كشف وثائقي أصدره تلفزيون أورينت حقائق جديدة تضاف إلى أساليب الإرهاب والتعذيب التي تتبعها فروع أمن نظام الأسد داخل السجون عبر تسخير المعتقلين السوريين لنقل ودفن رفاقهم بعد أن قضوا تحت التعذيب على يد عناصر هذه الميليشيات الأمنية.
الوثائقي الذي حمل اسم "سخرة الموت" يأتي ضمن سلسلة وثائقيات "الجحيم" الذي تعمل أورينت على إنتاجه من خلال شهادات لمعتقلين كانوا شهوداً على قتل أقرانهم تحت التعذيب، إضاقة لشهادات لموظفين في "محافظة دمشق" والتي كانت الذراع الأولى في تغييب جثث ضحايا القتل تحت التعذيب في معتقلات الأسد.
ويتطرق الوثائقي للبحث في انتهاك جديد لم يتم الكشف أو الحديث عنه مسبقاً والمتمثل في "سخرة الموت"، وهي مجموعات من المعتقلين يجبرهم نظام الأسد للانخراط في عملية تغييب جثث رفاقهم المعتقلين الذين قضوا في السجون، عبر نقل الجثث من داخل الزنازين إلى ساحات السجون أو تحميلها وتكديسها كتلال من الجثث أو حتى دفنها في المعتقل نفسه أو السجن.
استمرار خط إنتاج الموت
"تنبع أهمية هذه الحقائق من استمرارية خط إنتاج الموت والمتمثل بظاهرة سخرة الموت نفسها في سجون الأسد" كما يقول الباحث ومعد الوثائقي (ساشا العلو) لا سيما أن الشهود لم يتحدثوا عما تعرضوا له من قتل وضرب وشبح وكل أصناف التعذيب، بقدر ما تم التركيز على السخرة بحد ذاتها والتي ما زالت مستمرة حتى وقتنا هذا، عداك عن عرض ظاهرة جديدة لم يسمع بها العالم من قبل، خصوصاً أن الوثائقي يسرد الخط الزمني من لحظة مقتل المعتقل مروراً بتكديس الجثث وتعبئتها ونقلها عبر عربات وشاحنات، وهذا لم يسمع به أحد من قبل.
كذلك، فإن الشهادات الجديدة عن حجم هذه العملية (سخرة الموت) من داخل مؤسسات النظام وكثافة الموت التي تهندسه، فهذا أيضاً ما أراد الفيلم تسليط الضوء عليه.
رواية للتاريخ والأجيال
"أنا مؤمن بأنه إذا كان هناك ملف سينتج عنه محاسبة لنظام الأسد على إجرامه وتحصيل لحقوق السوري سيكون عبر ملف المعتقلين" يقول الباحث (العلو) ويزيد "فالقانون الدولي يمكن أن يبرر إجرام هذا النظام بحق السوريين ويطويه بصفقات كما الكيماوي وتبرير حالة القصف من مبدأ حالة الحرب وربما حتى استخدام الغاز، لكن قتل المعتقلين فلا يمكن لأي كان أن يبرره".
وعدا عن أن الفيلم قد يشكل وثيقة جديدة لانتهاكات نظام أسد بحق السوريين، فإن تشكيل الحالة الجمعية وزيادة زخمها لتذكير العالم بهذا الملف وهذه المحرقة هو ما يتم التعويل عليه - وفقاً لـ(العلو) خصوصاً أن النظام يعمل على رواية مضادة من خلال التسويق للعودة و"حضن الوطن" بينما تستمر السخرة في نقل من يقتلون يومياً داخل أقبية السجون والفروع الأمنية.
ويختم الباحث بحديثه باقتباس لرئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان (فضل عبد الغني) وردت في الوثائقي، تقول: "النظام له روايته التي يعمل على تثبيتها.. ينحت الأنفاق ويغير القبور.. ونحن اليوم نثبت روايتنا التي هي جزء من المحاسبة للتاريخ والأجيال القادمة".
المصدر : أورينت نت
10/3/1440
18/11/2018