د. عمر الأشقر رحمه الله (1)
العلامة محمد بن علي الشوكاني المولود سنة 1173هـ والمتوفى سنة 1250هـ إمام مجتهد، له باع طويل في علوم الاجتهاد، وقد قضى عمره في التأليف والتدريس والدعوة.
وهذا الصنف من العلماء الذين يسلكون هذا السبيل يُبتلون ويُختبرون، وتلك سنّة الله في عباده الذين سلكوا سبيله، [آلم أحسِب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يُفتنون] (سورة العنكبوت،1) وقد حدثنا الشوكاني – رحمه الله – في كتابه (أدب الطلب)([2]) عن بعض ما أصابه بسبب اشتغاله بعلوم الاجتهاد، ونبذه التقليد والتعصب المقيت، فقد حسده علماء عصره، وثار ضده المتعصبون الجهلة، واستعْدوا عليه السلطان، وزينوا له سجنه وسفك دمه، ولكنه ثبت ولم تأخذه في الله لومة لائم، فأيده الله ونصره، وأذل من أراد به شراً، ونحن ننقل إليك بعض ما ذكره من تلك الوقائع.
قال الشوكاني: "ولقد اشتدّ بلاهم، وتفاقمت محنتهم في بعض الواقعات، فقاموا قومة شيطانية، وصالوا صولة جاهلية، وذلك أنه ورد إليّ سؤال في شأن ما يقع من كثير من المقصّرين من الذم لجماعة من الصحابة، صانهم الله، وغضب على من ينتهك أعراضهم المصونة، فأجبت برسالة([3]) ذكرت فيها ما كان عليه أئمة الزيدية من أهل البيت، وغيرهم، ونقلت إجماعهم من طرق، وذكر كلمات قالها جماعة من أكابر الأئمة، وظننت أن نقل إجماع أهل العلم يرفع عنهم العماية، ويردّهم عن طرق الغواية، فقاموا بأجمعهم، وحرروا جوابات زيادة على عشرين رسالة([4])، مشتملة على الشتم والمعارضة بما لا ينفق إلا على بهيمة، واشتغلوا بتحرير ذلك وأشاعوه بين العامة، ولم يجدوا عند الخاصة إلا الموافقة، تقية لشرهم، وفراراً من معرتهم، وزاد الشر وتفاقم حتى أبلغوا ذلك إلى أرباب الدولة والمخالطين للملوك من الوزراء وغيرهم، وأبلغوه إلى مقام خليفة العصر([5]) حفظه الله، وعظم القضية عليه جماعة ممن يتصل به، فمنهم من يشير عليه بحبسي، ومنهم من ينصح له بإخراجي من مواطني، وهو ساكت لا يلتفت إلى شيء من ذلك، وقاية من الله وحماية لأهل العلم، ومدافعة عن القائمين بالحجة في عباده، ولم تكن لي إذ ذاك مداخلة لأحد من أرباب الدولة، ولا اتصال بهم، واشتد لهج الناس بهذه القضية، وجعلوها حديثهم في مجامعهم، وكان من بيني وبينهم مودة يشيرون عليّ بالفرار أو الاستتار، وأجمع رأيهم على أني إذا لم أساعدهم على أحد الأمرين فلا أعود إلى مجالس التدريس التي كنت أدرّس بها في جامع صنعاء، فنظرت ما عند تلامذتي، فوجدت أنفسهم قوية، ورغبتهم في التدريس شديدة إلا القليل منهم، فقد كادوا يستترون من الخوف، ويفرون من الفزع، فلم أجد لي رخصة في البعد عن مجالس التدريس، وعدت، وكان أول درس عاودته عند وصولي إلى الجامع في أصول الفقه بين العشائين، فانقلب من بالجامع، وتركوا ما هم فيه من الدرس والتدريس، ووقفوا ينظرون إليّ متعجبين من الإقدام على ذلك لما قد قرر عندهم من عظم الأمر وكثرة التهويل والوعيد والترهيب، حتى ظنوا أنه لا يمكن البقاء في صنعاء فضلاً عن المعاودة للتدريس.
ثم وصل وأنا في حال ذلك الدرس جماعة لم تجر لهم عادة بالوصول إلى الجامع، وهم متلفعون بثيابهم ولا يعرفون، وكانوا ينظرون إليّ ويقفون قليلاً ثم يذهبون، ويأتي آخرون، حتى لم يبق شك مع أحد أنها إن لم تحصل منهم فتنة في الحال وقعت مع خروجي من الجامع، فخرجت من الجامع وهم واقفون على مواضع من طريقي، فما سمعت من أحدهم كلمة فضلاً عن غير ذلك، وعاودت الدروس كلها، وتكاثر الطلبة المتميزون زيادة على ما كانوا عليه في كل فن، وقد كانوا ظنوا أنه لا يستطيع أحد أن يقف بين يدي مخافة على أنفسهم من الدولة والعامة، فكان الأمر على خلاف ما ظنه وكنت أتعجب من ذلك وأقول في نفسي هذا من صنع الله الحسن ولطفه الخفي، لأن من كان الحامل له على ما وقع الحسد والمنافسة لم ينجح كيده بل كان الأمر على خلاف ما يريد.
ومن عجيب ما أشرحه لك أنه كان في درس بالجامع بعد صلاة العشاء الآخرة في صحيح البخاري يحضره من أهل العلم الذين مقصدهم الرواية وإثبات السماع جماعة، ويحضره من عامة الناس جمع جمّ لقصد الاستفادة بالحضور، فسمع ذلك وزير رافضي من وزراء الدولة، وكانت له صولة وقبول كلمة بحيث لا يخالفه أحد، وله تعلق بأمر الأجناد، فحمله ذلك على أن استدعى رجلاً من المساعدين له في مذهبه، فنصب له كرسياً في مسجد من مساجد صنعاء، ثم كان يسرج له الشمع الكثير في ذلك المسجد، حتى يصير عجباً من العجب، فتسامع به الناس، وقصدوا إليه من كل جانب لقصد الفرجة والنظر إلى ما لا عهد به، والرجل الذي على الكرسي يملي عليهم في كل وقت ما يتضمن الثلب لجماعة من الصحابة صانهم الله، ثم لم يكتف ذلك الوزير بذلك حتى أغرى جماعة من الأجناد من العبيد وغيرهم بالوصول إليّ لقصد الفتنة، فوصلوا وصلاة العشاء الآخرة قائمة، ودخلوا الجامع على هيئة منكرة، وشاهدتهم عند وصولهم، فلما فرغت الصلاة قال لي جماعة من معارفي إنه يحسن ترك الإملاء تلك الليلة في البخاري، فلم تطب نفسي بذلك، واستعنت بالله، وتوكلت عليه، وقعدت في المكان المعتاد، وقد حضر بعض التلاميذ وبعضهم لم يحضر تلك الليلة لما شاهد وصول أولئك الأجناد، ولما عقدت الدرس وأخذت في الإملاء رأيت أولئك يدورون حول الحلقة من جانب إلى جانب، ويقعقعون بالسلاح، ويضربون سلاح بعضهم في بعض، ثم ذهبوا ولم يقع شيء بمعونة الله تعالى وفضله ووقايته. ثم أن ذلك الوزير أكثر السعاية إلى المقام الإمامي هو ومن يوافقه على هواه ويطابقه في اعتقاده من أعوان الدولة، واستعانوا برسائل بعضها من علماء السوء، وبعضها من جماعة من المقصرين الذين يظنهم من لا خبرة له في عداد أهل العلم.
وحاصل ما في تلك الرسائل أني قد أردت تبديل مذهب أهل البيت عليهم السلام، وإنه إذا لم يتدارك ذلك الخليفة بطل مذهب آبائه، ونحو هذا من العبارات المفتراة والكلمات الخشنة والأكاذيب الملفقة.
ولقد وقفت على رسالة منها لبعض أهل العلم ممن جمعني وإياه طلب العلم ونظمنا جميعاً عقد المودة وسابق الألفة، فرأيته يقول فيها مخاطباً لإمام العصر أن الذي ينبغي له، ويجب عليه، أن يأمر جماعة يكبسون منزلي، ويهجمون مسكني، ويأخذون ما فيه من الكتب المتضمنة لما يوجب العقوبة من الاجتهادات المخالفة للمذهب، فلما وقفت على ذلك قضيت منه العجب، ولولا أن تلك الرسالة بخطه المعروف لديّ لما صدقت، وفيها من هذا الزور والبهت والكلمات الفظيعة شيء كثير، وهي في نحو ثلاثة كراريس.
وعند تحرير هذه الأحرف قد انتقم منه، فشرده أمام العصر إلى جزيرة من جزائر البحر مقروناً في السلاسل بجماعة من السوقة وأهل الحرف الدنيئة، وأهلكه الله في تلك الجزيرة [ولا يظلم ربك أحداً] (سورة الكهف: 49)، وكان حدوث هذه الحادثة عليه ونزول هذه الفاقرة به بمرأى ومسمع من ذلك الوزير الرافضي الذي ألّف له تلك الرسالة استجلاباً لما عنده وطلباً للقرب إليه وتودّداً له.
ومن جملة ما وقفت عليه من الرسائل المؤلفة بعناية هذا الوزير رسالة إلى بعض مشائخي الذين أخذت عنهم بعض العلوم الإلهية، وفيها من الزور ومحض الكذب ما لا يظن بمن هو دونه وما حمله على ذلك إلا الطمع في الوزير، فعاقبه الله بقطع ما كان يجري عليه من الخليفة، وأصيب بفقر مدقع، وفاقة شديدة، حتى صار عبرة من العبر، وكان يفد إليّ يشكو حاله وما هو فيه من الجهد والبلاء فأبلغ جهدي في منفعته وما يسدّ فاقته، وهكذا جماعة من المترسلين على المبالغين في إنزال الضرر بي أرجعهم الله إليّ راغمين، وأحوجهم لمعونتي مضطرين، ولم أعاقب أحداً بما أسلفه ولا كافيته بما قدمه.
وقد ذكر بعض ما جرى في هذه المحنة في موضع آخر من كتابه "أدب الطلب"([6]) فقال: ومن([7]) أقرب حوادث الرفض في ديارنا هذه أنه كان جماعة من المتظهرين بالعلم يملون على الناس في جامع صنعاء في شهر رمضان سنة ست وعشرة ومائتين بعد الألف في كتب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكانوا نحو ثلاثة أو أربعة، كل واحد منهم قد اجتمع عليه جماعة كثيرة من العامة، وكان أحدهم يملي على كرسّي مرتفع، وتسرج حوله الشمع الكثير، فيجتمع من الناس عدد كثير جداً لقصد الفرجة، كما يتفق في مثل هذا، وكانوا يشوبون المناقب بذكر مثالب بعض الصحابة، ويحطون من بعضهم، ويصرحون بسبب البعض، ويتوجعون من البعض، وكان ما يصدر من هؤلاء من هذه الأمور إنما هو مطابقة للوزير الرافضي الذي قدمت لك ذكره، ولا سيما صاحب الكرسي، وهذا الوزير لم يكن رفضه لوازع ديني، كما يتفق لكثير من أهل الجهل المتعلقين بالرفض، فهو أنذل من ذاك وأقل، ولكنه يفعل ذلك مساعدة لجماعة من شياطين المتفقهة المتعصبة، يدخلون إليه فيقولون: إنه لم يبق من يحامي على هذا الأمر سواك، وأنك ركن التشيع، وملجأ أهله، ونحو هذه العبارات، فيبالغ في التظهر بهذه الخصلة، ويحب نسبة ذلك إليه، فكان الرفض مكملاً لمثابه، متمماً لمعايبه، لأنّه في كل باب من أبواب القبائح قريع دهره، ونسيج وحده.
فلما تكاثر ما يصدر من أولئك المشتغلين بما لا يعنيهم من ثلب السلف مع ما ينضم إلى ذلك من إدخال الضغائن في قلوب العامة وإيمانهم أن الناس قد تركوا مذهب أهل البيت، وفعلوا وفعلوا، وكل ذلك كذب، فإن الناس هم في هذه الديار زيدية، وكثير منهم يجاوز ذلك فيصير رافضياً جلداً، ولم يكن في هذه الديار على خلاف ذلك إلا الشاذ النادر، وهم أكابر العلماء، ومن يقتدي بهم، فإنهم يعملون بمقتضى الدليل، ولا ينتمون إلى مذهب، ولا يتعصبون لأحد، فهؤلاء هم الذين يقصدهم أولئك الرافضة بكل فاقرة، ويرمونهم بالحجر والمدر، ويسمونهم بميسم النصب.
فلما تفاقم شر أولئك المدرسين، وصار الجامع ملعباً لا متعبّداً، واشتغل بأصواتهم المصلون عن صلاتهم، والذاكرون عن ذكرهم رجح إمام العصر([8]) أعزّ الله به الدين منع صاحب الكرسي من الإملاء في الجامع، وأمره بالعود إلى المسجد الذي كان يملي فيه.
فحضر أولئك المستمعون على عادتهم وكان الإملاء قبل صلاة العشاء، فلما لم يحضر شيخهم ذهب بعضهم ليجيء به من بيته، فأخبرهم أن الإمام قد منعه، وأمره بالعود إلى حيث كان، فلم يعذروه، ولا سمعوا منه، ورجعوا إلى الجامع، ثم ثاروا ثورة شيطانية، وقاموا قومة طاغوتية، فمنعوا من الصلاة في الجامع، وما زال ينضم إليهم كل رافضي، ومن له رغبة في إثارة الفتنة، حتى صاروا جمعاً كثيراً، ثم خرجوا، فقصدوا بيت المؤذن الذي أظهر عليهم الرأي الإمامي فرجموه، حتى كادوا يهدمونه، وفيه نساء وأطفال قد صاروا في أمر مريع، هذا وليس لذلك المؤذن المسكين سعي، ولا له قدرة على شيء، ولكنه أرسل بالرأي الإمامي والي الأوقاف إليه، ووالي الوقف أيضاً ليس له سعي في ذلك ولكنه أرسله إليه بعض من يتصل بالمقام الإمامي، ثم لما فرغوا من رجم بيت المؤذن ذهبوا ولهم صراخ عظيم وأصوات شديدة إلى بيت والي الأوقاف، وهو رجل من أهل العلم من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجموا بيته رجماً شديداً، حتى غشي على بعض من فيه من الشرائف، فقال لهم قائل: إن هؤلاء الشرائف المرجومات هن بنات نبيكم وبنات علي بن أبي طالب، ولم يكنّ بنات معاوية ولا بنات عمرو بن العاص وغيرهما ممن تعادونهم فما لكم ولهن؟ فلم يتلفتوا إلى ذلك، واستمرّوا على الرجم ثم دخلوا إلى بعض البيت ونهبوا بعض متاعه، وبلغهم أن والي الأوقاف وولده بمسجد قريب من بيته، فحاصوا حيصة حمر الوحش، وصرخوا صرخة الحمر الأهليّة، وذهبوا إلى ذلك المسجد عازمين على قتله، فأغلق عليه بعض الناس مقصورة المسجد، فسلم.
ثم ذهبوا بصراخهم وجلبتهم إلى بيت بعض أهل العلم من أهل البيت النبوي، وكان يعظ الناس بالجامع، ويتظهر ببعض من السنّة، فرجموا بيته رجماً شديداً، وفيه شرائف وأطفال. ثم ثاروا إلى بيت بعض وزراء الخليفة لا لذنب إلا لكونه ينافسه ذلك الوزير الرافضي، وكونه ينتسب إلى بعض بطون قريش، فرجموه رجماً شديداً ثم كسروا بعض أبوابه ودخلوا وكادوا يتصلون بمن فيه لولا أنه حماه جماعة بالرمي بالبنادق وآخرون بالسلاح، ويتصل ببيت هذا الوزير المرجوم بيت وزير آخر من أهل العلم فرجموه ورجمهم من في بيت الوزير حتى أصابوا جماعة منهم فتركوه، وسبب رجمهم لبيت الوزير هذا أنه من جملة من يتظهّر بعلم السنّة، ثم لما كاد ينقضي الليل فارقوا ما هم فيه من أثاروا فتنة عظيمة، ومحنة شديدة.
ولما كان النهار جمع الخليفة أعوانه، وطلبني واستشارني، فأشرت عليه بأن يحبس أولئك المدرسين الذين أثاروا الفتنة في الجامع بسبب ما يصدر منهم من نكاية القلوب وإثارة العوام، فحبسهم، ثم أشرت عليه بأنه يأمر بتتبع أولئك الذين رجموا البيوت، وفعلوا تلك الأفاعيل ومن وجدوه حبسوه، ويأمر بتتبع جماعة من شياطين الفقهاء المثيرين للفتنة، ففعل وحبسوا جميعاً، ولكن لم ينصح والي مدينة صنعاء لموافقته للوزير الرافضي في الرفض ومهابته له ووقوفه عندما يختاره ويرتضيه.
وبعد ان اجتمع في الحبس جماعة كثيرة من هؤلاء أرسل الإمام حفظه الله لجماعة من شياطينهم المباشرين للفتنة من الفقهاء، فجيء بهم من الحبس إليه، وضربهم بالعصي تحت داره وهو ينظر، ثم أرسل في اليوم الآخر لجماعة من أهل السوق المباشرين للفتنة فصنع بهم ما صنع بأولئك، ثم جعل جماعة من شياطين الجميع في سلاسل وأرسل بهم إلى جزائر البحر على هيئة منكرة فسكنت الفتنة سكوناً تاماً.
ولقد شاهدت من التعصبات في هذه الفتنة ما بهرني من الخاصة والعامة، أما الخاصة فإني رأيت من أهل بيت الخلافة من أولاد الإمام وغيرهم ومن الوزراء والأمراء والقضاة وأهل العلم من ذلك ما يعجب منه، فإني لما أشرت على الخليفة بما أشرت خرجت من المكان الذي هو مستقر فيه إلى حجرته، وفيها أكابر أولاده، وهم إذ ذاك أمراء الأجناد، وعندهم جميع الوزراء وهم جميعاً في أمر مريع، فيهم من يعظم عليه حبس أولئك المدرسين ويراه حطّاً في مرتبة الرفض، ونقصاً من الرافضة، وقد قتل منهم ذلك الوزير الرافضي في الذروة والغارب، وأوهمهم أنها ستثور فتنة من العامة والأجناد، وما زال بعض أولاد الخليفة يردّد عليّ ذلك ويرغبني في الرجوع عن الشور الذي أشرت به على الخليفة، ويذكر ما قد ألقاه إليه الوزير الرافضي من خشية ثورة الأجناد والعامة، فما زلت أعرفه بالصواب، وأذكر له أن هذه الفتنة لو لم تحسم يومنا هذا بحبس المثيرين لها لهلك غالب الناس في الليلة الواصلة، ونهبوا الأموال جهاراً، وأنه سيصل الأمر إلى الخليفة وأولاده فضلاً عن غيرهم، وعرّفته أنه ما سيثور بسبب ذلك أجناد ولا غيرهم، فإن هذا تسكين للفتنة لا إثارة لها، ولقد حمدوا هذه المشورة بعد حين وعرفوا أنها صواب، وأن بها كان سكون تلك الفتنة التي غلت مراجلها، وكادت تعم جميع أهل صنعاء ثم تسري بعد ذلك إلى سائر الديار اليمنية.
المصدر : موقع الراصد
[1] - من كتابه: جولة في رياض العلماء.
[2]- ص 30.
[3]- هي رسالته المسماة: إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي.
[4]- جمعت في كتاب بعنوان: إظهار الحبي، وانظر كتاب مصادر الفكر الإسلامي ص 141.
[5]- هو المنصور علي بن العباس المتوفى سنة 1224هـ.
[6]- ص 74.
[7]- هذه الحادثة أشار إليها المؤلف في البدر الطالع.
[8]- هو الإمام المنصور علي بن العباس السابق ذكره.