الشاعر الفلسطيني " تميم البرغوثي " والهُيَامُ ب"حزب الله" اللبناني

بواسطة الحقيقة قراءة 4208
الشاعر الفلسطيني " تميم البرغوثي "  والهُيَامُ ب"حزب الله" اللبناني
الشاعر الفلسطيني " تميم البرغوثي " والهُيَامُ ب"حزب الله" اللبناني

عبد الرؤوف الرملي

25-11-2015

وأنا أتصفح التويتر لفت نظري تغريدة نصها :

ما دام أنّ تميم البرغوثي لا زال يعتبر حزب الله المجرم الطائفي حزباً مقاوماً، فكلّ قصائده لا تساوي الحبر الذي كُتبت به بالنسبة لي كسوري..!!..

 

 

فأثارني الفضول على البحث في الشبكة العنكبوتية عن مقالات الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي ...

علي أعثر على ما عناه المغرد أعلاه ..

فوجدت مقالا بعنوان " نصر فلسطين والله الغني "  نشر بتاريخ . 15 يوليو 2014.

يكيل فيه " تميم البرغوثي " المدح والثناء على حزب الله اللبناني وإيران ..

وهذا نص كلامه :

إن هذا التسليح القوى الذى نراه للمقاومة الفلسطينية، فى ظل القطيعة مع سوريا منذ سنتين لا أرى له إلا سببين، الأول هو أن المقاومة استطاعت فى سنوات ما قبل القطيعة وبعدها مباشرة تطوير صناعة أسلحة محلية، بحيث لا تعرف إسرائيل ولا غير إسرائيل كمية السلاح الذى تمتلكه المقاومة ولا نوعيته، والسبب الثانى، وهو ظن من عندى، لا أملك عليه دليلا ماديا، هو أن المقاومة اللبنانية، استمرت فى إمداد المقاومة الفلسطينية بالسلاح وبخبرة استخدامه وصناعته، حتى بعد القطيعة بين حماس ودمشق...

أن المقاومة اللبنانية، وأعنى حزب الله تحديدا، لطالما كان أنبل وأحكم من جميع حلفائه، وإن كانت دمشق منذ سنتين تمنُّ ولا تفعل، فإن الأشبه بحزب الله أنه يفعلُ ولا يمُنُّ. ثم إن الأمر يتعدى الأخلاق إلى الوضع الاستراتيجى. فدمشق قد ترى أن الخطر الوجودى عليها متمثل فى الجماعات الإسلامية المسلحة العاملة فى سوريا، وأنه هذا الخطر أشد عليها، فى هذه الأيام، من إسرائيل. بينما ترى كل من إيران وحزب الله، أن الخطر الوجودى عليهما، ما يزال آتيا من إسرائيل، لا من الجماعات الإسلامية المسلحة. فمصلحة كل من حزب الله وإيران الاستراتيجية تقتضى تسليح غزة وتطويق إسرئيل من جنوبها وشمالها معا...

وقال أيضا :  إن كل حرب سوى هذه الحرب باطلة، إن كل رصاصة تطلق فى غير اتجاه العدو المشترك فى سوريا ولبنان والعراق، هى رصاصة فى ظهورنا، إن كل عربى ومسلم يقتل عربا ومسلمين إنما يقتل نفسه، ويقتلنا. إن الحرب الطائفية لن ينتصر فيها أحد مهما طالت، وإن حربنا هذه مع إسرائيل، على قلة السلاح والأنصار، هى الوحيدة التى يمكن تحقيق أى نصر فيها...هـ

يقول تميم البرغوثي في معرض كلامه عن أسباب  صمود أهلنا في غزة : وهو ظن من عندى، لا أملك عليه دليلا ماديا، هو أن المقاومة اللبنانية، استمرت فى إمداد المقاومة الفلسطينية بالسلاح وبخبرة استخدامه[1] وصناعته، حتى بعد القطيعة بين حماس ودمشق...

فبنى على هذا الظن مجدا لحزب الله لا يستحقه ولا ندري هل تُبنى الحقائق والمواقف على الظنون والأوهام ودون أدلة مادية قاطعة ..؟؟!!

ثم يستمر تميم في سرد قصه يحيك خيوطها من الخيال فيقول :  بينما ترى كل من إيران وحزب الله، أن الخطر الوجودى عليهما، ما يزال آتيا من إسرائيل...

نقول لتميم فليرجع قليلا إلى الوارء وإلى حقبة الثمانينات من القرن العشرين ... وخاصة حقبة الحرب العراقية الإيرانية ليجد بأن إسرائيل التي  "تمثل خطرا وجوديا على إيران " قد دعمت إيران بالأسلحة لحرب العراق والعجيب أن من هذه الأسلحة هي أسلحة المقاومة الفلسطينية التي غنمتها إسرائيل في اجتياحها للبنان ..

ففي مقابلة مع جريدة ( الهيرلد تريديون) الإمريكية في 24-8-1981 إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود هذه العلاقة بين إيران و إسرائيل و أنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك و الذي كان متورطاً في التنسيق و التعاون الإيراني الإسرائيلي,,, و في 3 حزيران 1982 إعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح وعلل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق..!! وقد أفادت مجلة ميدل إيست البريطانية في عددها تشرين الثاني 1982 أن مباحثات  بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين بجنوب لبنان,,, وذكرت مجلة أكتوبر المصرية في عددها آب1982 أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن إيران قد عقدت صفقه مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولارهـ [2]

لا أحد يستطيع إثبات أن هنالك عداءً بين إيران وإسرائيل.. بل على العكس هنالك عشرات الأدلة على وجود تعاون وتفاهم بين الدولتين ..ويكفي قول شارون : " لم أر يوماً في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد "  (مذكرات شارون ص 583).

..واعتقد أن إيران شيعية ويشملها عموم قول المقبور شارون ..

فنحن لا نسمع إلا جعجعات لكن لا نرى طحنا في العلاقة بين إسرائيل وإيران ..

ويكفي أن أمريكا قد سلمت العراق لإيران على طبق من ذهب..!!, لتسحق أهل السنة في هذا البلد وحركاتهم الاسلامية !!! ..وفي هذا دليل على أن إيران هي معول بيد إسرائيل وأمريكا لتهدم به كل كيان يهددها, وما عملية إعدام صدام وتسليمه إلى إيران للقيام بهذه المهمة إلا دليلا لهذه المقولة ..

ونعود لحزب الله ففي الوقت التي كانت غزة تسحق وتحترق بفعل الحمم الإسرائيلية كان حزب الله عضوا في جوقة المتفرجين على حرق غزة وهو لطالما كان يتفاخر بأن صواريخة قادرة للوصول إلى حيفا وما بعد حيفا ..!!

فأين صواريخه المكدسة في مخازنه فلماذا لم يطلقها لتخفيف الضغط عن غزة وتشتيت جهد العدو ..

وعلمنا بعد ذلك انه استخدمها لقتل أطفال ونساء أهلنا في سوريا ..

يقول البرغوثي :  إن كل عربى ومسلم يقتل عربا ومسلمين إنما يقتل نفسه، ويقتلنا...

طيب ماذا يفعل "حزب الله"  في سوريا هل يوزع الورود والرياحين على الشعب السوري أم هو يقتلهم ..؟!!

إن حزب الله يساند حكومة ونظاما أنت قلت عنه في معرض مقالك عن حصار مخيم اليرموك  : ومحاولات مؤيدى النظام السورى لنفى المسئولية عنه محزنة حقا، فمخيم اليرموك حى من أحياء دمشق، والمسئولية عنه قانونيا وأخلاقيا، محليا وإقليميا، تقع على عاتق الجيش الذى يسيطر على المدينة وهو الجيش النظامى. وإن زعم مؤيدو النظام أن لهم قضية أو حقا، فإن الباطل خير ألف مرة من حق مزعوم تُفعل هذه الأفاعيل باسمه...

وقلت أيضا : إن للنظام السورى باعا طويلا فى مجال تجويع الفلسطينيين، ربما أكثر من أى نظام عربى آخر. إن ثلاثا من دول الطوق الأربع غمست يدها فى دم الفلسطينيين مرة واحدة: أيلول، وصبرا وشاتيلا، وحصار غزة، وإن دولة واحدة فقط من دول الطوق الأربع غمست يدها فى دم الفلسطينيين ثلاث مرات: تل الزعتر، وحرب المخيمات، واليوم اليرموك...

..

هذا هو النظام السوري الذي أوغل في دماء الفلسطينيين يسانده "حزب الله "ويقف معه ويبذل خيرة شبابه قربانا لتثبيت دعائم هذا النظام الفاشي والمجرم ..

فكيف نجمع بين مقاومة حزب الله ومساندته للنظام السوري أليس هذا هو جمع بين المتناقضات وتوفيق بين المختلفات ..

وليس هذا فقط فالمقاوم حسن نصر الله قد تحالف مع مليشيات مقتدى الصدر ومليشيات عبد العزيز الحكيم وهذه المليشيات هي المسؤولة عن تهجير وسفك دماء أهلنا الفلسطينيين في العراق ..

ثم إن حزب الله أصبح حارسا لحدود دولة إسرائيل, فمنذ عام 2006 لم تحصل أي معركة ذات شأن سوى بعض المناوشات مع جنود العدو لا يعدو عددها أصابع اليد الواحدة,, ونسأل هل يسمح حزب الله لأي أحد كان باختراق الحدود لضرب الصهاينة..؟؟,, فليجب على هذا التساؤل شاعرنا تميم ..

وهذه شهادة من أمين عام حزب الله السابق "صبحي الطفيلي" تؤيد هذا الكلام حيث يقول : " إن حزب الله هو حرس حدود لإسرائيل " (انظر: صحيفة الشرق الأوسط في تاريخ 29 رجب 1424 هـ ، الموافق: 25/9/2003 م العدد (9067) ، وكذلك لقاءه التلفزيوني في قناة new tv ضمن برنامج «بلارقيب» أواخر عام 2003).

وأهل البيت أدرى بما فيه ...

بعد هذا تكون وصيتنا للشاعر " تميم البرغوثي " بالنظر إلى الصورة من كل الزوايا لأخذ الحكم الكلي على المشهد ولا يكتفي بالنظر إلى جزئية ليعممها ويعطيها الحكم الكلي ..!!

فبضعة صواريخ أطلقت من حزب الله تجاه العدو الصهيوني مع بعض الجعجعات لا تكفي بتزكية هذا الحزب وهو يقترف أبشع الجرائم بحق أهلنا في سوريا ..

إن حزب الله حزب عقائدي شيعي وشعاراته التي يقاتل تحت ظلها مشهورة مثل لبيك يازينب وهلم جرا ..

فهل يرجو شاعرنا تميم من هذا الحزب خيرا وهو يعتنق عقيدة التشيع التي تكفر عمر بن الخطاب وتلعن صلاح الدين وهم فاتحي بيت المقدس ومحرريه..

وليرجع تميم البرغوثي إلى التاريخ ليرى بأن الشيعة ليس لهم إلا دورا تآمريا على مقدساتنا ,,

وأزيد الشاعر من الشعر بيت فأقول له أن من يتغنى بمقاومتهم لا يعتقدون  بقدسية القدس وأن المسجد الأقصى عندهم غير موجود على الأرض بل هو في السماء ..وأن مسجد الكوفة خير منه ..

فعلى شاعرنا إعادة حساباته وقراءة التاريخ جيدا... وللإنصاف فهو في منتصف الطريق فلا هو يؤيد النظام السوري ولا هو ضد إيران وذنبها حزب الله,, والحقيقة أنهم كلهم يستقون من مشكاة واحدة ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] للعلم فإن فتح هي من دربت شيعة لبنان ..فلا يحتاج الفلسطينيون الى من يدربهم..

[2] من مقال بعنوان : العلاقات الايرانية الاسرائيلية تعاون سري وتاريخي "..  مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية – لندن "..



مقالات ذات صلة