الشيخ قاسم العصيمي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فنظراً لما أوجبه الله على أهل العلم من بيان الحق وما ابتليت به اليمن في هذه الأيام من ظهور الإسماعيلية وإعلانها لشعائرها المنافية للإسلام من عبادة الأصنام (الأشخاص والقبور), وما تحظى به هذه الطائفة من رعاية من قبل بعض الجهات، وليس هذا فقط بل ما يجري من تزييف للحق من قبل بعض الكتاب في الصحف وغيرها من جعل الإسماعيلية من فرق الإسلام، اقتضى الحال نقل كلام أهل العلم, خاصة من أهل اليمن الذين عايشوا هذه الفرقة وعرفوا حقيقتها ليتأكد ذلك لكل عاقل؛ ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة.
فإليكم أقوالهم في هذه الفرقة، مرتبة ترتيباً زمنياً، ومن هؤلاء العلماء:
1. العلامة الحمادي (تـ 456هـ) صاحب كتاب (كشف أسرار الباطنية) حيث يقول:" هذا ما اطلعت عليه من كفرهم وضلالتهم".
2. والإمام أحمد بن سليمان- أحد أئمة الزيدية- (تـ 566هـ) له كتاب بعنوان (الرسالة المتوكلية في هتك أستار الإسماعيلية) ومما جاء فيه:" ولا خلاف بين المسلمين أن الإسماعيلية أسوأ حالاً من المجوس…".
3. والعلامة المؤرخ نشوان الحميري (تـ 573هـ) صاحب كتاب (الحور العين) الذي يقول فيه: "والقرامطة عند أهل اليمن عبارة عن الزندقة" ومما قاله عن تاريخ هذه الطائفة في اليمن ممثلاً بزعيمهم علي بن الفضل "وأعلن بالكفر، وأحل جميع المحرمات، وخرب المساجد، وكان يدعي أنه نبي".
4. والعلامة المؤرخ عمر بن سمرة الجعدي الشافعي (تـ 586هـ) فقد تحدث عنهم في كتابه (طبقات فقهاء اليمن)، واعتبر القرامطة فتنة عظيمة، ولعن علي بن الفضل.
5. والإمام عبد الله بن حمزة (تـ 614هـ) قال في كتابه (المجموع المنصوري): "وإلى مثل ذلك ذهبت الباطنية الملاحدة، وكفّرهم بذلك جميع الزيدية وكافة الأمة".
6. والإمام الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير (تـ 840) الذي قال في كتابه (إيثار الحق على الخلق): "وأفحش ذلك وأشهره مذهب القرامطة الباطنية في تأويل الأسماء الحسنى…".
7. والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى (تـ840هـ) قال في مقدمة كتابه (البحر الزخار): "والباطنية في الحقيقية خارجون عن الإسلام. لكن انتحلوه ظاهراً فعدوا في فِرَقه".
8. والعلامة صالح بن مهدي المقبلي (تـ 1108هـ) قال في كتابه (المنار): "وأقول: وأحق ما يُحرَق ويُمحَق كفر نحلة ابن عربي، وما شابهها من الإسماعيلية وغيرهم…"
9. والعلامة أحمد الشرفي (من علماء القرن الحادي عشر الهجري) ذكر في كتابه (شرح الأساس الكبير) أن الباطنية "في الحقيقة خارجون عن الإسلام".
10. وقال الإمام شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني: ما على الأرض كفر أشد من كفرهم". ذكره القاضي محمد بن علي الأكوع –رحمه الله- في تقديمه لكتاب الحمادي.
أما علماء اليمن المعاصرون فقد صدرت لهم فتوى باسم (فتوى علماء اليمن في البهرة) في عام 1423هـ نقلوا فيها إجماع العلماء على تكفير البهرة.
وقال الشيخ أحمد المعلم حفظه الله في كتابه القبورية في اليمن:
"لم يجمع علماء اليمن على ذم شيء من البدع الطارئة كإجماعهم على كفر ومروق الطائفة الإسماعيلية الباطنية؛ مما حملهم على التصريح بكفرها ونشر قبائحها، بل ومحاربتها بشتى الوسائل من القتال إلى الردود العلمية حتى أزالوها وقضوا على دولتها والمتتبع للتاريخ يجد: "أن هذه الطائفة قد كفرها علماء المسلمين أجمعون على مرور التاريخ…"
ومما قاله حفظه الله:
ولكن يجب ألا يخفى على علماء اليمن وحكامه أن مجرد زوال دولة الباطنية لا يكفي، فدولتهم قد زالت قديماً بزوال ابن الفضل ومنصور اليمن وأتباعه، ولكن نارها ما زالت تدب تحت الرماد حتى مرت بها ريح الصليحي، فأشعلتها أقوى من ذي قبل، وملك جميع اليمن كما هو معلوم، ثم زالت دولته، وبقي فكره وعقائده ودعوته" اهـ.
موقف الطائفة من النظام القائم
لقد أشار محمد برهان الدين في مقدمة الدستور إلى قرب انتهاء ما أسماه بسلطان الباطل في اليمن، وأن مؤشرات الانفراج قد لاحت، وأن الإمام المستتر قد أوعز إلى أبيه بذلك، حيث قال: قد ادخر الله –عز وجل- للداعي الأجل سيدنا طاهر الدين –رضوان الله عليه- في جزيرة اليمن من شاناته أعظم شأن، فرأى بما أمده ولي الله –سلام الله عليه- الإمام المستتر من تأييد الإشراق اليمن بنظر اللطف والأشواق، حين علم أن الوقت لإنعاش المؤمنين قد آن أوانه، وأن الباطل سوف يزول عن قريب سلطانه فأمر منصوصه الداعي الثاني والخمسين محمد برهان الدين بالسفر إلى اليمن، فبشر أهلها بوجود منصوصه فيهم بما سيريهم من سعادات" اهـ.
أنشطة وحركات خطيرة أخرى
للإسماعيلية في بعض المدن مساجد مستقلة سرية على شكل بيوت لا يدخلها سواهم، ولهم مراكز تعليمية مثل: مدرسة (الدعوة) في مناخة المجاورة لحراز، ومدرسة (بيت الدعوة) في الحطيب، والمدرسة (البهرية) بصنعاء.
وللبهرة الداودية وجود في غير اليمن: الهند، باكستان، الخليج العربي، مصر، العراق، وسوريا، واتجهت هذه الطائفة إلى الاشتغال في التجارة، والاستثمار الصناعي والعقاري وأعمال الصرافة.
ومن أنشطتهم وحركاتهم الممهدة لإقامة دولة لهم في اليمن: زيادة حركة تجنيس البهرة الدُّوّد بالجنسية اليمنية وشراء أراض وعقارات ومحلات تجارية تحت أسماء مستعارة من بعض عملائهم في اليمن.
أيضاً التدفق المتزايد إلى اليمن دون سبب عقائدي –تشكيل المليشيات المدربة بمساعدة ضباط هنود وباكستانيين وعرب، حيث قاموا عام 1995م بتدريب الجناح العسكري لحزب (الفيض الحاتمي) البهري، وهو ما يسمى بـ (شباب أهل الجنة). كذلك الترويج لظهور الإمام المستتر من اليمن. أيضاً إنشاء تنظيمات سرية في شرقي حراز وبدء ذلك منذ عقد السبعينات من القرن الماضي.
هذا بلاغ للناس ولينذروا به..
المصدر : منبر علماء اليمن