(علاقة فتح بثورة الخميني والمقاومة اللبنانية)
إعداد: أسامة شحادة
خاص بالراصد:
[هذه فقرات مهمة من هذا الكتاب، لما تحويه من معلومات تفصيلية ومجهولة عند كثير من الناس حول دعم حركة فتح لثورة الخميني، ودور فتح في تسليح الشيعة، وأن حركة أمل وبعض قيادات حزب الله هم ثمرة فتح!! وكيف كانت سياسة إيران الخميني وحزب الله بعكس الشعارات المرفوعة لنصرة فلسطين!!
هذه المعلومات يقدمها رجل كان عضوا في فتح رغم لبنانيته وشيعيته وكان في قلب الأحداث آنذاك وهو اليوم مقرب من حزب الله فلا مجال للطعن بشهادته.
وقد جعلت لهذه الفقرات المهمة تمهيدا، هو عبارة عن عرض مختصر نشرته وكالة رويترز عن الكتاب. الهوامش من وضع صخر أبو فخر.
والعناوين هي من وضعي للتوضيح، وليست من الكتاب. أسامة شحادة].
جورج جحا - (رويترز)
كتاب الباحث الفلسطيني صقر أبو فخر الأخير عن أنيس النقاش ومرحلة ماضية ارتبطت بانطلاقة العمل الفدائي الفلسطيني وتركز نشاطه في لبنان حمل عنوانا منصفا إلى حد بعيد هو "أنيس النقاش..أسرار خلف الأستار".
وفي الكلام عن الرجل اللبناني لمن لا يعرف عنه أو لا يعرف قدرا كافيا عنه قد يكون في ما حملته مقدمة الكتاب معلومات كافية. وقد جاء فيها اسمه في حركة فتح "مازن" واسمه في عملية فيينا "خالد" أما اسمه الحقيقي فهو "أنيس النقاش". قال عنه كارلوس شريكه في عملية فيينا أنه "من الكوادر السياسية والعسكرية التي لا تضاهى.. كان بطلا حقيقيا".
وأشهر العمليات التي اشترك فيها أنيس النقاش اقتحام مقر منظمة أوبك في فيينا سنة 1975 بالاشتراك مع الفنزويلي الشهير كارلوس واحتجاز وزراء النفط ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق شهبور بختيار في باريس سنة 1980.
وجاء في التعريف بهذا العمل القيم الذي يشكل إجمالا سجلا مهما لتلك المرحلة "هذا الكتاب يميط اللثام عن كثير من الأسرار التي عرفها أنيس النقاش أو التي شارك في صنعها ويفضح محاولات بعض أجهزة الاستخبارات العربية لاختراق أمن الثورة الفلسطينية... علاوة عن كشفه أسرار حقبة المقاومة واليسار اللبناني والحرب الأهلية (في لبنان) وخطف (الزعيم الروحي الشيعي اللبناني) الإمام موسى الصدر ومنظمة بادر- ماينهوف (الألمانية)... وتأسيس الحرس الثوري الإيراني ثم يشرح تفصيلات دوره في عملية اغتيال شهبور بختيار وتجربة السجن الفرنسي".
الكتاب الذي احتوى على ملحق بصور فوتوجرافية لشخصيات وأسماء هي تاريخية الآن جاء في حوالى 220 صفحة متوسطة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. وصقر أبو فخر هو كاتب وباحث وصحافي فلسطيني له أعمال وأبحاث مختلفة. أ.هـ
* أبو جهاد هو من سلّح الجنوب وزرع المقاومة:
تعلمت من أبو جهاد كيفية توحيد الناس وكيف أتعامل مع أناس ذوي ميول متنوعة لتجميعهم حول فلسطين، لأنهم في غير فلسطين ربما لا يتجمعون البتة. هذا درس كبير تعلمته منه، أي كيفية توحيد الناس حول فلسطين. وأذكر أن بعض القوى اللبنانية كانت تطلب منا أن ندرِّب أعضاءها وأن نسلح أنصارها أحياناً، لكنهم لا يريدون أي التزام تجاهنا. وكنت أعترض على هذا الشأن؛ فنحن لا نستطيع أن ندرب الناس ونصرف الوقت عليهم ونزودهم بالأسلحة من غير أن يكون لهم أي التزام حيالنا.
وكان أبو جهاد يقول: يا أخي يكفي أن تقول لهم إن هذه البندقية يجب أن توجه نحو العدو الصهيوني، وتأكد أنهم في يوم من الأيام سيطلقون النار على العدو الصهيوني. وهذا الذي وجدناه بالضبط. فالمقاومة في جنوب لبنان كانت حصاد ما زرعناه. وإسرائيل لم تستطع تحليل هذا الأمر بتاتاً وفوجئت، عندما احتلت جنوب لبنان، بكم هائل من الشباب الذين تدربوا في الثورة الفلسطينية من غير أن يلتحقوا بالثورة الفلسطينية، وكانوا يمتلكون تجربة عسكرية جيدة. فالمقاومة في لبنان وجدت، عند اتخاذها قرار القتال، أن في إمكانها الوقوف على قدميها فوراً لأن الأسلحة متوافرة والتدريب متوافر والعناصر القتالية متوافرة، فاستفادت من تجربة العمل الفلسطيني وراكمت عليه تجربتها الجديدة (ص51 ـ 52) .
* بداية العلاقة بالثورة الخمينية:
وكنا من القريبين جداً إلى هذه الثورة، ولنا فيها دور. وصرنا نبحث كيف نستفيد من هذه الروح الثورية في إيران لتفعيل الروح الإسلامية في جنوب لبنان. وفي هذا السياق أصبح ثمة شكل من أشكال العودة إلى التدين في الكتيبة الطلابية، وبدأت عناصر الكتيبة وضباطها يترددون على المساجد والحسينيات. وهذا الأمر أوجد لحمة جيدة جداً مع أهالي الجنوب. وأذكر أن أول ملصق وزعناه في الجنوب، وكنت طبعته يومها بنفسي، كان شعاره: "قادمون إلى كل الجبهات". وكان ذلك بناء على رغبة المتطوعين الإيرانيين الذين أرادوا القتال في جنوب لبنان. وكان يقود الحملة حينذاك الشهيد محمد منتظري (1). كان لدينا بعض المتطوعين الإيرانيين بأعداد كبيرة، وكانوا يتدربون عندنا من أجل انتصار الثورة الإيرانية. لكن بعد انتصار الثورة ما عاد هناك مانع من أن يأتوا إلينا للقتال في سبيل فلسطين (ص 102).
* صلة موسى الصدر بفتح:
أول من رتب لقاء "فتح" مع السيد موسى الصدر، هو الحاج طلال (سمير أبو غزالة) الذي كان مسؤولاً عن إقليم لبنان في حركة فتح.
- في أي سنة كان ذلك؟
في بداية السبعينات، وما عدت أذكر في أي سنة بالتحديد. ربما في سنة 1971... أخبرني الحاج طلال أن الصدر اقترح فوراً تشكيل "كتائب الإمام علي لتحرير فلسطين" لتعمل تحت إشرافه. وهذا الاقتراح ظهر قبل تأليف حركة أمل بالطبع. أي إنه كان يريد جناحاً عسكرياً باسم "كتائب الإمام علي لتحرير فلسطين"... وفي النهاية اتفق على أن يكون هناك حركة باسم "أفواج المقاومة اللبنانية" (أمل)، والذي أطلق عليها هذا الاسم هو الأخ ياسر عرفات نفسه. وجرى التخلي عن اسم "كتائب الإمام علي"، وافتتح أول معسكر لتدريب حركة أمل بمساهمة من حركة فتح، وكان المدربون ضباطاً من حركة فتح (2) (ص 109ـ 111).
* بعض قيادات حزب الله تربّت في فتح:
فكرة أنصار الثورة جاءت من وجود أناس كثيرين يريدون مناصرتك ولكن لا يريدون الالتحاق بحركة فتح لأسباب شتى وربما عقائدية. كانت هناك مجموعات إسلامية التحقت بحركة فتح وكانت معنا في الكتيبة الطلابية، ثم أصبحت الآن من القيادات العسكرية البارزة لحزب الله. وكانت هناك مجموعات إسلامية جاءت إلينا وقالت: إننا لا نريد الانضواء في فتح ولكننا نريد أن نتدرب وأن نتسلح وأن ندافع عن القضية الفلسطينية من دون الانخراط المباشر في الحركة، لأن لدينا اتجاهاً إسلامياً ولا نستطيع أن نمارس خياراً إسلامياً مع غير الإسلاميين. هؤلاء أصبحوا مسؤولين كباراً في حزب الله(ص (129) (3) .
* العلاقة مع الإيرانيين:
- كيف بدأت علاقتك بالإيرانيين؟
في سياق التحالف مع القوى الثورية، ومنذ البداية، قمت بمطالعات ودراسات معمقة عن حلف شمال الأطلسي وحلف السنتو. وفهمت مخاطر الدور التركي والدور الإيراني. وكتبت يومها تقريراً للأخ أبو جهاد أقول فيه: "الإمبريالية تخطط بشمول وعلى الثورة أن ترد بشمول". وكنت أعتقد أن للولايات المتحدة الأميركية حليفين كبيرين في المنطقة هما تركيا وإيران، ونحن إذا أردنا أن نغير الموازين في المنطقة علينا أن نعمل على التغيير في هاتين الدولتين. فقال أبو جهاد: "توكل على الله يا أخي". وبدأت أنسج علاقات متشعبة مع قوى ثورية تركية وإيرانية. القوى الإيرانية لم تأت من طريقي، بل كان أبو جهاد على اتصال بها. لكن ثمة قوى إيرانية أخرى جاءت إلى لبنان من منابت شتى. وكانت مهمتي أن أجمع هذه الخطوط كلها وأضع مع الأخ أبو جهاد نوعاً من تقدير الموقف: ما احتياجاتهم المادية والسياسية؟ كيف نخوض حواراً استراتيجياً معهم؟ وبعد فترة وجدنا أن الأتراك ليسوا على مستوى الجدية. فهم مجموعات تروتسكية أو ماوية صغيرة يمكنها القيام بعمل عنفي كبير لكن ليست لهم امتدادات جماهيرية. في حين أن الوضع في إيران كان مختلفاً جداً، فالقوى الإيرانية كانت لها امتدادات شعبية، ولها مرجعيات مثل التيار الإسلامي.
وأذكر أنني عندما أردت أن أكتب تقريراً عن الإمكانات الفعلية لهذه التشكيلات سألت جلال الدين الفارسي الذي أصبح أول مرشح لرئاسة الجمهورية في إيران: هل تستطيع أن تعطيني فكرة عن امتداداتكم التنظيمية، ومن هم الذين يناصرونكم في إيران؟ فنظر إليّ ببساطة وقال: الشعب كله يناصرنا (4). لدينا علماء الدين والجامعات والشيوخ والشباب والكبار، ونحن موجودون في الطبقات كلها. وعلى الرغم من بساطة هذه المسألة إلا أنه كان من الصعب إبلاغها إلى أبو جهاد هكذا، مع أنني كنت مقتنعاً بأن هذا الكلام حقيقي. فالذي يقول إن لديه كادراً هنا وضابطاً هناك ومسؤولاً هنالك وفيلسوفاً في تلك المنطقة، فهذا يعني أن لديه تنظيماً نخبوياً لا يؤدي إلى نتيجة حاسمة.
عاش جلال الدين الفارسي فترة طويلة في بيروت وعمل مع حركة فتح، وكان من بين الإيرانيين الذين تتردد أسماؤهم في لبنان أمثال صادق قطب زاده وطباطبائي.
ـ صادق قطب زاده لم يكن مقيماً في لبنان تماماً. كان يتردد إلى لبنان وكانت له صلة بالسيد موسى الصدر (5)
أما الأكثر فاعلية في نسج العلاقة الإيرانية ـ الفلسطينية فكان الشهيد محمد صالح الحسيني، الذي جاء من العراق وهو إيراني الأصل، وكان له نشاط إسلامي في العراق وسجن بسبب ذلك. وعندما فرّ من السجن جاء إلى لبنان والتحق بالثورة الفلسطينية مع الحفاظ على إسلاميته. وكان له أثر في حركة فتح وخارج فتح. كان يعمل في حركة فتح ولكنه أثر كثيراً في مجموعات إسلامية في جنوب لبنان أصبحت العمود الفقري في حزب لله. كما كانت له في البقاع علاقات قوية وأثر في العديد من الكوادر المؤمنة التي أسست، في ما بعد، "أمل الإسلامية" (6) وكان، حقاً، مهندس العلاقات الأولى بين الإمام الخميني والقيادة الفلسطينية (ص 155ـ 158).
* ولادة الحرس الثوري:
- هل صحيح أن فكرة الحرس الثوري، بدأت لديك وأنت الذي اقترح هذه الفكرة على الإيرانيين؟
أنا كتبت مشروع الحرس الثوري، لأن جلال الدين الفارسي جاء إلى منزلي قبل سفره إلى إيران وقال لي: لدينا خوف كبير من أن تتكرر تجربة محمد مصدّق وأن يقوم الجيش غير الممسوك وضباطه الذي تدربوا في أميركا بانقلاب عسكري. قلت له: لنبنِ إذا جيشاً رديفاً. لنبن حرساً يحمي الثورة. فقال لي: هل يمكنك أن تكتب لنا مشروعاً في هذا الشأن؟ وكتبت المشروع، وأسميته "الحرس الثوري"، وذكرت في المشروع أن تشكيلات الحرس يجب أن يكون تسليحها خفيفاً (كلاشينكوف وآر بي جي) وأن يتم توزيع العناصر على جميع ثكنات الجيش كالشرطة العسكرية، حتى إذا أراد الجيش القيام بانقلاب تبادر عناصر الحرس إلى إفشال الانقلاب.
يومذاك سافر جلال الدين الفارسي مع الأخ أبو عمار إلى طهران في طائرة واحدة، ولم يتمكن من الحضور إلى منزلي لاستلام المشروع. فجاء محمد صالح الحسيني الذي كان سيغادر لبنان إلى إيران من طريق سورية ليرافق محمد منتظري، فقلت له: هذا المشروع طلبه مني جلال الدين، فخذه له إلى إيران. فأخذ محمد صالح الحسيني المشروع وسافر إلى سورية ومنها إلى إيران.
بعد ذلك ذهبت إلى إيران فكان الحرس قد أعلن. وحدثوني كيف قاموا بذلك، فقالوا: إن خمسة من الشبان هم جلال الدين الفارسي، ومحمد صالح الحسيني، ومحمد منتظري، وشخصان آخران، احتلوا إحدى ثكنات الجيش بـ "الهوبرة". الضابط المسؤول اعتقد أن لديهم قوات كبيرة وهم ليس لديهم أحد. قالوا له: هذه الثكنة ستكون مركزاً للحرس. وفي اليوم التالي أُعلن التطوع في الثكنة للحرس الثوري وبدأوا بتجميع المتطوعين. بعد ذلك انطلقت الفكرة إلى المجلس الثوري الأعلى وإلى الإمام الخميني الذي أيد المشروع. وهكذا انطلق "الحرس الثوري" لحماية الثورة الإسلامية (163).
* ازداوجية التنظيم بين فتح والثورة الإيرانية:
كنت أعرف وقع المفاجأة التي حصلت لرفاقي ممن لم يكونوا يعرفون شيئاً عن أنيس النقاش ودوره في العمليات الخاصة. اختلطت الأمور على الكثيرين الذي تساءلوا: كيف يكون أنيس النقاش في الثورة الإيرانية وهو، في الوقت نفسه، مع حركة فتح؟ الجانب الآخر هو البعد عن الساحة الرئيسية في لبنان؛ فأنا كنت بدأت، منذ اجتياح آذار (مارس) 1978، علمية الانتقال إلى مرحلة بناء المقاوم إلى مرحلة بناء المقاومة الإسلامية لتحرير لبنان.
- تقصد المجموعات المدربة التي ذهبت إلى الجنوب لتأسيس القواعد والقتال؟
نعم. وأسميناها، في البداية "حركة الأرض"، ثم تغير اسمها إلى "حركة لبنان العربي" (7) عندما انتصرت الثورة الإيرانية، وأنا كنت أحد الفاعلين والمشاركين في هذا الانتصار، كان أول موضوع ناقشته مع الإخوة الإيرانيين هو رد الجميل إلينا، أي مساعدة المقاومة في لبنان، فكانت لنا حوارات طويلة حول بناء المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان من أجل تحريره. وبدأت كتاباتنا وتحليلاتنا وتصوراتنا تتجه نحو رفع مستوى وعينا الإسلامي. لكن اعتقالي في فرنسا وابتعادي عن الساحة اللبنانية كان لهما الأثر السلبي الكبير في هذا التحضير الذي تأخر إلى عام 1982. ولو كنا تابعنا استعدادنا قبل عام 1982، لكانت ظاهرة المقاومة نمت بشكل كبير. ولهذا تلقيت الكثير من الملامة من بعض الإخوان الذين كانوا معي لأن صلتنا انقطعت في الوقت الذي كنت أقوم بدور كبير في بناء المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان (ص 175).
* طائفية إيران وتبعية حزب الله لها في عداء فتح:
- هل التقيت ياسر عرفات بعد خروجك من السجن؟ نعم.
- كيف كان لقاؤكما؟ كان لقاءً حاداً وحاراً في الوقت نفسه.
- حاداً وحاراً؟ كيف؟
نعم. كان حاداً وحاراً. لأنني أحبه وأقدره وهو يبادلني الشعور نفسه. ولكن المرحلة التي ذهبت فيها إلى تونس لمقابلته كانت مرحلة اشتباك فتح وحزب الله في الجنوب اللبناني. وأنا كنت أعتقد أن هذا الصدام خطأ مئة بالمئة ويجب تصحيحه.
- تقصد الاشتباك في إقليم التفاح؟ نعم. في إقليم التفاح. وكنت أعتقد أن هذا الموقف يجب تصحيحه فوراً. ولكني اكتشفت، بعد ذلك، أنني كنت غبياً في تلك المسألة. ومع أن الأخ أبو عمار قال لي قبل أن أغادر تونس: نحن معك وسنسير في التحالف الذي تدعو إليه بين فلسطين وإيران أو بين فتح وحزب الله، إلا أنني فوجئت بأن الموقف الإيراني أبعد من ذلك، وفهمت أن الطرفين يفهمان بعضهما جيداً، وأننا كنا نحلم بشيء غير قابل للتحقق.
- لكن كان من الممكن تجنب المواجهة في إقليم التفاح على أقل تقدير؟ المواجهة كانت واقعة عندما وصلت (ص 186).
1 - محمد منتظري هو ابن حسين علي منتظري الذي تولى إمامة صلاة الجمعة في طهران، والذي عُين خليفة للإمام الخميني في سنة 1985، لكنه لم يلبث أن قدم استقالته في سنة 1989 بعد انتقادات متتالية لطريقة إدارة الحكم في عهد الإمام الخميني، فوضع في الإقامة الجبرية في قم سنة 1992. وابنه محمد كان من أبرز مؤيدي الثورة الفلسطينية، لكنه قُتل في الانفجار الذي وقع في مقر حزب الجمهورية الإسلامية في طهران في 28/6/1981.
2 - إعلان ولادة حركة أمل (أفواج المقاومة اللبنانية) جرى في 6/7/1975، بعد انفجار لغم في أحد معسكرات التدريب في البقاع. وكان المدرب فلسطينيا من "الكتيبة الطلابية" يدعى مجاهد الضامن. وقد استشهد معه عدد من أعضاء حركة أمل.
3 - أمثال عماد مغنية (الحاج رضوان) القائد العسكري لحزب الله الذي نسبت إليه عمليات عسكرية وخطف طائرات، وخضر سلامة (أبو حسن) الذي اغتالته إسرائيل أيضاً شرق مدينة صيدا في سنة 1999. وقد ولد عماد مغنية في سنة 1962، والتحق بحركة فتح في سنة 1975، وقاتل في محور الشياح ـ عين الرمانة في سنتي 1975 و1976، ثم التحق بقوات 17. وبعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان سنة 1982 عين في حراسة السيد محمد حسين فضل الله، ثم التحق بجهاز الأمن في حزب الله وتدرج في المواقع إلى أن اغتالته إسرائيل في دمشق سنة 2008.
4 - بدأ جلال الدين الفارسي نشاطه السياسي في سنة 1953 إبان الانتفاضة الشعبية المناوئة للقوانين الإصلاحية للشاه محمد رضا بهلوي، وكان أحد مؤسسي "حركة تحرير إيران" برئاسة مهدي بازركان. غادر إيران في أوائل السبعينيات، وأقام في لبنان، وأنشأ علاقات مهمة بحركات التحرر الوطني في العالم الثالث، ثم أصبح المعتمد المفوض للإمام الخميني لدى حركة فتح التي فتحت أذرعها للمعارضة الإيرانية، فدربت عناصرها وقدمت لهم لحماية. بعد انتصار الثورة الإسلامية سنة 1979 رشح جلال الدين الفارسي نفسه لرئاسة الجمهورية، فرفض طلب ترشيحه لأنه مولود لأبويين غير فارسيين بل أفغانيين.
5 - ولد صادق قطب زادة سنة 1936، وبدأ نشاطه السياسي في سنة 1953 في إطار الحركة الطالبية المعادية للشاه. درس في جامعة جورجتاون وواصل نشاطه السياسي، فطردته السلطات الأميركية، فذهب إلى كندا حيث نال شهادة من إحدى جامعاتها، ثم طرد أيضاً فانتقل إلى فرنسا سنة 1969 بجواز سفر سوري، والتحق بصديقه أبو الحسن بني صدر. عاد إلى إيران بالطائرة نفسها التي أقلت الإمام الخميني سنة 1979، وعين مديراً للإذاعة والتلفزيون، ثم أصبح وزيراً للخارجية. وقد عارض احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية بطهران، فاستقال من وزارة الخارجية سنة 1980، فاعتقل وأطلق، ثم اعتقل ثانية في 10/4/1982 بتهمة التآمر وأعدم بالرصاص في 15/9/1982.
6 - أسس مجموعة "أمل الإسلامية" حسين الموسوي المولود في بلدة النبي شيت البقاعية في سنة 1943، وهو يحمل الإجازة في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية. وكان سابقاً عضواً في حركة أمل. وفي سنة 1982، إبان الاجتياح الإسرائيلي، اختلف مع نبيه بري، وترك حركة أمل ليؤسس "أمل الإسلامية". ثم انضم إلى حزب الله، وصار نائباً لرئيس مجلس التخطيط في الحزب، ثم رئيساً له. انتخب نائباً في البرلمان اللبناني سنة 2009.
7 - أُسست "حركة لبنان العربي" في سنة 1982، وكان المسؤول عنها الدكتور عصمت مراد، وهو طبيب تخرج في جامعة تولوز، وكان ماوياً وقريباً من حركة فتح. وقد أسس بعد عودته من فرنسا "اتحاد الشبيبة" في طرابلس. وانضم إلى خليل عكاوي "أبو عربي" وسعيد شعبان في تأسيس "حركة التوحيد الإسلامية" التي لم يلبث خليل عكاوي أن غادرها في سنة 1984 ليؤسس "لجان الأحياء والمساجد". وقد اغتيل أبو عربي في 9/2/1986، واغتيل عصمت مراد أيضاً.