الحوثيون يسعون إلى علمنة الدستور اليمني

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 901
الحوثيون يسعون إلى علمنة الدستور اليمني
الحوثيون يسعون إلى علمنة الدستور اليمني

21-7-2013                                                                                             

يوم بعد يوم يثبت الشيعة لأنفسهم ولغيرهم أن قضية الإسلام والتمكين لدين الله في الأرض ليست قضيتهم، بل همهم الأكبر التمكين لشيعتهم، وجنسهم الفارسي، على حساب العرب والمسلمين والإسلام ذاته، فليس من أهدافهم إقامة الدولة الإسلامية، بل إن هدمها أسمى غاياتهم، ولهذا تزداد مؤامراتهم يوما بعد يوم، وتكثر منهم الخيانات، وتصدير الخذلان للإسلام والمسلمين.

وما يحدث في اليمن هذه الأيام أوضح دليل على هذه الحالة التآمرية التي يتخذها الشيعة تجاه الإسلام والمسلمين، حيث أوضحت عدة مصادر مطلعة أن ممثلي جماعة الحوثي المسلحة في فريق بناء الدولة (اليمنية) اعترضوا على لفظ (إسلامية) في تعريف هوية الدولة اليمنية، كما اعترضوا على كون الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع في دستور اليمن الجديد، حيث يُصر ممثلو المؤتمر الشعبي العام في فريق بناء الدولة- وعلى رأسهم ممثلو جماعة الحوثي- على أن يكون الإسلام مصدراً رئيسياً، وليس مصدر جميع التشريعات في الدستور القادم.

جدير بالذكر الإشارة إلى أن ممثلي جماعة الحوثي هم من تولوا كبر هذين الاعتراضين، وتبعهم بعد ذلك بقية الأحزاب ذات التوجه العلماني والليبرالي والاشتراكي، وهي أحزاب المؤتمر والاشتراكي والناصري والحراك الجنوبي، بينما قوبل بالرفض من قبل حزب التجمع اليمني للإصلاح وحزب الرشاد السلفي، ولهذا انسحبا من الاجتماع احتجاجاً على تصويت أغلبية القوى السياسية على أن ينص الدستور على أن دين الشعب هو الإسلام وليس ديناً للدولة.

فالحوثيون ومن تبعهم يسعون في الدستور الجديد إلى التميز بين دين الشعب ودين الدولة على أن يكون دين الشعب هو الإسلام، أما الدولة فيسعون إلى جعلها بلا دين، وهذا يعني أن الدستور القادم لن يكون بأي حال من الأحوال- إن تم لهم مرادهم- دستورا إسلاميا، فمعنى التفرقة بين دين الشعب ودين الدولة أن الدولة مقبلة على حكم علماني، وإن كان دين الشعب هو الإسلام.

ويعضد هذا المذهب إصرار الحوثيين ومن معهم من الأحزاب العلمانية على أن يكون الإسلام مصدرا رئيسا، وليس المصدر الرئيسي لجميع التشريعات في الدستور القادم.

إلى جانب ذلك هناك غاية أخرى من السعي لسلخ الدولة اليمنية عن الإسلام، حيث أكد عدد من أعضاء فريق بناء الدولة أن إصرار ممثلي الحوثي على عدم تسمية اليمن بدولة إسلامية يأتي في إطار مخطط استراتيجي تسعى من خلاله جماعة الحوثي المسلحة إلى إيجاد أرضية صلبة لمشروعية الخروج على الدولة؛ كون المفهوم العقائدي لدى هذه الحركة سيجعل من الدولة اليمنية, حين ينتزع منها هويتها الإسلامية, دولة يجب الخروج عليها في أي وقت تراه قيادة الحركة مناسباً للخروج على دولة لا تكون إسلامية, وفق مفهوم التسمية الجديدة التي يسعى ممثل الحوثي والحراك إلى فرضها داخل فريق بناء الدولة.

فالتلازم العلماني/الشيعي تلازم في الغاية والهدف، فالفريقان يسعيان إلى طمس كل معلم إسلامي، والإتيان على الهوية الإسلامية للدولة اليمينية وغيرها من الدول الإسلامية، ففي مصر رأينا هذا التوافق وفي سوريا وتونس، ورأيناه في كل بلد عربي وُجد للشيعة صوت فيه، رأينا تخذيلاً للصف الإسلامي، وانقلاباً على خيارات الشعب المنادية بتحكيم الشريعة، وإعلاءً للصوت العلماني.
لكن الكرة الآن في ملعب الشعب اليمني، فهو القادر وحده على رسم خارطة طريقة، والإطاحة بأفكار الحوثيين والأحزاب العلمانية، الساعين إلى سلخ الشعب اليمني واليمن ككل عن الإسلام، وفرض الرؤى الغربية عليه، فعلى جموع اليمنيين التصدي لبغي هذه الفئة، والوقوف إلى جانب الأحزاب الإسلامية المنادية بتطبيق الشريعة والإعلاء من دورها في المجتمع اليمني.

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث

 



مقالات ذات صلة