طالما سمعنا عن دعاوى الفصائل في غزة بأن هدفهم المركزي هو قضية فلسطين وتحريرها من أيدي الصهاينة وأن هذه هي بوصلتهم التي لا محيد عنها ,, بل وصل بهم الحال إلى انتقاد كل المعارك التي تخوضها الأمة خارج فلسطين إنتصارا لهذه الفكرة..ّ!! بحجة أنها تحرف اتجاه المسلمين عن الإهتمام بقضية فلسطين ,, !!
في الآونة الأخيرة لمسنا انحراف عن هذا المفهوم وهذه الدعوى صدر من قبل من يرفعون هذا الشعار وليس من غيرهم في تناقض عجيب بين الأقوال مع الأفعال ...!!
وبدأت تظهر شنشنة من غزة وأفعال صبيانية في التجاوز على أطراف وقيادات عربية واتهامها بأنها تتآمر على فلسطين دون دليل أو إثبات في حملة مسعورة موجهة من أطراف مشبوهة .. فمرة يخرج أطفال يبجلون المجرم قاسم سليماني, ونعلم كم يجرح هذا التصرف من أطراف وجهات وقفت وساندت فلسطين وقد ذاقت الأمرين من سليماني هذا .. ومرة يظهر افراد يشتمون السعودية ومرة يخرج طفل يدعى بلال الفلسطيني[1] ليكيل الشتائم والسباب وبطريقة مقرفة من غزة على محمد بن سلمان,,, وأخيرا ظهوره في فيديو بخصوص قضية خاشقجي أطلق عليه اسم " الرد النار على أبو منشار" ويتهكم على ولي عهد السعودية بسفالة لا تعهد عن شعبنا الفلسطيني المؤدب والوفي أهكذا تربي حماس أجيالها ..؟؟ ثم ما دخل فلسطين بقضية خاشقجي أليس هذا حرف للبوصلة التي قرعوا رؤوسنا بها ..
هذا غير مواقع حركة الجهاد وحركة الصابرين الشيعية اللتان تتدخلان فيما لا يعنيهما من قضايا المنطقة وخاصة الصابرين الناطق الرسمي لإيران في غزة ونتسائل ونخاطبهم بنفس المنطق أليس هذا حرف لبوصلة الصراع مع الكيان الصهيوني المحتل ؟؟؟
في هذه الأيام تم نشر مقطع فيديو لأعضاء "يساريين" من "الجبهة الشعبية" يخرجون في مظاهرة في غزة وتم فيها تمزيق صور الملك سلمان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان[2] بطريقة انتقامية وهمجية وكأنما هؤلاء هم من قصف مخيماتنا في سوريا بالبراميل وهم من هجر شعبنا الفلسطيني من العراق .. ومثل هذا حصل في إحدى مسيرات العودة ... ولا ندري هل محمد بن سلمان هو الذي احتل فلسطين أم يهود ..
ونسأل المتظاهرين الذين مزقوا الصور لماذا لا يتم تمزيق صور السيسي واردوغان والتي تحتضن دولهم سفارات كيان الاحتلال ..؟؟؟[3]
إذا هذا الفعل موجه وليس اعتباطيا ...!!!
ولنا عدة ملاحظات وتساءلات عليه ..
هل تحولت غزة إلى بؤرة ومنطقة لتصفية الحسابات مع بعض الدول العربية التي تناهض وتقاوم المشروع الإيراني ..؟؟
ثم من المسؤول الفعلي في إدارة غزة أليست حماس .؟؟ فأين محاسبتها للذين يقومون بتلك الأفعال المشينة والتي تضاعف الضرر على أهلنا الفلسطينيين ليس في غزة فحسب بل على الفلسطينيين في كل مكان[4] ...
فهنالك معركة حامية الوطيس فكرية وعقائدية وعسكرية تجري بين أهل السنة وإيران التي تحاول طمس هوية أهل السنة بكل ما أوتيت من قوة دون الإلتفات إلى ما تسببه من ضرر مادي ومعنوي لهم ..
فوجود بؤر في غزة تساند إيران وتتمادى في التعدي على رموز أهل السنة من قادة وزعماء ورؤساء دول هذا أمر جد خطير ومنزلق صعب كفيل بتخلي الأمة السنية لا عن فلسطين بل عن دعمها للمقاومة في غزة على أقل تقدير ..
في الكويت مثلا يمنع منعا باتا التعرض لأي شخصية اعتبارية في أي من الدول العربية وقد تصل عقوبة مثل هذا التصرف إلى سجن خمس سنوات ..
فمثل هذه الدول تضبط ساحتها والأصوات التي تخرج منها وتمثلها وتبقى الدولة محافظة على سمعتها وكرامتها من الإمتهان ,, فألا يسع حماس وهي تمثل فصيل مقاوم بأن تقتدي بدولة مثل الكويت ...!!!
اشتعلت في هذه الأيام ردة فعل قوية ممن يتعاطفون مع المملكة العربية السعودية ضد نشر هذا الفلم الذي تم فيه تمزيق صورة الملك سلمان وابنه بالرغم من أنه قديم ومرعليه قرابة سنة ..
طبعا نتيجة لردة الفعل هذه تعرض الفلسطينيين لأنواع من السب والشتم والإتهام الغير مبرر .. من قبل من يدعون أنهم سعوديون وغيرهم ..!!!!
السؤال من هي الجهة التي قامت بنشر هذا الفلم وترويجه من جديد ؟؟؟
أعتقد بأن جهات كثيرة مستفيدة وأهم هذه الجهات هم اليهود ..
فلا يستبعد أن تكون دولة يهود هي من أوقدت هذا الفتيل وسكبت عليه الزيت ليزداد اشتعالا والغاية تحقيق فوائد جمة من إضرام تلك المعركة الوهمية ..
فمنها إشغال المسلمين بعضهم ببعض وخاصة في هذا الظرف الحساس وتشويه صورة المملكة العربية السعودية ذات المكانة الدينية والتي تحتضن بين جنباتها وعلى ثرى ترابها الحرمين الشريفين على أنها تتآمر على الفلسطينيين في المقابل تشويه صورة الفلسطينيين حماة المسجد الأقصى وإظهارهم على أنهم خونة وناكري الجميل ..!!!
وبالتالي يشارك في إضرام هذه النار ما هب ودب من المندفعين والمتحمسين والسذج والمصطادين في الماء العكر من كلا الطرفين وتضيع الجهود والطاقات في معارك نتائجها تصب في سلة عدونا ...
ومن المستفيد ..؟؟
دولة الصهاينة .. ودولة إيران الصفوية ..!!!
يتردد على أسماعنا أسماء مثل إيدي كوهين اليهودي الذي يدعي أنه من لبنان والذي يلعب على حبال التناقضات والإنقسامات الضارية في مجتمعاتنا .. وأفيخاي أذرعي اليهودي من أصول سورية وهو الصوت العربي لما يسمى بـ"جيش الدفاع الإسرائيلي"... مهمة هؤلاء هو تحسين صورة "إسرائيل" وتقديمها للشارع العربي على أنها دولة ذات مصداقية وذات بعد أخلاقي وتسريب دعاوى اليهود في أحقية وجودهم في فلسطين إلى العقل العربي بطرق ملتوية وخبيثة ...
إن مثل تلك المعارك التي سبق ذكرها تساعد أمثال كوهين وغيره وجنودهم ممن يروج لمفاهيمهم من أبناء جلدتنا وممن عميت بصيرتهم وَطمِسَ على قلوبهم لتنفيذ مشاريعهم في التطبيع مع اليهود وتقدم لهم خدمات جليلة على طبق من ذهب بل وتُسرِعْ مشروعهم ..
فاعتداء بعض الموتورين من الفلسطينيين وهم قلة وشذوذ على رموز مثل الملك سلمان هذا يؤدي الى ردة فعل من العرب والمسلمين وفقدان التعاطف مع قضية فلسطين وبالتالي يمثل بيئة خصبة لدعاة التطبيع مع يهود ..
كذلك يمثل خدمة مجانية لإيران في التشهير بغريمها المملكة السعودية ..
فانظر كيف يؤدي هذا التصرف الغير محسوب والغير مبرر والفوضوي من قبل مجموعة من الغوغاء إلى خدمة أعدائنا من اليهود والروافض ..
ومن يتحمل المسؤولية إن تخلى الشارع العربي عنا غير المسؤولين في غزة الذين سمحوا لهذه الشرذمة في إشعال حرب بين الأشقاء نحن الفلسطينيين المتضرر والخاسر الوحيد فيها وفي غنى عن مثل تلك الحروب العبثية ..
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
26/2/1440
4/11/2018
[1] هذا بلال له صورة مع هنية ...
[2] نحن هنا لا ندافع عن الملك سلمان ولا عن ولي عهده ولكن الحق أحق أن يتبع مع العلم بأن أي صفقة لا يمكن أن تتم دون موافقة الفلسطينيين فلا السعودية ولا غيرها تستطيع تمرير شيء على أهل فلسطين ..
[3] ونحن ضد هذا الفعل لكن من باب إقامة الحجة ..
[4] مع العلم بأن هنالك مئات الآلاف من الفلسطينيين في السعودية ودول الخليج يعيشون بأمن وأمان فألا يراعى هذا الجانب ..