ألم تفق فلسطين بعد الهجمة على القرضاوي؟
غزة – مراسل مفكرة الإسلام في فلسطين
حملة شرسة أعلنها الشيعة ضد الدكتور يوسف القرضاوي الذي يكن له الفلسطينيون وخصوصًا حملة الفكر الإسلامي الكثير من الاحترام، من خلال دعمه للقضية الفلسطينية معنويًا وماديًا، بل الكثير منهم خصوصًا في الجامعة الإسلامية، أحد أكبر الجامعات في قطاع غزة يستشهدون دومًا في محاضراتهم بأقواله وكتبه، تلك الهجمة الشيعية التي نالت من الدكتور القرضاوي الذي لم تشفع جهوده في التقريب بين السنة والشيعة عندهم، بل كالوا عليه اتهامات نربأ بأنفسنا عن الحديث في فحواها، ولكن ثمة تساؤل هنا لنا نحن كفلسطينيين: ألم تكن هذه الحملة على الشيخ القرضاوي كافية للمنبهرين بالنموذج الإيراني ليكتشفوا حقيقة هذا المشروع ويتصدوا له، أم لا زالت مؤسساتهم وجمعياتهم تفضل الدولار الفارسي على حساب عقيدة أهل السنة والجماعة، ألم تفق فلسطين بعد الهجمة على القرضاوي؟
مشاريع تشيع لخدمة الهيمنة الإيرانية
الدكتور صالح الرقب أستاذ العقيدة الإسلامية بالجامعة الإسلامية بغزة ووكيل وزارة الأوقاف سابقًا الذي تحدث لــ " مفكرة الإسلام "، أرجع أسباب الهجمة الشرسة على الدكتور القرضاوي هو علم الشيعة أن الدكتور يوسف القرضاوي يحظى بمكانة عالية في العالم الإسلامي من خلال ترؤسه وتقلده للعديد من المناصب التي تخص الأمة الإسلامية بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المؤتمرات التي تناقش قضايا الأمة وغيرها كثير، والأمر الثاني هو اعتبار الدكتور القرضاوي الشيعة من أهل البدع والخرافات، ودعوته للتصدي للتشيع بقوة والذي بات يهدد المجتمعات السنية، ولا ينبغي بحال الوقوف مكتوفي الأيدي أمامه، والذي يصب كله في مشروع الهيمنة الصفوي الذي ترسم طهران ونظام الملالي لتنفيذه .
واعتبر الدكتور الرقب أن بيان الدكتور القرضاوي في الرد على الشيعة كان متساهلاً نوعًا ما، حيث إن الدكتور القرضاوي اعتبر الشيعة مبتدعين على الرغم من قيامهم بأمور فظيعة مثل شتم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وتخوينهم لهم بالرغم من أن الصحابة هم من حمل هذا الدين والقرآن لأمتنا. واستهجن قائلاً: كيف نأخذ ديننا على من خان الله ورسوله على حد زعم هؤلاء .
واستغرب الدكتور الرقب من اعتبار دين الشيعة مذهبًا يجوز التعبد فيه وهم يضعون أصولاً لا يتفق معهم أهل السنة والجماعة فيها، على رأسها أنهم جعلوا الإمامة أصلاً من أصول دينهم، وهذا مخالف تمامًا لعقيدة أهل السنة والجماعة.
وحدة الصف ليست على حساب الدين
وحول الدعوة إلى وحدة الصف التي يطلقها البعض قال الدكتور الرقب: وحدة الصف لا تكون مطلقًا على حساب الدين والعقيدة، مشددًا على عدم إمكانية التقريب مع الشيعة لاعتبارات عقائدية بحتة.
وتساءل: كثير من علماء أهل السنة ومن بينهم الدكتور القرضاوي دعوا إلى التقريب بين السنة والشيعة... لكنهم لم ينجحوا مطلقًا، بل فشلوا لأن الشيعة يخالفوننا في أصول الاعتقاد؛ حيث إن كثيرًا من زعمائهم يحسنون فن المراوغة والكلام على أساس التقية التي ينتهجونها في دينهم، معتبرًا أن الشيعة في الوقت الحاضر قدموا خدمات جليلة لأعداء الأمة لفرض سيطرتهم على المنطقة أو لاقتسام الغنائم مع أمريكا ولعل ما قاله محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشئون القانونية والبرلمانية أنه (لولا إيران ما تمكنت أمريكا من احتلال العراق وأفغانستان) شاهد واضح على نوايا إيران المبيتة ضد أهل السنة وشدد الرقب قائلاً: إن إيران لا تريد أن تقام دولة تقيم الشريعة الإسلامية وتحافظ على هوية أهل السنة في الوقت الذي يحارب فيه أهل السنة في طهران ولا يسمح لهم على الإطلاق ببناء مسجد لهم، لافتًا إلى أن طهران العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد بها مسجد واحد لأهل السنة.
شعارات للاستهلاك الإعلامي
وحول دعوة الشيعة لتحرير القدس وفلسطين، استغرب الدكتور الرقب من هذه الدعوة المزيفة لأن ما يجري على أرض الواقع يكذب هذه الشعارات التي تعد فقط مطية لكسب تأييد جماهيري ، وما يطلقه الإيرانيون في يوم القدس ما هي إلا شعارات وكلمات ثم بعد ذلك ينفض المولد. وأضاف قائلاً: الاحتلال الصهيوني موجود على أرض فلسطين، فمن أراد أن يحررها فليأت لتحريرها بدلاً من إطلاق شعارات صوتية للاستهلاك الإعلامي فقط.
وقال الدكتور الرقب: أهل فلسطين يذبحون على يد المليشيات الشيعية، ويفعل بهم الأفاعيل في العراق وشردوا على يد المليشيات الشيعية، وارتكبت مجازر يندى لها الجبين في بغداد ضد أحيائهم ومناطق سكناهم وهجروا العراق بعد أن هجروا من فلسطين ولا تزال مخيماتهم على الحدود العراقية السورية خير شاهد على ذلك، ثم يأتي بعد ذلك من الشيعة من يزعم دعمه لفلسطين وللقدس؟؟!!
الفقر والجهل والمرض
ويرى الدكتور الرقب أن الشيعة تستخدم ثلاثة طرق لنشر أفكارهم، وهي الجهل والمرض والفقر، وكلها تتقاطع مع التبشير النصراني، فأوجه الشبه واضحة جدًا ، وهذه الأمور الثلاثة تلعب دورًا في تغلغل الشيعة للمجتمعات السنية، ولا سيما الفلسطينية، حيث يتم استغلال حاجة الفلسطينيين بسبب الفقر لتجنيد عملاء لطهران في المنطقة، كما يتم استغلال الجرحى والمرضى وحاجتهم لتلقي العلاج في الخارج لاختيار ثلة منهم للعمل لصالح الفرس، ولعل من أسباب نجاح هذا التغلغل هو وجود جهل واضح لأهل السنة بعقيدة الشيعة خصوصًا في المجتمعات السنية الخالصة، والتي لا يوجد لها احتكاك مع الشيعة ولا تسمع عنهم إلا عبر وسائل الإعلام فقط في غالب الأحيان
وتحدث الدكتور الرقب قائلاً: هناك من الناس من يُشترى بأمعائه، ويبيع دينه بعرض من الدنيا، وينخدع ببريق المال، أو بالعبارات الرنانة لزعماء الشيعة والتي تروج لمشروع هيمنة على المنطقة لا علاقة لها بتحرير القدس.
واستهجن الرقب قيام بعض المؤسسات والجمعيات بطباعة بعض الكتب الشيعية والترويج لها في الوسط الفلسطيني السني مقابل دراهم معدودة، داعيًا في الوقت ذاته إلى توحيد الجهود لكشف هؤلاء الذين يريدون سوءًا بأمتنا وفضحهم على الملأ في الإعلام وفي الإذاعات وفي كل وسائل الإعلام المتاحة.
توحيد الجهود لمواجهة المد الشيعي
كما دعا إلى القيام بحملة توعية دينية عبر نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة في المجتمع الفلسطيني، وعدم السماح لأي كان بالعبث بعقيدة أهلنا في فلسطين، مع دعوته إلى الجلوس مع كل من يظهر عليه علامات للتشيع ومناظرته وإقناعه بالحجج والبراهين، كاشفًا في الوقت ذاته إلى أنه جلس مع بعضهم وقام شخصيًا بإقناعهم ببطلان مذهب الشيعة.
وكشف الدكتور الرقب إلى أنه قام بتأسيس جمعية أهل السنة والجماعة – أنصار آل البيت والأصحاب للذب عن عقيدة أهل السنة في فلسطين ولتحذير الفلسطينيين من خطر التغلغل الشيعي لأرض الرباط، وسيكون هدفها الأول القيام بكل ما يحفظ عقيدة أهل السنة في فلسطين من أي خطر قد يحدق بها، داعيًا علماء السنة في أقطار العالم الإسلامي لدعم هذه الجهود التي لابد من وضعها في سلم الأوليات .