حصار غزة .... والاصطياد بالماء العكر

بواسطة مراقب الحقيقة قراءة 1939
حصار غزة .... والاصطياد بالماء العكر
حصار غزة .... والاصطياد بالماء العكر

كان من نتائج الحصار الظالم على إخواننا المسلمين في غزة أن هب العالم العربي والإسلامي من أجل تحقيق واجب النصرة متمثلاً بالشعوب التي لا تقبل الذل والهوان، وانطلقت الكثير من الفعاليات والخطب والمنتديات... الخ، لتقدم ما يملي عليها ضميرها في ظل هذا الحصار الظالم المطبق.

وهذه الهبة الكبيرة أملاها واجب العقيدة والأخوة في الله، ولكن مع هذه المشاهد الرائعة في واجب النصرة يطل علينا من يصطاد في الماء العكر!!

إنهم القوم الذين ما زالوا في كل حين ووقت يؤكدون على شق الصف واللحمة، وسب سلف الأمة، وتحميل أهل السنة مسئولية ما حدث في كربلاء من فتنة عظيمة كان نتاجها استشهاد سيدنا الحسين رضوان الله عليه، وجر الويلات واللعنات عليهم في كل آن وحين، مع أن المنصف يجزم بأن شيعة الكوفة في زمان الحسين رضي الله عنه هم أول من غدر به وخانه، وتركه فريسة في يد قاتليه الظلمة....

ففي المهرجان الخطابي الذي نظمه اتحاد الطلبة في دولة الكويت في يوم الثلاثاء 13/محرم/1429هـ الموافق 22/1/2008م تأييداً ونصرة لإخواننا المحاصرين في غزة، خرج علينا النائب "الشيعي" عدنان عبد الصمد وسط الجموع الغفيرة ليلقي كلمته من بين المشاركين، وقد أبى إلا أن يختمها بما يثير الأحقاد والضغائن ... ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فقد صور الحصار الظالم لأهلنا في غزة بحصار عبيد الله بن زياد وأعوانه للحسين رضي الله عنه في كربلاء!! وشبه "يزيد بن معاوية" "بأولمرت" وذلك من خلال استشهاده بكلمات الحسين رضي الله عنه وهم يحيطون به بحسب الروايات الشيعية الواهية، والتي تسقط مع أدنى طرق التحقيق، هذا مع الفارق بين الفريقين، فالفريق الأول من المسلمين على الرغم من بغيهم وظلمهم، والمشبه بهم يهود كفار لا شك في ذلك، إلا إذا كان يرى هذا النائب أنهم في سلة واحدة من حيث الحكم والميزان!! ولا تعجب فهذا دين القوم وديدنهم.

فقد ختم كلمته بالعبارة التالية: " مع كل ما يجري في فلسطين لأنهم إنما كما قال الإمام الحسين عليه السلام في هذه الأيام العاشورائية الكربلائية: "إن الدعي بن الدعي "أولمرت"!! يخيرنا بين الذلة والذلة ... بين الموت والذلة ... وهيهات من الذلة ... وهيهات من الذلة ... هيهات من الذلة".

وهذه العبارة مقتبسة من نص كلام الحسين رضي الله عنه في مشهد حصاره كما ورد في روايات الشيعة –كما قلنا سابقاً- (انظر مثلاً: موقع: من وحي عاشوراء - باب: صحيفة الحسين (عليه السلام) - خطبته (عليه السلام) في يوم عاشوراء إذا أحاطوه من كل جانب)، ومثل هذه الرواية مشهورة في مواقعهم وكتبهم التي تتحدث عن استشهاد الحسين رضي الله عنه، وقد طعّمها بلفظة أولمرت لتصيب المستمع بمقتل، ولتكون عنواناً على أنهم لا ينسون أبداً أحقادهم...

وأكثر أهل التفسير والتاريخ من الشيعة على أن "الدعي بن الدعي" هو يزيد بن معاوية، وبعضهم على أنه عبيد الله بن زياد والي الكوفة، وينسى هؤلاء أن ابن الدعي هذا هو الصحابي معاوية بن أبي سفيان كاتب وحي النبي صلى الله عليه وسلم وخليفة المسلمين الذي انعقدت له الخلافة بعد تنازل الإمام الحسن رضي الله عنه في عام الجماعة التي حفظت فيه حوزة الدين واجتمعت كلمة المسلمين على السواء.

ويتغافل هؤلاء كذلك عن حقيقة يخفونها ويتسترون عليها من أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين رضي الله عنه، وعدم الرضا والحزن الذي ألمّ به عند معرفته بما حدث، هذا فضلاً عن إكرامه وإجلاله لأل بيت الحسين رضي الله عنه من نسائه وأولاده ممن سيق إليه..

وقد وفق الله كثير من إخواننا لتجلية ذلك وبيانه (انظر مثلاً: شريط ريحانة المصطفى للشيخ حسن الحسيني، وقصة بطل للشيخ د. محمد العريفي ففيهما جواب العليل لكل منصف).

وكذلك ما قام به رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران أحمد جنتي خلال خطبة الجمعة 25/1/2008م في طهران وأمام الجموع الغفيرة من الأنصار والشعب، من الربط والتدليل على أن حصار غزة وتخاذل زعماء الدول الإسلامية تجاه ما يحدث يذكر بأيام كربلاء!!... ولا ندري هل قادة الشيعة في إيران من ضمن هؤلاء أم لا؟!! أم أن المقصود السنة منهم فقط!!

وهل الخطابات النارية لهؤلاء أغاثت إخواننا هناك أو رفعت عنهم شيء من الظلم أم أنه الترويج الإعلامي الذي تعودنا دق سنفونيته في كل مرة من هؤلاء!! ومن هو الذي يتحرك حقيقة على الأرض لإغاثة إخواننا هناك؟!

لسنا هنا للتدليل على ذلك أكثر فهذا له مجالاته الأخرى، ولكننا نريد أن نشير إلى أن القوم لا يفترون عن بذر بذور الفتنة والشقاق في كل حين وآن، وحتى في أحلك الظروف التي تمر بها الأمة.

نسأل الله تعالى أن يثبت إخواننا في غزة ويحفظهم ويحميهم، ويرد كيد الكائدين عنهم، ويحفظ لهم عقيدتهم وسنتهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 



مقالات ذات صلة