أبي بشرى مصطفى الهوساوي
13-7-2012
لا ينقضي عجبي من الصفاقة العظيمة التي يتحلى بها أمين ما يسمى بحزب الله المدعو ( حسن نصر الله ) الذي ما فتئ يخرج علينا بين الفينة والأخرى بتصريحاته التي يتظلم فيها زوراً وبهتاناً لأبناء طائفته من الرافضة , ويختلق فيها الأكاذيب لكي يصوّر للعالم أن الرافضة هم مضطهدون في البلدان التي يحكمها أهل السنة , وبظنّه أن العالم سوف يصدق أحدوثته وأباطيله , حاله في ذلك حال كلّ الروافض الذين مردوا على النفاق والكذب , ورضعوا التضليل والافتراء من أثداء أمهاتهم , حيث دأب الروافض منذ كانوا ـ لا كانوا ـ على أن يرموا أهل السنة بما هم أولى به ,
وبما هم متلبسون به من قباحات وفظاعات , فالتاريخ يشهد أنهم هم الذين قتلوا الحسين ـ رضي الله عنه ـ ثم اتهموا أهل السنة بقتله بعد ذلك , وأنهم هم الذين خذلوا أهل البيت وأضمروا لهم العداء ثم اتهموا أهل السنة بمعاداتهم وأنهم نواصب , وهم الذين كلما تمكنوا في أرض غدروا بأهل السنة فيها وارتكبوا فيهم المجازر والمذابح , وكلّما سامحهم أهل السنة وعاملوهم بالحسنى ظنّوا أنّ ذلك ضعف منهم ثم كافؤوهم بالإساءة , نعم .. لقد أدرك العالم اليوم مَن المظلوم ومن الظالم , ومن الذي يقتل الآخر ويضطهده ثم يتظالم , إذ ما عادت خافية على أحد كل جرائم الرافضة في حق أهل السنة , فالمشانق اليومية التي تنصب للأهوازيين المضطهدين في إيران , وما يجري في العراق من ذبح بطيء لأهل السنة , وما يجري في سوريا من مجازر وإبادات جماعية بيد النصيريّة أسقط كل المظالم والدعاوى التي ظل الرافضة على مدى التاريخ يتغنون بها ويلفقونها ,
حتى الغرب الكافر الذي وجد في الرافضة حليفاً مخلصاً له في حربه على الإسلام بدأ يتململ من شناعة ما يرتكبونه من جرائم وحماقات , وبدأ يشعر أنهم سـيشكّلون عليه عبءاً يوماً ما , لذا فإنّا لا نستبعد أن نرى الغرب في أحد الأيام يقلب للرافضة ظهر المجن نظراً لمصالحه , ولا سيّما بعد أن يمكن الله لأهل السنة في سوريا ويزول النظام النصيري الغاشم , ويبدأ نجم الروافض بالأفول في كل البلاد الإسلامية , ويدرك الغرب أن لا مناص من مد المهادنة والمعاملة إلى أهل السنة حفاظاً على مصالحه .
إنّ الحرب التي تدور رحاها اليوم في سوريا بين الشعب والنظام هي حرب فاصلة بين الحق والباطل , وبين الإسلام والكفر , وانتصار الحق فيها على الباطل وظهوره عليه يعني انتصاره وظهوره في سائر البلدان الإسلامية , وهذي هي الحقيقة التي أدركها الغرب المعادي للإسلام مبكراً , فحسم أمره بالوقوف مع نظام بشار ( الممانع ) ضد الثورة السورية الشريفة , وغضّ الطرف عن كل جرائمه التي لم يسبق لها في التاريخ مثيل , بل ومنحه المهل تلو المهل للقضاء على الثورة السورية .. لكنّ نظام بشار خيّب آمالهم وأخلف ظنهم فيه ... ورغم كل المؤامرات التي تحاك ضد الثورة السورية في الخفاء والعلن , ورغم ممالأة المجتمع الدولي لنظام بشار ووقوفهم بجانبه , ورغم خذلان العرب والمسلمين للشعب السوري .. إلا أنّ الثورة السورية الأبية ما زالت تشقُّ طريقها إلى النصر بكل قوّة لا تلوي على شيء , وما هذا الاستنفار الدوليّ ,
وما هذه الجلبة التي بدأنا نسمعها في أروقة ما يسمى بمجلس الأمن إلا بسبب شعورالأعداء بقرب انتصار الثورة السورية على عميلهم المخلص في حراسة إسرائيل , فالاجتماعات التي كانوا يعقدونها في أسابيع , صاروا يعقدونها في ساعات , وأصبحنا نسمع في كلامهم بالانتقال السلمي للسلطة وإدراج المبادرات تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة , وبموافقة النظام السوري على الحوار مع الجيش السوري الحر الذي كان يصمه قبل أيام بأنه جماعات مسلحة وإرهابيّون وما إلى هنالك ... كل هذه المبادرات المشؤومة والزوابع السياسية قد فات أوانها ومضى زمانها , وأصبح القرار بيد الشعب السوري , وأما تحرك القوم في الوقت الضائع بهذه الوتيرة فهو دليلٌ على أن القوم قد سُقِطَ في أيديهم , وأنهم يسابقون الريح بطرح المبادرات للحيلولة دون سقوط نظام بشار وانتصار الثورة .. وهيهات هيهات .. قد سبق السيف العذل .
إنّ أكبر خاسر بانتصار الثورة السورية هو النظام الإيراني وأجنحته وأذنابه , الذين كشّروا عن أنيابهم وناصبوا الشعب السوري العداء , ودعموا النظام الذي يقتلهم بالمال والسلاح والرجال , نعم .. إن الروافض هم أكبر الخاسرين بسقوط نظام بشار , وخسارتهم لا تقتصر على انحسار رقعتهم وتوقف مدهم فحسب , بل هي مؤذنة بزوالهم ـ بإذن الله ـ وملاقاة جزائهم على كل ما اقترفوه من جرائم في حق أهل السنة عبر الأزمان , وأول ذنب سيقطع من أذناب إيران بعد سقوط نظام بشار هو منظومة ما يسمى بـ( حزب الله ) اللبناني وأمينه المدعو ( حسن نصر الله ) الذي لم تصله الموعظة بعد , ولم يقرأ رسالة الشعب السوري ... فهو ما زال يتدخل في شؤون الدول العربية وينتقد سياساتها , ويتظلم لأبناء طائفته , وكأنه زعيم دولة عظمى ... وما زال يرينا أنّ المجازر التي ترتكب في سوريا بحق أهل السنة إنّما هي ترتكب في حق طائفته في البحرين والقطيف ... ما زال ( حسن نصر الله ) يعيش في خيالاته التي نسجها من أحقاده المجوسية الفارسية , لذلك أقول ناصحاً إن كان يسمعني : قد مضى زمان التضليل والأكاذيب , وليس لديك وقتٌ تهدره في الأوهام والخيالات , فالثورة الســورية ماضية ومنتصرةٌ , ومعالم النصر بدأت تلوح في الأفق , وسيقتصّ الشعب السوري منك ومن حزبك حزب الشيطان , فاشغل نفسك بما هو أجدى لك فالوقت بدأ بالنفاد أمامك ...
( وانجُ نصرُ فقد هلك نُصَير ) .
المصدر: موقع لجينيات