المحامي عبدالمجيد محمد
كاتب حقوقي وخبير في الشؤون الإيرانية
هتلر كان دكتاتورا أراق الكثير من الدماء في أوروبا وتسبب بقتل وإعاقة وإصابة عشرات الملايين وخسارة آلاف مليارات الدولارات. وحتى الآن مايزال الشعب الأوروبي خاصة وشعوب العالم عامة تعاني من الآثار المدمرة للحرب التي أشعلها هتلر.
وقد تم صنع العديد من الأفلام والملفات الوثائقية وكتابة العديد من الكتب حتى يتعرف الناس والأجيال الذين لم يشهدوا بشكل مباشر الدمار والخراب الذي خلفه هتلر.
وزير دعاية هتلر كان شخصا شريرا يدعى غوبلز ونظريته كانت أنه عندما تعاني الحكومة من ضعف الإدارة والفساد وعدم الجدوى والفعالية والأزمات الاقتصادية ولا تستطيع تأمين المتطلبات الأساسية للشعب كالخبز والعمل والرفاهية والأمن فإنها ستواجه موجه من السخط والغضب الشعبي والاحتجاج العام وستتجه البلاد نحو الثورة السقوط.
ولذلك في مثل هذه الحالة يجب على الهيئة الحاكمة حرف الرأي العام نحو موضوع فرعي ولكن كبير. ويجب عليها الدخول في حرب ويجب عليها الاستفادة من كل فرصة وكل حادثة من أجل التطرق للحرب الدعائية.
يجب دوما التورط في الحرب والتورط في دعايات ضد الدول المجاورة، وضد الدول القوية وضد المنظمات الدولية ويجب خلق الأزمات الاقتصادية. زمر نجاح وبقاء الحكومات الضعيفة يكمن في حالة الحرب والأزمات.
هذه الظاهرة الخبيثة مرتبطة بالقرن الماضي والجيل الحالي رأى فقط هذه الكوارث في الأفلام السينمائية أو الوثائقية التاريخية أو قرأها في الكتب أو سمعها من الكبار.
ولكن في القرن الحالي، تلك الظاهرة التي يواجهها الجيل الحالي ويراها كل يوم في الأفلام والمستندات الوثائقية ويقرأ أخبارها لم يعد اسمها هتلر وغوبلز، بل أصبح اسم تلك الظاهرة الخبيثة والمدمرة للحرث والنسل هو أصولية خميني.
في مقارنة بسيطة نجد أن خميني هو هتلر الذي استحدث ظاهريا في إيران ولكن فعليا فإنه لوث كل الشرق الأوسط وبصورة أوسع العالم كله بخبثه وشره المطلقين. هذه الظاهرة الخبيثة والكارثية أتاحت الفرصة للسينمائيين وصانعي الأفلام الوثائقية والكتّاب وناشري الكتب أن يكتبوا ويبلغوا وينشروا مواضيع عن عمليات الإبادة البشرية والجرائم والكوارث والمذابح التي تسببت بها أصولية خميني وخامنئي.
غزبلز عصره الآن أي خامنئي يعمل بالضبط وفقا لنظرية غوبلز في زمن هتلر ولأنه فاقد للمقدرة على إدارة البلاد وتأمين أمن ورفاهية وعمل الشعب والبلاد في أسوأ الأوضاع الاقتصادية
فإنه مجبر على خلق الأزمات وتصديرها للدول المجاورة كما فعل غوبلز أثار شائعة ودعايات الحرب والأزمات ونشر الدمار لكي يضمن بقاء واستمرارية حياته المشؤومة.
خميني منذ البداية قام باغتصاب سيادة الشعب الإيراني لأنه لم يستطع إدارة البلاد وبنى أسس حكمه التوسعي وتصدير الإرهاب وأطلق كذبة أن فتح القدس يبدأ من كربلاء.
ونتاج وحاصل فشله في إدارة البلاد كان فرض حرب لا شرعية استمرت ٨ سنوات على العراق والشعب الإيراني والتي راح ضحيتها ملوني قتيل ومصاب ومعاق وألف مليار دولار من الخسائر والدمار من طرف ايران فقط. ناهيك عن انه قام بتدمير العراق.
خامنئي أكمل مسيرة التدمير ومن أجل تدعيم أسس نظامه اللاشرعي المتأرجحة خطط للتدخل في دول المنطقة من سواحل المتوسط حتى سواحل البحر الأحمر.
خامنئي ومسؤولوه الإرهابيون قالوها صراحة وعدة مرات أنهم لو لم يتواجدوا على سواحل البحر المتوسط ولو لم يتدخلوا في لبنان وسوريا والعراق لكانوا يحاربون الآن في المدن الإيرانية مع الشعب الإيراني. لأن جميع أبناء الشعب الإيراني يعتبرون أن هذا النظام لاشرعي ويطالبون بإسقاطه بشكل تام.
خامنئي مثل غوبلز لا يكف عن إطلاق الأكاذيب من أجل حماية نظامه اللامشروع ولا يكف عن تضخيم المواضيع والتشدق ويجعل من القش جبلا بحاله لكي يقمع أي نوع من أنواع الحريات ولذلك يقوم بحرف الرأي العام عن اتجاهه الأساسي.
وهو في تاريخ ١٣ فبراير وبالتزامن مع بدء المؤتمر الدولي وارسو ادعى خلال رسالة له تم بثها على تلفزيون النظام بأن سرعة التقدم العلمي للنظام كان مدهشا للعالم ووصل لـ 11 ضعف تسارع متوسط نمو العلوم في العالم؟!
كما أن خامنئي ومسؤوليه المدافعين عن نظامه مثل ظريف ومحمد جواد لاريجاني يدافعون عن الرجم والإعدام وقطع اليد والرجل وقلع حدقة العين والجلد والتعذيب ويلقون محاضرات وتنظيرات في هذه المواضيع ولكن في الوقت نفسه يعتبرون أنفسهم دكاترة وبروفيسرات في حقوق الإنسان ويقولون بأن إيران ليس فيها سجون سياسية.
كذبة لا تنطلي إلا على أصحابها ولا تخدع أحدًا غيرهم لأن ملف حقوق الإنسان الشائن يتحدث عن إعدام ١٢٠ ألف مجاهد ومناضل وذبح ٣٠ ألف سجين سياسي ومجاهد ومناضل في صيف عام ١٩٨٨ بفتوى خميني. وهناك ٦٥ إدانة بحق نظام الملالي في الجمعية العامة واللجنة الثالثة في الأمم المتحدة بسبب الانتهاك الوحشي والممنهج لحقوق الإنسان في ايران.
والنظام يملك سجل عالمي في الإعدام بالنسبة لعدد السكان.
وبنظرة خاطفة على التاريخ والسجل الأسود والمشين لأصولية خميني وخامنئي يتبادر هذا السؤال للذهن أي دكتاتور استطاع أن يجلب كل هذا الدمار والخراب والقتل والذبح أكثر من الآخر؟
● الحرب في سورية وتشريد ملايين الأشخاص العزل من أجل حماية دكتاتور سوريا.
● زعزعة استقرار لبنان عن طريق أدواته ومرتزقه حسن نصر الله أمين عام حزب الله.
● زعزعة استقرار العراق من خلال التدخل الواضح واختراق جميع الأجهزة الحكومية في هذا البلد.
● الدعم الواضح للحوثيين في اليمن وزعزعة استقراره واسقرار الدول المجاورة له.
● الكذب على المجتمع الدولي فيما يتعلق بالمشروع النووي والبرنامج الصاروخي وزعزعة استقرار العالم.
● في الداخل: نشر الإدمان على المخدرات والفقر والبطالة، التضخم الاقتصادي، الغلاء الفاحش، بيع الكلية والكبد وأعضاء الجسم بسبب الفقر والفاقة، النوم في بيوت الصفيح والكرتون، بيع الأطفال، سجل الإعدام والتعذيب، توسع السجون في جميع أنحاء ايران، شح المياه والجفاف والقحط والأزمات البيئية، الجرائم المنظمة ومن بينها عمليات القتل المتسلسلة وتصفية المعارضين، رش الأسيد الممنهج والمنظم على وحوه النساء... جميعها حالات قليلة من الجرائم العديدة التي تم فرضها من قبل خامنئي على الشعب الإيراني وهناك حالات ومآسي أخرى عديدة يمكن إضافتها لها.
والسؤال الذي يبقى هل توجد دكتاتورية غير دكتاتورية خميني وخامنئي استطاعت ارتكاب هذا القدر من الجرائم والفساد بحق الشعب الإيراني والمنطقة؟
الجواب قطعا لا.
المصدر : دنيا الوطن
22/6/1440
28/2/2019