من الذي ينفذ المخطط الأمريكي في المنطقة؟
تتصاعد بعض الأصوات مطالبة أهل السنة بالوعي وعدم الانجرار في صراع مع إيران، بحجة أن هذا الصراع لا يخدم سوى المخطط الأمريكي للمنطقة، وذلك أن اشتعال صراع طائفي هو مطلب وحاجة أمريكية صهيونية، لتشتيت القوى الإسلامية عن صراعها الحقيقي.
وبعضهم يتعالم على أهل السنة، بتخطئتهم في تعاونهم مع أمريكا في أفغانستان، وكذلك دعمهم للعراق في حربه مع إيران.
ولنحاول مناقشة هذه الرؤية في النقاط التالية:
1- نقر بوجود صراع حقيقي بين المشروع الأمريكي والمشروع الصفوي.
2- ليس من المصلحة في شيء إثارة حرب طائفية بين السنة والشيعة.
3- لكن من الذي ساعد أمريكا في الاعتداء على الأمة في العراق وأفغانستان؟ أهل السنة أم المشروع الصفوي لمصالحه الطائفية؟
4- لماذا المشروع الصفوي في صراعه مع المشروع الأمريكي، يعتدي على أهل السنة؟ أليس الأجدى له تحييد السنة؟ من الذي يمارس التطهير الطائفي والقتل على الهوية ونشر طائفيته في البلاد السنية؟
5- لماذا يطلب من أهل السنة السكوت عن الاعتداء الصفوي عليهم؟ ولا يطالب المجرم المعتدى بالكف عن إجرامه ؟
6- هل نبقى مكتوفي الأيدي حيال المشروع الصفوي، الذي لم يستجب لكل الدعوات الموجهة له، بالكف عن الاعتداء على أهل السنة؟
7- لماذا تنفذ إيران بعض أجزاء المخطط الأمريكي لمصلحتها، وتشعل حربا طائفية لتحقق بها سيطرتها، ومن ثم نتهم أهل السنة أنهم المنفذون للمخطط الأمريكي؟!
8- أهل السنة حين تعاونوا مع أمريكا في أفغانستان والعراق، فقد كان ذلك لحمايتهما، والحفاظ عليهما وهو ما حدث، لكن حين تعاون المشروع الصفوي مع المشروع الأمريكي، فقد كان لإزالتهما وتدميرهما وهو ما حصل !!
9- من الذي دخل في ركاب المحتل الأمريكي في أفغانستان والعراق؟ أليس هم قادة وأحزاب الإخوان المسلمون! ومن الذي يقود مقاومة المشروع الأمريكي هناك أليس هم أهل السنة.
الخلاصة: نحن لسنا جزءاً من المشروع الأمريكي ولا معنيين بتحقيقه، ولكن نحن نرفض أن يعتدي المشروع الصفوي على حقوقنا ومقدساتنا، بحجة الصراع مع المشروع الأمريكي .
لتكف إيران عن الاعتداء علينا في العراق ولبنان والخليج وحتى في إيران نفسها، لتكف عن التنكيل بأهل السنة والعرب الشيعة، فنكف عن التصدي لها ومقاومتها، ولتكمل صراعها مع المشروع الأمريكي بطريقتها، ونحن نستمر بمقاومة المشروع الأمريكي بطريقتنا.
لكن أن يقوم المشروع الصفوي بحربنا وقتلنا والتنكيل بنا بذريعة صراعه مع أمريكا، ويراد لنا أن نقف مكتوفي الأيدي، فهذا ما يجب أن تفهم إيران أنه لن يكون، ويجب أن يفهم المروجون له، أن هذا هو قمة الغباء إن لم يكن الخيانة.
بقلم أسامة شحادة