ما حكم الإسلام في الشيعة الإثنى عشرية، سمعت من شيخ من أهل السنة يقول أنه يعدونهم المذهب الخامس للإسلام و شيخ آخر يصفهم و جميع الشيعة كفارا
المسألة هذه مسألة مختلف فيها، أعني هل الرافضة من الاثنين و السبعين فرقة أم خارج الاثنين و السبعين فرقة، الذين يقولون أنهم المذهب الخامس هذا كلام باطل بلا شك، نسويهم بمذاهب أهل السنة هذا مما لا شك في بطلانه، لكن الكلام على أن هؤلاء ضمن الاثنين و السبعين فرقة أم خارجين عن الاثنين و السبعين فرقة، أجمع جمهور أهل العلم على أنهم ضمن الاثنين و السبعين فرقة و أن الواحد منهم لا يكفر بعينه إلا بعد استفاء الشروط و انتفاء الموانع، و إن كان الكثير من عقائدهم كفر، و إن كان هناك عدة عقائد مكفرة من عقائد الإمامية الإثني عشرية، لكن فرق بين النوع و العين و لذلك نقول أن الصحيح أنه لا يكفر المعين إلا بعد قيام الحجة، إذا كان هناك من يعذر العلمانيين و يمتنع عن تكفيرهم من أجل استفاء الشروط و وانتفاء الموانع، و نحن نقول كذلك أليس هؤلاء بأولىٍِ؟ الذين يعارضون الدين جملة و العياذ بالله، فهؤلاء نشئوا في بيئة جاهلة، وهناك تأويل لكثير من النصوص و الأحاديث الصحيحة لم تبلغ الكثير منهم، و يأولون القرآن على غير تأويله، لذلك نقول لا يكفر المعين منهم حتى تقام عليه الحجة، أما أن هذا المذهب يتضمن ما ليس يمث للإسلام بصلة، بل لو قرأته تكاد تقول هذا دين آخر، فلا شك أن المذهب يتضمن ذلك، يعتقدون أن الأئمة فوق الأنبياء، يعتقدون أن لهم سلطانا على كل ذرات الكون ويعتقدون أنهم يعلمون علم الغيب بالتفصيل ويعتقدون صحة صرف العبادة لهم كالطواف حول قبورهم و الذبح و النذر لهم والعياذ بالله و إنه غلو فظيع في الأئمة الإثنى عشر كما يعتقدون عصمتهم و بالتالي فجميع أقوالهم عندهم بمنزلة النصوص، كأنها كتاب و سنة، و لذلك تجد عجبا لا تتخيله في فقههم و عقائدهم الفاسدة ويكفرون أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم، عامتهم يكفر أبا بكر و عمر و عثمان و كلهم يدينون بأن أول الخلفاء هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه و هذا من قمم الجهل أقصد في دركات الجهل و التأويل الباطل، ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، يذكر في الرافضة في الواحد منهم في تكفيره قولان لأهل السنة والصحيح أنه يفرق بين النوع و العين العلماني إذا لم تبلغه بعض الأدلة لكن إذا صرح بالعلمانية برفض الشريعة وعدم لزوم الشريعة لا نظن هذا ممن يوصف فيه الجهل لكن هناك من يطبق العلمانية جهلا، عدم الملتزمين كثير جدا، هناك أناس جهال بالشريعة و إن كانوا في الجملة يقرون بخضوعهم للشرع لكن الذي يقول لا يلزمنا الشرع لا يكون مسلما هل هناك من أهل السنة من يكفر الرافضة الإثني عشرية كما ذكرت؟ هناك من يخرجهم عن الاثنين و السبعين فرقة فهذه مسائل خلاف السائغ، ولكن ما ذكرت هو قول جمهور أهل السنة و هو الصحيح أنه فرق بين النوع والعين، وأقوال فيمن اضطلع على مذهبهم يجزم بذلك، وبعض العلماء اختلفوا في تكفير أبي بكر و عمر كأن هذه المسألة الواحدة، لكن الحقيقة أنها ليست في تكفير أبي بكر و عمر و سب أبي بكر و عمر، بل هناك بلاء شديد عند الرافضة و عندهم تكفير أهل السنة فهم شر من الخوارج، لأن الخوارج يعتقدون كفر أهل السنة و يستحلون دمائهم و هؤلاء زادوا عليهم، الخوارج كفروا علي بن أبي طالب، هؤلاء كفروا من هو خير من علي بن أبي طالب، و كفروا كل من لم يقبل ضلالهم و العياذ بالله، وعندهم أن النواصب شر من اليهود و النصارى، والنواصب هم أهل السنة، المعين عموما لا بد أن يوقف و ينظر في كلامه و يقاضى أو تناظره لجنة علماء، لو أخذ بالتقية فلا نلزمه بباطنه لأننا لا نعلم ذلك الباطن إلا أن يظهره، و يتم الشهود عليه، أي تكون هناك بينة على الردة، أما إذا أظهر موافقته لأهل السنة تقية، فليس علينا إلا أن نعامله بما أظهر و لم نأمر أن ننقب عن قلوب الناس، و إلا فهل ترى المنافقين ماذا كانوا يصنعون مع النبي صلى الله عليه و سلم، ألم يكونوا يظهرون هذا الأمر تقاة، إظهار الإسلام تقاة، و لم نأمر أن ننقب عن قلوب الناس، لكن كما ذكرت المسألة فيها خلاف؟ نعم.