الحرب الشيعية في العراق وحرب المصطلحات

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 1089
الحرب الشيعية في العراق وحرب المصطلحات
الحرب الشيعية في العراق وحرب المصطلحات

06-01-2014

نعاني دوما في مجتمعنا العرب والإسلامي من حرب المصطلحات وهي الحرب التي تشن دوما عن طريق الإعلام قبل الحرب الفعلية بالأسلحة والنيران, وغالبا لا تشن حرب على أمة الإسلام إلا بعد حرب إعلامية قوية في المصطلحات.

فالشيعة يعرفون أنهم مهما تظاهروا بالقوة ومهما علا صراخهم وعويلهم أنهم اضعف من أهل السنة, وان مجاهدي السنة لو حاربوا حربا عقائدية لابد لهم أن ينتصروا فيها بإيمانهم بربهم واستعدادهم للشهادة في سبيله, وجرب الشيعة ذلك مرارا قبل ذلك في التاريخ الإسلامي, فلم ينتصروا في حرب مع أهل السنة إلا غدرا أو خيانة أو خديعة, ويعلم ذلك تمام العلم الغرب الذي يعلم أنه ما خاض حربا ضد المسلمين بصورة عقائدية واضحة إلا وكانت الغلبة للمسلمين حتى مع قلة عددهم وعدتهم, ولذلك تشن دوما حرب المصطلحات لتصرف نظر المسلمين عن الجانب العقدي في الحرب ليسهل على أعداء الإسلام الانتصار على المسلمين بتفريغ الحرب من مضمونها العقدي.

ولهذا اصطلح الغرب منذ عقود والشيعة حاليا على مصطلح الحرب على الإرهاب بتسمية وجود أية تنظيمات إسلامية في مكان ليغلفوا به حربهم على أهل السنة وليلبسوا فيه على المسلمين, وهذا ما يفعلونه في عدة مناطق من العالم الإسلامي اليوم, وكان آخرها في العراق التي يهاجم فيها الجيش الطائفي الشيعي مناطق سنية بدعوى الحرب على تنظيم القاعدة وهو يحارب كل أهل السنة حقيقة.

فهناك أجواء حرب كاملة تعيشها مدينة الفلوجة في العراق بين قوات حكومية شيعية وأفراد من العشائر من أهل السنة الذين يتحركون بتحركات فردية قد تبدو كثيرا غير منظمة لكنها استطاعت أن من مدينة الفلوجة مدينة خارج السيطرة الحكومية عليها.

وبين هذه المخاوف من استمرار القتال واحتمالات تطوره اضطر الآلاف من سكان مدينة الفلوجة إلى النزوح إلى مناطق أخرى خارج المدينة وذلك بعد أن أقرت السلطات الحكومية بفقدانها السيطرة على المدينة وأنها الآن تحت سيطرة عدد من مسلحي العشائر.

ولكون الحرب على المسلمين السنة تدخل الطرفان معا وربما لأول مرة بصورة علنية واضحة فعرضت كل من الولايات المتحدة وإيران تقديم دعم عسكري –بدون قوات عسكرية- للقوات الحكومية العراقية في قتالها مع أهل السنة تحت هذا الغلاف البراق الخادع للعرب للمسلمين والمثير والمستفز للغرب ألا وهو القاعدة.

وكان الجيش العراقي الشيعي قد واصل قصفه لمناطق البوفراج وزوبع في محيط الفلوجة والحي العسكري داخلها بالمدفعية وبالدبابات منذ الاثنين الماضي ويتجدد القصف الكثيف ليشمل أحياء العسكري شرق المدينة والشهداء غربها ونزال والأندلس وسطها فضلا عن حي الجغيفي شمال المدينة.

وجاء نزوح المواطنين من المدينة نتيجة القصف المستمر ونتيجة أيضا لنقص وشح المواد الغذائية وإمدادات الوقود كعقوبة جماعية للمسلمين السنة ولضمان تركيعهم في استخدام واضح لإمكانيات الدول جميعها في حربهم مع السنة.

وساهم الجيش العراقي في الإسراع إخلاء المدينة من سكانها حيث أذاع بيانا عبر مكبرات الصوت طالب فيه الأهالي بالخروج قبل أن تهاجم الدبابات على المدينة.

ولم يكن المبرر الرسمي العراقي بأنهم يقاتلون القاعدة مبررا منطقيا ولا مقنعا لمسلمي السنة إذ ما علاقة هذا بدخول الرمادي ومهاجمة وقتل المعتصمين فيها وكذلك اعتقال النائب أحمد العلواني في عملية قتل فيها شقيقه وهما ليس لهم علاقة من قريب أو من بعيد بالقاعدة المزعومة؟.

إن الجيش العراقي المتصل رسميا وعقائديا بإيران بمساعدة الولايات المتحدة يفتح جرحا جديدا في لجسد السني ويخدع في نفس الوقت الشعوب العربية والمسلمة المحيطة حتى لا يفطن الكثيرون إلى حقيقة الحرب ليتم الإجهاز على سنة العراق ليستعدوا لإنشاء هلال شيعي كبير يضم عددا من الدول التي تسير مخططات تشييعها بصورة متوازية جنيا إلى جنب.

وللأسف فكثير من أهل السنة مغيبون لا يدركون ولا يريدون إدراك هذه الحقائق ونسأل الله ألا يأتي اليوم الذي يرون المسلمون أنفسهم فيه بين مطرقة وسندان أو يستجيرون من الرمضاء بالنار.

المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث

 



مقالات ذات صلة