الشيعة متى يرتوون من الدماء، وبثأر من يطالبون؟

بواسطة الشيخ عبد المنعم الشحات قراءة 2237
الشيعة متى يرتوون من الدماء، وبثأر من يطالبون؟
الشيعة متى يرتوون من الدماء، وبثأر من يطالبون؟

فى ذكرى عاشوراء:

 

 الشيعة متى يرتوون من الدماء، وبثأر من يطالبون؟

 

كتبه / الشيخ عبد المنعم الشحات.

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد..

 

الشعور بالاضطهاد سنة يهودية :

 

لقد تركت يد عبد الله بن سبأ ورفاقه بصمات يهودية واضحة في مذهب الشيعة، ولذلك فإن أوجه الشبه بين الفريقين كثيرة، منها عقدة الشعور بالظلم والاضطهاد في فترات الاستضعاف، والتي يقابلها الرغبة الجارفة في الانتقام في فترات التمكين، ولعل اللقطات التي صورها الشيعة بأنفسهم لإعدام صدام تظهر بوضوح مدى الحقد والكراهية التي يكنها هؤلاء لكل من سواهم. وكيف أخذوا يسخرون من رجل مقيد يساق إلى حتفه، ولم يراعوا حرمة الموت، ولم يحاولوا حتى أن يدعوه إلى التوبة والدخول في مذهبهم إن كانوا يزعمون أنهم أصحاب دعوة.

 

بل أخذوا يكررون اللعنات على أعداء آل البيت، وهم طبعاً يعنون بذلك كل من سواهم، ويكررون الدعاء لآل البيت أن يعجل الله فرجهم وخروجهم، ويعنون بهذا خروج مهديهم المزعوم من سردابه، ولا أدري متى يخرج هؤلاء القوم من سراديب الخرافة؟!.

 

الأكاذيب المؤسسة لحقد الشيعة :

 

ومهما يقال عن وحشية صدام أو غيره في التعامل مع الشيعة، وأن هذا قد أثر على وحشيتهم مع خصومهم، فهناك موقفان هما الأكثر إثارة لروح الحقد لدى الشيعة:

 

الأول: ما اختلقوه من أكاذيب حول أحقية علي - رضي الله عنه- بالخلافة وكيف تمالأ أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- على صهره وابن عمه، بل وصيه. ولك أن تتخيل مقدار الحقد والحنق الذي تتركه هذه الأكاذيب في نفوس معتنقيها.

 

الثاني: قضية مقتل الحسين - رضي الله عنه-، وعلى الرغم من أن قضية غصب الخلافة من علي - رضي الله عنه- هي الأصل في تكوين المذهب إلا أن قضية مقتل الحسين - رضي الله عنه- هي الأكثر حضوراً في النفسية الشيعية، وذلك لأسباب كثيرة منها أن قصة مقتل الحسين - رضي الله عنه- قصة حقيقية بخلاف قصة غصب الخلافة من علي - رضي الله عنه-، والتي تعترضها كثير من العقبات المنطقية، مثل: لماذا سكت علي - رضي الله عنه-؟ فإن قالوا: تقية، وصفوه بالجبن. وإن قالوا: زهداً، وصفوه بالتفريط في إمامة آل البيت، وهي ركن الدين الأعظم عندهم، إلى غير ذلك من الأسئلة التي لا تجد جواباً منطقياً.

 

ومنها أن أهل السنة يؤكدون أن الحسين - رضي الله عنه- قتل مظلوماً، ولكن الشيعة يحاولون تصوير أن هذا بمثابة اعتراف من أهل السنة بمسؤوليتهم عن دم الحسين - رضي الله عنه- رغم أن المسلمين جميعاً يعرفون أن قاتل الحسين - رضي الله عنه- أعرابي جلف لا يعرف شيئاً إلا أن يتقرب إلى السلطان بقتل خصومه، ولو كانوا من الأنبياء أو من أولادهم.

 

وإن المسؤولية الكبرى بعد ذلك تقع على أسلاف هؤلاء الشيعة الذين غرروا بالحسين - رضي الله عنه- حينما بايعوه ثم خذلوه، ولذلك يقعون في مأزق وهم يقرؤون مبكياتهم على الحسين - رضي الله عنه- فلا يقدمون تفسيراً للسبب الذي من أجله واجه الحسين - رضي الله عنه- جيشاً جراراً بأربعين رجلاً فقط.

 

فيقولون: إنه الشجاعة التي ورثها عن أبيه - رضي الله عنهما-، بينما ينسبون في ذات الوقت لأبيه- رضي الله عنه- أنه ترك أوجب واجبات الدين - على حد قولهم- تقية، وأنه وهو ساكن لا يتحرك، صامت لا يتكلم ترك زوجته التي هي بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليضربها أبوبكر ويسقط جنينها - على حد افترائهم-. والحقيقة التي لا مراء فيها أن أسلاف الشيعة قد غروا الحسين - رضي الله عنه-، ثم باعوه بثمن بخس، ثم أمضوا بقية حياتهم يبكون على المقتول ظلماً بكربلاء، ويطالبون بثأره!.

 

متى يرتوي الشيعة من الدماء؟

 

إلى هنا والأمر في غاية الخطورة، ولكن أخطر من ذلك أن هذا الثأر ليس مطلوباً من إنسان بعينه، أو من فئة بعينها، بل هذا الثأر لابد فيه من ظهور الإمام الغائب، وعودة جميع الأئمة، وعودة أعدائهم الذين هم بحسب زعمهم أبوبكر وعمر وسائر الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين-، فيعمل فيهم صاحب الزمان سيفه، وتكون مقتلة عظيمة لأعداء آل البيت الذين هم الأمة بأسرها في واقع الأمر.

 

ولكي يؤجج الشيعة نار الحقد فقد ابتدعوا طقوساً غريبة عجيبة صاروا بها أضحوكة الأمم من شق الجيوب ولطم الخدود والدعوى بدعوى الجاهلية، بل وضرب الرؤوس بالسيوف وجرح الأطفال، مما يترك آثاراً نفسية عدوانية عميقة لدى من يفعل ذلك بنفسه، أو من يفعل به أبوه أمه ذلك، وبذلك يتحول الثأر لدى كل فرد شيعي إلى ثأر شخصي، مع بقائه معلقاً برقاب جميع أهل السنة، حيث أنهم - وفق المنظور الشيعي- هم المسئولون عن مقتل الحسين - رضي الله عنه-، ومن ثم فهم المسئولون عن كل ما يفعله الشيعة بأنفسهم حزناً على الحسين - رضي الله عنه-.

 

ولذلك فلا يستغرب حوادث القتل الجماعي للكبار والصغار والتمثيل بالجثث والرقص على الأشلاء.

 

وإذا كانت هذه الجرائم، سواء التي يفعلونها بأنفسهم، والتي يفعلونها في أعدائهم وفق المعتقد الشيعي ما هي إلا مقدمات يسيرة للمذبحة التي سيقيمها الإمام الغائب لأعدائه عندما يظهر، وإذا علمت أن قصة الإمام الغائب قصة مختلقة من أولها فسيبقى السؤال حائراً. متى يرتوي الشيعة من الدماء؟؟؟

 

بثأر من يطالب الشيعة؟

 

ما ذكرناه آنفاً من مطالبة الشيعة بحق علي - رضي الله عنه- وأبنائه في الخلافة والمطالبة بدم الحسين هي الأحداث التي داعب بها مؤسسو المذهب عواطف البسطاء، و لكن المتتبع لتاريخ المذهب، ونشأته على أيدي زنادقة من اليهود والمجوس يعلم أن مؤسسي المذهب إنما يطالبون بثأر كسرى لا بثأر آل البيت، ولذلك اخترعوا تلك الخصومة الوهمية بين الصحابة وآل البيت، ولذلك كان خصمهم الأول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- الذي في زمنه قوضت إمبراطورية الفرس، ومع محاولة الشيعة كتم الولاء للمجوس قدر الإمكان إلا إنهم لا يملكون أنفسهم من التصريح به أحياناً.

 

وإليك هذا النص الذي فيه أن من ألقاب الإمام الغائب (خسرو مجوس)، وأنه سمي بذلك لأنه سوف يأخذ بثأر آل البيت.

 

جاء في بحار الأنوار للمجلسي (51/163-164): "روى المجلسي عن النوشجان بن البودمردان قال: لما جلا الفرس عن القادسية، وبلغ يزدجرد بن شهريار ما كان من رستم، وإدالة العرب عليه، وظن أن رستم قد هلك والفرس جميعاً، وجاء مبادر، وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل، خرج يزدجرد هارباً في أهل بيته، ووقف بباب الإيوان، وقال: السلام عليك أيها الإيوان ها أنا ذا منصرف عنك، وراجع إليك أنا، أو رجل من ولدي لم يدن زمانه، و لا آن أوانه.

 

قال سليمان الديلمي: فدخلت على أبي عبدالله -عليه السلام- فسألته عن ذلك، وقلت له: ما قوله: أو رجل من ولدي؟

 

فقال: ذلك صاحبكم القائم بأمر الله السادس من ولدي قد ولده يزدجرد فهو من ولده "ا.هـ نقلا عن "ربحت الصحابة و لم أخسر آل البيت".

 

وهذا يفسر إصرار الشيعة على جعل الإمامة بعد الحسين في أبنائه من جاريته الفارسية، وهم في هذه الرواية وفي غيرها يعتبرونهم مجوساً أكثر منهم عرباً أو مسلمين، ولذلك جعلوا من ألقاب الإمام الغائب (خسرو مجوس).

 

كما ذكره الطبرسي في النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجة الغائب، بل ذكر صاحب بحار الأنوار: "أن القائم إذا خرج يبهرج سبعين قبيلة من قبائل العرب".

 

وذكر صاحب كتاب الغيبة عن أبي عبدالله -عليه السلام- أنه قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف، وما يأخذ منها إلا السيف".

 

 

شبكة طريق السلف

 



مقالات ذات صلة