نصرة لحماس حماس وإيران والشيعة مرة أخرى!!

بواسطة أسامة شحادة قراءة 2500
نصرة لحماس  حماس وإيران والشيعة مرة أخرى!!
نصرة لحماس حماس وإيران والشيعة مرة أخرى!!

نصرة لحماس

حماس وإيران والشيعة مرة أخرى!!

 

بقلم: أسامة شحادة

 

حركة حماس حركة إسلامية جهادية لها احترامها وتقديرها لما تقوم به من دور هام في حماية الدين والمقدسات أولاً وحماية المسلمين والأرض ثانياً، ومن حق حماس على كل محبيها نصحها وتنبيهها إلى ما يظن أنه خطأ أو تجاوز أو قصور، والقاعدة المعروفة "كل عامل ومجتهد يقع منه الخطأ"، ولذلك قرر النبي صلى الله عليه وسلم: أن "كل بني آدم خطاء،    وخير الخطائين التوابون " (1).

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حثنا على نصرة إخواننا من المسلمين فقال: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه." (2).

ولقد سبق لي أن كتبت منذ فترة مقالا بعنوان "الإخوان- حماس وإيران والسؤال الحائر؟" (3) قصدت من خلاله تنبيه حماس من خطورة أن تكون جسراً يعبر التشيع عليه إلى فلسطين وقضيتها، دون أن يطلب منهم التشيع بذواتهم، ولكن غض الطرف عن جهات أخرى ستعمل على نشر التشيع في فلسطين، وعلى رأس هذه الجهات: القيادة السياسية – في الداخل والخارج - لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية (4).

و يبدو أن حماس لم تنتبه لهذا الخطر بعد، أو أنها تعرفه لكنها تعتقد أن حجمه بسيط ولا يشكل مصدر خطورة شديدة، أو أنها تغض الطرف عنه في هذه المرحلة لأسباب خاصة بها!!

و لكن ما جرى في الفترة القريبة من ترويج مبطن لإيران وحزب الله والتشيع في بعض المناسبات العامة التي نظمتها حماس أو مؤيدوها، وأيضاً بعض التصريحات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحماس الأستاذ خالد مشعل وغيره جعلتنى أعاود الكتابة مرة أخرى حول هذا الموضوع.

من هذه الممارسات:

* ما رصده مراسل "لجنة الحقيقة للدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين" (5)، من تواجد إيراني وشيعي مضخم ومبالغ فيه كثيراً في ملتقي القدس الدولي باسطنبول في شهر 11/2007، والذي عقد بمبادرة من مؤسسة القدس الدولية التي يرأس مجلس أمنائها الدكتور يوسف القرضاوي، وفي لقاء لي بالقاهرة مع أحد صحفيي جماعة الإخوان المسلمين من الذين حضروا هذا المؤتمر أكد لي هذه الممارسات المستفزة في المؤتمر والتي شعر معها أن هناك نية لدى إيران والشيعة سرقة جهود أهل السنة في قضية فلسطين ببعض الملصقات والبوسترات والأوراق الملونة، ولكن في مواقف النصرة والمساعدة الحقيقية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني لن تجد إيران والشيعة كما سيأتي بعد قليل.

* تكرر هذا الأمر - الحضور المكثف الإيراني والشيعي – في "المؤتمر الوطني الفلسطيني" ، الذي دعت له حماس مؤخراً في دمشق.

 وبعيداً عن تسييس المؤتمر وخضوعه لأجندة سورية عبر إلغاء المؤتمر ثم عقده بسبب المناكفة مع السعودية حول الملف اللبناني، بعيداً عن ذلك شهد المؤتمر إعطاء إيران والشيعة حجماً كبيراً، مما ذكّرنا بصنيع المنظمات الفلسطينية اليسارية، التي كانت تضخم وتلمع حجم الدور الروسي في دعم القضية الفلسطينية رغم كل الخيانات التي قامت بها روسيا تجاه القضية الفلسطينية، ومن أهمها أنها كانت أول دولة تعترف بإسرائيل بعد أن فرضت قرار التقسيم في مجلس الأمن(6)، وهي من قام بإمداد هذا الكيان بالرجال والعتاد، وتطويع كل القيادات الفلسطينية والعربية الثورية لتضليل الجماهير وسوقها لحتفها وهي تهتف للجلاد كما في صنيع جمال عبد الناصر في حروبه مع إسرائيل!!

هذا المؤتمر الذي حضرته شخصيات وهيئات من مصر ولبنان وإيران، غاب عنه مثل جماعة الإخوان في سوريا، لأنها محظورة من النظام السوري، ثم يقولون لنا هذا هو الدعم الشريف والنزيه لحماس وفلسطين!! 

 

* رغم سيطرة حماس على قطاع غزة فلا تزال تتواصل الجهود العلنية لنشر التشيع في غزة، ومن ذلك توزيع العديد من الكتب الدعائية للفكر الشيعي مثل : كتاب "لأكون مع الصادقين" للتيجاني وكتاب "ليالي بيشاور" وكتاب "ولاية الفقيه"  وكتاب "مختارات من أقوال الخميني" ، كما تم توزيع نشرة معنونة بـ"عاشوراء مدرسة البطولة والفداء" في يوم عاشوراء الماضي.

 

* حين تم اغتيال عماد مغنية المسؤول الأمنى لحزب الله ، تسابق – للأسف – قادة حماس على رثائه وتأبينه وأقاموا له حفل تكريم في غزة !!

مغنية الذي كان وراء العديد من الجرائم بحق الإسلام والمسلمين في السعودية والكويت ولبنان والعراق، كما أنه كان وراء دعم ورعاية إيران لجيش المهدى التابع لمقتدى الصدر، الجزار الذي أمعن في قتل المسلمين من أهل السنة في العراق إضافة إلى الفلسطينيين هناك!!

 

* لا نعرف في أي سياق نضع تصريح أحمد يوسف مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية ، الذي قال:"ما العيب أن تكون شيعياً؟ فالشيعة هم عز هذا الزمان"!!

هل نضعه في سياق الدبلوماسية والمزايدة أم نأخذه على ظاهره لأن ما تعلمناه أن السياسي المسلم يوري ولا يكذب كما يفعل بقية الساسة!!

 

* تصريح الأستاذ خالد مشعل: "إننا نتلقى أموالا من مصدر واحد وهو إيران"! (7)  مثل هذه التصريحات تجعل الإنسان يظن أن حماس هي الطفل المدلل لدى إيران والشيعة.

رغم أن الأستاذ مشعل قال في مقابلة أخرى في نفس الفترة تقريباً: " الله تبارك وتعالى تفضل علينا ومنّ علينا بدعم شعوب الأمة الخيرة، مما أغنانا عن أن نطلب من أحد من الدنيا....الأغنياء والتجار ورجال الأعمال وأصحاب الأموال ما قصروا في دعمنا طوال العشرين السنة الماضية" (8).

 في هذا التصريح اختفى ذكر إيران من الدعم، ربما لأن المقابلة مع مجلة سعودية سلفية (البيان). هذا لا يليق بالأستاذ خالد مشعل كسياسي مسلم أو كمجاهد في سبيل الله.

 

المراقب لهذه التصرفات المريبة لا يكاد يشك في أن العلاقة الإيرانية الحمساوية هي علاقة نصرة وتحالف مطلقة، لكن الحقيقة المرة هي خلاف ذلك !!

فمع كل هذا التغاضي – وليس التواطؤ! – من حماس ومع كل ما جنته إيران وحزب الله والتشيع من مكاسب دعائية بين المسلمين بسبب اقترانها بحماس، لم تستطع حماس أن تنقذ أهلنا الفلسطينيين في العراق من براثن الميلشيات الشيعية !!

ففي مقابلة لمجلة البيان (9)،  مع الأستاذ خالد مشعل، سئل عن مأساة ومجزرة الميلشيات الشيعية التي ترتكبها ضد فلسطينيي العراق فأجاب أنه "لما بدأ الظلم يصيبهم، ولما بدأ القتل من الميلشيات الظالمة؛ حاولنا من خلال علاقاتنا السياسية أن نوفر لهم الحماية، لكن للأسف لم ننجح! واستمر القتل والإيذاء، ولذلك اضطررنا إلى أن نبحث مشروعاً آخر، وهو إيواؤهم في بلاد مختلفة". وهنا نعتب على الأستاذ مشعل لماذا لم تسمّ المجرم باسمه؟ ومشاعر من تراعي؟

 أهلك يقتلون ويشردون وتعجز عن تسمية المجرمين باسمهم "الميلشيات الشيعية" أو "جيش المهدي"، المدعوم من إيران وحزب الله وعماد مغنية!! ماذا تركت للساسة العرب ؟؟       

هذه هي الحقيقة التي يجب أن تعلن للناس والفلسطينيين، لم تجدِ علاقات حماس مع إيران ولا حزب الله ولا عماد مغنية في حماية أهلنا في العراق من الميلشيات الشيعية، ولم تتعلم حماس أن الدم الفلسطيني رخيص لدي الشيعة، وقد تكرر ذلك في هذا العصر. فعلى ماذا تراهن حماس ؟

و كأن المطلوب من حماس هو البذل والعطاء للشيعة فقط دون أن تتمكن من أخذ شيء من هؤلاء الباطنيين!!

حتى الدولارات التي وصلت من إيران يبدو أنها مزيفة!! مما زاد في توتير العلاقات بين مصر وحماس (10).

 

ما نريد أن نوصله إلى حماس هو: إن ما تقومون به من دعاية – ولو بشكل غير مباشر – لإيران وحزب الله والتشيع خطأ جسيم، ذلك أنكم توصلون رسالة علنية ومفتوحة عبر كافة وسائل الإعلام ولكافة المسلمين أن هؤلاء مؤيدون ومناصرون للجهاد والمقاومة في فلسطين، ولا فرق بين سني وشيعي!

لكن الوقائع على الأرض والتصرفات الحقيقية من طرفكم ومن طرف إيران هي عكس ذلك،    فإيران وحزب الله وجيش المهدي وأمثاله ودعاة التشيع يمارسون القتل والتهجير ونشر التشيع في أوساط المسلمين وحتى الفلسطينيين منهم وأنت تتفرجون صامتون!!

وبعض قادة حماس في الداخل والخارج في اللقاءات الخاصة والجانبية يصرخون ويسبون ويلعنون إيران والشيعة وحزب الله ويكشفون لك الكثير من ما تجهله من ممارسات سيئة وحاقدة تجاه أهل السنة !!!       

وكذلك كثير من قادة الإخوان المسلمين وخاصة في لبنان، تراهم خلف الميكروفونات وعدسات التصوير يمجدون ويمدحون إيران وحزب الله، ولكن حين تخلو بهم تسمع الوجه الآخر للشريط !

وإيران وحزب الله يعرفون بوجود مثل هذه الانتقادات لهم من حماس في الغرف المغلقة، لكن ذلك لا يضر إيران وحزب الله لأن الغاية هو خروج قيادات حماس والإخوان علانية على شاشات فضائية المنار وغيرها يمدحون إيران وحزب الله فيخدع بذلك الملايين من المسلمين ، بينما من يسمع النقد من حماس لإيران وحزب الله في الغرف المغلقة أفراد معدودون!! 

 

لهؤلاء الإخوة والقادة في حماس والإخوان ننصح: لا تحملوا على رقابكم إثم تضليل الأمة وخداعها، اتقوا الله في أنفسكم وإخوانكم ، لقد عرفنا الكثير من أخيار الأمة يحاججنا بتصريحاتكم الكاذبة هذه والله ، وبعد مدة يتاح له أن يجتمع ببعضكم فتكشفون له الحقيقة فيصدم !! ولكن بعد أن تكون إيران والتشيع قد كسبت الأرض والفكر بتصريحاتكم المضللة، فهل تتوبون من قريب ؟؟؟

هؤلاء المساكين الذين يتشيعون من الفلسطينيون في غزة والضفة ومخيمات الشتات بسبب تصريحاتكم وإشادتكم بالشيعة ورموزها وزياراتكم لضريح الخميني – ولو لعنتموه عند قبره في سركم بدل الدعاء له- هل تتحملون وزرهم وإثمهم أمام جبار السموات والأرض؟؟

 

نريد من حماس أن تكشف لنا عن مكاسبها من وراء العلاقة – السياسية على أقل تقدير- بإيران والقوى الشيعية ؟

نريد من حماس أن تفسر لنا زيادة وتيرة نشر التشيع في فلسطين في هذه الفترة التي تمسك بها على زمام الأمور في غزة ؟

نريد من حماس أن تطالب إيران وحزب الله علناً بتعويضات عن خسائر وأضرار فلسطينيي العراق بسبب حلفائهم جيش المهدي، كما طالب عبد العزيز الحكيم العراقي بدفع العراق تعويضات لإيران!!

نريد من حماس أن تحصل لنا من الشيعة على وثيقة يجرمون ويدينون فيها من يطعن في القرآن وأمهات المؤمنين والخلفاء الثلاثة من رموز الشيعة المعاصرين وهم كثر – لا كثرهم الله- !

يا حماس إن الرزق والدعم بيد الله عز وجل وقد تكفل به للكفار فكيف بالمجاهدين الأطهار، إن أمتكم وخاصة إخوانكم السلفيين في الخليج ما بخلوا عليكم يوماً -حتى حين ضنت الدول- وأنتم تعرفون ذلك، من قام بالجرحى والأسرى والمساجد والمدارس وكل ما احتاجه أهل فلسطين، فلا يكون الحرص على المال ثمنه التفريط في العقيدة!! 

 

فإن عجزت يا حماس عن الإجابة السديدة والسليمة تنجيك أمام الله ، فننصح لك يا حماس بأن تتركي عنك هذا الترويج لإيران والتشيع – ولو بشكل غير مباشر – حتى لا يضيع جهادك عبثاً، وكنت كغيرك ممن يريد فلسطين علمانية وأنت تصيرينها شيعية - وأعيذك من ذلك- !!

 


1- صحيح الجامع -4515 .

2 - رواه البخاري .

3 - http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=8761

4 - راجع بحثي" حركة الجهاد الإسلامي والهوي الشيعي الإيراني " http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=766

5 - http://www.haqeeqa.com/welcomeshow.aspx?id=20

6- راجع كتاب موسكو وإسرائيل ، لعمر حليق والذي وثق مجريات اجتماعات مجلس الأمن بخصوص قرار تقسيم فلسطين وتكوين دولة الكيان الصهيوني .

7 - صحيفة الحقيقة الدولية 5/2/2008 .

8 - مجلة البيان عدد 246 – 2/2008 .

9 - مجلة البيان عدد 246 – 2/2008 .

10 - كما جرى في تعويضات حزب الله في حرب لبنان الأخيرة ، راجع مجلة الوطن العربي 2/2008 ، وشبكة الانترنت حول الموضوع .



مقالات ذات صلة