فتاوى شيعية صريحة بالقتال بجوار بشار

بواسطة مركز التأصيل لدراسات والبحوث قراءة 1086
فتاوى شيعية صريحة بالقتال بجوار بشار
فتاوى شيعية صريحة بالقتال بجوار بشار

16-12-2013

في كل يوم يأتي إثبات جديد على أن الشيعة قد طلقوا التقية في العصر الحالي, فلم يعد لهم حاجة بها هذه الأيام, ففي الوقت الذي كانوا يتخفون بمواقفهم ويجيدون العمل في الغرف المغلقة وتكثر فتاواهم السرية التي لا يعلم بها احد إلا هم إذا هم اليوم يعلنون كل مواقفهم دون خشية رد فعل عربي أو إسلامي سني.

فلم يكن يعلن على وسائل الإعلام دعم إيران العسكري لبشار الأسد, بل كان المعلن دوما الحديث بكلمات فضفاضة عن الدعم العام, مثل قول مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حسين أمير عبداللهيان في أبريل, 2013 " إن طهران ملتزمة بمواصلة دعم إصلاحات الرئيس السوري بشار الأسد وتدعم جميع المحاولات لحل الأزمة السورية", وظل الحديث عن الدعم العسكري بالجنود والسلاح في الخفاء فترة طويلة حتى كشفت عنه عدة مصادر منها ما ذكرته هاآرتس العبرية عن وثائق سرية تكشف دعم إيران لبشار الأسد بمليار دولار في يوليو 2012.

فظل هذا الدعم خافيا ولم تسجل له فتاوى معلنة من شيوخهم ومراجعهم بل كانت مراجعهم حيث أكدت عدة مصادر ومواقع على شبكة الانترنت أن موقف المرجع الشيعي علي السيستاني يرفض القتال في سوريا لكنه لم يُعلن ذلك بفتوى شرعية وإنّما بتوجيه وكذلك كان موقف مقتدى الصدر قريبا من موقف السيستاني، فكان يرفض أيضا قتال الشيعة في سوريا ويعتبره تصرفا شخصيا.

ولكن حدث جديد في هذا الموقف إذ جاءت فتوى صريحة لأول مرة من فتاوى المراجع الشيعة وهو فتوى المرجع الشيعي العراقي آية الله العظمى كاظم الحائري –وهو أحد معلمي مقتدى الصدر- الذي يقيم بمدينة قم التي تعتبر العاصمة الدينية لإيران , فأفتى بالقتال بجانب قوات بشار الأسد ضد الثوار في الحرب الدائرة بسوريا.

وتعتبر هذه الفتوى الأولى من نوعها منذ قيام الثورة السورية رغم أن الآلاف من الشيعة من قوات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين الشيعة باليمن بهدف الحفاظ على نظام بشار الأسد الشيعي العلوي.

واقتصرت الفتاوى في الفترة السابقة على فتاوى بحماية ما يسميه الشيعة بالمراقد والعتبات المقدسة والتي يزعمون الاعتداء عليها مثل ضريح السيدة زينب جنوب دمشق الذي يعتبر أحد أهم مزارات الشيعة الإيرانيين في دمشق.

فكان ما سمي بالدفاع عن مقام السيدة زينب أهم المبررات التي استخدمها حزب الله ومجموعات شيعية عراقية أخرى للدخول إلى سوريا والقتال إلى جانب قوات بشار الأسد بدعوى منع تهديدات محتملة بتفجير المقام ممن يسمونهم بالعناصر التكفيرية, ثم تطور الأمر بعد ذلك فسمي القتال في سوريا دفاعا عن المقاومة ومشروعها الاستراتيجي وخطوط إمدادها كما قال حسن نصر الله.

ولكن الجديد هذه المرة هي الفتوى الصريحة التي أطلقها هذا المرجع الشيعي البارز والتي أضحت الفتوى الأولى رسميا التي تتحدث عن قتال الشيعة بجوار بشار بما يعلن بجلاء أن الشيعة قد بدأوا في التخلي عن تقيتهم المعروفة وإنهم يجهزون لمرحلة العداء المعلن والصريح في حروبهم.

ومن المهم جدا ربط توقيت هذه الفتوى بما حدث من تقارب مؤخرا بين إيران من جهة والدول الصناعية والولايات المتحدة من جهة لتكون هذه الفتوى هي باكورة التغيير الاستراتيجي الفكري والعقدي عند تعامل الشيعة مع القضايا الخلافية مع الدول السنية العربية المحيطة.

المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث



مقالات ذات صلة