قصّة التعاون الإيراني الصهيوني-الجزء الثالث

بواسطة عزالدين بن حسين القوطالي قراءة 2226
قصّة التعاون الإيراني الصهيوني-الجزء الثالث
قصّة التعاون الإيراني الصهيوني-الجزء الثالث

قصّة التعاون الإيراني الصهيوني

الجزء الثالث

 

الوثائق تتكلّم

 

في هذا الجزء خيّرنا أن نفسح المجال للوثائق لكي تتكلّم وهي وثائق منشورة بالإنترنت وتتمثّل في رسائل متبادلة بين وزارة الدفاع الإيرانية وأحد كوادر الجيش الصهيوني المدعو يعقوب نمرودي وللإطلاع على الوثائق بلغتها الأصلية إليكم الرابط التالي :

www.khomainy.com

 فمن هو إذن العقيد يعقوب نمرودي ؟ وما هو الدور الذي لعبه في صفقات الأسلحة المتتالية مع إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية ( القادسية الثانية ) ؟؟

 

قصة العـقيد نمرودي ودوره في بيع الأسلحة لإيران

العقيد يعقوب نمرودي ضابط متقاعد في الجيش الإسرائيلي ولد في القدس من عائلة يهودية عراقية الأصل وهو صديق شخصي لكل من رئيس جمهورية إسرائيل السابق اسحق نافون ووزير الدفاع آرييل شارون.

شارك في حرب 1967 تحت قيادة شارون ثم أصبح بعد الحرب مكلفاً بمهمات سرية ومعنى ذلك كما هو متعارف عليه في إسرائيل انه أصبح مرتبطاً بالموساد أي المخابرات الإسرائيلية

 

 

 

في عام 1975 عين ملحقا عسكريا في المكتب الإسرائيلي بطهران واستمر في منصبه ذاك يشرف على تنظيم العلاقات ما بين إيران وإسرائيل حتى سقوط الشاه خلال تلك الفترة كان يشرف على مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لإيران وعلى مختلف أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين وقد أتاح له موقعه ذاك أن يبني علاقات خاصة بضباط الجيش الإيراني وقياداته الرئيسية .

وبعد سقوط الشاه وانتصار الثورة الإيرانية انتقل نشاطه مابين إسرائيل ولندن وافتتح مكتبا للتنسيق مع النظام الإيراني الجديد .

وكان نمرودي قد سبق له أن أسس شركة تحت اسم شركة التجهيزات الدولية لإزالة الملح .. وأقام ما يزيد على 50 محطة لإزالة الملح في إيران كما أشرفت شركته على جانب كبير من تجهيزات جزيرة خرج وقد استخدم هذه الشركة بعد الثورة لتغطية نشاطه السري مع النظام الإيراني.

 مركز شركة نمرودي الرئيسي هو تل أبيب كما هو واضح من الوثائق المتبادلة.

ويعتبر الدور الذي لعبه نمرودي أكثر أهمية من دور آل فريدل بحكم مركزة في الجيش الإسرائيلي وعلاقاته الوثيقة بمصادر القرار والسلطة في إسرائيل.

من الوثائق يتضح أن نمرودي قد وقع مع العقيد كوشاك دهغان نائب وزير الدفاع الإيراني لشئون التجهيزات على صفقة أسلحة بالغة الأهمية في حجمها ونوعها،  تضمنت هذه الصفقة:

 50 صاروخ ارض – ارض .. من نوع ( لانس ام جي ام / 52 ) وهو صاروخ متطور جدا مداه من 5 – 110 كلم ويستطيع أن يحمل قنبلة عنقودية وزنها حوالي طن ونصف تستطيع شظاياها أن تخرق دبابة في مدار كلم كامل وهو صاروخ خطير ضد المدرعات وتجمعات المشاة .

•          40 وحدة مدفعية من عيار 155 ملم ومن نوع تامبيلا .

•          2730 قنبله من عيار 155 ملم ومن نوع كوبيرهيد وهي قنابل متطورة جدا ومزودة بنظام توجيه بواسطة اشعة الليزر مداه  25 كلم ودقة اصابته تناهز الـ 100 % .

•          4640 قنبلة من عيار 155 ملم ومن نوع هيراب وهي قنابل متفجرة جدا .

•          68 صاروخ ارض – جو من نوع هوك ام أي ام / 23 .. المعتبر حاليا أفضل وأدق صاروخ مضاد للطائرات في العالم ويصل مداه إلى 35 كلم.

تبلغ قيمة هذه الصفقة 135 مليون دولار أمريكي أي أنها تشكل لوحدها نسبة 7 بالمائة من مجمل الصادرات العسكرية الإسرائيلية في عام 1918 – إذ بلغت قيمة هذه الصادرات حسب إحصاءات وزارة الدفاع الإسرائيلية 2 مليار دولار أمريكي.

وإذا أجرينا مطابقة بين تاريخ استلام إيران لأسلحة هذه الصفقة والتطورات العسكرية التي شهدتها الجبهة الإيرانية العراقية نلاحظ ما يلي :

ما إن وصلت هذه الأسلحة حتى قامت إيران ابتداء من 22 / 3 / 1982 م – بشن هجوم واسع سمي ( فتح ) تمكنت على أثره في 30 / 4 / 1982 – من استرجاع مدينة خورمشهر مما فاجأ جميع المراقبين العسكريين يومها ولا شك في أن الأسلحة التي وصلت من إسرائيل قد لعبت الدور الأساسي في قلب ميزان القوى لصالح إيران في تلك المرحلة فلقد تمكن الجيش الإيراني بواسطة صواريخ هوك من تدمير 33 طائرة عراقية حسب المصادر الغربية خلال الهجوم الذي أسمته إيران ( فتح ) .

 

رسائل متبادلة بين إيران وعقيد الجيش الإسرائيلي يعقوب نمردوي :

رسائل متعلقة بالصفقة بين إيران والعقيد الإسرائيلي يعقوب نمرودي هذه الرسائل الواردة هنا بلغتها الأصلية ثم بترجمتها العربية تشكل مجموعة متكاملة وفائقة الأهمية لأنها تؤكد وبشكل قاطع ثلاثة أمور :

1- وجود علاقة عسكرية رسمية بين إيران وإسرائيل.

2- هذه العلاقة ليست هامشية بل هي خاضعة لإشراف ومتابعة أعلى السلطات الرسمية الإيرانية .

3- الأسلحة الإسرائيلية هي ذات أهمية حيوية بالنسبة لإيران ومن دونها لا تستطيع الاستمرار في الحرب .

 

الرسالة الأولى

سري جداً

شركة التجهيزات الدولية لإزالة الملح

نائب وزير الدفاع الوطني للشؤون اللوجستيكية

وزارة الدفاع الوطني للشؤون اللوجستيكية

جمهورية إيران الإسلامية

طهران , إيران

الرقم : 672/ 5 / 81

في 12 تشرين الأول _ أكتوبر _ 1980 م

السيد العزيز ,

نلفت نظركم إلى الرسالة الأخيرة التي بعثنا بها إليكم في 24 أيلول _ سبتمبر _ 1980 م والتي تطرقنا فيها إلى مشاكل التحميل والنقل التي تواجهنا والتي تؤدي إلى إطالة المهلة اللازمة لانجاز هذه الصفقة . أثناء حوارنا معكم ومع السيد نواصرتينيا في 19 آب _ أغسطس _ ذكرنا لكم أن هذا الجانب من العملية يمكن أن تواجهه عقبات قد لا نتوصل إلى تذليلها إن قوانين المنظمة الدولية الاستشارية للملاحة البحرية لا تسمح بشحن المعدات بشكل علني من روتردام / انتوارب . ولأسباب بديهية لا نستطيع ذلك كذلك شحن هذه المعدات من زيبروغ لاننا سنخضع هناك لتفتيش كامل للحمولة .

هذه المشكلة حلت الآن لكن سيرتب علينا تكاليف إضافية نطلب منكم المساهمة فيها في مرحلة أولى سيتم تحميل المعدات الواردة في الفاتورة الشكلية الرقم 470 / 18 معبأة في صناديق متشابهة ثم يتم الحصول على أذون الجمارك على أساس أنها منتجات معدنية . لكن لتأمين نجاح هذه العملية اشترط اصدقؤنا في روتردام / انتوراب أن تصل الصناديق إلى رصيف التحميل في اليوم نفسه الذي ستصل فيه الباخرة الآتية من قبلكم وان يتم التحميل فورا ولقد اضطررنا لتأكيد ذلك لهم لذا من الحيوي الحرص على وصول المعدات والباخرة سوية .

كذلك علي إحاطتكم علما بأننا اضطررنا عند وضع المعدات في الصناديق إلى تفكيكها بدرجة أكثر تفصيلا مما كان متفقا عليه في البداية هذا الأمر فرضه علينا حجم الهيكل ولن يسبب مشاكل كبرى عند الوصول .

إننا نرغب بعقد لقاء آخر في اقرب وقت ممكن للتباحث في هذه الأمور.

مع الشكر وجزيل الاحترام ,

بإخلاص / يعقوب نمردوي

 

الرسالة الثانية

جمهورية إيران الإسلامية

وزارة الدفاع الوطني

الرقم : 312 / م / دو

التاريخ 29 / 7 / 1360 ( تشرين الأول _ أكتوبر _ 1980 م )

جانب معالي رئيس الوزراء

وفق معلومات مستقاة من مصادر موثوقة ومعلومات قدمتها الأجهزة الحليفة يدرس النظام العراقي حالياً وقف لإطلاق النار في شهر محرم , ومن المرجح جدا انه سيقدم اقتراحاً قريباً بهذا الصدد .

واقتضى إعلامكم بذلك . في انتظار تعليماتكم .

مع الاحترام

 

الرسالة الثالثة

 النائب عن وزير الدفاع

مستعجل جداً

سري جداً

 

جمهورية إيران الإسلامية

رئيس الوزراء

الرقم 1105 / م / دم ز

التاريخ : 30 / 7 / 1360 ( تشرين الأول – أكتوبر – 1981 م )

جانب وزارة الدفاع الوطني

عطفاً على الرسالة رقم 312 / م / دو , المؤرخة في 29 / 7 / 1360 ( تشرين الأول – أكتوبر – 1980 م )

, من الضروري إرسال تقرير كامل حول الموضوع مع الاقتراحات اللازمة لطرحها في الاجتماع الذي سيعقده المجلس الأعلى للدفاع الوطني في 3 / 8 / 1360 ( تشرين الأول – أكتوبر – 1981 م )

رئيس الوزراء

مستعجل جدا

الرسالة الرابعة

 جمهورية إيران الإسلامية

وزارة الدفاع الوطني

الرقم : 312 / م / دو

التاريخ : 2 / 8 / 1360 ( تشرين الأول – أكتوبر – 1981 م )

ملحوظة : وثيقة ربطا

جانب المجلس الأعلى للدفاع الوطني

تجدون ربطاً , الرسالة رقم 672 / 5 / 80 , المؤرخة في 12 تشرين الأول _ أكتوبر _ 1981 م , والواردة من شركة العقيد نمرودي مصحوبة بترجمتها وفق معلومات مستقاة من مصادر موثوقة ومعلومات قدمتها الأجهزة الحليفة يدرس النظام العراقي حاليا وقفا لإطلاق النار في شهر محرم ومن المرجح انه سيقدم قريبا اقتراحا بهذا الصدد.

انطلاقا من مضمون رسالة شركة العقيد نمرودي , ومن نتائج الدراسات اللوجستيكية تعتقد الوزارة انه من الضروري التعامل مع مثل هذا الاقتراح العراقي بايجابية وذلك للحصول على المزيد من الوقت .

النائب عن وزير الدفاع

مستعجل جدا

سري جدا

الرسالة الخامسة

جمهورية إيران الإسلامية

وزارة الدفاع الوطني

الرقم : 327 / م / دو

التاريخ : 17 / 8 / 1360 ( تشرين الثاني – نوفمبر – 1980 م )

جانب معالي رئيس الوزراء

عطفا على ما نقلته شفهيا إلى معاليكم اعتقد انه من الضروري مرة أخرى إعادة طرح مختلف الجوانب التي جرت مناقشتها في الاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للدفاع الوطني في 3 / 8 / 1360 ( تشرين الأول – أكتوبر – 1981 م ) وذلك بسبب أهمية الموضوع.

نظرا للمشاكل السياسية الراهنة ولصعوبة وضع البلاد الاقتصادي وضعفه وهو يستحق اهتماما اكبر اعتقد انه من الحيوي اتخاذ قرار حول إمكانيات القبول بوقف إطلاق النار مع النظام العراقي التي عرضت بالتفصيل على سيادة حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشمي رفسنجاني لقد سبق لنا وعرضنا الأسباب المختلفة لذلك لكن السبب الأساسي مازال هو الوقت لأنه في الوضعية الحالية للأمور يجب قبل أي شئ آخر الحصول على المزيد من الوقت .

حاليا يجري تنفيذ المراحل الأخيرة من صفقة العقيد نمرودي بموجب برنامج رئاسة الأركان الميدانية والحاسبات العديدة التي جرت حوله ويمكن لهذه المراحل أن تكون حاسمة . إن المجلس الأعلى للدفاع الوطني مدرك لكون المرحلة الهجومية التي ستجري في ربيع 1361 ( 1982 م ) هي الفرصة الأخيرة لإنهاء هذه الحرب المفروضة علينا ولتحقيق نصر جيش الإسلام وبالتالي لا يجب ترك أي تفصيل من دون دراسة لذا هناك حاجة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولو مشروط , إن تحضير المعدات المتفق عليها في صفقة نمرودي دخل في مرحلته الأخيرة وحسب بعض المعلومات ستترك هذه المعدات البلد القادمة منه الأسبوع الثاني من شهر اصفاند ( آذار – مارس – 1982 م ) في اتجاه المرافئ الأوربية لكي يتم شحنها على متن باخرة شركة الملاحة التابعة لجمهورية إيران الإسلامية . خلال الوقت الذي مضى تم بذل كل ما هو ممكن لشحن هذه المعدات مباشرة إلى إيران لكن بسبب الوضعية الخاصة للبلد المعني استحال تنفيذ ذلك احد الأسباب هو نقل صواريخ لانس التي لا يمكن شحنها إلى إيران إلا انطلاقا من أوروبا أما باقي العملية فمرتبط بالتغيير الذي حدث في برنامج النقل

وفق البرمجة الحالية ستصل المعدات إلى بندر عباس في أواسط شهر فافاردين 1361 ( مطلع نيسان – ابريل – 1982 م ) وستكون جاهزة كليا على الجبهات في بداية شهر اورديبهشتي ( أواخر نيسان – ابريل 1982 م )

أو على ابعد تقدير في أواسطه ( مطلع أيار – مايو – 1982 م )

انطلاقا من هذه العناصر أرجو في حال وافقتم على ذلك إعادة طرح هذا الموضوع مجددا في إحدى اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع الوطني.

النائب عن وزير الدفاع الوطني

سري جدا

مستعجل جدا

 

 

ويليه الجزء الرابع بإذن الله

عزالدين بن حسين القوطالي

تونس في : 23/08/2007

 



مقالات ذات صلة