فضل مسجد الكوفة عند الشيعة على المساجد الثلاثة
بقلم: طارق أحمد حجازي
بالإضافة لفضل مسجد الكوفة المقدم عند الشيعة على المسجد الأقصى المبارك ، فإن عندهم من الروايات ما يدل على أن مسجد الكوفة أقدم من كل المساجد عدا بيت الله الحرام، وأنه البقعة المباركة التي بارك الله فيها !! ، وأنه كان معبد الملائكة قبل خلق آدم ، ومعبد آدم وما بعده من الأنبياء والمرسلين والأولياء والصديقين !! وأن وسطه روضة من رياض الجنة ، ومنه يحشر الخلق يوم القيامة !! والأغرب من هذا وذاك أنه من المساجد التي تشد إليها الرحال (1) !! ويؤيد ذلك الروايات التالية في كتبهم :
روى الشيخ الصدوق في الخصال : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد رسول الله، ومسجد الكوفة " (2) !!
وروى أيضاً الشيخ الصدوق في كتابه من لا يحضره الفقيه والخصال ، بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومسجد الكوفة " (3).
ومسجد الكوفة (4) مكانته وقدره عند الشيعة تفوق المسجد الأقصى وهذا بنص أحاديثهم التي سطروها في كتبهم المعتمدة ، والتي جاء فيها من الروايات الباطلة ما يلي :
روي الكليني في كتابه الكافي ، بإسناده عن خالد القلانسي أنه قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : "صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة " (5) !!
وعن حسان بن مهران قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قال أمير المؤمنين عليه السلام : "مكة حرم الله ، والمدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله ، والكوفة حرمي لا يريدها جبار بحادثة إلا قصمه الله " (6)
وفي رواية أخرى : " إن الكوفة حرم الله وحرم رسوله e وحرم أمير المؤمنين ، وأن الصلاة فيها بألف صلاة والدرهم بألف درهم " (7) ، وفي غيرها : " إن لله حرماً هو مكة، ولرسوله حرماً وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ، ولنا حرماً وهو قم (8) ، ستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة ، من زارها وجبت له الجنة " (9) !!
1- وخرج علينا القاديانيون كذلك – وهم فرقة باطنية ضالة - بقدسية "قاديان" في الهند ، فهم يعتقدون بأن المسجد الأقصى هو مسجد الميرزا في قاديان وليس الذي في بيت المقدس!! فقد جاء في صحيفة الفضل القاديانية عدد 3 سبتمبر سنة 1935م: "لقد قدس الله هذه المقامات الثلاثة مكة والمدينة وقاديان واختار هذه الثلاثة لظهور تجلياته". وفي عدد 23: "إن المراد بالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله هو مسجد قاديان"!!
2 - كامل الزيارات ، ص137.
3- الوسائل ( 3/ 525 ) .
4 - الذي بنى مسجد الكوفة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في عام 17هـ ، بعد معركة القادسية في خلافة عمر الفاروق رضي الله عنه ؛ والغريب موقف الرافضة من هذا الصحابي الجليل من خلال رواياتهم وتسميته بقارون الأمة ؛ جاء في مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص 280؛ قال أبو الحسن العامري : سعد بن أبي وقاص قارون هذه الأمة ؛ وهذا ظاهر من جهة ارتداده وتكبره عن مبايعة أمير المؤمنين علي !! .
ويدعونا هذا للتساؤل : لماذا لم يباشر الخليفة الراشدي علي رضي الله عنه بهدمه عندما انتقل إلى الكوفة وكان وقتها الخليفة والحاكم ، إن كان بانيه من المرتدين - حسب زعمهم - ؟!! ولماذا يوصي أئمتهم بالصلاة فيه مع قولهم بردة سعد بن أبي وقاص الموصوف عندهم بقارون هذه الأمة ؟!! ولماذا كل تلك الفضائل لمسجد أسس بأمر أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ؛ ألم يقل جعفر الصادق !!كل عبادة مؤسسة على غير التقوى فهي هباء منثور ؟!!
5- الوسائل ( 3/547) .
6 - تفصيل وسائل الشيعة (14/360) .
7 - الوافي / باب فضل الكوفة ومساجدها ، المجلد الثاني : 8/215 .
8- قم بالضم والتشديد كلمة فارسية ، وهي مدينة مقدسة عند الشيعة مشهورة في إيران ، وأهلها كلهم شيعة إمامية ( انظر : معجم البلدان : 4/397 ) ومن أسباب تقديسهم لقم وجود قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر ( إمامهم السابع ) فيها ، انظر : عبد الرزاق الحسيني / مشاهد العترة : ص 162 وما بعدها .
9- بحار الأنوار ( 102/267) .