النجف و كربلاء أولى بمسيرات البراءة يا خامنئي

بواسطة صباح الموسوي قراءة 2623

النجف و كربلاء أولى بمسيرات البراءة يا خامنئي

 

الحرب التي يشنها نظام الملالي على العرب ليس حالة طارئة في العقيدة والسياسة الإيرانية، و إنما مخطط إستراتيجي قديم يهدف الى تحقيق توسع النفوذ الايراني في المنطقة،. وأسبابه تعود لحوادث تاريخية معروفة أيضا، ولكن الجديد في هذه الحرب هي الأدوات والوسائل المستخدمة وتنوع أساليبها القذرة.

لقد استطاعت الحركة الشعوبية على مدى الألف والأربع مائة عاما الماضية من إبقاء نيران حروبها على العرب مشتعلة، وكانت المقدسات الإسلامية، ومنها الكعبة المشرفة تحديدا،هدفا لحروبها العدوانية، حيث و كما هو معلوم إن الحركة القرمطية التي تأسست من قبل الشعوبية كان من أهم أهدافها استهداف الكعبة و قد هاجمت مكة المكرمة في سنة 317 هـ وقتلت في جوف الكعبة أكثر من ثلاثين ألفاً من الحجاج واقتلعت الحجر الأسود ونقلته إلى البحرين وأبقته هناك لعدة سنوات.

لقد كانت الكعبة على الدوام مستهدفة من قبل الحركة الشعوبية ولهذا بذلت الدولة الصفوية جهدا كبيرا لمنع أتباعها من حج إلى بيت الله الحرام وكان الشاه عباس الصفوي ( 1571 – 1929م ) قد دعا الإيرانيين إلى زيارة مقام ثامن أئمة الشيعة الاثنى عشرية، الإمام علي بن موسى الرضا، في مدينة مشهد عاصم إقليم خراسان بدلا من الحج إلى مكة المكرمة، وقد أمر الرواة بوضع أحاديث مزورة على لسان أئمة آل البيت تؤيد دعوته في أفضلية زيارة مقام الرضا على حج بيت الله الحرام، ولهذا شرع الواضعون بكتابة ما طلب منهم، وقد جاء في كتاب أمالي الصدوق ص 31 نقلا عن علي بن موسى (الرضا ) : " من زارني في تلك البقعة ( ارض طوس ) كان كمن زار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة ".

وجاء في كاتب عيون الأخبار الجزء 2 صفحة 356 عن الرضا : ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد، ومائة ألف صدّيق، ومائة ألف حاج ومعتمر، ومائة ألف مجاهد وحُشر في زمرتنا، وجُعل في الدرجات العلى في الجنة رفيقنا ". و جاء في كتاب أمالي الصدوق ص120 عن الإمام موسى بن جعفر ( الكاظم ) قوله،" من زار قبر ولدي علي كان له عند الله عز وجل سبعون حجّة مبرورة " . فهذه الأحاديث وغيرها من الأحاديث الأخرى التي تعد بالآلف،جميعها وضعت بناءا على طلب الشاه عباس الصفوي ودعم دعوته في ضرورة زيارة مدينة مشهد والطواف بقبر الإمام الرضا بدلا من الحج الى مكة والطواف حول الكعبة .

إن موقف الصفويين من بيت الله الحرام كان على الدوام مشبّع بالعداء، فمن خلال مراجعة بسيطة لسيرة حياة سلاطين الدولة الصفويين ((1501–1722/1736 فانك لن تجد احد منهم حج بيت الله الحرام بل إن جل اهتمامهم كان منصبا ً على زيارة المراقد وتشيديها والطلب من ملالي الطائفية وضع الأحاديث والروايات الملفقة في فضل زيارة هذه المراقد بما يتوافق مع أهدافهم .

ومن بين الجرائم الشهيرة التي ارتكبها الشعوبيين بحق الكعبة المشرفة في العصر الحديث هو قيام احد أتباع هذه الحركة العنصرية الحاقدة على العروبة و الإسلام، بحمل القاذورات و رميها على الطائفين حول الكعبة، وقد نقل تفاصيل تلك الحادثة رجل الدين الإيراني " حاج سيد فضل الله الحجازي " في كتابه ( الرحلة الحجازية ) قال فيها انه كان شاهد عيان على تلك الحادثة النكراء التي قام بها الإيراني " أبو طلب بن حسين اليزدي " سنة 1322فجري شمسي الموافق لسنة 1943ميلادية، و الذي القي القبض عليه من قبل قوات الأمن في الحرم الشريف و حكم عليه بالإعدام . وقد نقلت صحيفة " ام القرى " المكية خبر تلك الحادثة كالأتي، ( أم القرى، 990، الجمعة، 20 ذي الحجة 1362هـ ص 3، بلاغ رسمي، رقم 82: جريمة منکرة: ألقت الشرطة القبض في بيت الله الحرام في يوم 12 ذي الحجة 1362هـ علي المدعو " عبده طالب بن حسين الايراني" من المنتسبين إلي الشيعة في إيران و هو متلبس بأقذر الجرايم و أقبحها و هي حمل القاذورات و هو يلقيها في المطاف حول الكعبة المشرفة بقصد إيذاء الطائفين و اهانة هذا المکان المقدس. و بعد إجراء التحقيق بشأنه و ثبوت هذا الفعل النكر فقد صدر الحكم الشرعي بقتله و قد نفذ حکم القتل فيه في يوم السبت 14 ذي الحجة 1362هـ )،.

واحتجاجا على إعدام صاحب هذا الفعل المشين من قبل المحكمة السعودية، فقد قام النظام البهلوي بقطع علاقته مع المملكة العربية السعودية وذلك بدلا من إدانته لهذا العمل القبيح الذي قام به هذا الشعوبي اللئيم، وتأييد العقاب الذي لقيه جزاء فعلته النكراء . وقد استمر قطع العلاقة مع السعودية مدة خمسة سنوات منع الشاه خلالها الإيرانيين من الذهاب إلى حج بيت الله الحرام، وكان ملالي الحوزة يؤازرونه في ذلك ويدعون الناس إلى زيارة المراقد في مشهد وقم والنجف و كربلاء عوضا عن الذهاب إلى حج بيت الله .

و لعل ما ارتكبه نظام الخميني في موسم حج عام 1987م لم يكن أقل إجراما مما ارتكبه القرامطة وما فعله ذلك اليزدي اللئيم من عمل قبيح في انتهاك قدسية وحرمة بيت الله الحرام .

ولم يتوقف النظام الملالي عن مواصلة انتهاكاته لحرمة ومكانة بيت الله، فقد سمع العالم اجمع بالتصريحات الأخيرة للمرشد الإيراني علي خامنئي و رئيس جمهوريته احمدي نجاد اللاتي دعوا فيها الحجاج الإيرانيين إلى أقامة مسيرات الشغب والفتنة في موسم حج هذا العام، وذلك بدعوى البراءة من المشركين على حد زعمهم ! .

ولا ندري أين يوجد هؤلاء المشركون الذين يرد خامنئي وأتباعه البراءة منهم ؟. فإذا كان المقصود بالمشركين هي قوى الاستكبار العالمي، حسب ما جاء في كلام خامنئي والأبواق الإيرانية، والتي يعنون بها القوات الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية الأخرى، فالأحرى بالمرشد الإيراني وأتباعه أن يقيموا مثل هذه المسيرات في النجف وكربلاء الواقعة تحت وطئت الاحتلال الأمريكي، حيث ما جرى عام 2004م على يد القوات الأمريكية في مدينة النجف الشيعية المقدسة كان واضحا ولا يمكن نسيانه . كما أن كربلاء المقدسة لم تكن هي الأخرى بأحسن حال من النجف حيث تعرضت وما تزال تتعرض لجرائم من قبل حلفاء إيران وقوات الاحتلال على حد سواء.

فهذه المدن أحق بمسيرات البراءة من المشركين و من المخربين التابعين لنظامكم يا سماحة المرشد الإيراني، وليس مكة المكرمة التي جعلها الله أم القرى والبلد الأمين.

 

صباح الموسوي

كاتب احوازي

 



مقالات ذات صلة