حماس وأهل السنة .. والوهم الشيعي
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه أما بعد :
ففي بداية العدوان الهمجي اليهودي على قطاع غزة ومن أول وهلة خرجت الجماهير الإسلامية والعربية من أهل السنة ومن كل تياراتهم لتعبر عن وقوفها في خندق واحد مع المجاهدين في قطاع غزة وخاصة من حركة حماس وكان لأتباع المنهج السلفي من العلماء والدعاة وغيرهم الدور البارز في هذا حيث صدرت الفتاوى بوجوب نصرة المجاهدين وإعانتهم بالمال والدعاء وضجت مساجدهم بدعاء القنوت في كل الصلوات وعلت صوت المنابر في تأييدهم ونصرتهم حتى صرنا نرى من المعتاد كثرة ظهور المشايخ على شاشات التلفاز بل هناك فضائيات سخرت للدفاع عن هذه القضية ونصرتها مثل قناة الرحمة والناس والخليجية والمجد وحتى في قناة اقرأ كان الظهور البارز لمن هو على الخط السلفي مثل الشيخ العريفي وعائض القرني والشاعر العشماوي وغيرهم .
ومثل الشيخ ناصر العمر والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ حسن أبو الأشبال ومحمد حسان والقارئ عبد الله بصفر وعبد العزيز الفوزان الذين بحت أصواتهم من الدعاء والحث على تأييد القضية في كل المجالات.
أما التنظيمات الجهادية في العراق وأفغانستان فقد جعلت حملات للثار لغزة وقاموا بتدمير كثير من الآليات الأمريكية خلال هذه الحملات وهذا ما لم يفعله حزب حسن نصر الذي لم نسمع منه سوى الجعجعات الفارغة والشعارات الشركية التي تؤخر النصر ، حصل كل هذا التأييد رغم امتعاظ السلفيين وغيرهم من كثرة مدح قادة حماس لإيران .
أما جماهير أهل السنة فحدث ولا حرج فمن حملات التبرع بالمال حتى أن النساء قد تبرعن بحليهن والشباب بهواتف النقال وغير ذلك من المآثر التي تصعب عن الإحصاء فقد جمعت عشرات الملايين إن لم نقل مئات في بلدان مثل السعودية واليمن ومصر والأردن وتركيا والسودان وحتى العراق الجريح وغيرها لدعم أهل غزة وهذا ما لم يحصل عشر معشاره من إيران التي تتشدق بأنها حامي حمى فلسطين !! .
وحتى أن الشيخ يوسف القرضاوي قد قام بجهود لدعم الجهاد في غزة ونصرة أهلها رغم موقف حماس الغير مناصر له أبان محنته مع إيران .
ولا يغيب عن بالنا الموقف المتميز لتركيا حكومة وشعباً وكذلك دخول عشرات الأطباء العرب إلى القطاع وليس بينهم طبيب إيراني واحد . بعد هذه المحنة ووقوف أهل السنة بكافة جماعاتهم وتياراتهم هذا الموقف المتميز والمسئول آن لحركة المقاومة الإسلامية حماس وكافة فصائل المقاومة أن يعرفوا أن عمقهم الحقيقي هم أهل السنة والعرب ولو جماهيرياً أو شعبياً بغض النظر عن المواقف الرسمية المخزية وليس من يتخذ من عداوة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ديناً، ونحن كلنا أمل في أن إخوتنا في حماس هم أهل للتمييز بين من يتخذ من مساندتهم الصورية سلماً لتنفيذ أجندات شيطانية ممن يتخذ من دعمهم والوقوف معهم دين يتقرب به إلى الله .
فلابد والحال هذا بشكل مختصر أن يرجع الأخوة في حماس إلى عمقهم الحقيقي الذي مهما اختلفوا معهم منهجياً في العديد من القضايا تبقى العديد من الثوابت والقواسم المشتركة فيما بينهم قوية ومتينة ، وعليهم أن لا يعطوا الفرصة للتمدد الفارسي الرافضي الصفوي حتى في أحنك الظروف وأصعبها التي تمر بهم هذه الأيام في مواجهة أعتى وأشرس قوة حالية .
اللهم أيد أهلنا في غزة وثبتهم وصبرهم وعافهم ووحدهم وقوهم وكن معهم .
اللهم اخذل اليهود والأمريكان وكل من عاونهم أو ناصرهم أو سكت عن ظلمهم .
اللهم انصر المجاهدين في غزة وارفع البلاء عن أهلها انك نعم المجيب ، اللهم آمين .
14-1-2009
حاضر العربي – كاتب فلسطيني
