نجاد في ضيافة الشيطان الأكبر!!!
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :
أما بعد:
فلا زالت أمريكا الشيطان الأكبر كما سماها إمام الشيعة الخميني تقدم الهدية تلو الأخرى لنظام الملالي في إيران فمن تقديم العراق على طبق من ذهب لهم إلى جعلها شرطي للخليج إلى غير ذلك الكثير، وآخرها السماح لنجاد بحضور مؤتمر دولي ضد انتشار الأسلحة النووية قي عقر دار الشيطان الأكبر أمريكا.
وخلال تلك الزيارة تم إلقاء كلمة بالمناسبة من قبل نجاد وكالمعتاد فقد هدد وأزبد وأرعد وكال الاتهامات ضد أمريكا في صيحات جوفاء مللنا من كثرة سماعها.
فماذا كان الرد الأمريكي على تلك الكلمة هو الانسحاب فقط من القاعة مع الوفد الفرنسي والبريطاني في تمثيلية مجت من كثرة عرضها ولسان حالهم يقول نحن المغلوبون على أمرنا.
نجاد يخطب ويتهجم عليهم وينتقصهم وفي بيتهم وفي مضيفهم والأمريكان يكتفون بالانسحاب وهو في عقر دارهم ولم أجد أكثر وصفاً لهذا الحال من قول الشاعر:
الله يعلم أنه ما سرني ... شيء كطارقة الضيوف النزل
ما زلت بالترحيب حتى خلتني ... ضيفاً له والضيف رب المنزل
وقال الأخر:
يا ضيفنا لو زرتنا لو جدتنا ... نحن الضيوف وأنت رب المنزل
أمريكا التي ضربت اليابان بالقنبلة الذرية ودمرت ألمانيا النازية، وأحرقت فيتنام . وحاصرت العراق ثلاثة عشر عاماً حتى لم يجد الأطفال من الدواء ما يكون سبباً في شفائهم . أمريكا التي أخرجت العراق من الكويت يوم كان أقوى جيش في المنطقة ومن ثم أصبح العراق تحت سطوتها. أمريكا التي غزت أفغانستان وأشعلت الفتن والتفجيرات في باكستان . وحاكمت ميلوسوفيتش رئيس صربيا.
أمريكا التي ربيبتها أحرقت غزة دون أي معارضة من المجتمع الدولي.
أمريكا التي أذلت الإتحاد السوفيتي وتتملق الصين والهند لكسب رضاها . تكتفي بالانسحاب الخجول من القاعة وفي عقر دارها ويبقى نجاد يزبد ويرعد ووفده يصفق له في تحدي لكل الموجودين . ما هذه المسرحية الهزيلة التي يراد منها النفخ في حكام إيران وإلباسهم ثوب العزة الذي لا يستحقوه!!
إن هذا يبين لنا الى أي حد وصل التعاون والاتفاق الإستراتيجي بين إيران والشيطان الأكبر والذي بموجبه استطاع نجاد أن يفعل كل هذا.
لو كانت أمريكا صادقة فلا حاجة للانسحاب من القاعة فقط تمتنع هي والمنسحبون معها أن تشتري النفط الإيراني ليقوم بعد ذلك نجاد وزمرته بالتسول في سوق النخاسة .
لقد عودتنا الحكومات الغربية أن من ينكر المحرقة النازية لليهود يحاكم ويلاحق ولو كان من أقرب المقربين فها هو روجيه غارودي المفكر الفرنسي الجنسية ومن رواد الحركة الفرنسية الحديثة يحاكم بمحكمة فرنسية عام 1998 فقط لأنه شكك بالمحرقة النازية .
ونجاد يخطب ومن أعلى المنابر ويهدد اليهود ليل نهار ولا أحد يدوس له على طرف بل يعزز ويكرم ما هذه المفارقة الغريبة في زمن الغرائب والعجائب.
إن هذه الألاعيب الأمريكية لم تعد خافية إلا على من عطل عقله أو أنه لا يريد أن يفهم أو من فهم ولكنه يوهم الناس أنه لا يفهم.
فمثلا لو أن شرطي مصري ضرب متظاهراً أخل بالأمن أو أن مشاجرة حصلت بين شرطي سعودي ومواطن من أهل البلد. أو التصدي لمثيري الفتن في اليمن. و محاولة صد من يعتدي على المواطنين في السودان . فهذه جرائم لا تغتفر في ديوان الحقوق الأمريكي. وترفع لها عقيرة أصوات الجمعيات التي تدافع عن حقوق الإنسان في الغرب وتبدأ تقارير الخارجية الأمريكية بالعويل والصراخ على حقوق من أهدرت كرامتهم .
أما البطش والقمع بالمتظاهرين الذين صودرت أصواتهم في إيران وبكل وحشية وأمام أنظار العالم وأمام وسائل الإعلام لا يجابه إلا بعتب بسيط تافه من الاداره الأمريكية عتاب لا يقوله إلا حبيب لحبيبه .
من ناحية أخرى هل يستطيع الرئيس عمر البشير السني أن يذهب إلى نيويورك ليلقي خطاباً هناك. وهو لم يفعل شيئاً مقارنة بما فعتله العمائم التي تحكم إيران بمعارضيها من تنكيل واغتصاب بالسجون وقتل وتعذيب بطرق يندى لها الجبين... الجواب لا يستطيع.
إن أعدائنا يقرأون تاريخنا جيداً فهم لم تذل كرامتهم وتهزم جيوشهم وتكسر شوكتهم إلا على أيدي أبطال أهل السنة من لدن عمر رضي الله عنه فاتح بيت المقدس ومذل هرقل إلى صلاح الدين محرر بيت المقدس والذي لقن ريتشارد قلب الأسد الدروس تلو الدروس في فن الحرب والقتال .
وهذا محمد الفاتح الذي ذل أوربا النصرانية وفتح القسطنطينية ودولته كانت ترتعد فرائص أوروبا عندما كانت تصوب تجاهها مدافع العثمانيين.
إلى غير ذلك الكثير من أبطالنا الذين لقنوا الصليبيين وعلى مر العصور الدروس القاسية التي لا تمحى من ذاكرة التاريخ.
إن أعدائنا يعون ما يفعلون فمن يقارع اليهود في فلسطين هم أهل السنة، ومن ذل أمريكا في العراق ومرغ أنفها في التراب وحطم أسطورة الجيش الأمريكي الذي لا يقهر هم أهل السنة، وما مثلث الموت السني عنكم ببعيد. ومن يجهز الآن على ما تبقى من كرامة للثور الأمريكي في أفغانستان أنهم أهل السنة، بينما الشيعة هم حمار يمتطيه أهل الصليب وهذا ما حصل في العراق ويحصل في كل مكان وعلى مر الزمان. إن أعدائنا يعرفون من هم السنة ومن هم الشيعة.
لذا فقد صرح أرييل شارون في مذكراته حيث قال :حتى أني افترضت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل , ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة!!!... ومن دون الدخول في أي تفاصيل لم أر يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد.(مذكرات أرييل شارون). صدق شارون وهو كذوب.
وقد وصفهم الناقد البصير ابن تيمية رحمه الله فأحسن الوصف حيث قال:
( فإنهم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى بعد النبيين، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين، وأصناف الملحدين، كالنصيرية، والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين.
وقال أيضا: "... كانوا من أعظم الناس عداوة للمسلمين، ومعاونة للكافرين،" وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير، حتى جعلهم الناس لهم كالحمير..
وقال- رحمه الله تعالى-: ".. والرافضة من أجهل الناس بدين الإسلام، وليس للإسلام منهم شيء يختصون به، إلا ما يسر عدو الإسلام ويسوء وليه، فأيامهم في الإسلام كلها سود، وأعرف الناس بعيوبهم وممادحهم، أهل السنة" وقال:"...الرافضة ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام، ونقض عراه ، وإفساد قواعده.
وقال: وقد علم أنه كان بساحل الشام جبل كبير، فيه ألوف من الرافضة، يسفكون دماء الناس، ويأخذون أموالهم وقتلوا خلقاً عظيماً وأخذوا أموالهم، ولما انكسر المسلمون سنة غازان، أخذوا الخيل والسلاح والأسرى، وباعوهم للكفار النصارى بقبرص، وأخذوا من مر بهم من الجند وكانوا أضر على المسلمين من جميع الأعداء..."
وصدق ابن تيمية رحمه الله فكم سمعنا في بغداد عن الكثير من المجاهدين العرب الذين قدموا للدفاع عن العراق قد باعهم الرافضة للأمريكان وهاهو التاريخ يعيد نفسه.
إن استقبال نجاد على موائد الشيطان الأكبر يرسل رسائل كثيرة :
منها: إذلال أهل السنة فها هو غريمكم يستقبل وتوضع له أعلى المنابر العالمية ليقول ما يريد.
وثانيا: تقديم إيران على أنها قوة عظمى تهابها أمريكا ويفتتن بها من ضعف إدراكه من أهل السنة وقلت بصيرته وبذلك تمهد أمريكا للتمدد الشيعي الذي لا يشكل خطراً عليها وعلى مصالحها لا بالعكس فهو الحارس الأمين لمصالحها.
وثالثا: نفخ الروح في الجسد الرافضي الخاوي وخاصة بعد فضيحة الروافض وعلى أكثر من صعيد .بل إن التململ والمعارضة الداخلية بدأت تنخر هذا الجسد ومن شعوبهم أنفسهم ومن أبناء ملتهم.
رابعا: إظهار نجاد على أنه رمز للمقاومة ليلتف حوله من عزم على مقاومة المشروع الأمريكي وجعله الملجأ للمستضعفين ورمزاً لهم.
من الخطأ الفادح ما ترتكبه أمريكا والغرب من ورائهم من الاعتماد على أمثال هؤلاء الموتورين وصدق الشاعر حيث قال :
و سوف ترى إذا انجلى الغبار ... أفرسٌ تحتك أم حمار
كحمار السّوء إن أشبعته ... رمح النّاس وإن جاع نهق
ولو لبس الحمار ثياب خزٍّ ... لقال النّاس: يا لك من حمار
إن أمريكا ومن لف لفها لا تتعظ مما حل بهم سابقاً ولاحقاً وكما قال تعالى {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }التوبة.
فقد فات القطار ولم تعد تنطلي تلك الألاعيب على جمهور أهل السنة والجماعة.
إعداد : عبد الملك الشامي
5-5-2010