول أجراه معه المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء المقال في غزة تعقيباً على هتافات المتظاهرين الفلسطينيين في القطاع ووصفهم لحماس ومليشياتها بالشيعة [ ما العيب أن تكون شيعيًا ؟ فالشيعة اليوم هم عزُّ هذا الزمان، تحدوا الاستكبار العالمي الذي تمثله أمريكا وإسرائيل، ووقفوا إلى جانب المستضعفين من أبناء فلسطين، فعندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران، قام الإمام الخميني بتحويل السفارة الإسرائيلية هناك إلى سفارة فلسطينية ] .

كما وهناك أنباء يتناقلها البعض في غزة - ونتمنى ألا تكون صحيحة- وهي تأليف د. أحمد يوسف كتاباً بعنوان "الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران جدلية الدولة والأمة في فكر الإمامين البنا والخميني" والذي قدم لهذا الكتاب هو د. محمد الهندي , هذا الكتاب تم توزيعه في رفح بشكل سري بين الأفراد .... الله أعلم بأهدافها.

والغريب أيضاً أنَّ النواب الإسلاميين في الضفة الغربية قد استنكروا العمل الذي أقدمت عليه إدارة القمرين الصناعيين نايل سات وعرب سات من وقف بث قناة العالم الفضائية دون تحديد الأسباب , واعتبر النواب في بيان لهم أنَّ هذا القرار يعتبر تعدياً سافراً على حرية الإعلام وإمعاناً في سياسة تكميم الأفواه، وطالب النواب إدارتي القمرين بالتراجع عن القرار تعزيزاً للحريات العامة , و قد حدث هذا في شهر نوفمبر سنة 2009 م ، ففي شهر نوفمبر سنة 2007 م كان الشيعة هم عزُّ هذا الزمان كما يقول د. أحمد يوسف , و في شهر نوفمبر سنة 2009م استنكار واضح من النواب الإسلاميين على إدارة القمرين الصناعيين نايل سات وعرب سات من وقف بث قناة العالم الفضائية الإيرانية ومن المعروف أن هذه القناة الفضائية الإيرانية تمهد للمشروع الصفوي الإيراني في المنطقة! ونتمنى أن يدققوا في الرسالة الإعلامية الموجهة منها ويحللوا مضامين ما تبثه هذه القناة ليعرفوا أن خطرها لا يقل خطورة عن قناة " إسرائيل العاشرة".

وفي شهر نوفمبر 2010 م كانت دعوة حكومة حماس للرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد بزيارة قطاع غزة , وكأنَّ شهر نوفمبر من كل سنة تقريباً أصبح شهر التمجيد والتبجيل لإيران ولشيعتها عند د. أحمد يوسف وعند بعض صناع القرار في غزة و لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى.

إنَّ هذا لَيُدَلِّلُ و بشكل واضح مدى الخطورة التي تكتسحها الشيعة بين صفوف بعض أهل السنة ظانِّين أنَّ هذا الأمر يمكن تجاوزه مستقبلاً, ولا يعلمون أنَّ الشيعة إذا تغلغلت في بلد فمن الصعب اجتثاثها! فكيف وإن كان أهل البلد قد نصَّبوا أنفسهم حماةً لها غير مبالين بنصائح إخوانهم.

 لكننا نقول أنَّ إخواننا لازال بعضهم متيقظاً فطناً بخطر الشيعة على المسلمين حريصاً على عقيدة أهل السنة وإن كان عددهم قليل لكنَّ همتهم عالية، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لاجتثاث هذا السرطان المهيب وأن يوفقنا لما يحبه و يرضاه إنَّه ولي ذلك والقادر عليه و الله المستعان.

 

 



مقالات ذات صلة