علي محمد طه
مع بدء اندلاع الثورة السورية في شهر مارس من عام 2011م ودخول حزب الله اللبناني مناصراً للنظام فيها ، أصبح هذا التنظيم عدواً لدوداً للشعب السوري الثائر ، ومع تطور الثورة لتصبح في كواجهة علنية وعسكرية مع النظام في كثير من مناطق سورية،تزامن هذا مع حضور مكثف لحزب الله وعناصر شيعية أخرى في كثير من مناطق سورية وبشكل خاص في دمشق وريفها والمناطق المحاذية لحدود لبنان وحلب ، ولعل معركة القصير ومن بعدها معارك القلمون كانت الأشهر بين الثوار من جهة ومقاتلي النظام وحزب الله من جهة أخرى .
ومع نهاية بداية عام 2013م بدأ التمدد الملحوظ لما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام نحو الأراضي السورية المحررة من قبل الثوار ليتمكن التنظيم من الاستيلاء على كثير منها في شرق وشمال سوريا ، وليصبح عدواً جديداً للثوار السوريين وللجيش الحر . يقول الصحفي محمد كناص الذي يعمل مراسلاً في قناة الجزيرة : نظراً لطول اسم التنظيم فقد برع إعلام الثورة في استحداث مسمى له وهو( داعش ) , وكان مصير كل من يقبض عليه التنظيم مستخدماً هذا المسمى هو القتل فوراً ,وبالفعل سرعان ما انتشر هذا المسمى ضمن إعلام الثورة , وهو من نقله للإعلام العربي ,ومن ثم العالمي ليجد له مكاناً كبيراً في هذا الإعلام الواسع وليصبح هو المصطلح المستخدم في كافة وسائل الإعلام بما فيها إعلام النظام الأسدي ، وفي نفس الفترة انطلق مسمى (حالش) التهكمي على حزب الله اللبناني الذي يناصب هو بدوره العداء للثورة والثوار, ورغم ان معظم صفحات الثورة والمعارضة السورية تستخدم هذا المسمى ,فقد لقي رفضاً لاستخدامه من قبل كافة وسائل الإعلام العربية والعالمية ,ويؤكد (محمد كناص) أن قناة إخبارية عربية كبرى أبدت انزعاجها من استخدام المسمى, وقامت عدة مرات بتغيير نص مسمى (حالش) إلى حزب الله في البيانات والتقارير الإخبارية اليومية التي ترسلها المعارضة السورية إلى الفضائيات العربية والعالمية.
ويرى الصحفي محمد أمين رئيس تحرير موقع (سراج برس ) الإخباري أن قناة العربية كانت من القنوات التي عارضت مسمى (حالش) , ويؤكد أن السبب في ذلك هو ذلك النفوذ الكبير للشيعة في جهازها الإداري والإعلامي ، بينما سمحت الجزيرة لمراسليها استخدام المصطلح في تقاريرهم اليومية ,في حين وضعت قناة العربية شروطاً صارمة لقبول التقارير التي تصلها من مراسلي الثورة والمعارضة السورية ,ومن ضمنها عدم استخدام مسمى (حالش) في ما يرسل لها من بيانات وتقارير إعلامية، ويؤكد الإعلامي (محمد أمين) أن من أسباب انتشار مسمى (داعش ) في الإعلام الغربي هو رغبة الغرب في استخدام مسمى (داعش) وعدم استخدام (حالش) ,ويضيف حتى وسائل الإعلام الغربية التي تدعي أن حزب الله إرهابي لم تستخدم المسمى رغم أن كلا المصطلحين انطلقا من المعارضة السورية وتقاريرنا تصلهم ,وهي تحمل مصطلح حالش ، ولاتفسير لعدم استخدام (حالش ) سوى انهم لايرغبون في استخدامه ولإعطاء الحزب صفة رسمية وشرعية له مفادها أنه حزب لبناني رسمي ومعترف به.
أما الإعلامي (أيمن عبد النور ) رئيس تحرير موقع ( كلنا شركاء) وهو أكبر وأشهر موقع سوري معارض فيؤكد أن السبب في عدم انتشار مسمى (حالش ) يعود لتماسك التيار الشيعي في المنطقة وامتلاكه للإعلام القوي المتماسك المتعاون ويضيف ,ومما لا شك فيه أن(حالش) لديها مؤسسات وقنوات إعلامية ضخمة تدعمها , وهي تابعة لدول كقنوات المنار والميادين والعالم , وكل قنوات إيران وبعض قنوات العراق واليمن والكويت ومصر ولبنان, وكل قنوات النظام السوري إضافة للصحف والمواقع الإخبارية التابعة لهم ,وهؤلاء لديهم مؤسسات إعلامية كبيرة وميزانيات مالية تضخ وتدفع المال الكثير بالتعاون مع إيران لنيل رضى وشراء الكثير من الإعلاميين العرب وغيرهم , ولهذا فالكثير منهم لن يقدم على خطوة تغضبهم ربما تكون السبب في قطع سيل الرزق الذي يأتيهم منهم ، وعلينا أن لا ننسى أن لإيران أبواقا رنانة في العالم العربي بدءاً بمحمد حسنين هيكل المصري ويحيى أبو زكريا الجزائري , وغيرهم كثيرون من المرتزقة ممن يعملون لتنفيذ مشاريع إيران وحلفائها في الكواليس والظلام ، ويؤكد أيمن عبد النور أن من أهم أسباب عدم انتشار مسمى (حالش) في الإعلام الخليجي المؤيد للثورة ضد النظام الظالم هو وجود مناصرين لحزب الله وإيران في المؤسسات الإعلامية الكبرى.
المصدر : موقع المثقف الجديد