النسخة الإيرانية .. من صناعة الإرهاب

بواسطة طلعت رميح قراءة 1485
النسخة الإيرانية .. من صناعة الإرهاب
النسخة الإيرانية .. من صناعة الإرهاب

طلعت رميح

لم يجر تدخل أو تكثيف للنفوذ والدور الإيراني في أي من الدول العربية والإسلامية، إلا واستهدف نشر التشيع في أوساط السنة دون غيرهم.

ولم يجر نشر التشيع أو تغيير حالة التشيع العربي إلى النمط الإيراني-الفارسي (ولاية الفقيه)، إلا وجاء مرتبطا "باستيراد" مواطنين عرب وإعادتهم إلى دولهم في صورة ميلشيات طائفية مسلحة سرعان ما تدخل في اقتتال مع السنة باعتبارهم العدو– في العراق قاتلت الميلشيات في صف الاحتلال ضد المقاومة العراقية بوصفها سنية - إلى درجة يمكن القول معها، إن إيران اعتمدت في تحقيق هيمنتها في الإقليم، على بناء مفاعلات إنتاج الطاقة النووية، وعلى تشكيل معامل عقائدية وإستراتيجية لتصنيع حركات الإرهاب الطائفي التي لعبت الدور الأخطر في اختراق المجتمعات والدول، ودفعها لأتون الحروب الأهلية والطائفية. وتظهر تطورات المرحلة الأخيرة، أن إيران وجدت نفسها بغير حاجة لإكمال مشوارها لإنتاج سلاحها النووي باعتبارها أنجزت بالنووي الميلشياوي، أضعاف ما كانت تستهدف تحقيقه باستخدام الأسلحة النووية، التي هي أعلى كلفة اقتصاديا وسياسيا.

لقد اعتمدت إيران فكرة تغيير العقائد بالحوار على أرضها – في معامل غسيل العقول وبناء شبكات المصالح والتدريب العسكري والاستراتيجي- وعلى تغيير التوازنات لمصلحتها مع دول المحيط باستخدام القوة لهدم قدرات الدول، عبر تلك الميلشيات المسلحة.

صحيح أن إيران نشطت للغاية في مجال التشيع في الخارج من خلال مراكزها الثقافية وسفاراتها وعناصرها الاستخبارية وعبر العمل الإعلامي من خلال عشرات القنوات الفضائية، وأنها لم تترك حركة سياسية ولا فكر ولا شخصية قيادية واعدة، إلا وبحثت كيف تستثمر في العلاقة معها – فيما كان العرب في حالة استرخاء – إلا أن الهدف النهائي والخطة الإستراتيجية الإيرانية قامت كليا على تصنيع الميلشيات والدفع بها لداخل الدول لإحداث حالة اضطراب وتقاتل ودمار.

هل يعود الأمر إلى أن المجموعات المرتبطة بإيران تشكل أقليات عددية داخل الدول الأخرى، بما يدفع إيران لتدريبها على السلاح – لحماية نفسها-بقدر ما تتطور عمليات غسل العقول التي تتعرض لها؟ ولم هذا الموقف العدائي المسبق؟ أم أن عقدة المظلومية التاريخية هي ما دفعت إيران مسبقا للربط بين تغيير أفكار مجموعات من أبناء الدول الأخرى ومسألة إعدادهم بالسلاح وتدريبهم؟

وهل الظلم السياسي الذي تتعرض له الأقليات التي استهدفتها إيران بنشاطها هو ما دفعها للربط بين الضخ العقائدي والتدريب على السلاح؟ أم نقول إن إيران اعتمدت إستراتيجية الغزو والاحتلال، منذ الثورة الخومينية تحت عنوان تصدير الثورة؟

واقع الحال أن التجارب تثبت الاحتمال الأخير، وتؤكد أن لإيران خطة إستراتيجية لإضعاف الدول الأخرى واحتلالها وتغيير عقائدها، وإن كل العوامل المتعلقة بالمظلومية والقلة العددية والتعرض لعمليات تفرقه بينها والأغلبية في وضعية المواطنة لم تكن إلا عوامل جرى توظيفها ضمن تلك الخطة.

ففي مراجعة تجارب تشكل الميلشيات الإيرانية، نجد الكثير منها تشكل على خلفية تماس مع أعمال الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي، غير أن التدقيق في كل تلك الحالات يكشف أن تشكيل الميلشيات كان فكرة سابقه وعملية جارية قبل أعمال الغزو والاحتلال، وأن تشكيلها لم يجر على أساس دفاع عن الوطن ضد الاحتلال بل للتعاون مع الاحتلال والعمل تحت رعايته.

لقد جرى تشكيل الميلشيات الإيرانية في العراق قبل الاحتلال الأمريكي للعراق وقد كان تشكيلها أحد أسباب الصراع الدامي بين العراق وإيران وهي كانت ولا تزال داعمة للاحتلال الأمريكي والإيراني. وفي الحالة اليمنية نحن أمام الحقيقة ناصعة الوضوح إذ لم يتعرض اليمن إلا للاحتلال الإيراني عبر الميلشيات الحوثية. وإذ جرت صناعة حزب نصر الله على أرضية الحرب الأهلية اللبنانية وفي تماس مع الاحتلال والقتل الإسرائيلي، فقد انقلب دوره بعد نهاية الاحتلال للأرض اللبنانية، وأظهر ارتباطه بالإستراتيجية الإيرانية الطائفية.

نحن إذن أمام تكامل في الأدوار، غير أن الطبعة الإيرانية من النسخ الإرهابية المصنعة في معامل طهران تأتي دوما متميزة، ومتطورة باتجاه أن تكون نسخة مكتملة الملامح من الحرس الثوري الإيراني، لتصبح أداة حكم إيران للدول العربية!.

المصدر : بوابة الشرق



مقالات ذات صلة