إن وحدة الأمة هدف رئيس لكل مسلم في هذا العالَم، ومؤتمركم هذا هو خطوة رائدة في هذا الطريق، ولكن نريد أن نسألكم يا قادة القمّة ماهي المؤهلات التي ترشّح إيران لحضور هذه القمة؟
حين رفعت إيران "شعارات إسلامية"، وقال قائد "ثورتها" خميني: (هي ثورة كل من قال: لا إله إلا الله). فرح المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بقوله وأطربتهم هذه الشعارات، وبدأت قيادات التيارات الإسلامية على اختلافها وتنوعها تتوافد إلى إيران للسلام على “الخميني” و"مباركة ثورته". ولكن الوفود سرعان ما عادت بـ"خفيّ حُنين" حيث لم يجدوا عنده ما كانوا يأملون .
وبدأت إيران منذ ذلك الحين تدقّ طبول الحرب وتعمل على تصدير "الثورة"، وبخاصة بعدما حصلت على الضوء الأخضر من الغر ب، وكانت البداية في الحرب العراقية الإيرانية التي استمرّت لثماني سنوات، والتي قضت على الأخضر واليابس. فخسرت المنطقة مئات المليارات من الدولارات، وقتل أكثر من مليون إنسان ودُمر كلّ شيء في البلدين ولم يستفد من هذه الحرب إلا تجار السلاح .
ثم بدأ الصراع الطائفي ينشَب بين أهل السنة وبين أصحاب هذا المشروع الصفوي الحاقد في العراق، وسرعان ما انتقل الصراع إلى سورية حيث تدخّلت إيران بميليشياتها و"حرسها الثوري" بشكل سافر ووقفت إلى جانب النظام "البعثي" الطائفي المستبد ضدّ ثورة الشعب السوري الذي قدّم أكثر من مليون فقيد وأضعاف هذا العدد ما بين معتقل وجريح، كما تمّ تشريد أكثر من نصف الشعب السوري خارج البلاد وداخلها .
فضلًا عن مئات الآلاف من الأيتام .. كل ذلك كان بمشاركة نظام "الولي الفقيه" “خامنئي” الذي صرّح في يوم من الأيام أنه لن يترك سورية ولو ضحى بمليون جندي وفد فعل .. وقد صرّح بعض المسؤولين في إيران بأنهم باتوا يسيطرون على أربع عواصم عربية هي: (بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء) وعندهم أيضا مشروع أم القرى الذي يهدف لاحتلال (مكة المكرمة، والمدينة المنورة) حفظهما الله .
هذه أهم منجزات المشروع الصفوي الإيراني باختصار
فأيّ مصلحة في مشاركة إيران بهذه القمّة الإسلامية ؟!
وكيف سيكون موقف الشعوب الذبيحة في العراق، وسورية، واليمن؟!!!
فلو قارنّا بين جرائم الكيان "الإسرائيلي" الذي اغتصب فلسطين ودنس الأقصى وبين إيران، نجد أن جرائمه على شناعتها لا تساوي نقطة في بحر الجرائم الإيرانية التي عمّت المنطقة! ورغم كل هذا ما تزال تتاجر بـ"الشعارات الإسلامية" وتمارس الكذب والتقيّة السياسية مثل "يوم القدس"، و"يوم الأقصى" وغيرها، فتقيم المؤتمرات بإسم الأمة فيأتي إليها كل من ماتت ضمائرهم .
لكن إيران اليوم بدأت تخسر مشروعها في العالم الإسلامي، وبخاصة بعد افتضاح زيفها عند أهل السنة. بل حتى عند "أحرار الشيعة" في العراق، ولبنان الذين قاموا بثوراتهم ضدّ نظام "ولاية الفقيه" !!! .
فهل يعقل أن تكونوا أنتم -أصحاب قمّة كوالالمبور- من يعمل لتسويقها من جديد؟! وكيف تجدون لها مكانا في هكذا قمة إسلامية؟! .
إن إشراك إيران في هذه القمة هو نوع من أنواع التدليس على الأمة الإسلامية؟ وإن نجاح هذه القمة مرهون بإقصاء النظام الإيراني المجرم عنها. طالما أن يداه ملطخة بدماء إخوانكم المسلمين في سورية، والعراق، واليمن، ولبنان.
فبقاء إيران في هكذا قمة يعني الرفض الشعبي الكامل لكل ما ينتج عنها من قرارات، ولن تحظى قمتكم بتأييد العلماء ولا المفكرين ولا الأحرار… وبالتالي سيفشل هذا المؤتمر فشلا ذريعًا إذا ما تجاهل هذه الشعوب الرافضة لوجود إيران.
فالمسلمون كانوا على أملٍ كبير بهذا المؤتمر لولا وجود إيران المستغرب فيه !! وحتى لا يقتل هذا الأمل الوليد في مهده، وحتى ترفعوا من معنويات أمتكم، ولا تكونوا سببًا في يأسها، فلا بدّ من عزل إيران منه وإبعادها عنه. أو على أقلّ تقدير وقبل دعوتها للمشاركة في مثل هذه المؤتمرات يجب أن تصحح مسارها وتكفّر عن جرائمها فقوم بأمور عدّة منها:
1- أن تعلن عن إيقاف مشروعها الطائفي البغيض.
2- أن تسحب قواتها وميليشياتها وخلاياها الحاقدة النائمة من سورية، والعراق، واليمن، ولبنان، ودول الخليج.
3- ألّا تتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول.
4- أن تقوم بتعويض لكل المتضررين من مشروعها.
_________________
د.حسين آل بكر:أستاذ جامعي – أكاديمي وسياسي سوري – عضو اتحاد علماء المسلمين.
المصدر : مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية
21/4/1441
18/12/2019