ذبح الفلسطينيين بيد جزار المقاومة!
الكاتب : ماهرابوطير
لاتسمع صوتاً لاولئك الذين يصفون من ينتقدون مذابح النظام السوري،بكونهم يخدمون المؤامرة الامريكية والاسرائيلية،إذ تدك المدافع مخيما للاجئين الفلسطينيين في اللاذقية.
سكوت غريب،وألسُن انعقدت،لان مايرونه ميدانياً،لايخدم نظريتهم التي تقول ان دمشق الرسمية دولة مقاومة وممانعة،فيدفنون رؤوسهم مثل النعامات في الرمال،امام مذبحة السوريين،ثم مذبحة الفلسطينيين الاخيرة في مخيم الرمل،وتشريد الاف اللاجئين منه.
خطاب بدائي شمولي،وكأننا في عز الحرب الباردة،من مصطلحات الامبريالية الى المؤامرة،ويتعامى هؤلاء عن مذابح الاسد الاب،في حماة وغيرها من مدن سورية،ومذابح الاسد الاب في لبنان،والتي ادت الى ذبح الاف اللبنانيين والفلسطينيين،ثم مذابح الابن في سوريا،والتي وصل نصلها الى اللاجئين الفلسطينيين،الذين يتم استعمال اسم قضيتهم،للدوس على الشعب السوري.
مسكينة هي فلسطين.الذي يريد ذبح الشعب السوري،يقول ان النظام في معركة مع العدو الاسرائيلي لتحرير فلسطين،والذي يريد دوراً في المنطقة يستخدم غزة واهل غزة،كورقة رابحة،والذي يريد اخافة شعبه من المستقبل كما في حالة القذافي ونجله سيف الاسلام،يحذر الليبيين في بداية الثورة الليبية من الفلسطينيين في ليبيا،والذي يريد الانتقام من عراق صدام حسين،يذبح فلسطينيي العراق ويشردهم.
العاب مكشوفة.استعمال فلسطين وقضيتها لحرق الشعوب العربية،فيما فلسطين وشعبها براء من كل هذه المهازل،وفوق ذلك يأتي النظام السوري ليزج بالفلسطينيين،فيحرق اللاذقية ومخيمهم،والذريعة جاهزة،وجود ارهابيين فلسطينيين في المخيم!.
ذات القصة حدثت في لبنان،فمن اجل مجموعة فلسطينية متشددة،في مخيم نهر البارد،تم تدمير كل المخيم وهدمه،وحرقه،وتشريد خمسة عشر الف فلسطيني،وهكذا يتم استعمال الفلسطيني،بطريقتين،الاولى استعمال قضيته لحك الشعوب العربية،والدوس على حقوق العرب،والتنكيل بهم،تحت عنوان وجود قضية،ومعركة،ومؤامرة على الانظمة الحانية الابوية،والطريقة الثانية،الزج بذات الفلسطينيين في كل مشكلة وازمة،والتشاطر عليهم،لانهم الحيط الواطي في اغلب الدول العربية الا لدى من رحم ربي،لتتبدى من هنا حتى المقارنات بين فلسطيني واخر،وبين بلد عربي واخر.
لم نسمع من شبيحة النظام السوري الذين يصرحون ويكتبون،عن موقفهم من هدم مخيم الرمل،وقصفه وتشريد اهله،فقد قالوا لنا قبل قليل ان النظام السوري نظام مقاومة وممانعة،يخوض معركة ضد اسرائيل،واذ ببوارج الحربية السورية،تتساوى مع بوارج الحربية الاسرائيلية،الاولى قصفت مخيمات الفلسطينيين في اللاذقية،والثانية قصفت مخيماتهم في غزة.
حتى لو لم يعجبكم الكلام:اسرائيل الاكثر حرصا على بقاء النظام السوري،لانها تتصرف على اساس قرد تعرفه،افضل بكثير من قرد لاتعرفه،وفي ظل خوف اسرائيلي من سقوط النظام،فتأتي الايام بنظام جديد قد لايكون على مقاس القميص الاسرائيلي.