عبدالخالق عطشان
2-11-2013
بأي ذنبٍ تستباح الدماء وتبعثر الأشلاء وتصرع الابتسامة وتنسف المساجد وتحرق المصاحف في دماج. أي جرمٍ حتى يأتيهم الموت من بين أيديهم ومن فوقهم ومن تحتهم ومن كل مكان. أي نهج بوذي وقرمطي يتبناه الحوثي مع مخالفيه في الفكر؟ سوى أن آل دماج قوم يتطهرون من درن البدعة ومن دنس الضلالة ومن نجاسة العصبية وقاذورات السلالية التي يحملها الحوثيون فما كان من سيدهم إلا أن رفع شعار أخرجوا آل دماج من قريتكم إنهم أناس يتطهرون والخروج هنا ليس إلى خارج صعدة وإنما إلى الآخرة فكان جُرم هؤلاء أشد جرما من أصحابهم أهل قرية لوط...
آل دماج خُلقوا لطلب الحديث بأسانيده الصحيحة ونشر السنة على مذهب السلف الصالح ومحاربة البدعة بالقول لا بالدبابة وأضف إلى ذلك طاعة ولي الأمر أيا كان جُرمه ولو جلد ظهورهم وأخذ أموالهم ، فلماذا أيها الحوثي تقتلهم؟ فاصبر عليهم وخض غمار السياسة وانشر مذهبك بالحسنى واكتسح الانتخابات
بصنيع فعالك وستجد أن آل دماج أشد الناس طاعة لك..
إنها نزعة السيطرة والملك والاستعباد وشعار (ما أريكم إلا ما أرى) التي يحمله الحوثي على مرأى ومسمع من الدولة واللجنة الرئاسية التي لا تكاد تدخل وتخرج من صعده إلا بأذن من خازنها (الحوثي) والذي يسعى لجعل صعدة ليس لليمنيين ولا للصعديين ولا للهاشميين وإنما للحوثيين وهذا هو نتيجة التقاعس الرسمي والتراخي القبلي والشعبي لما يقوم به الحوثي منذ قيام الثورة الشبابية ونتيجة للوفاق الذي غير الحوثي مساره واستغله في بسط سلطانه وتعاليه وبغيه على الدولة وخروجه على ولي الامر واستباحته لدماء مخالفيه وهكذا هي ثمرة الاسترخاء في موفنبيك بينما "الضباع" تعيث فسادا في مدينة السلام وتفترس الآمنين والمسالمين اليوم في دماج..
لم يعد عجبا أن يخرج نكرةٌ من نكرات أتباع (ضبع مران) والذي يدعي الثقافة ويحمل رسالة الاعلام وينقل للعالم وعبر قناة العالم انتصارات سيده على الامريكان واسرائيل في صعدة أن يخرج بمنشور يتوسل سيده - والذي يختفي في أحد كهوف مران ويقتات من الفرائس التي يأتيه بها ذئابه من دماج وما شابهها – ويقبل ما بين قدميه أن يعلن الجهاد المقدس لإسقاط صنعاء خلال أسبوع وكأن الجرم الذي يعمله الحوثي منذ سنوات هو عبارة عن تدريبات وبروفات ، لقد غرّ هذا النكرة وأمثاله الحمقى الانتصارات البربرية لسيده في دماج على الآمنين النائمين وضن أن اليمن كلها دماج وأغراه أيضا"البلادة " الرسمية والشلل الحكومي..
إن الدولة إذا استمرت في هذا العجز والتذبذب والمساواة بين الجلاد والضحية في دماج فإن عليها (الدولة) أن تتعلم من الحوثي سياسة (التحارب والتحاور) في نفس الوقت ومن باب إلا ما اضطررتم إليه فتمضي قدما في إكمال حوارها في موفنبيك مع الحوثيين وفي سياق آخر تصنع مثل صنيعه "وجزاء سيئة سيئة مثلها" غير انها تُسلم الراية لمن هم أُولِي حكمةٍ وقوةٍ وبأسٍ شديد من أبناء القبائل الشرفاء أهل النجدة والشهامة وممن يحملون الغيرة على هذا الدين والإنسان وهم من سيُجيبون داعي النصرة ليس في دماج وإنما في كل المناطق التي يستحلها الحوثي في صعده والتي لا يوجد فيها أي معنى للدولة اليمنية فقد نفذت كل الوسائل السلمية (التحاورية) مع الحوثي والذي استحقر حامليها بل وقد جعل من معسكرات الدولة ومن جنودها في صعدة أشبه بالأسرى يتولى محاصرتهم إن لم يكونوا قطعانا سيستخدمهم للمساومة أو للذبح غدرا كالأضاحي في عيد الغدير...
وإن لم يكن إلا المنية مركبا.. فما حيلة المضطر إلا ركوبها..
المصدر : نشوان نيوز