مشرف لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
26-9-2012
نبدأ بفتوى وتقرير لشيخ الإسلام إبن تيمية يحمل أهمية كبرى وموقف عقدي واضح يؤصله شيخ الاسلام بما آتاه الله من سعة علم وبعد نظر وذكاء فطري رحمه الله , ونص كلامه :" الحمد لله رب العالمين . هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى ; بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم " .
هذه التقعيدات العقدية والتأصيلات الشرعية المهمة حقائق غائبة عن كثير من الجماعات والأحزاب التي ترفع شعارات ورايات إسلامية .
بسبب الغبش في الرؤية والضبابية وعدم فهم العقيدة الإسلامية كما فهمها علماء السلف وسطرو قواعدها .
ويضاف إلى ذلك عدم فهم قواعد السياسة الشرعية والتمييز بين العدو الخطر والعدو الأخطر , وتحصيل المصلحة العليا على حساب المصلحة الأدنى , كل تلك القواعد لطالما ركز عليها شيخ الإسلام في ثنايا كتبه لما لها من أهمية في تحصيل المصالح ودرء المفاسد .
لكننا أمام حالة يقف الكثير أمامها حائرا بل لا يجد تفسيرا واضحا لها , بل قد تختلط الأمور عند المتابع في حكمه على تصرفات تلك الجماعات في توددها لمن يحاد الله ورسوله وصحابته الكرام وكل مافيه عز للأمة .
فمن أي منلطق ينطلقون ؟؟ ... إن كان من منطلق المصالح والمفاسد فلا يدفع الشر الأدنى بشر أعظم منه أو مثله , وهذا مابينه شيخ الإسلام بفتواه السابقة الذكر .
أم هو من منطلق النفع الذاتي والنظرة الضيقة والقصيرة , وهذا لايؤدي الى خير بل يضر صاحبه قبل عدوه ولا يتحقق النصر به إذ لا يمكن تحصيل المنفعة بالمفسدة , والوسائل لها أحكام المقاصد .
وإليكم حكم السلف ((التي تتبجح الكثير من الجماعات والأحزاب الإسلامية بالإنتساب إليهم )) على بعض الفرق الضالة والمارقة عن الدين:
قال البخاري رحمه الله : " وما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهود والنصارى لا يُسَلّم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم "[1]
وقال أبي زرعة الرازي -رحمه الله- (264هـ): " إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدي إلينا هذا القرآن، والسنن: أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة " .[2]
وروى الخلال عن عباس الدوري قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: " عاشرت الناس، وكلمت أهل الكلام، وكذا، فما رأيت أوسخ وسخاً، ولا أقذر قذراً، ولا أضعف حجة، ولا أحمق من الرافضة، ولقد وليت قضاء الثغور فنفيت منهم ثلاثة رجال: جهميين ورافضي، أو رافضيين وجهمي، وقلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغور فأخرجتهم ".[3]
وروى اللالكائي عن عباس الدوري قال: سمعت أحمد بن يونس يقول: " إنا لا نأكل ذبيحة رجل رافضي، فإنه عندي مرتد ".[4]
وعن موسى بن هارون قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر وعمر؟ قال: كافر...، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال: لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته " .[5]
قول: سفيان الثوري:
عن إبراهيم بن المغيرة قال: " سألت الثوري: يُصلى خلف من يسب أبا بكر وعمر؟ قال: لا ".[6]
وقال الإمام الزهري: "ما رأيت قوماً أشبه بالنصارى من السبئية.قال أحمد بن يونس: هم الرافضة ".[7]
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: " لا تصلوا خلف الرافضي [يعني الشيعي] ولا خلف الجهمي ولا خلف القدري ولا خلف المرجئي".[8]
وقال أبو يوسف القاضي رحمه الله تعالى: " لا أصلي خلف الجهمي أو رافضي [يعني الشيعي] ولا قدري ".[9]
هذا كلام أئمتنا وحكمهم على فرق الضلال ومنهم من يسب أبا بكر وعمر .
فهل لم تطلع تلك الجماعات على تلك النصوص وهي التي تدعي أن لديها علماء ومجالس شورى ووو... , ما هو تفسيرهم وتخريجهم الشرعي لتلك العلاقات مع الفرق المارقة عن الدين وخاصة أنك تجد في ثنايا خطاباتهم الثناء والمدح لتلك الفرق الضالة بل إعتبارهم من المسلمين لنا ما لهم وعلينا ما عليهم .
فإلى متى هذه المناورات السياسية واللعب على الحبلين والإزدواجية في التعامل مع أمور عقدية وحساسة جدا وأساسية بل هي عمدة ديننا الحنيف .
نسأل الله أن يهدي جميع إخواننا ويبصرهم بالحق أنه سميع قريب مجيب .
[1] ... خلق أفعال العباد (ضمن عقائد السلف) ص125.
[2] الكفاية ص49.
[3] السنة للخلال 1/499.
[4] شرح أصول اعتقاد أهل السنة 8/459.
[5] أخرجه الخلال في السنة 1/499، وابن بطة في الإبانة الصغرى ص160
[6] موسوعة فرق الشيعة
[7] موسوعة فرق الشيعة
[8] موسوعة فرق الشيعة
[9] موسوعة فرق الشيعة