9-6-2013
رغم كثرة الحديث عن مسألة التوافقات اليهودية/الشيعية، وتعدد الشواهد عليها قديما وحديثا، إلا أنَّ قطاعا من المغيبين ظل مقتنعا بشعار "المقاومة والممانعة" الذي رُوِّج له من قبل النظامين (الإثني عشري، والعلوي) فخدعوا به جموعا من المسلمين، لتحقيق طموحاتهم المذهبية.
لكن الثورة السورية جاءت كاشفة للكثير من الحقائق التي حرص الشيعة واليهود- على السواء- على إخفائها، كما ساهمت هذه الثورة في فضح الشعارات الكاذبة والمبادئ المزيفة التي تستَّر خلفها الشيعة طيلة العقود الماضية وخادعوا بها المسلمين.
فالناظر للمشهد السوري يتبين له عظم المؤامرة على هذا الشعب وعلى الشعوب الإسلامية بصفة عامة، فالنظام الذي كان يدعي العداء (والمقاومة والممانعة) للكيان الصهيوني، رأيناه يتحالف مع اليهود لقمع مواطنيه، حيث تحول الكيان الصهيوني إلى حليف قوي وعنصر فاعل في قمع الشعب السوري وإفشال ثورته.
والتحالف (العلوي/ الاثنا عشري/الصهيوني)، ليس بالأمر الجديد، فخيانات الشيعة وتحالفاتها مع الدولة الصهوينية قديمة، بدأها الخميني بفضيحة إيران جيت، التي دوت في الآفاق وقت اكتشافها، حيث كُشف للعالم أجمع أن سيلا من الأسلحة وقطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران أثناء حربها مع العراق، إلى غير ذلك من الخيانات والتحالفات.
أما خيانات النظام السوري (العلوي) فحدث عنها ولا حرج، فيكفي أن هذا النظام ظل يخادع المسلمين لعدة عقود بعدائه –الزائف- للكيان الصهيوني، دون أن يطلق رصاصة واحدة قبالة هذا النظام، أضف إلى ذلك جرائمه المتكررة تجاه المقاومة الفلسطينية؛ حرصا على أمن إسرائيل.
وكنوع من رد الجميل- إلى جانب الحرص على المصالح الإسرائيلية- أكدت وثيقة رسمية للأمم المتحدة أن قوات الأسد نسقت ميدانيًّا مع الجيش الصهيوني ضد الثوار، وأشارت الوثيقة إلى أن التنسيق الميداني تم بين الطرفين في الجولان عبر قوة مراقبة فك الاشتباك "أندوف".
وأوضحت الوثيقة أن "إسرائيل" استجابت لطلب قوات الأسد بألا يقوم الجيش الصهيوني بأيِّ تحرك ضد الدبابات السورية التي دخلت منطقة فك الاشتباك الخميس الماضي؛ لأنها مخصصة حصرًا لمحاربة العناصر المسلحة في المعارضة.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس: إن قوات الأسد لا زالت تبقي أربع دبابات وثلاث ناقلات جند مدرعة في منطقة فك الاشتباك، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك مع "إسرائيل".
فأي عداء يتحدث عنه النظام السوري والإيرانيون مع الصهاينة؟
حقيقة الأمر أن الشيعة والصهاينة وجهان لعدو واحد، يسعى بكل طاقاته إلى قمع المسلمين واستلاب حقوقهم واغتصاب أراضيهم، لتتحول أرض العرب والمسلمين إلى مملكتين: مملكة يهودية من النيل إلى الفرات، تتنازعها مملكة شيعية يؤطرها الهلال الشيعي.
فالكيان الصهيوني بات أشد حرصا على بقاء النظام السوري، وهذا ما دلت عليه صحيفة أتلانتيك الأمريكية في وقت سابق، حيث قالت في تقرير لها "أن الدولة الصهيونية التي فقدت حليفا وصديقا لها في المنطقة، وهو الرئيس المصري المخلوع حسنى مبارك، تعتقد أن بقاء الرئيس السوري في السلطة يمثل لها بعض العزاء".
والأمر نفسه يصدق على النظام الاثنى عشري في طهران، كما يصدق على الولايات المتحدة الأمريكية، بل يصدق على الغرب بصفة عامة، حيث تعتبر سوريا قطب الرحى لمرحلة الثورات العربية، فبانتصار الثورة السورية وسقوط النظام العلوي-العميل - نكون قد تجاوزنا عنق الزجاجة في مرحلة الثورات العربية، ويكون العالم الإسلامي قد تخطى مرحلة من أصعب المراحل في تاريخه الثوري الحديث.
مركز التأصيل للدراسات والبحوث