هل هناك بالفعل رابط وتفاهم وتلاق مصالح بين الشيعة وإسرائيل وأمريكا ؟

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 743
هل هناك بالفعل رابط وتفاهم وتلاق مصالح بين الشيعة وإسرائيل وأمريكا ؟
هل هناك بالفعل رابط وتفاهم وتلاق مصالح بين الشيعة وإسرائيل وأمريكا ؟

السؤال يقول :

 هل هناك بالفعل رابط وتفاهم وتلاق مصالح بين الشيعة وإسرائيل وأمريكا ؟

 في عالم السياسة قد لا يكون مستغربا أن يجتمع الفرقاء ويتفرق الحلفاء وفق مصالحهم ولكن ما يحدث بين الثلاثي إيران وإسرائيل وأمريكا لا ينتمي حقيقة لعالم السياسة بقدر ما يمكن تفسيره بالتحالف المصلحي والتقاء الغايات .

والناظر لحقيقة الأمر يجد ان هناك عدوا مشتركا لهم جميعا , يجمعهم في تحالف واحد عداؤهم له ورغبتهم في القضاء عليه فكريا وسياسيا بل وإنهاء وجوده تماما , ألا وهم المسلمون السنة .

وربما لو كان الخلاف بينهم سياسيا لامكن التصور أنهم ربما يختلفون في يوم من الأيام ولكن لكون التحالف قائم على أسس عقائدية لوجود عدو مشترك فالتصور الوحيد لتفرقهم هم ان يختفي ذلك العدو المشترك وهذا لن يكون بإذن الله .

وليس الافتراض بتحالفهم الشديد والعميق محض تصورات أو حتى إيمان بنظرية المؤامرة ولكنه رغم إظهار العداء البادي في التصريحات والتهديدات المتبادلة إلا أن هناك سياسيين كثر معظمهم غربيون قد أكدوا على وجود هذا التحالف , ويدعمه أيضا شواهد تاريخية تصل لمرتبة اليقين بان هذا التحالف قائم ومستمر

فعلى سبيل المثال : "تريتا بارسي" هذا الكاتب الأمريكي الأستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز" والذي كتب كتابا بعنوان " التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران والولايات المتّحدة الأمريكية" والذي كشف فيه عن سلسلة من الاتصالات السرية وعن وجود طرق اتصال وتواصل كثيرة ومتنوعة بين الأطراف الثلاثة , كما عرض فيه لوثيقة سرية تتضمن إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية - إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاثة مواضيع: " أسلحة الدمار الشامل ", " الإرهاب والأمن الإقليمي ", " التعاون الاقتصادي ".

ولم يكن هذا التعاون هو التعاون الوحيد فلا يزال الحديث يتكرر عن تلقي  السلطات الإيرانية معدات استخباراتية إسرائيلية متطورة تراقب نشاط شبكات الانترنت لتستخدمها في قمع مسلمي الأحواز السنة عن طريق وسطاء غربيين .

وهذه الأوجه من التعاون ليست جديدة على العلاقة المستترة بينهم , فالذاكرة لا زالت تحمل ما حدث في الثمانينات الفائتة مما سميت بفضيحة "إيران جيت" أو "إيران كونترا"، التي أظهرت وجود تدفق مستمر للأسلحة الأمريكية لإيران في حربها مع العراق .

والصلة بينهما قديمة أكثر مما نعتقد حيث حالف الشيعة كل معتد على الأمة الإسلامية فوضعوا أيديهم في يد هولاكو الذي كان يميل للنصرانية وذلك لمحو الخلافة الإسلامية العباسية من الوجود وإسقاط بغداد , وحاول الصفويون كثيرا تخفيف الضغط الإسلامي العثماني عن أوروبا المسيحية بتعطيل العثمانيين وقتالهم لعرقلة خطواتهم لنشر الإسلام في أوروبا , والأحداث كثيرة تدل دلالة يقينية على ان هذه الصورة من التحالف الأمريكي الإسرائيلي الشيعي ليست وليدة اليوم وليست سياسية فقط بل تعتبر من الأحلاف العقائدية المتجذرة التي لن تنتهي إلا بزوالهم عن الوجود .

  • المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث



مقالات ذات صلة