من مذكرات شارون

بواسطة لجنة البحث العلمي قراءة 2550

من مذكرات شارون

 

كانت منظمة التحرير الفلسطينية ، بتكديسها للأسلحة الثقيلة ونشرها في جنوب لبنان ، تستعد بلا ريب لشن حرب استنزاف بكل معنى الكلمة . عندئذ قمت بمراجعة الخطط العسكرية التى وضعت بعد عملية الليطاني . وعلى غرار كل خط عسكرية  هدفت خطة اورانيم إلى أقصى الطموحات ، فتمثل هدفها النهائي بإبادة المراكز العملياتية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وهدم بنيتها التحتية على امتداد لبنان ، بما في ذلك بيروت ، لكن خطة أورانيم – كسائر الخطط العسكرية أيضاً – حددت سلسلة أهداف وسيطة ، لكل منها قيمة الذاتية ، لذا كنت أجهل ، على هذا الصعيد ، أي جزء سيوافق عليه مجلس الوزراء في حال وردت المسألة في جدول أعماله ، ولكن بعد تنقيح الخطة في تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1981 ، أصبحت تشمل الأهداف الآتية :

1-     يتمثل الهدف الأول بإزالة خطر الإرهابيين كلياً – أي تصفية قواتهم العسكرية وبنيتهم التحتية ، لاسيما في بيروت .

2-              يتمثل الهدف الثاني بتحييد السوريين عبر المناورات ترهيب وتهويل ، متجنبين قيام مواجهة فعلية معهم .

3-     علينا بلوغ الهدف الأدنى من الخطة منذ بداية العملية : وضع كافة التجمعات السكنية في شمال إسرائيل خارج مرمى طلقات المدفعية .

4-             سنحرص حتى لا تطال هذه العملية الشيعة والدروز والمسيحيين .

5-     لا مصلحة لنا لإبقاء قواتنا طويلاً في الأراضي التى نكون قد استولينا عليها ، فتحقيق أهدافنا المذكورة آنفا سيسمح لنا بالانسحاب .

 

حتى إنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التى منحتها إسرائيل ، ولو كمبادرة رمزية ، إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضا مشاكل خطيرة مع المنظمة التحرير الفلسطينية ، ومن دون الدخول في أي تفاصيل ، لم أر يوما في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد ، ولا حتى في الدروز ، فالطائفة الدرزية اليهودية اندمجت في كل ميادين مجتمعنا ، ابتداء من عالم الأعمال حتى الجيش ، وقولي هذا لا يعنى أنني أعتبر الطائفة السنية اللبنانية عدوانية قسراً أو عدواً لدوداً ، فهم يعيشون معنا في سلام منذ عشرين سنة ، ولا دافع يحول ديمومة هذا التعايش مستقبلاً ، أما عدونا الحقيقي الذي رأيته هنا ، فيتمثل في المنظمات الإرهابية الفلسطينية " وأرض فتح " المستقلة، إضافة إلى السوريين الذين يؤمّنون لهم الحماية والمساعدة .



مقالات ذات صلة