بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..
الازمة المالية التي يعاني منها "حزب الله" كانت واضحة جداً بل وبارزة في مصطلحات نصرالله التي استعملها خلال خطابه، هذا كما يمكن القول ان الازمة المالية هي السبب بل مبرر الظهور لالقاء خطاب بمناسبة تحمل في طياتها الاشارة الى الازمة واللجوء الى الجمهور الحاضن من اجل الدعوة للتبرع وجمع المال واعادة احياء الثقة بهذا الجسم الذي غاب عن واجهة دعم "حزب الله" رغم ان اسمه (هيئة دعم المقاومة) بسبب الدعم الايراني السخي كما قال نصرالله في سياق كلمته.... وكذلك بسبب الفوضى التي اصابت الساحة اللبنانية من خلال عدم ضبط المعابر البرية والبحرية والجوية، والتي افقدت الخزينة الكثير من الاموال العامة.. والتي ذهبت الى اين..؟؟؟ كان بامكان نصرالله ان يشرح لنا هذا الموضوع مع وجود جهاز امني تابع لميليشياته يتابع كل من يتفوه أو يقول كلمة بحق "حزب الله" ومرجعياته.. فكيف بمن يختلس اموال عامة.؟؟.. وقصة استيراد الحديد الايراني عبر ميناء طرطوس السوري لم تزل تفاصيلها منشورة منذ ايام..؟؟؟ كما ان الولايات المتحدة وبعض دول اوروبا كانت وما زالت تتهم "حزب الله" بتبييض اموال والانغماس في انتاج وتهريب وتسويق المخدرات على اشكالها....؟؟؟؟؟؟ محلياً ودولياً..؟؟ وكان من الواجب نفي هذه المعلومات.. جملةً وتفصيلاً.. او اعلان الاستعداد لمساعدة الدولة اللبنانية على مكافحة زراعة وانتاج المخدرات والحبوب المخدرة.. طالما ان الثلاثية الذهبية التي يعتنقها "حزب الله" تفرض نفسها على لبنان لحماية لبنان وحكومته وشعبه..من آفة المخدرات..؟؟؟؟؟ ام ان الحرب في اليمن اهم من حماية الشعب اللبناني..؟؟؟
إذاً ما الذي اراده نصرالله من وراء القاء هذا الخطاب.....؟؟
- اكد نصر الله في كلمته على استمرار سياسة المواجهة المالية، وهذا معناه ان "حزب الله" المازوم مالياً نتيجة الحصار الغربي والعربي على مؤسساته، يستطيع حصار لبنان حكومةً وشعباً تحت عنوان محاربة الفساد.. بحيث يشعر الشعب اللبناني برمته بمعاناة الحصار المالي...لأن ملف الفساد يصيب استمرار العمل الحكومي.. و"حزب الله" ومن معه من ادوات شاركوا في كافة الحكومات السابقة بل كانوا اسيادها.. فكيف عادت صحوة الضمير لهذا "الحزب" وهذا التحالف... ليفتح ملفات تتطلب سنوات للتاكد من صحتها او عدمه..؟؟؟؟؟ ام ان المطلوب ضجة اعلامية تمهيدا للمساومة التي قال نصرالله انه لن يدخل بها..؟؟؟ ولكن هل نصدق..؟؟؟
- طرح نصرالله موضوع القروض الدولية متهماً بعض الوزراء بالتسويق لها..؟؟ واجمل ما قاله انه ينسق مع الرئيس بري لمواجهة هذا التصرف المرفوض..؟؟ مما يعني ان نصرالله وفريقه سوف يسعى لعرقلة القروض ليس لحماية المالية العامة.. بل لتعميق المعاناة في لبنان ووقف التعاون الدولي مع لبنان.. خاصةً وان الدول التي ستقدم الدعم او القروض للبنان سوف تشكل لجان متابعة ومراقبة..؟؟؟؟؟
- اطلق نصرالله اعلان الحرب الداخلية على رموز مكون لبناني يناصبه العداء تمهيداً لاضعاف واخضاع هذا المكون ودوره وحضوره تحت عنوان الفساد..؟؟؟
- اعادة احياء دور هيئة دعم المقاومة التي غابت لسنوات
- وضع جمهور "حزب الله" وبيئته امام مسؤوليته في واجب دعم ميليشيا "حزب الله" حتى لا تفقد دورها وقدراتها.. ويفقد الجمهور الداعم والبيئة الحاضنة رعايتها وحمايتها.. وحثه على التبرع تحت عنوان ديني وشرعي وسياسي..؟؟
- طمأنة جمهور "حزب الله" في لبنان الخائف من المستقبل مع تفاقم حالة الحصار الاقتصادي والسياسي وجفاف حالة التمويل المفتوح.. عبر اعلان الانتصارات .. في سوريا والعراق واليمن وطبعاً لبنان... بشكل يناقض واقع ومجريات الاحداث..في سوريا التي اصبحت اداة في يد روسيا...؟؟ والعراق التي تتنازع السلطة فيه الولايات المتحدة مع ايران..؟؟ واليمن الذي تتهاوى فيه ميليشيا الحوثي نتيجة ضربات الجيش اليمني المدعوم من قوى التحالف العربي، ونتيجة انتفاضة القبائل اليمينية على سلطة الانقلابيين الحوثيين...؟؟؟ باستثناء لبنان.. الذي يخضع بالكامل لهيمنة "حزب الله" وميليشياته وسياساته...!!
- إن فتح الملفات المالية تحت عنوان محاربة الفساد، يعتبر محاولة لتقديم صورة جديدة لـ"حزب الله" تحت عنوان مقاومة الفساد والهدر كما مقاومة الاحتلال..؟؟؟؟ وهذا ما قاله نصرالله.. ليقدم نفسه "حزباً سياسياً" ولكن مسلح حتى الاسنان..؟؟؟
وضع لبنان غير مستقر ولا يطمئن مع استمرار سياسة الهيمنة والتطاول والتعطيل والتهويل.. وكان على نصرالله خلال خطابه تقديم الكثير من الاجوبة قبل ان يطرح اسئلة وان يرد على اتهامات تطاله وميليشياته قبل ان يقوم بالاتهام.....؟؟ وربما هذا امر طبيعي نتيجة ثقافة هذه الميليشيا المذهبية التي تجعل منها في موقع القوة بحيث تسأل الاخرين ولا تسمح لاي سلطة من مساءلتها..؟؟
لا شك ان الفساد موجود عميقاً داخل السلطة اللبنانية.. ومؤسساتها واجهزتها.. ولكن المعالجة ليست جزئية ولا استنسابية ولا طائفية او مذهبية.. بل هي بتقديم رؤية مالية موضوعية وتفعيل السلطة القضائية وتطبيق القوانين التي تضبط الاداء على مستوى المؤسسات دون استثناء.. واعادة الاعتبار لسلطة الدولة على اراضيها وسيادتها على الوطن وتجريد الميليشيات المذهبية من سلاحها .. والا فإننا ننتقل من مرحلة هيمنة الى اخرى كما من حالة فساد الى اسوء...؟؟ ومن قمع اعلامي الى قمع امني..؟؟
المصدر : المركز اللبناني للابحاث والاستشارات
8/3/2019