الفصل الثاني " من كتاب الشنقيطي " وعنوانه ( عالم منحل العُرى : الخريطة الطائفية عشية الحروب الصليبية) من ص 81 حتى ص 136 .
وقبل نقد هذا الفصل يجب أن أذكر ان هذا الموضوع كان موضوعي لرسالة الماجستير ولكن بعنوان : ( بلاد الشام قبيل الغزو الصليبي ) وقد درسته بعمق ودقة في نحو 400 صفحة فتحدثت فيه عن كل مايتعلق ببلاد الشام مثل : حملات الفاطميين للسيطرة على الشام والمقاومة الشرسة التي أظهرها سكان الشام لهم سواء أهل المدن أو القبائل العربية الشامية ، والقرامطة وغاراتهم على الشام ، والعلاقات العباسية والبويهية مع الفاطميين وظهور السلاجقة والقضاء على البويهيين وعلى البساسيري عميل الفاطمييين...والإمارات العربية في بلاد الشام.
ودور الأقليات الدينية والعرقية في إنقسام وتمزق بلاد الشام.....الخ
ورسالتي هذه مطبوعة ويمكن قرائتها وتحميلها من موقعي.
والحق أن هذا الفصل من كتاب الشنقيطي يفوق في إساءآته للتاريخ الإسلامي ولجيل الصحابة رضوان الله عليهم جميعا اي كتاب كتبه مستشرق مغرض!!!!.
وحاول الشنقيطي في ص 81 - 83 تفسير الانشطار والتمزق الذي اصاب " مجتمعات الشرق المسلمة " عشية الحروب الصليبية فلم يوفق في التفسير البتة رغم استشهاده بنصوص من ابن الأثير وابن القلانسي.
أما السبب الحقيقي الذي غاب عنه. فهو أن السلاجقة أعادوا لعالم الإسلام روحه ووحدته وقوته وبلغت الدولة السلجوقية في عهد السلطان ملك شاه اقصى اتساعها وامتدت حدودها من الصين شرقا الى ساحل المتوسط غربا بل واقتربت من مضيق البسفور في غرب آسيا الصغرى.
ولو جاءت الحملة الصليبية زمن ملك شاه لكان مصيرها الدمار التام . وكان السلطان ملك شاه قد عهد لأبنه بركياروق بولاية العهد ، ولكن السلطان تزوج فتاة جميلة هي تركان خاتون فانجبت له ابنه محمود وأقنعت ملك شاه بنقل ولاية العهد من بركياروق الى ابنها الطفل محمود واستجاب السلطان لزوجته المدللة فحقق مطلبها. وحدث مالم يكن في الحسبان فقد توفي السلطان ملك شاه سنة 485 هجرية وهو لا يزال في التاسعة والثلاثين من عمره.
فاعلن بركياروق نفسه سلطانا على الدولة السلجوقية بينما اعلنت تركان خاتون ابنها الطفل محمود سلطانا أيضا وانضم إليها عدد من القادة وحدثت الحرب الأهلية بين السلاجقة واشترك في الحرب تتش ، شقيق ملك شاه وملك الشام ، مطالبا بعرش السلطنة لنفسه وقُتل تتش في تلك الحرب الأهلية سنة 488 هجرية وانقسمت مملكته في الشام بين ابنيه : دقاق في دمشق ورضوان في حلب ووقعت الحرب بينهما واستعرت وبينما كان رضوان ومعه بعض القادة يحاصرون دقاق في دمشق ، وإذ بهم يسمعون بوصول الحملة الصليبية الى أنطاكية.
هذا هو سبب التشرذم والانقسام الذي حدث للدولة السلجوقية وهي لا تزال في سن الشباب.
ويمكن لنا ان نشبه الدولة السلجوقية بصخرة عظيمة تحطمت فجأة وتحولت الى شظايا.
ثم يتخذ الشنقيطي من هذه الانقسامات مدخلا ليعود الى عصر صدر الإسلام وينظر له من خلال نظارة خمينية فيطعن في خير القرون ( وهل للقرون الاولى علاقة بعشية الحروب الصليبية ؟؟؟؟ ) إنه الهوى الطائفي والحقد على خير جيل في أمة الإسلام .
يقول الشنقيطي ما نصه : ( إن لهذه الشقاقات السياسية والمذهبية جذورها التاريخية الضاربة في القدم فرغم أن الإسلام حمل رسالة كونية والح على أخوة الإيمان منذ البداية فإن السياق الاجتماعي والثقافي في الجزيرة العربية - حيث ظهر الإسلام أول ما ظهر - لم يكن سياقا توحيديا لا بالمعنى الإعتقادي ولا بالمعنى الاجتماعي فالعصبيات القبلية السائدة في الجزيرة العربية آنذاك كانت تتأبى على أي تعريف كوني للأخوة الإيمانية أو الرابطة الإنسانية.
ولكن القرآن الكريم دحض سلفا هذه الرؤية الزائفة فقرر الله سبحانه وتعالى ان المؤمنين اصبحوا بنعمة الله أخوانا فقال : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ... } والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
ثم يطعن الشنقيطي في الفتوح الإسلامية ويستشهد بمحمد إقبال ، القائل بوحدة الوجود والذي يتماهى في فكره مع أفكار الحلاج.
فيقول الشنقيطي : ( ثم أضافت الفتوح الإسلامية السريعة تعقيدا جديدا الى تلك المشكلات البنيوية. وقد لاحظ الفيلسوف محمد إقبال أن ما كسبه الاسلام خلال الفتوح الأولى من الامتداد كان خسارة له في العمق فكتب يقول : إنني اعتبر من الخسارة الكبرى أن تقدم الإسلام كإيمان فاتح أدى الى تجميد نمو أجندة التنظيم الاقتصادي والديمقراطي للمجتمع التي أجدها مبثوثة في صفحات القرآن والسنة النبوية. ليس من ريب أن المسلمين نجحوا في بناء امبراطورية عظيمة ، لكنهم - وهم يفعلون ذلك - أعادوا الروح الوثنية إلى قيمهم السياسية وأضاعوا بعض الإمكانات العظيمة الكامنة في دينهم ) . وتأملوا كل آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولن تجدوا كلمتي الوثنية السياسية إلا عند الشنقيطي وأمثاله الذين يهدفون الى تزوير الدين.
وفصل الشنقيطي هذا كما زعم في عنوانه أنه يتحدث عن الخريطة الطائفية عشية الحروب الصليبية. ولكنه لا يلتزم بما حدده في عنوانه فيرجع خمسة قرون تبعا للهوى والغرض السيء الذي يصب في مصلحة الخمينية ، ليطعن في بيعة السقيفة حيث اعتبرها البذرة الاولى للفتنة الكبرى والمأزق "الدستوري" الذي لم تخرج منه أمة الإسلام الى اليوم !!!! فهل سيخرجها الشنقيطي من هذا المأزق ؟؟؟؟؟.
ولم يكتف الشنقيطي بالرجوع خمسة قرون وهو يتحدث عن موضوع كان عشية الحروب الصليبية. بل نجده يقفز الى العصر الحالي ليعرض أراء "آياته العظمى" مثل الخميني والخراساني والكوراني في الأئمة و"مكانتهم الإلهية والكونية". كما سنرى بعد قليل!!!.
وليس هذا الخروج والاستطراد فقط عن الموضوع . بل نجده يصمت صمتا مريبا عن الحديث عن غزوات الفاطميين للشام في بقية القرن الرابع والقرن الخامس الهجري وما اقترفوه من مجازر لا تدخل تحت حصر بحق أهل بلاد الشام .ويذهب الى مملكة محمود الغزنوي في اقصى الشرق ليندد بسياسته تجاه الشيعة علما أن محمود الغزنوي مات قبل الحملة الصليبية بنحو 70 عاما. ولا يذكر الشنقيطي كلمة واحدة عن ذبح الجيش الفاطمي لسكان صور سنة 490 هجرية والحملة الصليبية تعبر آسيا الصغرى في طريقها إلى الشام!!!!.
قال الشنقيطي في ص 84 - 85 ما نصه : ( ثم انضاف الى تلك التصدعات الكامنة ذلك الانشطار المبكر حول موضوع الشرعية السياسية ، المعروف في التاريخ الإسلامي بإسم الفتنة الكبرى. لقد بدأ الشقاق السياسي داخل الجماعة المسلمة الأولى في اليوم ذاته الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الشقاق الذي سيتحول في القرون اللاحقة إلى انشطار اعتقادي كما سنرى. وكنا أشرنا في كتابنا عن الخلافات السياسية بين الصحابة إلى أن أزمة الحضارة الإسلامية أزمة دستورية في جوهرها. وهي أزمة بدأت بذرتها ليلة السقيفة وتحولت إلى فتنة عمياء في الجمل ثم شبت حرب هوجاء في صفين. وقد انتصرت في صفين القوة على الحق والبغي على العدل والملك على الخلافة ولا يزال المسلمون عاجزين عن الخروج من هذا المأزق الدستوري الى اليوم ).
لقد بغى الشنقيطي وطغى وكذب وزيّف هذا الهراء حيث جعل بيعة السقيفة هي البذرة الأولى للفتنة الكبرى حيث اقتفى خطى غلاة المستشرقين والروافض الذين طعنوا في الصحابة!!!.
يقول الباحث عبدالعزيز بن سليمان المقبل : في رسالته للماجستير التي قدّمها في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعنوانها "خلافة ابي بكر الصديق والتي طبّق فيها منهج المحدثين باعتماد الروايات الصحيحة ونبذ الروايات الضعيفة ، ص ٤٢ ما نصه: ( ومن استعراض الروايات الصحيحة لاجتماع السقيفة ومبايعة أبي بكر خليفة يتبين أن الاجتماع لم يدم طويلا ، ولم تجر فيه مناقشات طويلة بين المهاجرين والأنصار ، أو تنافس وصراع على تولي الخلافة أو حدّة في الكلام او تهديدات أو عراك بالأيدي بين المجتمعين . وهذا كله مما صورته بعض الروايات الضعيفة التي وردت عن اجتماع السقيفة والتي تناقلها المؤلفون المعاصرون. فشوهوا الصورة الوضاءة لذلك الاجتماع التاريخي الرفيع الذي قرر مصير الخلافة والدولة الإسلامية بحزم وترفع وإحساس كبير بالمسؤولية يستعلي على التفاهات والاهواء) انظروا ايضا د. أكرم العمري - عصر الخلافة الراشدة - ط العبيكان ص 51 .
فبيعة السقيفة لاصلة لها البتة بالفتنة الكبرى .
فالفتنة الكبرى التي شقت صفوف المسلمين سببها الأيدي الخفية اليهودية والمجوسية التي حرضت وقادت ذوي النزعات الخوارجية على عثمان رضي الله عنه وأدت الى قتله.
وبعد ذلك يتحدث الشنقيطي عن ما اسماه التطور الذي حدث للتسنن والتشيع ويعقد مقارنات زائفة وغير صحيحة بينهما.
وقبل أن نعرض بعض آرائه نلفت نظر القراء الكرام ان المقارنة الصحيحة لا تكون إلا بين شيئين متكافئين. والمقارنة بين السنة والشيعة مقارنة غير متكافئة. فالسنة هم أمة الإسلام والشيعة هم الأقلية الضئيلة التي خرجت عن الأمة. وهذه حقيقة تعرفها الأمة.
ولكن الشنقيطي عقد مقارنته الزائفة وأساء للأمة إساءات بالغة.
ومن مقارناته ماكتبه في ص 85 حيث قال ما نصه: ( إن وضع الشقاق السني الشيعي في سياقه التاريخي يستلزم الاعتراف أولا: بأن التسنن والتشيع لم يتبلورا في صيغة مدرستين اعتقاديتين متوازيتين الا في العصر العباسي فقد كان من أهم الظواهر الثقافية التي ظهرت في العصر العباسي الأول أن تحول التشيع من رؤية سياسية الى بنية اعتقادية وتحول التسنن من فضاء مفتوح من الأفكار والقيم إلى نظام اعتقادي مغلق محدد المعالم والحدود..) .
والحق ان هذا القول ينطبق على التشيع فقط وليس على التسنن.
فعقيدة اهل السنة وهي العقيدة الأسلامية واضحة ومكتملة المعالم في القرآن والسنة. وكل الذين صنفوا في العقائد عبر العصور لم يأتوا بشيء جديد من عندهم وإنما اعتمدوا على قال الله تعالى .. وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
اما الشيعة فاعتمدوا على اكاذيب الفرس الذين أتوا بعقائد مقتبسة من الأديان السابقة للإسلام بما فيها عقيدة الأئمة الأساسية التي لا يوجد نص صريح في القرآن يؤيدها.
ثم يقتبس الشنقيطي نصا من مستشرق عن الشيعة ثم يتعسف ويطبقه على السنة فيقول: ( لقد احسن هودغسون التوصيف إذ بيّن أن الشيعة لم تكن يوم ذاك طائفة ولا كان هناك إنشطار للإسلام بين تشيع وتسنن فالشيعة والعثمانية كانا مجرد موقفين من قضية الإمامة لا انشطارا شاملا في صف المؤمنين . وما ذكره هودغسون عن التشيع يصدق على التسنن بنفس الدرجة ، فهو لم يكن حينذاك عقيدة محددة المعالم . لكن ما كان في القرنين الهجريين الأول والثاني وجهة نظر سياسية ضمن جدل واسع حول الشرعية السياسية في الجماعة المسلمة تحول في القرنين الهجريين الثالث والرابع نظاما اعتقاديا ، ورؤية غيبية ، وذاكرة تاريخية). ولا أظن مسلما قرأ القرآن وفهمه فهما صحيحا يقبل هذا التوصيف المجحف للتسنن من جانب الشنقيطي!!!.
أساسية التي لا يوجد نص صريح في القرآن يؤيدها.
ثم يقتبس الشنقيطي نصا من مستشرق عن الشيعة ثم يتعسف ويطبقه على السنة فيقول: ( لقد احسن هودغسون التوصيف إذ بيّن أن الشيعة لم تكن يوم ذاك طائفة ولا كان هناك إنشطار للإسلام بين تشيع وتسنن فالشيعة والعثمانية كانا مجرد موقفين من قضية الإمامة لا انشطارا شاملا في صف المؤمنين . وما ذكره هودغسون عن التشيع يصدق على التسنن بنفس الدرجة ، فهو لم يكن حينذاك عقيدة محددة المعالم . لكن ما كان في القرنين الهجريين الأول والثاني وجهة نظر سياسية ضمن جدل واسع حول الشرعية السياسية في الجماعة المسلمة تحول في القرنين الهجريين الثالث والرابع نظاما اعتقاديا ، ورؤية غيبية ، وذاكرة تاريخية). ولا أظن مسلما قرأ القرآن وفهمه فهما صحيحا يقبل هذا التوصيف المجحف للتسنن من جانب الشنقيطي!!!.
وفي الفقرة الأخيرة من ص 86 يكرر الشنقيطي تطاوله المقيت على الصحابة رضوان الله عليهم وزعمه الكذوب أن "الأزمة الدستورية" استمرت كامنة في قلوبهم مثل علي بن أبي طالب وسعد بن عبادة رضي الله عنهما فيقول ما نصه : ( لقد استطاع الصحابة رضي الله عنهم التغلب مؤقتا على الأزمة الدستورية التي فرقت كلمتهم قبل أن يودعوا جثمان النبي صلى الله عليه وسلم الثرى ، وذلك من خلال التفاهم على ترشيح أبي بكر الصديق لمنصب الخلافة ليلة السقيفة ثم ببيعته العامة في المسجد خلال اليوم التالي. بيد أن الأزمة استمرت في قلوب بعض قادة المجتمع ، وأشهرهم علي بن ابي طالب الذي رأى نفسه أولى بالخلافة من الصدّيق ، وسعد بن عبادة الذي رأى ان الانصار أولى بهذا المنصب من المهاجرين. وقد وُلد التشيع في نهاية المطاف من بذرة الامتعاض الذي ظهر ليلة السقيفة ، وظل إلى اليوم متشبثاً بحق علي وذريته في القيادة).
ويمكن لنا دحض هذه المفتريات في النقاط التالية :
1 - زعم الشنقيطي بوجود "أزمة دستورية" فرقت كلمة الصحابة قبل دفن النبي صلى الله عليه وسلم فيه إتهام مُبطّن وباطل للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه خلّف للصحابة هذه "الأزمة الدستورية" التي ابتدعها الشنقيطي ، مع العلم ان مصطلح "أزمة دستورية" مصطلح غربي حديث لا يمت للإسلام ومصطلحاته بصلة. وبحمد الله تعالى ما توفي النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد أكمل الله لأمته دينها ووضعها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك. ونزل قوله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً }.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن أبا بكر سيخلفه بدليل ما جاء في الصحيحين : أن إمرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه ، قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك - كأنها تقول الموت - قال صلى الله عليه وسلم إن لم تجديني فأتي أبا بكر.
وأمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالصلاة بالمسلمين أثناء مرضه، فيه إشارة صريحة بفضليته على سائر الصحابة وأنه الخليفة من بعده.
٢ - اعتراف الشنقيطي بالتفاهم بين الصحابة على ترشيح أبي بكر للخلافة ليلة السقيفة وبيعته العامة في المسجد خلال اليوم التالي ، في هذا الاعتراف من الشنقيطي نقض - وبدون وعي منه - لنظرية "الأزمة الدستورية" التي ابتدعها في هذا الكتاب وصنّف فيها كتابه الآخر "الأزمة الدستورية في الحضارة الإسلامية".
٣ - زعمه أن الازمة استمرت في قلوب بعض قادة المجتمع وأشهرهم علي وسعد بن عبادة فرية وكذبة لا سند لها. ولم يذكر الشنقيطي مصدره في هذه الفرية. فهل شق عن قلب علي وسعد وعرف ما فيهما ؟؟؟؟؟!!!!!!!.
وهناك روايات صحيحة تبين ان علي رضي الله عنه بايع أبا بكر أثناء البيعة العامة وجاء على لسانه بسند صحيح دحض لفرية الشنقيطي الزائفة أنه قال : "ما غضبنا إلا لأنّا أُخِّرنا عن المشاورة ، وإنّا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنه لصاحب الغار ، وثاني اثنين ، وإنا لنعلم بشرفه وكِبرِه ، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي).انظر كتاب : الدكتور أكرم العمري ؛ عصر الخلافة الراشدة ص 54 ومصادره في حاشية رقم 2 التي فيها الحكم بصحة سند ما قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي ينسف افتراء الشنقيطي عليه).
اما زعمه عن سعد بن عبادة فينقضه أنه بعد النقاش بين المهاجرين والانصار اقتنع الانصار بحجة ابي بكر. ولما ذكّرهم عمر رضي الله عنه بأمر النبي لأبي بكر بالصلاة بالناس "قال لهم فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ؟ قال الأنصار - بما فيهم سعد - نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر"
انظر : المرجع نفسه ص 50 - 51.
أما في الصفحتين التاليتين 87 - 88 فيورد الشنقيطي أراء ابو جعفر الطوسي ، ثم يورد اراء الخميني في الولاية المطلقة حيث زعم ان "الأئمة لهم ولاية مطلقة يمتلكون بمقتضاها حق التصرف في مصائر البلاد والعباد فهم نواب الله في ارضه المختصون بفهم كلماته والقادة الشرعيون لعباده".
ثم ينقل الشنقيطي رأي آيته العظمى الوحيد الخراساني حيث يقول :( إن إمام العصر عليه السلام صار عبدا وعندما صار عبدا صار ربا فالعبودية جوهرة كنهها الربوبية).
ويواصل الشنقيطي عرض اقوال الخراساني فيقول: (ويخاطب الخراساني الإمام المنتظر بقوله : "جبرائيل شيء فهو ذليل لكم، وميكائيل كذلك. العرش شيء فهو ذليل أمام ساحتكم ، إنه ذليل قبال إمام العصر عليه السلام. الكرسي واللوح والقلم هي أشياء ، فهي خاضعة وذليلة لدى الحجة ابن الحسن عليه السلام. هناك يذل كل شيء ويخضع"). ثم يضيف الشنقيطي القول : "ولا يزال علي الكوراني تلميذ الوحيد الخراساني ، يصر على هذه الرؤية التأليهية للأئمة ، وينتقد علماء الشيعة الذين رفضوها ، من أمثال العلامة الفيلسوف محمد باقر الصدر ، ويتهمهم باستبطان أفكار غربية وسنية ".
ولن اناقش اقوال هؤلاء الكفار الزنادقة امثال الخميني والخراساني والكوراني التي أوردها الشنقيطي في كتابه.
ولكني أتساءل ويجب ان تتساءلون معي : ما دخل هؤلاء في موضوع يتعلق بالحروب الصليبية ، وفصل زعم مؤلفه انه يرسم فيه الخريطة الطائفية عشية الحروب الصليبية؟؟؟؟؟؟
علما ان المكان الذي جرت عليه الحروب الصليبية هو بلاد الشام. وكان عليه رسم الخريطة هناك ليشرح كيف سيطر الفاطميون عليها ومقاومة أهل الشام الباسلة للفاطميين والمذابح المروعة التي ارتكبها الفاطميون فيها والتي لا يضارعها الا مذابح بشار واسياده المجوس في سوريا. ولكن الشنقيطي لم يشر لشيء من ذلك!!!.
ويواصل الشنقيطي زندقاته المقيتة فينتقل من العدوان على الصحابة رضوان الله عليهم الى العدوان على الإسلام وعقائده. فيقول في ص 88 - 89 ما نصه : ( وبعد عدد من الحروب الطاحنة استطاعت السلطة الأموية ان تجمع شتات الأمة وتؤسس إمبراطورية قوية البناء فسيحة الأرجاء. وكان مما ساعد الأمويين على إنجاز هذه المهمة عدم وجود سنة وشيعة بالمعنى الاعتقادي في ذلك الحين ، وإنما كانت توجد شيعة سياسية تناصر علياً وخلفاءه من آل البيت النبوي ، وعثمانية يساندون عثمان وخلفاءه من البيت الأموي ، دون خلاف اعتقادي بين الخصمين. بل يمكن القول : إنه لم تكن توجد "عقيدة" إسلامية أصلا في ذلك الحين ، وإنما كان يوجد يوم ذاك إيمان مفتوح ، قائما على البساطة وحسن الظن ، ساعيا الى الاكتساب ، والاستيعاب. وسنبين فيما بعد الفرق بين الإيمان المفتوح والعقيدة المغلقة.).
ويمكن لنا دحض هذا الكذب الفاضح فيما يلي :
1 - نفيه وجود سنة وشيعة بالمعنى الاعتقادي باطل من أساسه. فالسنة كانوا هم السواد الاعظم في الامة.
اما الشيعة وهم الأقلية فقد ظهروا بالمعنى الاعتقادي حتى في عهد علي رضي الله عنه ومنهم أولئك الذين قالوا بألوهيته وموقفه منهم. وهذا موضوع يطول شرحه ولن ادخل في تفاصيله ، لأنه معروف لكل دارسي التاريخ الإسلامي.
ونجد الغلو الاعتقادي الشيعي أيضا في حركة التوابين بقيادة المختار الثقفي.
2 - اما زعم الشنقيطي الكذوب بأنه "لم تكن توجد عقيدة إسلامية أصلا في ذلك الحين" فهذا الزعم الباغي سرقه الشنقيطي - المهووس بأطروحات المستشرقين - من غلاة أولئك المستشرقين المعادين للإسلام الذين هالهم ضخامة هذا النظام العقدي والتشريعي السامي البديع الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونظم كل أمور البشر في الدنيا والآخرة. فزعم المستشرقون أن كل هذا النظام الشامل صنعه المسلمون خلال القرون الأولى بل ومنهم من أنكر وجود القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم. فجاء الشنقيطي بعد ان احتسى تلك الآراء الاستشراقية ليتقيأها في كتابه هذا ويروجها بين المسلمين!!!.
3 - ونهاية عبارة الشنقيطي توضح قصده حين حدد انه ان الاسلام حينذاك مجرد "إيمان مفتوح قائما على على البساطة وحسن الظن ساعيا الى الاكتساب والاستيعاب" وهذه العبارة واضحة لأنه يتحدث عن عقيدة الإسلام التي لم تكن موجودة اصلا بزعمه الكذوب وأنها لا تزال في مرحلة الاكتساب والاستيعاب من الأديان والعقائد الأخرى.
فهل يوجد مسلم يُقر هذا الهراء؟؟؟؟.
أليست عقائد الإسلام كلها مفصلة وواضحة في القرآن وضوح الشمس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وياتي الشنقيطي في ص 91
ليشرح ما وعد به من بيان الفرق بين الإيمان المفتوح والعقيدة المغلقة!!!.
وفي شرحه لهذا الفرق يرتكب جرما بحق دين الإسلام لا يغتفر حين يشبهه بما حدث للنصرانية في مجمع نيقية سنة 325م الذي ترأسه الامبراطور قسطنطين والذي وضع عقيدة الثالوث التي لا تمت بصلة لما جاء به عيسى عليه السلام.
يقول الشنقيطي في ص 91 ما نصه : (ولم يكن للإسلام حتى مطلع العصر العباسي عقيدة رسمية ذات صياغة فلسفية حجاجية فكان يكفي الإنسان ليكون مسلما أن يعلن شهادة - أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله - دون اي تعقيدات كلامية أو لغوية او فلسفية. وما كانت لدولة الراشدين أو للدولة الأموية سياسة اعتقادية رسمية. بيد أن الأمر تغير مع الخلفاء العباسيين الذين ورّطوا أنفسهم في الخوض في دقائق العقائد ولجاجاتها ، كما تورط قبلهم أباطرة الرومان في القرن الرابع الميلادي ، وكان مؤتمر نيقية عام 325م خلاصة ذلك التورط الروماني. ويمكن القول إجمالا إن العصر العباسي شهد تحول الإيمان المفتوح إلى "عقيدة مغلقة" في السياق الإسلامي ، وهو أمر يحدث في تاريخ كل الأديان).
ويمكن دحض هذه الزندقة فيما يلي :
1 - ليس الامر مثلما زعم الشنقيطي أنه قبل العصر العباسي يكفي الانسان أن ليكون مسلما أن يعلن شهادة ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله .
فهذه اساس عقيدة الاسلام ولكن العقيدة لها مقتضيات ومن مقتضياتها أداء الزكاة ، ولما امتنعت بعض قبائل العرب عن أداء الزكاة قاتلهم الصديق ومعه كل الصحابة رغم إقرار تلك القبائل بالشهادتين. وفي هذا دحض ساحق لزعم الشنقيطي.
وفي العصر العباسي ظل الحال على ما كان عليه في صدر الإسلام والدليل على ذلك قيام الخليفة العباسي المهدي باستحداث منصب صاحب الزنادقة لمعاقبة وتتبع ومحاكمة كل من يحاول الاكتساب والاستيعاب من عقائد الأديان الاخرى وإدخالها في عقائد الاسلام.
وإذا كان المأمون واخواه المعتصم والواثق قد تأثروا بالمعتزلة وقالوا ببدعة خلق القرآن التي تصدى لها الإمام احمد بن حنبل وبيّن الحق للأمة فإن الأمر عاد زمن المتوكل الى ما كان عليه في صدر الإسلام.
والعلماء وعلى رأسهم أهل الحديث هم الذين ظلوا القدوة الصحيحة لعامة الناس في اعتقاد ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم.
اما زعم الشنقيطي بأنه حدث للإسلام ما حدث للنصرانية وكل الأديان المحرفة من تحول الإيمان توح إلى عقيدة مغلقة
فهو تشبيه باغي وتكذيب مفضوح لقوله تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } . والذكر هو القرآن الذي يحوي كل عقائد الإسلام.
ثم يسهب الشنقيطي في الهراء الانشائي المغرض في ص 91 - 92 . وقبل عرض ما يقوله لاحظوا معي وصفه الإسلام بـ"العقيدة المغلقة" لأني سأبين لكم الهدف من وراء ذلك. قال ما نصه : (وربما يحسن بنا الآن ان نميز بين ما نقصده بالإيمان المفتوح وما نقصده بالعقيدة المغلقة. فالإيمان المفتوح اختيار شخصي دون اختبار من الآخرين ، واتفاق على معنى عام كالشهادتين مثلا دون خوض في دقائق مدلوله. وقد عرف الصحابة والتابعون الإيمان المفتوح ولم يعرفوا العقيدة المغلقة ، وانشغلوا بتحقيق مقتضيات الإيمان في عالم الشهادة عن الجدل في دقائقه الغيبية. أما العقيدة فهي تفسير ضيق للإيمان تحميه سلطة سياسية واجتماعية ، وتسوير لذلك التفسير دون غيره من التفسيرات والفهوم التي تظهر في مجتمع المؤمنين - بسور من القمع والزجر ، فالإيمان إجمال والعقيدة تفصيل ، والإيمان بساطة والعقيدة تعقيد ، والإيمان فطرة والعقيدة تكلف ، والإيمان باب مفتوح والعقيدة سور منيع ، والإيمان يخدم الإنسان والعقيدة تخدم الدولة . ولا يمكن فهم الشقاق السني الشيعي في بُعده الاعتقادي الا بفهم تحول الايمان الإسلامي المفتوح الذي كان سائدا في العهد النبوي والراشدي الى العقيدة المغلقة التي تقاتلت الطوائف على امتلاكها واحتكارها في العهود التالية).
فتأملوا هذا الهراء العجيب!!!
أما الهدف من وصف الشنقيطي للإسلام بـ"العقيدة المغلقة" فهو تحقيق رغبة المستشرقين في إزالة الإسلام. وقد اقنع المستشرقون تلميذهم الشنقيطي - الذي تربى على أعينهم كما رأينا في مقدمته - بأن التقدم لا يمكن ان يتحقق للمسلمين الا بالخلاص من "عقيدتهم المغلقة". وإليكم الدليل من كتب أحد المستشرقين وصاحب أكبر موسوعة في تاريخ الحروب الصليبية في الغرب :
قال رنسيمان في الجزء الثالث من كتابه "تاريخ الحروب الصليبية" الذي استخدمه الشنيقطي في كتابه هذا - الذي ننقده - ما نصه : ( اقتصر المسلمون على الاحتجاب وراء عقيدتهم ، على أنه ليس بوسع كل عقيدة متزمتة أن تتقدم ) . ج 3 ص 788 من الترجمة العربية.
فجاء الشنقيطي لتقبيح هذه العقيدة في نظر المسلمين كي يمكن إزالتها من حياة المسلمين وبتحطيم هذا السور .. سور العقيدة الإسلامية – "المُعقّد" بزعمه الكذوب – يتقدم المسلمون حسب رؤية الشنقيطي الباغية!!!!!.
وبعد ذلك يتحدث الشنقيطي عن الخلافة العباسية ويصف المأمون والمعتصم والواثق بأن لهم ميول شيعية ص92 ويتحدث في الصفحة التالية عن الاعتزال ومحنة خلق القرآن .
ثم ينتقل الى القرن الرابع ويتحدث بنشوة عن صعود التشيع في هذا القرن ويستدل بقول للمستشرق ماسينيون ويستدرك عليه ثم يعلق بمدح الدولة الفاطمية فيقول ص 94 - 95 ما نصه : ( وقد صاغ المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون مصطلح "القرن الإسماعيلي" قاصدا القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي لانه القرن الذي أسس في مطلعه الإسماعيليون أعظم الأمبراطوريات الشيعية في التاريخ الإسلامي ، وفيه ألَّف القاضي النعمان "ت 363 هجري 974م" أعماله الاعتقادية والفقهية التي تُعتبر نصوصا تأسيسية للمذهب الإسماعيلي. ومن الوجوه التي عاشت في ذلك القرن والذي يليه الفيلسوف الطبيب ابن سينا 370 - 428 / 980 - 1037م. ولو كان ماسينيون توخى الدقة لما دعاه القرن الإسماعيلي فقط ، بل لدعاه القرن الشيعي بشكل أعمّ فقد غطّى التشيع في ذلك القرن العالم الإسلامي سياسيا وفكريا ، بشكل أرحب من الظاهرة الإسماعيلية. فإضافة الى الدولة الفاطمية الإسماعيلية وُلدت في ذلك القرن دول شيعية إمامية عدة ، منها السلطنة البويهية في بغداد والإمارة الحمدانية في حلب. هذا من الوجهة السياسية. أما الناحية الدينية والثقافية فيكفي ان ندرك أن عام 358هجرية/ 963م الذي شهد سيطرة الدولة الفاطمية على مصر هو العام الذي شهد اول ترسيم علني لشعائر عاشوراء ، وتحوّلها جزءاً من منظومة العبادة الشيعية الراتبة ، وذلك برعاية السلطة البويهية الإمامية في بغداد ).
ولا شك أن هذه الصورة الوردية التي رسمها الشنقيطي للتشيع وبلوغه ذروة مجده سنة 358 هجرية تُبهج الخمينيين وذيولهم في العراق واتباعهم مثل حسن وحزبه في لبنان وياسر الحبيب ومريديه في الغرب. ولكن يجب أن نخبر القراء الكرام ان الشنقيطي أعور نظر للتاريخ في هذه الحقبة بعين واحدة طائفية ولم ينظر له نظرة تاريخية شمولية فاحصة . ففي هذه الحقبة التي يصل فيها الرفض قمة مجده التاريخي كانت جيوش الروم تجوس خلال ديار المسلمين وكأنها في نزهات حربية لا تجد من يرد لها نشابا. فقد احتل ملك الروم نقفور فوكاس جزيرتي كريت وقبرص من المسلمين ثم زحف على الثغور الشامية واقتحم عاصمة الثغور طرسوس ودخل ومعه جيشه الى جامع طرسوس الكبير وصعد على المنبر وخاطب قادته قائلا : ( يا معشر الروم أين أنا ؟ قالوا : انت على منبر طرسوس قال: لا بل أنا على منبر بيت المقدس فإن هذه كانت تمنعكم تلك) اي ان ثغر طرسوس كان خط الدفاع الاول لمنع الروم من الوصول الى الشام وإلى القدس. ثم أمر نقفور بنصب بابين في طرسوس أحدهما جهة بلاد الروم وعليه صليب والأخر جهة بلاد المسلمين وعليه مصحف وخيّر أهل طرسوس بين التّنصُّر أو البقاء على دينهم. وقال من اراد الشرف والنعيم والسعادة فليذهب من تحت الصليب الى بلاد الروم. ومن أراد العار و"اللواط" فليذهب من تحت المصحف . ومن اختار الذهاب من تحت المصحف كان جنود الروم يصادرون كل ما معه ويجردونه حتى من ثيابه فوصل عدد كبير من أهل طرسوس الى الشام وهم عراة إبان قمة المجد الشيعي الذي شرحه الشنقيطي لقرائه!!!.
ولم يكتف نقفور فوكاس بذلك بل قاد جيشه واحتل أكبر وأعظم مدن الشام وهي أنطاكية في نفس السنة ( 358 هجرية ) التي سيطر فيها الفاطميون على مصر وقام البويهيون بترسيم شعائر عاشوراء في العراق.
ثم تقدم نقفور فوكاس سنة 359 هجرية وسيطر على حلب واجبر بقايا الحمدانيين فيها على توقيع معاهدة حماية مذلة مع الروم أصبحت حلب بموجبها محمية رومية. ويمكنكم قراءة نصوص تلك المعاهدة المخزية في كتاب ابن العديم: زبدة الحلب في تاريخ حلب.
وارسل نقفور فوكاس قصيدة بالعربية الى الخليفة العباسي الخاضع للبويهيين يفتخر فيها بفتوحاته على حساب المسلمين حيث انتزع منهم كريت وقبرص وكل الثغور الشامية والجزرية والأرمنية بفضل علو الرفض ، وهدد الخليفة بأنه سوف يحتل كل البلاد التي فتحها المسلمون إبان مجدهم وأنه لن يكتفي بذلك بل سيذهب الى مكة لهدم الكعبة وإقامة عرش النصرانية على انقاضها. ( والقصيدة موجودة في تاريخ ابن كثير ). وبعد مقتل نقفور على يد زوجته اللعوب ثيفانو وعشيقها يوحنا تزيميسكس ، تولى العشيق يوحنا عرش الروم وزحف بقواته الى الشام على مرأى ومسمع من الفاطميين والبويهيين واحتل شيزر وحمص وحماة وصيدا وصور و ثمانين بلدة اخرى تقام في كل منها صلاة الجمعة ثم توجه يوحنا تزيمسكس الى دمشق فحاصرها حصارا شديدا واضطر أهل دمشق الى دفع إتاوة كبيرة لتزيمسكس مقابل انسحابه عنهم . وأرسل يوحنا تزيمسكس رسالة من الشام الى ملك ارمينيا النصراني أشوط يبشره بفتوحاته في الشام وانه في طريقه للاستيلاء على القدس، لكن وصلته الأنباء ان البلغار غزو بلاده عند نهر الدانوب فاضطر لوقف حملاته في الشام وعاد لمواجهة البلغار.
ومن اوسع المصادر التي شرحت هذه الغزوات الرومية: تاريخ يحي بن سعيد الأنطاكي.
قناة حركة التاريخ
للأستاذ :الدكتور / علي محمد عودة الغامدي