المواطن الفلسطيني في لبنان مستهدف من قبل حزب الله باسم القضية الفلسطينية

بواسطة حسان القطب قراءة 2072
المواطن الفلسطيني في لبنان مستهدف من قبل حزب الله باسم القضية الفلسطينية
المواطن الفلسطيني في لبنان مستهدف من قبل حزب الله باسم القضية الفلسطينية

حسان القطب

باسم فلسطين وقضيتها يقتل الشعب الفلسطيني ويعاني العذاب والحصار من مخيمات لبنان إلى قطاع غزة ومخيمات سوريا... ؟؟ ودفاعاً عن القدس ورغبةً في تحريرها من العدو الصهيوني يتم قصف المخيمات في سوريا وإقامة الحواجز حول مخيمات لبنان وحصارها...؟؟ بل واتهامها بإيواء الإرهابيين.. وهذا ما كتبه نسيب حطيط أحد مسؤولي حركة امل السابقين تحت عنوان:  ("هل ستبقى المخيمات ملاذاً لمطلقي الصواريخ وقتلة الجيش".. وأضاف في مقاله قائلاً... كان الجيش ممنوعاً من الدخول إلى المخيمات يوم كانت القيادة السياسية تأمر الجيش بمنع الفدائيين واعتقال المسلحين، فكان لا بد من حماية والثورة ولم تكن عقيدة الجيش عقيدة وطنية لقتال إسرائيل بل جهاز أمن داخلي، لكن الوقائع تغيرت، فأكثر فصائل الثورة تصالحت مع العدو الإسرائيلي وتتعايش معه في فلسطين المحتلة، وبعض الثوار يهادن إسرائيل لارتباطه بالإخوان المسلمين المتصالحين مع إسرائيل ويقيم قادتهم في قطر بالقرب من مكتب الإتصال الإسرائيلي، مما يعني أن أكثر الفصائل ليست مهددة من الإسرائيلي! تغيرت عقيدة الجيش اللبناني وصار في الجبهة الأمامية مع المقاومة ضد إسرائيل وضد الفتنة التكفيريين، فلا خوف من دخوله المخيمات لحفظ الأمن وإلقاء القبض على المطلوبين الذين قتلوا ضباط وجنود الجيش والمتهمين بإطلاق الصواريخ على الضاحية وتفخيخ السيارات) ... بعد كل ما ورد في سياق هذا المقال التحريضي لذا لم يكن مفاجئاً الحادث الأمني الذي وقع منذ أيام قليلة بين شبان فلسطينيين من مخيم برج البراجنة الواقع على الأطراف الشمالية لضاحية بيروت الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله ويجعل منها مربعاً خارجاً عن سيطرة الدولة والجيش والقوى الأمنية بكافة مسمياتها...  خاصةً وان عناصر من حزب الله كانت قد اقامت حزاماً امنياً حول الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت ومن ضمنها مخيم برج البراجنة..إذ سبق هذا حصول هذا الإشتباك سلسلة من التصرفات والممارسات التي استفزت المواطن اللبناني والفلسطيني على حدٍ سواء... إذ نشرت جريدة النهار تقريراً أفاد بأن:  (ثلاثة حواجز لـ"حزب الله" تحيط بمخيم برج البراجنة: عند بنك عودة، ومطعم الخليل، وفي حي الأكراد، فيما تستلم وحدة الفهود في قوى الأمن الداخلي بوابة المخيم من جهة طريق المطار. ويتوجب على كل فلسطيني يدخل أو يخرج من المخيم تعبئة استمارة إما عند حاجز "حزب الله" أو في أقرب مركز أمني له، ويحدد المكان بحسب مدى الشكوك بالشخص العابر. إذ يقول الشاب لـ"النهار": "هناك من احتجز لست ساعات". في الاستمارة معلومات عن العابر: اسمه وعائلته ومكان سكنه ورقم هاتفه وعدد أفراد عائلته، وإذا كان يعبر بسيارة، فعليه ان يحدد نوعها ولونها والجهة التي اشتراها منها).... وهنا لا بد من التوقف عند بعض هذه المعطيات الخطيرة التي وردت في سياق هذا التقرير:

- من هي الجهة الأمنية التي أعطت حزب الله هذه الصلاحية... من ممارسة الدور الأمني المنوط بالقوى الأمنية إلى متابعة حياة المواطن اللبناني والفلسطيني ... إذ إن ما ورد بخصوص تعبئة استمارة يتضمن معلومات خاصة عن المواطن الفلسطيني هي نفسها التي على المواطن اللبناني المقيم في الضاحية الجنوبية  او الذي يمر في شوارع الضاحية من تعبئتها...وألا يعتبر هذا الطلب تدخلاً في خصوصية المواطن اللبناني والفلسطيني..وألا يعتبر توقيف المواطن اللبناني أوالفلسطيني لمدة ساعات كما ورد في سياق هذا التقرير عملية خطف وحجز حرية يعاقب عليها القانون..؟؟ وكيف ترضى القوى الأمنية والجهات السياسية الحاكمة...بان يلعب دورها ميليشيا فوضوية سبق لها ان خاضت معارك عبثية كثيرة وما زالت حتى اليوم..؟؟

- ما هو دور وصلاحية اللجنة الأمنية المشتركة التي تربط قيادة الجيش او مخابرات الجيش اللبناني تحديداً بحزب الله وما هو عمق هذا التنسيق وحدوده ...؟؟

- من هي الجهة الصالحة التي تحدد اماكن إقامة الحواجز المسلحة الميليشيوية او تسمح بمرور السلاح او إعطاء تراخيص وبطاقات تجيز حمل السلاح والتجول به وتخزينه باسم حزب الله او سرايا المقاومة التابعة لحزب الله وفي اماكن سكنية وبين الأحياء والأزقة...وفي شوارع المدن والقرى...؟؟ ومن هي المرجعية الصالحة للمواطن اللبناني والفلسطيني التي عليه مراجعتها في حال تعرضه لاعتداء او مضايقات...؟

- هل خطر التفجير يتهدد الضاحية الجنوبية فقط..؟؟ ومناطق تواجد جمهور حزب الله حصراً..؟؟ ام سائر المناطق اللبنانية والاستقرار في لبنان...؟؟ وما هو واجبات المواطن اللبناني الذي يعيش في هذه المناطق التي عليه القيام بها لحماية نفسه...؟؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن أمنه...؟؟

- إذا كانت اجراءات حزب الله غير القانونية وغير الشرعية مقبولة من المراجع الأمنية بل مغطاة منها..؟؟ فلماذا استشاط غضباً احد الضباط في مدينة صيدا من إجراءات قامت بها قوى الأمن الرسمية... وكاد الأمر يتطور إلى ما هو اسوا مما استدعى تدخل وزير الداخلية..؟؟ وأين قيادة الجيش مما جرى...؟ ولا يزال يجري في الضاحية وبعض شوارع مدينة صيدا....؟؟؟ وغيرها من المدن والقرى..؟؟ من قبل حزب الله والميليشيات التابعة له...؟؟؟ وبغض طرف من قبل بعض الأمنيين الرسميين...؟ إن لم نقل بمواكبتهم  ورعايتهم..؟؟

ولقد سبق ما جرى في محيط مخيم برج البراجنة حملة مبرمجة استهدفت الشعب الفلسطيني على لسان نصرالله حين اتهم بعض الفلسطينيين وآخرين من جنسيات أخرى باستهداف الضاحية.. وسبق ذلك اشاعات روج لها بعض العناصر التابعة لحزب الله عن قرب استهداف مخيم عين الحلوة من قبل هذه السرايا في وقت ليس بعيد.. إلى جانب حملة إعلامية منهجية عبر بعض وسائل الإعلام تتحدث عن خروقات امنية ومجموعات إرهابية في المخيمات الفلسطينية تستهدف حزب الله الذي يقوم بالفتال في سوريا باسم حماية مشروع المقاومة... والقضية الفلسطينية..؟؟ وقد نشرت قبل أيام من اشتباك مخيم برج البراجنة جريدة الأخبار التي تنشر باستمرار تقارير امنية نقلاً عن مراجع امنية غير معلنة ولكن ليس صعباً معرفة ارتباطها وتوجهها وحتى اسمها.. ما مفاده: (ورغم أن المصادر الأمنية تؤكد أن أجواء مخيم عين الحلوة ستكون هادئة، إلا أنها تتخوّف من احتمال أن يلجأ هؤلاء إلى تنفيذ عمليات أمنية على شكل سيارات مفخخة أيضاً. في اعتقاد هذه المجموعات بأن إرباك حزب الله داخلياً بضغوط وأحداث أمنية داخلية، يُشتِّت تركيزه القتالي في سوريا على حساب انشغاله في تأمين تحركات كوادره في بيئته الداخلية..).. تناغم كامل بين كافة المقالات والتقارير التي تنشرها وسائل إعلامية تابعة لحزب الله والنظام السوري والمحور الإيراني تتهم فريقاً لبنانياً وفلسطينياً بانه من القوى التكفيرية... في محاولة للالتفاف على جمهور هذه القوى، ولاعطاء نفسها حرية اضطهاد وحصار هذا الجمهور، والانخراط في عملية قتل الشعبين الفلسطيني والسوري على الأراضي السورية وحتى اللبنانية..وابتزاز الشعب اللبناني باسم المقاومة والتحرير والممانعة.. ومؤخراً فقد أعلنت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أن عدد الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا منذ تفجر الصراع في سوريا في منتصف آذار 2011 ارتفع الى 1571 قتيلا فلسطينيا بينهم 20 قتلوا خلال الفترة ما بين 31 آب الماضي حتى السادس من أيلول الجاري...

إن ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية وكذلك السورية وما جرى سابقاً على الأراضي العراقية من استهداف للشعب الفلسطيني والسوري واللبناني على يد حلفاء إيران وتابعيها إنما يؤكد ان شعار القضية الفلسطينية التي يرفعه هذه الفريق إنما هو عنوان يتم استغلاله من قبل هذا المحور، وان مصلحة وحماية ودعم الشعب الفلسطيني وسائر شعوب المنطقة، قضية لا تعنيهم مطلقاً....

المصدر : المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات

 



مقالات ذات صلة