الإحياء الأمريكي للمشروع «الصفوي» في المنطقة.. وحقيقة العداء بين واشنطن

بواسطة ايران بوست قراءة 1260
الإحياء الأمريكي للمشروع «الصفوي» في المنطقة.. وحقيقة العداء بين واشنطن
الإحياء الأمريكي للمشروع «الصفوي» في المنطقة.. وحقيقة العداء بين واشنطن

1438-3-24

2016-12-23

 

طوال 4 عقود، كانت الماكينة الإعلامية الإيرانية تتحدث عن العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية أو كما كانت تسميه “الشيطان الأكبر”، وإذ بالوقائع على الأرض وبالذات في العقد الأخير تظهر علاقات حميمية وتحالف غير مسبوق وصل إلى قيام الطائرات الحربية الأمريكية بتغطية تقدم الحرس الثوري الإيراني وأذرع إيران العسكرية في معاركهم بالعراق.

بل إن الصمت الأمريكي المريب على “التمدد الإيراني” أو مشروع “إحياء الدولة الصفوية” (مشروع استيطاني استئصالي) يثير الشكوك حول التواطؤ الأمريكي فيما يجري في المنطقة، فإيران فرضت بقواتها العسكرية تارة وبمليشياتها تارة أخرى، نفوذها في 4 بلدان عربية وسيطرت على حواضر العرب (دمشق – بيروت – صنعاء – بغداد)، فهيمنة حزب الله اللبناني على القرار في لبنان لا تخفى على أحد، وإعلان حسن نصر الله أن “الدولة اللبنانية ستكون ولاية خاضعة للولي الفقيه في قم” تصريح معلوم للقاصي والداني، وكذلك سيطرة جماعة الحوثي أو “ذراع إيران في اليمن” على مقاليد السلطة لم تعد بحاجة إلى جدال.

ومع هذا التواطئ الأمريكي المفضوح، استشعر العرب حجم الخطر المحيط بهم، وقرروا الاعتماد على أنفسهم في مواجهة الخطر الإيراني الداهم الذي يحاصر المشرق العربي عامة والخليج خاصة من جميع الجهات.

العجرفة الإيرانية

وهذه الأحلام في السيطرة على المشرق العربي لن تكن غائبة يوما عن الإيرانيين، فالرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني قال لوفد برلماني كويتي عام 1992م ما نصه “أنتم في الضفة الأخرى (الخليج) تابعون لنا وستعودون إلينا”، وهذه التصريحات تتكرر في كل يوم وكان اخرها تهديدات القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد جعفري، أن بلاده “بلغت قوة فريدة” لا تريد أن تدخلها “حيز التجربة العملية”، مهدداً بسيطرة القوة البحرية الإيرانية على الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان، منهياً تهديده قائلاً “دون أدنى شك”.

وقال جعفري إن بلاده توصلت إلى “قوة لا مثيل لها، ولكن لا تريد ممارستها على أرض الواقع، ولكن لو وصل ذلك اليوم ستسيطر قوتنا البحرية بالكامل على بحر عمان ومضيق هرمز والخليج بالكامل، لأنها تقع في مرمى صواريخنا وقطعاتنا البحرية وسفن زرع الألغام التابعة للحرس الثوري”، كما يؤكد مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي على أن قوة إيران الكبيرة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا مكنتها من فرض حالة سياسية جديدة معترف بها من الجميع، بما فيهم أمريكا، مضيفا أن إيران تستطيع أن تتحدث “من موقع القوي، ونتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية بفضل نفوذنا السياسي وتأثيرنا الذي يمتد من لبنان إلى اليمن”.

حقيقة العداء الأمريكي – الإيراني

لا ننسى أن الولايات المتحدة تعاونت من قبل مع إيران وزودتها بالأسلحة في حرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية – الإيرانية، واستمر التعاون بينهما قبل وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان، حتى أن مسؤول إيراني كبير افتخر بأنه لولا إيران ما سقطت كابول وبغداد في ايدي أمريكا.

لذا فـ«الاستهلاك المحلي» هو شعار بعض الأخبار التي تتداولها وسائل إعلام غربية عن وجود توترات وخلافات في العلاقة بين الولايات وإيران، فالحقيقة باتت ظاهرة كالشمس في رابعة النهار، وهذا الأمر أجبر حتى الصحف الغربية على الاعتراف بحقيقة ما يجري على الارض، تقول مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في تحليل لـ”سيان نيلور” أن القوات الأمريكية تقدم الدعم العسكري بشكل فعال للقوات الإيرانية التي تقاتل السنة في العراق وسوريا، مشيرة إلى أن اليمن قد يصبح ساحة المعركة القادمة، في ظل اعتبار تنظيم القاعدة باليمن تهديدا مباشرا للولايات المتحدة. 

وتحدثت الصحيفة عن أن سيطرة الحوثيين المدعومون من إيران على السلطة في اليمن أزعج الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وعزز الفرص بشأن إمكانية أن تجد واشنطن نفسها وبشكل فعال تقاتل بجانب القوات المدعومة من إيران في بلد مهم من الناحية الإستراتيجية، وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لديها كذلك نحو 2600 من القوات التقليدية وعناصر من القوات الخاصة التي تساعد القوات الحكومية والميليشيات الشيعية في القتال بالعراق، مضيفة أن فيلق القدس الإيراني ومقاتلي حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية يعدون وكلاء لإيران ويحاربون “داعش” بالعراق.

تقول أستاذة العلوم السياسية بجامعة الشلف في الجزائر الدكتورة نعيمة سُمينة: “ان مايحدث اليوم في اليمن هي فوضى خلاقه وتنم عن انهيار الدولة ومؤسساتها وان وصول الحوثيين مبارك من ايران وامريكا لان لهم نفس المصالح المشتركة في المنطقة.، في حين يرأى الدكتور عبدالرحمن الطريفي المحلل السياسي: إن عدم وجود برامج سياسية أو اقتصادية لدى جماعة الحوثيين، يؤكد على أن هذه الجماعة مدفوعة بقوة من جانب أطراف خارجية هى إيران وأمريكا، مدللا بالتدخلات الإيرانية بمنطقة الخليج في الوقت الحالي”.

حتى أن المعلق الإسرائيلي أمير أورن، دعا نتنياهو إلى التعلم من الأمريكيين الذين يتعاونون مع إيران في العراق، ومع الحوثيين في اليمن!.

يقول الدكتور صالح النعامي: “دعت نخب صهيونية بارزة دوائر صنع القرار في تل أبيب إلى التعاون مع إيران في مواجهة الإسلاميين السنة، وحثت هذه النخب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اكتشاف العوائد الإيجابية للتعاون مع طهران في الكثير من الملفات المتعلقة بمواجهة الإسلاميين، ودعا معلقون صهاينة بارزون حكام تل أبيب للاستفادة من تجربة الأمريكيين، الذين يتعاونون مع إيران في العراق ومع الحوثيين في اليمن”.

اتفاق النووي مقابل الهيمنة الإيرانية على المشرق العربي

في الوقت الذي كُشف فيه النقاب عن دور المخابرات المركزية الأمريكة في منع اغتيال قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، ذكرت الإذاعة العبرية أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها للموافقة على تحول إيران إلى دولة على “حافة قدرات نووية”، مقابل تعاونها مع واشنطن في إدارة ملفات المنطقة بما يراعي المصالح الأمريكية.

ونقلت الإذاعة عن موظفين أوروبيين يشاركون في المفاوضات الجارية في جنيف حالياً بين إيران وممثلي الدول الخمس العظمى، قولهم إن الأمريكيين والإيرانيين يجرون مفاوضات جانبية حول صفقة تلتزم بموجبها إيران بمراعاة المصالح الأمريكية في المنطقة، وكشفت صحيفة «معاريف»، أن الأمريكيين يحاولون مغازلة إيران بطرق شتى، مشيرة إلى أن تعاوناً وثيقاً يتم بين الجانبين في العراق.

وفي مقابلة مع الإذاعة، حذر الجنرال يعكوف عامي درور، مستشار الأمن القومي الصهيوني السابق من أن مراعاة إيران المصالح الأمريكية لا يعني بالضرورة موافقتها على وقف توسعها في المنطقة في لبنان وسوريا واليمن والعراق والبحرين.

هذا التمدد الإيراني أو مشروع إعادة “إحياء الدولة الصفوية” المرضي عنه أمريكيا، صحيح أنه ادى لزعزعة أمن المنطقة العربية ونشر الدمار في عدد من البلدان، إلا أنه كذلك ادى إلى استنزاف إيران اقتصاديا، كذلك أدى هذا الاستفزاز الإيراني إلى صحوة الدول الإسلامية لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يستهدف مكة المكرمة كهدف استراتيجي بعيد المدى، ونحن لا نتجنى ولكن هذه هي تصريحات كبار القادة الإيرانيين السياسيين والدينيين، وللأسف فقد تأخرت الأنظمة العربية والإسلامية في مواجهة هذا المشروع العقائدي، ولكنها باتت تدرك اليوم أن المنطقة كلها في خطر داهم أمام عدو لابد من استئصاله قبل فوات الآوان.

 

 

المصدر: إيران بوست



مقالات ذات صلة