الجهاد الإسلامي ينشد أبوة الخميني
غزة – مراسل لجنة الدفاع عن أهل السنة في فلسطين
عادت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المدعومة من طهران ، والمحتضنة من قبل النظام العلوي في سوريا لتمجد من جديد ألد أعداء الأمة الإسلامية السنية مقابل بقاء مكاتبها مفتوحة في طهران ، بالإضافة إلى تشيع العديد من قياداتها في قطاع غزة والذين بدأوا يختبئون مع ظهور المدافعين عن عقيدة أهل السنة في فلسطين .
حيث مجدت حركة الجهاد الإسلامي دور الهالك آية الله الخميني زاعمة "أنه لعب دوراً محورياً في إعادة القضية الفلسطينية لمكانتها الإسلامية، وتأثرها بالثورة الإسلامية في إيران ، الذي جعل من القضية الفلسطينية محوراً لوحدة الأمة الإسلامية"، بحسب ما أوردت وكالة فارس الإيرانية للإنباء.
وأفادت الوكالة أن ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران ناصر أبو شريف أعلن ذلك في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية يوم الجمعة وقال: "إن الإسلام كان أساس الثورة الإسلامية التي انطلقت وانتصرت في إيران بقيادة الإمام الخميني الذي كان ينظر إلى الإسلام بكل ما يشمل من منهج حياة متكامل، خاصة البعد السياسي".
وزعم المسئول الفلسطيني قائلاً "إن الثورة الإسلامية تركت أثراً كبيراً على مسار القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، بعد التغيير الاستراتيجي الذي حصل اثر سقوط نظام الشاه الذي كان قد جعل من إيران قاعدة أميركية وحليفاً لإسرائيل".
وزاد أبو شريف في زعمه: إن صحوة إسلامية عمت العالم العربي و الإسلامي ، حيث فازت الكتل الإسلامية في الدول العربية بالتزامن مع انتصار الثورة الإسلامية ، وذلك إن الإسلام أصبح واقعاً فعلياً في إيران بقيادة الإمام الخميني ما أعطى دفعاً لكل المؤمنين بالمشروع الإسلامي.
و أكد أبو شريف: إن الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية استوحت من الثورة الإسلامية في إيران ، وتمكنت من إن تسجل إنجازات وإن تحافظ على القضية الفلسطينية حية في نفوس وضمير الفلسطينيين والأمتين العربية والإسلامية.
و تابع مبدياً نفاقه لأزلام الملالي في طهران "كما جاء الإمام بنظرية حكم متكاملة بين الحاكم والمحكوم على أساس مرجعية الإسلام، وكانت غاية في الدقة والتنظيم، كما إنه أعطى للمرأة دورها الحقيقي في الحياة بصورة عامة باعتبارها إنساناً كالرجل".
بداية نحن لا نستغرب هذه التصريحات المثيرة للجدل من قادة حركة الجهاد الإسلامي حول الدعوة المباشرة وغير المباشرة لانتهاج نهج الخميني ، وإسقاط الفروق القوية بين طرفين لا يلتقيان أبداً ، إلا إذا كانت حركة الجهاد الإسلامي محتضنة ضمن المشروع الإيراني الصفوي في المنطقة ، ولعل هذه المدرسة الممجدة للإمام الخميني تأتي من تصريحات قائد حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي الذي أطرى ومجد الخميني ودعا بوضوح الأتباع والجميع إلى الحذو حذو الهالك الخميني ومن بين ذلك ما قاله في كتابه " الخميني الحل الإسلامي والبديل " ، حيث لم يوجد فلسطيني أطرى ومدح الخميني بهذا الكيف كما فعل الشقاقي ، وللعلم هذا الكتاب يدرس لعناصر الجهاد الإسلامي سواء في الضفة أو غزة ، وما هذه التصريحات من قادة الجهاد الإسلامي إلا لأنهم تعلموا من هذه المدرسة الخمينية وهذه بعض كلمات الشقاقي كما وردت في كتابه : " إن الثورة الإسلامية في إيران ثورة إسلامية بمعناها القرآني الرحب ، إنها ليست ثورة طائفة دون طائفة ، إن القواسم المشتركة بين جناحي المسلمين السنة والشيعة لتكاد بل هي فعلاً تجسد هذه الثورة بدءاً من منطلقاتها وأهدافها ووسائلها وبواعثها ، إن الخلاف بين السنة والشيعة حول إمامة الأئمة الاثنى عشر وعصمة الأئمة لا يشكل لا سلباً ولا إيجاباً أي تأثير على طبيعة الثورة ومسارها " .
تفنيد هذه التصريحات الخطيرة:
هذه التصريحات الخطيرة للغاية تستوجب الرد على هذه الكلام الذي يمهد للإيرانيين للوصول إلى أهدافهم وغاياتهم :
أولا : نسأل ما هي عقيدة هذا الرجل الخميني الذي يدعونا أبو شريف المحسوب اسماً على القضية الفلسطينية.
سنسوق بعضاً من الأدلة التي توضح عقيدة هذا الرجل ، دو تجني عليه لإن أهل السنة لا يتجنون على أحد ولكن بناء على أدلة نسوقها نحن:
أولاً : الغلو في الرفض و شدة العداء لأهل السنة:
1 - تفضيله أئمة الشيعة على الأنبياء عامةً ، وهذا في كتابه الذي يوزع في الوسط الفلسطيني.
وهذا الكتاب توزعه حركة الجهاد الإسلامي على عناصرها ، بل إن مصادر الحقيقة لتؤكد إن هذا الكتاب يوزع على كل من يؤمن على سر المتشيعين في قطاع غزة ، يقول هذا الهالك في كتابه الحكومة الإسلامية ، ذو الغلاف الأخضر ( إن من ضرورات مذهبنا إن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل .. و قد ورد عنهم (ع) إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب و لا نبي مرسل ) . انظر الحكومة الإسلامية ص 52.
الغائب المنتظر هو ونجاد الهالك ، فدائماً نجد نجاد أول ما يستهل حديثه وخطابه لوسائل الإعلام بالدعوة للفرج لهذه الخرافة التي لم تتوقف عن روايتها أحبار الروافض وملاليهم وذلك في خطاب ألقاه بمناسبة مولد المهدي في 15 شعبإن 1400هـ ( لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية .. لم ينجح في ذلك و إن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر) . من خطاب ألقاه الخميني الهالك بمناسبة ذكرى مولد المهدي في 15 شعبان 1400 هـ .
3 - تكفيره الصحابة و كل أهل السنة:
والخميني يكفر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و ينعتهم بالنواصب بل و يأخذ بالرأي المتطرف من آراء قومه في ذلك و هو معاملتهم كالحربي حيث يقول : ( والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به ، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد ، و بأي نحو كان و وجوب إخراج خمسه ) . تحرير الوسيلة ( 1 / 352 ). و النواصب عندهم هم أنت أيها القارئ السني و أنا و أهل السنة جميعاً كما بينّا في بحث سابق.
و يقول أيضاً: (وأما النواصب و الخوارج لعنهما الله تعالى فهما نجسان من غير توقف) تحرير الوسيلة–الخميني.
فإنها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار. نهج البلاغة (1/157).
ثانياً:
إن طهران قدمت للاحتلال في أفغانستان والعراق ما عجزت عن تقديمه الأنظمة السنية التي تعقد تحالفات مع عدو المسلمين الولايات المتحدة الأمريكية ويتضح هذا الأمر من خلال ما يلي :
1. تقوم طهران بحفظ الحدود الأمنية مع أفغانستان وإيران، وتقوم باعتقال كل من يحاول اجتياز الحدود لمقارعة الاحتلال الذي أذاق الأفغانيين العلقم ومن بين الأمثلة على ذلك ، ولقد قالها رفسنجاني وغيره : لولا إيران لما استطاعت أمريكا من غزو العراق أو أفغانستان والكلام المعروف عن محمد علي أبطحي النائب السابق للرئيس الإيراني محمد خاتمي في محاضرة ألقاها في ختام أعمال مؤتمر " الخليج وتحديات المستقبل " الذي عقد بإمارة أبو ظبي عام 2004 عندما قال : إن بلاده قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق و " لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة " .
2. حقيقة لا يجادل فيها اثنان وهو الدور الخبيث الذي قامت به طهران في العراق ، وتبادل الأدوار المزدوج بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ، وهو ما جعل طهران تكون الرابح الأكثر من الدماء العراقية .
هذه أدلة ، وجرس إنذار إلى قادة الجهاد الإسلامي المغموسين في شرك الصفويين ، فهم لا يطلقوا تصريحاً إلا مقابل دولار ، ولكن بجنسية صفوية .
لكن يبقى الباب مفتوحاً للتساؤل هل إلى هذا الحد وصل قادة الجهاد الإسلامي ليبيعوا عقيدتهم لمن ذبح أبناءنا في العراق والأهواز ولازالت دماء أهل السنة تسيل في اليمن بدعم إيراني ...