تفجيرات بغداد الدامية وبصمات إيران المتكررة ..!؟

بواسطة وكالة حق قراءة 749

تفجيرات بغداد الدامية وبصمات إيران المتكررة ..!؟

 

 ابراهيم العبيدي

 

التاريخ: 24/12/1430 الموافق 12-12-2009

 

لم يعد مشهد سفك الدماء العراقية غريباً في العراق على مدار الايام والشهور والسنين سيما بعد العدوان الامريكي على العراق واحتلاله عام 2003 م , ومجيء القرامطة والصفويين الجدد وبسط ايران بنفوذها الكبير على بلاد الرشيد في غفلة من أهل العروبة والدين .

 وتولي الصفويين والقرامطة الجدد مقاليد الامور في مايسمى بحكومات المنطقة الخضراء . ويمكن اعتبار سفك الدماء والفساد المالي والاداري والدمار والخراب هو الانجاز الابرز لهذه الحكومات والسيد الامريكي سواء في العراق الجديد الذي بشرو به ليكون واحة غناء ينعم بها العراقيون .

في ظل ذلك تاتي سلسلة التفجيرات الخمسة التي هزت العاصمة العراقية بغداد في وقت الذروة يوم الثلاثاء وهي تفجيرات اسفرت عن مقتل 127 شخصاً على الاقل واصابة اكثر من 500 اخرين من العراقيين الابرياء بالاضافة الى خسائر كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة .

وبالمناسبة تاتي هذه التفجيرات عقب اقرار مايسمى بالحكومة العراقية ونواب المنطقة الخضراء للتعديلات التي طالب بها نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي . والتي وصفها بعض المراقبين انها انتصار للهاشمي في تحقيق مكاسب ( ولو انها ضئيلة ) للمكون السني الذي ينتمي اليه , والذي هضمت حقوقه في ظل الاحتلال الامريكي . الا ان هذه المكاسب التي وصفت بالضئيلة كان رد جارة السوء ايران عليها بقوة , من خلال الايعاز الى اذنابها المتنفذين في الاجهزة الامنية التابعة لحكومة المنطقة الخضراء . ( كما جرت عليه العادة في تنفيذ اي تفجيرات بهذا النوع والحجم ) وكما جرت العادة ايضا بعد اي تفجير تخرج الينا حكومة الخضراء وبوقاحة منقطعة النظير , ( وقبل اجراء اي تحقيقات وقبل القبض على اي متهم او متورط .) تخرج الينا ومن خلال ابواقها الاعلامية المضللة لتعزف لنا سنفونية الاسطوانة المشروخة من ان ( فلول البعث والقاعدة ) وراء التفجيرات لعرقلة الامن والاستقرار وتطوير العملية الديمقراطية في العراق الجديد !؟.

ومن الغريب ان اللواء قاسم الموسوي مايسمى بقائد عمليات بغداد قال لوكالة اسوشييتيدبريس: "نفس الايادي التي نفذت هجمات اغسطس/آب واكتوبر/تشرين الثاني هي التي نفذت هجمات اليوم الارهابية ضد المدنيين."

وبالمناسبة ان التحقيقات الماضية اظهرت ان المتورطين في تفجيرات الاحد والاربعاء الداميين في اكتوبر الماضي هم ضباط تابعين للجيش والداخلية يرتبطون بعمليات بغداد والخلايا الخاصة . وان الضابط اركان السامرائي الذي كان مسؤلاً عن التحقيق تم اغتياله من قبل ضباط بالداخلية نفسها . ومع ذلك تسترت حكومة المالكي ولم تعلن اي نتائج للتحقيات . وهو ما اكده السيد هادي العامري رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي . في معرض رده على سؤال من قبل قناة الشرقية . قوله "حتى الان لم يطلعونا على نتائج التحقيق الماضي" ؟! والسؤال من هي الجهة التي منعت اطلاع السيد العامري وهو رئيس لجنة الامن والدفاع على نتائج تحقيق للتفجيرات الاجرامية التي اسفرت عن قتل المئات من العراقيين ؟! ان لم يكن هناك تواطئ بين مفاصل الدولة ذات التبعية الايرانية ؟ وبهذا يكون تصريح السيد اللواء قاسم الموسوي هو اعتراف ضمني للجهة الحكومية المتورطة في تنفيذ التفجيرات الحالية التي ضربت بغداد . وهي تحمل نفس البصمات للتفجيرات الماضية من حيث الامكانية والتخطيط والاختراق الامني والاماكن المستهدفة . والتي تسترت عليها حكومة المالكي .

ومايمكن ان يضاف الى توجيه اصابع الاتهام الى ايران ( من خلال اذنابها في حكومة الخضران ومجاميعها الخاصة في العراق .) هو أن هناك رغبة حقيقية لايران في تاجيل الانتخابات العراقية القادمة عن موعدها المقرر ولو لعدة اشهر .

وذلك لعدة اسباب منها :

يبدو ان ايران تدرك ان الانتخابات القادمة ربما ستكون على غير النسق المطلوب التي ترغب به على غرار ما افرزته الانتخابات الماضية " حكومة المالكي " والتي قبلها " حكومة الجعفري " من نفوذ كبير لعملاء ايران في الحكومة والبرلمان , سيما بعد ماقام به السيد الهاشمي من نقض لقانون الانتخابات السابق ( الذي كان يهضم حقوق المهاجرين وبعض مقاعد المحافظات السنية ) التي باركه السيد لارجاني اثناء زيارته الاخيرة للعراق والتي اعاد فيها اجنحة الائتلافين الشعيين ( المالكي والحكيم ) أو مايسميه العراقيين ( ائتلاف الشر ) لخوص الانتخابات بقائمة واحدة للحفاظ على المكاسب الايرانية المتحققة . وما تردد من صفقة امريكية وحوارات جانبية " سرية " مع البعثيين للعودة الى السلطة من خلال السماح لهم بالمشاركة في الانتخابات القادمة , وماشكله تحالف السيد أياد علاوي رئيس الوزراء السابق والسيد صالح المطلق رئيس القائمة العراقية يندرج تحت مجموعة التحديات التي تواجه حكومة ايران في العراق .

ويضاف إلى ذلك مايمكن ان يسببه تأجيل الانتخابات عن موعدها المقرر من ارباك لبعض الحسابات الامريكية بخصوص جدولة سحب بعض قواتها من العراق . في ظل تصاعد التوتر بين ايران والغرب بخصوص ملفها النووي.

شهادات مواطنين لها دلاله :

شاهد عيان عبر قناة الشرقية افاد بخصوص تفجير وزارة المالية من أن سيارة نقل الاموال شبيه بالاسعاف والتابعة للوزارة هي التي دخلت وتم تفجيرها . قطعا دخولها كان بتوطئ الحرس المخصص للوزارة نفسها .؟!

شاهد عيان أخر من اهالي الدورة يقول من يوم امس ليلا تم قطع شبكة الهاتف النقال وقطع التيار الكهربائي وحركة طائرات غير عادي تحوم في سماء بغداد , وكانه شيئ ما سوف يقع حتى سمعنا في الصباح دوي عدة انفجارات ؟!

ومرة اخرى نقول اذا كان ( البعث والقاعدة ) لديهما كل هذه الامكانيات في الاختراق الامني لكل الدفاعات والتحصينات الامنية وضرب جميع المواقع , وكذلك لديهم القدرة على قطع التيار الكهربائي وشبكة الهاتف النقال وتسيير حركة طائرات غير اعتيادية في سماء العاصمة العراقية . نقول لحكومة الخضران باطن الارض خير لكم من ظاهرها يااقزام .

واخيرا من المؤسف جداً القول ان العراق سيبقى ساحة مفتوحة للصراعات الاقليمية من خلال العملاء التي قذفت بهم دبابات المحتل الى السلطة , وبسبب استمرار الاحتلال البغيض وسياساته العدوانية سيبقى العراق شعباً وارضا وثروتة جرح ينزف حتى التحرير ورحيل الاحتلال طريداً مع جميع ادواته الفاسدة .

 

المصدر: وكالة حق

 



مقالات ذات صلة