يزعم الكثير من الفصائل والشخصيات الفلسطينية بأن الشعب الفلسطيني محصن ضد التشيع بسبب عمقه وتربيته السنية ,,
اذ ليس للفرق الشيعية وجود فعلي في فلسطين فهو مجتمعا سنيا بامتياز ويتمذهب بالمذهب الشافعي على العموم , وهذا إلى حد ما صحيح لكن هل يمكن الإعتماد على هذه الحقيقة أو هذا الواقع ليعطي الفصائل أو حتى السلطة الفلسطينية المشروعية في التعامل مع إيران والتعاون معها والتمادي في التحالف معها وتكرار التصريح بدعمها لفلسطين ومقاومتها ..
إن هذا الفعل هو تزيين للباطل وتغليفه بغطاء حريري ناعم يبطن في داخله السم الزعاف , ويؤدي إلى إيهام عوام أهل فلسطين بصدق دعاوى إيران في التصدي للصهاينة ..
وتكون تلك هي اللبنة الأولى لبلع سم التشيع تليها لبنات أخرى حتى يتم زرع ذلك الجسم الخبيث على ثرى فلسطين الحبيبة ..
لنا وقفه مع تلك الدعاوى :
أولا : كان أئمة السلف يخافون على أنفسهم من شبهات أهل البدع بل ويقمعون كل من تسول له نفسه نشرها فعمر رضي الله عنه لما لمس من "صبيغ" التكلم في متشابه القرآن وأن هذا سوف يضر بالمسلمين خوف تسرب الشبهة الى عقول البعض ضربه بعراجين النخل حتى تأدب وانتهى عن فعله .
وكان ابن طاووس جالساً فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم فأدخل ابن طاووس أصبعيه في أذنيه وقال لابنه: أيْ بنيَّ أدخل اصبعيك في أذنيك، واشدد لا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف ..هـ
فالقلوب ضعيفة والشبه خطافة ..
وهذا الشيخ ابن باز رحمه الله لما اطلع على كلمة منشورة للشيخ محمد الطنيخي مدير عام الوعظ والإرشاد لـ"الجمهورية المصرية" : فيها خطأ اعتقادي في مسألة الإيمان ويشم منها رائحة الإرجاء وقد نشرت في مجلة محيي الدين الخطيب سارع الشيخ في التنبيه على هذا الخطأ ومما قاله في ثنايا خطابه : وأرجو أن تلاحظوا ما ينشر في المجلة من المقالات التي يخشى من نشرها هدم الإسلام؛ فتريح الناس من شرها والرد عليها لأمرين :أحدهما: أن نشر الباطل من غير تعليق عليه نوع من ترويجه والدعوة إليه.. والثاني: أنه قد يسمع الباطل من لا يسمع الرد عليه فيَغتَرُّ به، ويتَّبع قائله، وربما سمعها جميعاً فعشق الباطل وتمكن من قلبه، ولم يقوَ الردُّ على إزالة ذلك منقلبه؛ فيبقى الناشر للباطل شريكاً لقائله في إثم من ضل به.عصمني الله وإياكم وسائر إخواننا من أسباب الضلال والإضلال ..
وهذا كلام نفيس من الشيخ ابن باز رحمه الله ويضع النقاط على الحروف ..
فالترويج لخميني والثناء عليه عبر القيام بفعاليات ومسيرات ومساعدات تحمل اسمه لهو الشر بعينه فكم من ضعيف ومفتون سوف يتقبل تلك الشخصية وبالتالي تقبل البلايا الاعتقادية التي يحملها من سبه للصحابة والطعن بهم والغلو في تأليه أئمة آل البيت ..
والنتيجة هي : أن تكون تلك الفصائل قد ساهمت من حيث تشعر أو لا تشعر في زرع نبتة التشيع في فلسطين وهذا ما تريده إيران وما يريده الصهاينة كذلك لأن هذا يؤدي إلى شق الصف الفلسطيني والإنشغال بأنفسهم عن عدوهم .
نعود لحقبة تاريخية مظلمة من تاريخ فسطين وهي حين تسلط الدولة الفاطمية الشيعية عليها ,, وبسبب هذا التسلط تحول بيت المقدس الى بؤرة للتشيع ..
فقد أنشأت الدولة العبيدية في بيت المقدس "دار العلم الفاطمية" وكانت فرعاً لدار العلم الفاطمية بالقاهرة التي أسسها الحاكم بأمر الله، سادس الحكام العبيديين (395هـ/ 1004م)، واتخذوا هذه الدار مركز دعاية للمذهب الشيعي، فكان لها أكبر الأثر في انتشار هذا المذهب في فلسطين، وظل هذا المعهد في القدس حتى سقطت بيد الصليبيين .
وقد زار الرحالة الإسماعيلي ناصر خسرو فلسطين سنة 437هـ/ 1045م وقال "إن عدد سكان القدس نحو عشرين ألفاً جلّهم شيعة". ووصف ابن جبير المذاهب المنتشرة في فلسطين في القرن السادس الهجري أثناء زيارته لها، فقال: "وللشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة، وهم أكثر من السنيين، وقد عمّوا البلاد بمذاهبهم، وهم فرق شتى، منهم الرافضة والإمامية والإسماعيلية والزيدية والنصيرية".
وحين سقطت دولة العبيديين على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 567هـ/ 1171م وقامت في مصر والشام الدولة الأيوبية، هدأت حركة التشيع، واختفى أنصارها عن الأنظار، فقد عمل صلاح الدين على نشر منهج أهل السنة، ومذهب الإمام الشافعي، وأنشأ لذلك المدارس ودور العلم، وعمل على مقاومة ما غرسه العبيديون في نفوس الناس من عقائد باطلة .. وهكذا انقطع الشيعة عن الناس، وأحاطوا أنفسهم بالسرية التامة.[1]
ومن هنا ننصح الفصائل بعدم التمادي في صنع موطئ قدم لإيران في فلسطين فتحسين وجه إيران بنظر الفلسطينيين لهو الخطيئة الكبرى والمدعاة لغرس نبتة التشيع مرة أخرى في فلسطين ولا شيء يبعد إن لم نتمسك بعقيدتنا بقوة وبشكل صحيح ..
وليكن صلاح الدين رحمه الله هو قدوتهم في قمع التشيع حتى يُذكروا بخير ولا تلعنهم الأجيال القادمة .
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
19/10/1440
22/6/2019
أما بعد: فقد اطلعت على الكلمة المنشورة في مجلتكم الغراء عدد ربيع ثانٍسنة 76 صفحة 354 للشيخ محمد الطنيخي مدير عام الوعظ والإرشاد للجمهوريةالمصرية؛ حيث يقول في آخرها ما نصه: "قد علمت أن الإيمان عند جمهورالمحققين هو التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا التصديق هومناط الأحكام الأخروية عند أكثرهم؛ لأنه هو المقصود من غير حاجة إلِى إقرار أوغيره؛ فمن صدق بقلبه، ولم يقر بلسانه، ولم يعمل بجوارحه كان مؤمناً شرعاًعند الله تعالى ومقره الجنة إن شاء الله" انتهى.فاستغربت صدور هذا الكلام، ونشره في مجلتكم الغراء الحافلة بالمقالات العلمية والأدبية النافعة من جهتين:إحداهما: صدوره من شخصية كبيرة تمثل الوعظ والإرشاد في بلاد واسعة الأرجاء كثيرة السكان.والجهة الثانية: نشره في مجلتكم وسكوتكم عن التعليق عليه، وهو كلام كمالا يخفى فيه تفريط وإفراط؛ تفريط في جانب الدين، ودعوة إلى الانسلاخ منشرائعه، وعدم التقيد بأحكامه، وإفراط في الإرجاء يظن صاحبه أنه على هدى،ويزعم أنه بمجرد التصديق قد بلغ الذروة في الإيمان، حتى قال بعضهم: إن إيمانه كإيمان أبي بكر وعمر بناءً على هذا الأصل الفاسد، وهو أن الإيمان مجردالتصديق وأنه لا يتفاضل!ولا شك أن هذا خلاف ما دل عليه القرآن والسُّنَّة، وأجمع عليه سلف الأمة.وقد كتبت في رد هذا الباطل كلمة مختصرة تصلكم بطيه، فأرجو نشرها في مجلتكم، وأرجو أن تلاحظوا ما ينشر في المجلة من المقالات التي يخشى من شرها هدم الإسلام؛ فتريح الناس من شرها والرد عليها لأمرين:أحدهما: أن نشر الباطل من غير تعليق عليه نوع من ترويجه والدعوة إليه.والثاني: أنه قد يسمع الباطل من لا يسمع الرد عليه فيَغتَرُّ به، ويتَّبع قائله،وربما سمعها جميعاً فعشق الباطل وتمكن من قلبه، ولم يقوَ الردُّ على إزالة ذلك منقلبه؛ فيبقى الناشر للباطل شريكاً لقائله في إثم من ضل به.عصمني الله وإياكم وسائر إخواننا من أسباب الضلال والإضلال، وجعلناوإياكم من الهداة المهتدين، وليكن على بال فضيلتكم ما ثبت في الصحيح عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلآثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً [7] . والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصدق علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله: (ما أنت محدث قوماً بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)